حكاية نجم اسمه كونتي اكتشف الجمهور الإيطالي هذا الموسم مدربا شابا جديدا لكن بشخصية عظيمة سمحت له في وقت قصير بفرض نفسه وتحقيق مشوار إيجابي للغاية مع السيدة العجوز إلى حد الآن، اسمه أنطونيو كونتي اللاعب السابق ل جوفنتوس والمنتخب الإيطالي وأحد أبرز اللاعبين في منصب وسط الميدان في إيطاليا وفي أوروبا، فبعد نجاحه في الخروج سالما من كمين سان سيرو ليلة السبت الفارط بفرضه التعادل على ميلان، ارتأينا أن نقدم لكم هذا "البورتري" عن حياة ومشوار هذا اللاعب المحارب الناجح إلى حد الآن كمدرب، كيف لا وهو يقود السيدة العجوز من دون خسارة هذا الموسم في منافستي البطولة والكأس في إيطاليا. الانطلاقة كانت مع نادي ليتشي دشن أنطونيو كونتي مسيرته الكروية كلاعب كرة القدم حين انضم في سن السادسة عشر إلى فريق مسقط رأسه ليتشي أين عرف بداياته كلاعب كرة قدم، ورغم صغر سنه إلا أن كونتي عمل جاهدا من أجل إرضاء الطاقم الفني للفريق ومحاولة أخذ فرصة والدخول للمشاركة مع الفريق في موسمه الأول لكن ذلك لم يتحقق له نظرا لصغر سنه بالإضافة إلى وجود لاعبين ذوي خبرة كما أن لعب الفريق على تفادي السقوط جعل مقابلاته كلها صعبة ولا تتطلب أبدا تواجد لاعب صغير فيها، ولكنه تمكن رغم ذلك من المشاركة في مقابلتين فقط في موسم 1985/1986 الذي عرف سقوط النادي إلى الدرجة الثانية الإيطالية في أول موسم للصغير كونتي آنذاك مع النادي الأصفر والأحمر. موسمان في القسم الثاني عاش فيهما تهميشا كبيرا ولعب فريق ليتشي بعد سقوطه موسمين كاملين في الدرجة الثانية الإيطالية موسمي 1986/1987 و1987/1988 وعرف كونتي في هذين الموسمين معاناة حقيقية كاد أن يفقد ثقته في نفسه من خلالهما خاصة أنه كان لاعبا شابا وبحاجة ماسة لفرض نفسه خاصة أن اللعب في القسم الثاني كان سيعطيه فرصة حقيقية لفرض نفسه بما أن الفريق عرف مغادرة أبرز ركائزه الأساسية، لكن العكس حدث بما أن المدرب الحالي لجوفنتوس اكتفى بتسخين مقاعد البدلاء وعدم التواجد في الكثير من الأحيان في القائمة المعنية بمقابلات الفريق، كما أن تغيير المدرب في ذلك الموسم لم يساعده لأن المسؤول عن العارضة الفنية لم يكن يثق فيه تماما، إلا أنه سجل حضوره في سبع مقابلات خلال هذين الموسمين اثنتان منهما في الكأس في الموسم الأول واثنتان في نفس المنافسة في الموسم الثاني كما شارك في ثلاثة مقابلات في البطولة في نفس الموسم. الفرج يأتي بعودة ليتشي للقسم الأول عاد نادي ليتشي مرة أخرى إلى الدرجة الأولى الإيطالية موسم 1988/1989 وهو الموسم الذي عرف تحسنا كبيرا في وضعية كونتي اللاعب صاحب ال 19 سنة آنذاك بما أنه تمكن من كسب ثقة الطاقم الفني شيئا فشيئا حيث شارك في 19 مقابلة كاملة في البطولة و ثلاثة أخرى في كأس إيطاليا ولولا الإصابة التي تعرض لها في منتصف الموسم لكان عدد مشاركاته أكبر بكثير، وساهم كونتي في هذا الموسم بقسط وفير في بقاء النادي في القسم الأول متفاديا بذلك شبح السقوط مرة أخرى إلى جحيم الدرجة الثانية الإيطالية، وأظهر أنطونيو في ذلك الموسم ملامح لاعب واعد وكبير بفضل طريقة لعبه الرائعة. بداية التألق والانطلاقة الحقيقة مطلع التسعينيات موسم 1989/1990 كان فأل خير على أنطونيو كونتي الذي نجح في فك مكانة أساسية في فريقه بعد أن استطاع فرض نفسه بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلها بالإضافة إلى اقتناع الطاقم الفني به وبقدراته البدنية والفنية الكبيرة، حيث سجل حضوره في 28 مقابلة بالتمام والكمال في "السيريا a" وهو ما جعله تقريبا نجم الفريق الأول بدون منازع وهو لم يتجاوز بعد ال 19 من عمره فيما لعب في منافسة الكأس مقابلتين فقط، كما عرف هذا الموسم تمكن كونتي من تسجيل هدف تاريخي له مع ليتشي بما أنه كان الأول من نوعه له كلاعب كرة قدم محترف وهو الهدف الذي أسعده كثيرا آنذاك وسجل به دخوله الحقيقي لعالم النجومية. عاد مع ليتشي للدرجة الثانية وأعين اليوفي تراقبه لم يتمكن نادي ليتشي في موسم 1990/1991 من الصمود في القسم الأول حيث أنهى الموسم رفقة الفرق المعنية بالسقوط ليعود من جديد إلى جحيم الدرجة الثانية لكن كونتي سار عكس تيار فريقه واستطاع مواصلة التألق بلعبه 28 مقابلة أخرى ليصبح النجم الأول للفريق ورغم المجهودات الجبارة التي قام بها من أجل إنقاذ الفريق إلا أن باقي التشكيلة لم تكن في المستوى المطلوب كما شارك كونتي في أربع مناسبات في كأس إيطاليا قدم فيها مستويات راقية، وإذا كان ليتشي قد خسر كل شيء وعاد إلى بطولة الدرجة الثانية فإن كونتي من جهته لم يخسر كثيرا بما أن أعين السيدة العجوز راقبته جيدا طيلة العام وأخذت عنه نظرة جد طيبة تحضيرا لاستقدامه في الموسم المقبل. وجاء موسم 1991/1992 مخيبا للآمال منذ بدايته بالنسبة للفريق ككل ول أنطونيو كونتي على وجه الخصوص بما أنه لم يتمكن من فرض نفسه عكس المواسم التي سبقت ذلك الموسم واكتفي في أربعة أشهر باللعب في 9 مناسبات فقط في البطولة الإيطالية فيما شارك 3 مرات في منافسة كأس إيطاليا التي سجل فيها هدفه الأول في هذه المنافسة، الثاني له والأخير مع الفريق، بما أن مسيرة كونتي مع فريق القلب الذي عرف معه انطلاقته انتهت في شهر نوفمبر من عام 1991. نوفمبر 1991 بداية حكاية كونتي الجميلة مع السيدة العجوز مواصلة تألق أنطونيو كونتي مع فريق ليتشي لموسمه الثاني على التوالي جعل إدارة السيدة العجوز لا تطيق الانتظار من أجل استقدامه بما أنه ترك نادي ليتشي في نوفمبر 1991 لينضم إلى الكبير جوفنتوس منهيا بذلك حكاية رائعة مع فريق مدينته، ولم تجلب صفقة كونتي الكثير من الاهتمام رغم أنه كان متابعا من طرف العديد من الأندية الكبيرة على غرار قطبي مدينة ميلانو ونادي روما الذي أصر على خدماته كثيرا، لكن جوفنتوس يبقى جوفنتوس والكل يحلم بتقمص ألوانه بما أنه الفريق رقم واحد في إيطاليا وهو ما لم يتردد كونتي في القيام به مقدما بذلك على خطوة عملاقة في مسيرته الكروية التي بدأت مع الأسود والأبيض في سن 22 سنة فقط. يرفع التحدي ويقول بأنه سيكون تارديلي الجديد وفور وصوله إلى مدينة تورينو لتقديمه لوسائل الإعلام كلاعب جديد في جوفنتوس لم يكن أي أحد يؤمن بأن اللاعب المغمور القادم من ليتشي سيكون اسما كبيرا معتقدين أن اسمه لن يطول ذكره ستة أشهر على الأكثر، لكن كونتي برزانته وشخصيته القوية وبنبرة تسودها عزيمة كبيرة قال حينها مخاطبا وسائل الإعلام التي حظرت تقديمه: ''أريد أن أفرض نفسي وأصبح مثل بيبي فورينو وماركو تارديلي'' نجوم اليوفي الذين كتبوا أسماءهم بأحرف ذهبية، وهو الرهان الذي نجح كونتي في رفعه بعد ذلك مغيرا أراء الكثير ممن لم يثقوا فيه منذ البداية. يحجز مكانه الأساسي من أول مشاركة وملامح نجم تلوح في الأفق والملفت للانتباه في بداية مشوار أنطونيو كونتي مع جوفنتوس هو سيرها عكس البداية التي كانت له مع ليتشي بما أن الفتى الشاب صاحب ال 22 ربيعا تمكن من افتكاك مركز أساسي في تشكيلة السيدة العجوز منذ الوهلة الأولى، ودشن كونتي مسيرته مع اليوفي أسبوعا واحدا فقط بعد التحاقه به في مقابلة الداربي الكبير أمام الجار والغريم تورينو يوم 17/11/1991 بالضبط فيما لعب أول مقابلة له في منافسة كأس إيطاليا أمام أنتير ميلان في 11 فيفري 1992، وعرف كونتي منافسة جديدة عليه آنذاك حين شارك أول مرة أوروبيا في أحد أكبر انتصارات الفريق في كأس الاتحاد الأوروبي أمام أنورثوسيس القبرصي بستة أهداف كاملة لهدف واحد يوم 16 سبتمبر 1992 ووصل عدد مشاركات كونتي في نصف موسم فقط إلى 20 مقابلة كاملة 14 منها في البطولة و6 في كأس إيطاليا فيما لم يشارك أوروبيا في نصف هذا الموسم. يفتح عداد الأهداف ويحقق أولى البطولات واصل أنطونيو كونتي تألقه وفرض نفسه في موسم 1992/1993 حيث تمكن من المشاركة في 47 مقابلة بالتمام والكمال في جميع المنافسات، ولعب كونتي أحد أحسن المواسم في حياته الكروية على الإطلاق ما جعل الجميع يتنبأ له بمستقبل واعد وزاهر إلى درجة أن البعض أكد أن أسطورة جديدة في خط وسط الميدان قادمة لتكتب التاريخ لا محالة بفضل طريقة لعبه الفريدة من نوعها، ويبقى الشيء المميز في موسم كونتي الثاني مع جوفنتوس هو تحقيقه أول لقب له في حياته الكروية ويتعلق الأمر بكأس الاتحاد الأوروبي التي سيطر فيها جوفنتوس آنذاك بالطول والعرض وفرض منطقه فيه كما ساهم كونتي في ذلك بشكل ملفت للانتباه. عهد التألق وحصاد الألقاب موسم 1993/1994 كان مشابها كثيرا للموسم الذي سبقه بما أن كونتي تمكن من مواصلة فرض نفسه ولعب 41 مقابلة في البطولة والكأس وعلى المستوى الأوروبي سجل من خلالها 4 أهداف كاملة، وكان هذا الموسم جد مميز ل كونتي بما أنه دخل قلوب الجماهير التي بدأت آنذاك تتعلق به بعدما أصبح ركيزة خط وسط ميدان السيدة العجوز، ويمكن وصف هذا الموسم بموسم الثبات والتألق بما أن كونتي واصل المسيرة فيه دون خطأ على الإطلاق. وجاء الموسم الموالي بالنسبة ل كونتي رائعا بكل ما تحمله الكلمة بما أنه كان من بدايته إلى نهايته مليئا بالذكريات السعيدة، حيث تمكن من مشاركة السيدة العجوز في تحقيق الثلاثية التاريخية بعد الفوز بالبطولة الإيطالية، منافسة الكأس ومقابلة السوبر الإيطالي، وشارك كونتي في 23 مقابلة في "السيريا a" تمكن خلالها من تسجيل هدف واحد فيما لم يسجل أي هدف في الكأس والسوبر لكنه ترك بصمته في كأس الاتحاد الأوروبي بما أنه سجل هدفين في خمس مقابلات. يحقق ثلاثية خارجية وموسم 94/95 الأحسن على الإطلاق وبعد الثلاثية المحلية ل جوفنتوس في موسم 94/95 جاء الدور على التألق خارجيا حيث ساهم كونتي بشكل مباشر في تحقيق ثلاثية خارجية تاريخية في مسيرة النادي وكان أبرز وأحسن لاعب على الإطلاق حيث أصبح حينها ركيزة أساسية في فريق السيدة العجوز كما تمكن من تسجيل سبعة أهداف كاملة وهي أعلى نسبة تهديفية له في مسيرته الكروية خمسة منها في البطولة الإيطالية وهدفان في رابطة أبطال أوروبا، وبغض النظر عن الأهداف فإن كونتي توج بطلا لرابطة أبطال أوروبا بالإضافة إلى إثراء رصيده بكأس السوبر كونتينونتال وكأس أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية، ليكون بذلك موسم 1995/1996 أحسن مواسم كونتي مما سبق ومما تلى ذلك على الإطلاق. شبح الإصابة لم يمنعه من قيادة اليوفي للتتويج بلقب 97 كان موسم 1996/1997 أقل المواسم مشاركة من طرف أنطونيو كونتي مع جوفنتوس بسبب الإصابة التي طاردته طيلة الموسم ولم تسمح له باللعب سوى في ستة مناسبات في البطولة الإيطالية و ثلاثة في البطولة الأوروبية فيما شارك في بطولة السوبر الإيطالي وكان وراء تتويج جوفنتوس آنذاك بما أنه كان وراء تسجيل هدف السيدة العجوز الوحيد في تلك المقابلة التي فاز بها الفريق بهدف دون رد، ورغم نقص عدد مشاركات كونتي إلا أنه دعم خزانة تتويجاته بلقبين جديدين يتمثلان في البطولة الإيطالية وكأس السوبر. ولم يختلف موسم 97/98 عن سابقه بما أن كونتي واصل عروضه الخيالية التي أذهلت الجميع وجعلت منه أفضل لاعب وسط في إيطاليا على الإطلاق حيث كان يغطي مساحات كبيرة في خط الوسط ويشارك في حملات فريقه الهجومية بالإضافة إلى طريقته الرائعة في استرجاع الكرات وبناء الهجمات، وشارك كونتي في هذا الموسم في 28 مناسبة في البطولة الإيطالية، ستة في الكأس و9 مقابلات أوروبيا وأنهى كونتي موسمه هذا بتسجيل ستة أهداف. نهاية مواسم المجد وبداية السنوات العجاف لم يكن موسم 1998/1999 عاديا لأنصار جوفنتوس ومتتبعي الكرة الإيطالية ففريق جوفنتوس المتعود على الألقاب في كل موسم خرج هذه المرة خالي الوفاض وبدون أي تتويج يذكر وشارك كونتي في هذا الموسم في 30 مقابلة بالبطولة، اثنتين في الكأس وأربعة أوروبيا وسجل كونتي 7 أهداف كاملة ليعادل رقمه القياسي الشخصي الذي حققه في موسم 1995/1996، لتتوالى بعد ذلك السنوات العجاف على السيدة العجوز التي لم تتمكن في الموسم الموالي من التتويج بأي لقب فيما واصل كونتي إثراء سجل أهدافه بوصوله إلى 7 أهداف أيضا في ذلك الموسم معادلا رقميه السابقين. آثار السنين تظهر ومردود كونتي يتراجع موسم 2000/2001 عرف تراجعا رهيبا في أداء كونتي الذي بدأ يتأثر بسنه بما أنه وصل آنذاك إلى سن31 ربيعا وهو ما جعل أمر مواصلة التألق أمرا صعبا للغاية خاصة بالنسبة للاعب في وسط الميدان وهو المنصب الذي يتطلب مجهودات بدنية جبارة، وتزامن التراجع الرهيب في مردود كونتي مع نقص عدد مشاركاته بعد أن وصل في ذلك الموسم إلى 21 مشاركة فقط في البطولة الإيطالية فيما لعب مقابلتين فقط في كأس إيطاليا وخمس لقاءات أوروبيا، كما واصل كونتي رفقة جوفنتوس الصيام عن التتويج للموسم الثالث على التوالي لتكون بذلك بداية نهاية لاعب أسطورة. العودة إلى التتويجات قبل نهاية المشوار ويبدو أن كونتي لم يشأ الخروج من عالم كرة القدم كلاعب دون معانقة الكؤوس من جديد بما أنه تمكن رفقة فريقه من التتويج بالثنائية في موسم 2001/2002 بعد الفوز بالبطولة الإيطالية وكأس السوبر وهو نفس السيناريو الذي حدث في الموسم الموالي بعد تتويج كونتي باللقبين نفسهما، وعرف أداء كونتي تحسنا طفيفا مقارنة بالمواسم العجاف وكأنه أراد أن يعطي كل ما عنده في الملاعب قبل توديعها نهائيا، وشارك كونتي في هذين الموسمين 52 مرة واكتفي بتسجيل هدف وحيد، رقم يثبت أن كونتي صاحب ال 32 سنة لم يعد ذلك الشاب الذي أتى من ليتشي في سنة ال 22 ربيعا. نهاية الحكاية وأسطورة وسط اليوفي تودع الملاعب لم يكن موسم 2003/2004 عاديا في جوفنتوس ومحيطه بما أنه عرف نهاية أسطورة عظيمة كتبت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ النادي الإيطالي العريق، ففي نهاية هذا الموسم قرر كونتي تعليق الحذاء وهو في سن 35 سنة بعد 13 سنة كاملة قضاها بين أحضان السيدة العجوز، وغادر كونتي عالم كرة القدم بدون تتويج يذكر واكتفى بلعب 24 مقابلة في موسمه الأخير في جميع البطولات فيما لم يتمكن من تسجيل أي هدف، وبفضل رزانته وطريقة لعبه الممتازة وروحه القيادية داخل الملعب فإن الجميع اعتبره واحدا من الأساطير التي مرت على نادي جوفنتوس، ليودع بذلك كونتي الملاعب تاركا وراءه أحلى وأجمل الذكريات. مسيرته مع المنتخب الإيطالي نهائيا كأس العالم وأوروبا أبرز محطات كونتي بداية كونتي مع المنتخب الإيطالي كانت يوم 27 ماي 1994 بمناسبة مقابلة أمام المنتخب الفنلندي والتي انتهت بفوز السكوادرا آزورا بثنائية نظيفة، واستدعي كونتي للمنتخب الإيطالي في 20 مناسبة من 1994 إلى غاية 2000 سجل خلالها هدفين، وتبقى أبرز مناسبتين ل أنطونيو في مسيرته مع الآزوري هي نهائي كأس العالم 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية ونهائي أورو 2000 أمام فرنسا، لكن يبدو أن كونتي غير محظوظ مثلما هو محظوظ مع جوفنتوس من ناحية الألقاب بما أن مسيرته الدولية لم تعرف أي تتويج يذكر. ____________ كونتي المدرب شخصيته القوية سمحت له بإحداث ثورة في اليوفي عرف أنطونيو كونتي حين كان لاعبا بشخصيته القوية داخل الملعب وخارجه وهو ما جعله سنوات قليلة قبل اعتزاله مرشحا لدخول عالم التدريب خاصة أن الجميع يشهد له بكفاءته الكبيرة حين سير جوفنتوس كقائد وهي أحد الميزات التي يجب أن تتوفر في مدرب كرة القدم، وهو ما لم يجعل اختياره ليكون مدربا بمثابة المفاجأة، وأجمع كل اللاعبين الذين عايشوا حقبة كونتي كلاعب أنه صاحب أفكار ممتازة في عالم التكتيك حيث أنه دائما ما كان يقوم بتوجيه اللاعبين داخل الملعب ليكون بذلك خليفة المدرب الحقيقي في المستطيل الأخضر. بدأ في نادي سيينا مساعدا ثم مدربا قصة أنطونيو كونتي مع عالم التدريب انطلقت موسم 2005/2006 حين تولى منصب مدرب مساعد في فريق سيينا أين أخذ الخبرة وتعلم أفكارا جديدة قبل أن ينطلق وحيدا كمدرب رئيسي لفريق أريزو الذي ينشط حاليا في الدرجة الرابعة الإيطالية لموسمين كاملين حقق معه نتائج جد مشجعة جعلت إدارة نادي باري تستقدمه لتولي زمام العارضة الفنية للفريق الذي كان ينشط في الدرجة الثانية الإيطالية وإذا كان موسم كونتي الأول مع هذا الفريق عاديا باحتلاله المركز 11 فإن موسمه الثاني معه كان ممتازا بما أنه حقق الصعود إلى الدرجة الأولى عن جدارة واستحقاق بفضل احتلاله المركز الأول وهو ما جعل كونتي يدخل عالم التدريب من الباب الواسع، قبل أن ينتقل بعدها إلى نادي أتالانتا في موسم 2009/2010 لكنه لم ينجح في رفع التحدي بسبب مشاكل بينه وبين أنصار الفريق أدت إلى استقالته في منتصف الموسم قبل سقوط الفريق إلى القسم الثاني في النهاية ليعود من جديد إلى سيينا الموسم الماضي لكن هذه المرة كمدرب رئيسي وتمكن معه من تحقيق الصعود إلى الدرجة الأولى بعد أن احتل معه المركز الثاني خلفا ل أتلانتا. جوفنتوس يخطفه لكن هذه المرة كمدرب ولم يمر الموسم الرائع الذي حققه كونتي كمدرب مع فريق سيينا وقبله مع باري مرور الكرام على إدارة نادي جوفنتوس وعلى رأسها الرئيس أندريا أنييلي حيث أعلن النادي في الصيف الماضي التعاقد رسميا مع أنطونيو كونتي كمدرب رئيسي، وإذا كانت السيدة العجوز قد خطفت اللاعب في وسط الثمانينات من ليتشي وهو لاعب فهذه المرة قامت بذلك وهو مدرب، ولاقى خبر تعاقد جوفنتوس معه استحسان أغلبية أنصار "البيانكونيري" الذين وضعوا ثقتهم فيه منذ البداية فيما رأى البقية أنه لا يملك سجلا حافلا يمكنه من قيادة فريق كبير ك اليوفي رغم اعترافهم بما قدمه للنادي كلاعب. نصف موسم كان كافيا لإنجاح ثورته التدريبية ولم تمر سوى أشهر قليلة منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للسيدة العجوز حتى تمكن أنطونيو كونتي من إسكات القلة القليلة التي لم تضع ثقتها فيها مثبتا أنه مدرب شاب صاحب أفكار تكتيكية ممتازة وقادر على صنع التاريخ كمدرب مثلما فعل ذلك كلاعب، ويقدم زملاء ديل بيرو إلى حد الآن موسما خارقا للعادة تحت قيادته، ورغم تغير تشكيلة الفريق جذريا وقدوم لاعبين شباب إلا أن الفريق يبقى المرشح رقم واحد لمنافسة فريق ميلان على لقب البطولة الإيطالية. تمكن من تحطيم رقم جيسي كارفر الصامد منذ 1950 وتمكن كونتي منذ البداية من تحطيم رقم قياسي كان من الصعب التفكير حتى في معادلته، حيث أن أنطونيو وصل إلى المقابلة 24 له مع اليوفي من دون تسجيل أي خسارة إلى حد الآن وهو ما يعد شيئا خارقا ويصعب تحقيقه على أي فريق في العالم، وكان الرقم القديم بحيازة المدرب السابق ل جوفنتوس جيسي كارفر الذي استطاع الوصول إلى 17 مقابلة من دون خسارة، موسم 1949/1950 وهو ما يعتبر انتصارا معنويا كبيرا ل كونتي بما أن أكبر المدربين دهاء وخبرة لم يتمكنوا من تحقيق هذا الأمر بمن في ذلك كابيلو وليبي. لم يخيب الرئيس أنييلي الذي راهن عليه منذ البداية وبتمكنه من قيادة جوفنتوس بتشكيلته الشابة إلى بر الأمان وتحقيق أهداف الفريق المسطرة من الآن بضمانه مكانا في نهائي كأس إيطاليا بنسبة كبيرة ومقعدا في منافسة رابطة أبطال أوروبا الموسم القادم يمكن القول أن كونتي لم يخيب أبدا الرئيس أندريا أنييلي الذي راهن عليه رغم وجود معارضة من طرف البعض من داخل الإدارة خاصة أن التعاقد مع مدرب شاب لم يسبق له وأن تولى زمام أمور فريق كبير كان يعد مجازفة كبيرة، وهو ما جعل أنييلي ينجح في أول رهاناته كرئيس بنجاحه في ضمان صفقة ناجحة مائة بالمائة. الحياة الشخصية ل كونتي والده شجعه على دخول عالم الكرة ولد أنطونيو كونتي يوم 31 جويلية من عام 1969 في مدينة ليتشي التي تعود إليها جذور أجداده، وتربى كونتي منذ الصغر على حب كرة القدم بما أن والده -كوزيمينو رجل الأعمال- كان رئيسا لفريق هاو اسمه ''جوفنتينا ليتشي'' حيث كان يصطحبه معه دائما لحضور مقابلات هذا الفريق بالإضافة إلى مقابلات الفريق الأول في المدينة نادي ليتشي الذي انضم إليه فيما بعد في سن السادسة عشر، ويمكن القول أن المحيط الذي نشأ فيه كونتي كان وراء ولوجه عالم كرة القدم بطريقة مباشرة. يعشق اليوفي منذ الصغر وبيتيغا مثله الأعلى وعرف عن كونتي عشقه ل جوفنتوس منذ نعومة أظافره حيث يذكر مقربوه أنه شارك في مسابقة منظمة من إحدى الجرائد المحلية حين كان يبلغ من العمر عشر سنوات اسمها ''أرسم لاعبك المفضل'' ليقوم كونتي الصغير برسم روبرتو بيتيغا مهاجم جوفنتوس الكبير لسنوات السبعينيات والذي يعتبره أنطونيو مثله الأعلى منذ ذلك العمر رغم أنه لم ينشط فيما بعد في ذلك المنصب، وحتى ميولات والده التشجيعية ساهمت في تحديد الفريق الذي عشقه كونتي منذ الصغر بما أن والده كان عاشقا للسيدة العجوز هو الآخر. تمتع بالرزانة حتى وهو مراهق وما يؤكد أن كونتي كان مرشحا ليكون رجلا ناجحا في حياته هي رزانته الكبيرة التي تحلى بها حتى وهو مراهق، حيث يروى والده أن أول أجرة تلقاها من طرف ليتشي قام على إثرها بفتح حساب بنكي ليوفر نقوده فيه ليشتري دراجة نارية بسيطة يستعملها للتنقل إلى الملعب بأجرته الثانية قبل أن تأتي الثالثة ويشتري بها سيارة من نوع ''غولف'' من طرف جوليانو تيرانيو زميله حارس ليتشي آنذاك، كل هذا وكونتي لم يتجاوز حينها الثامنة عشر من عمره، والمعروف على أن شابا في مثل عمره كان ليبذر كل هذه الأموال ولا يفكر أبدا فيما فكر فيه المدرب الحالي للسيدة العجوز. والدته لم تصدق اتصال رئيس اليوفي وظنته مزحة في يوم من الأيام بينما كونتي يجمع لوازمه الرياضية تحضيرا لذهابه إلى التدريبات رن هاتف المنزل لتجيب والدته التي غابت عنها الكلمات وهي تسمع أحدهم يقول لها: ''سيدتي أن جيان بييرو بونيبيرتي رئيس نادي جوفنتوس تورينو''، حيث ظنت في البداية أنها مجرد مزحة قبل أن يواصل رئيس السيدة العجوز كلامه ويؤكد لها قائلا: ''تأكدي جيدا سيدتي أن أنطونيو سيجد عائلته الثانية في تورينو وأننا سنساعده في الظروف الصعبة، عليك فقط أن تثقي بنا وتسمحي له بالالتحاق بفريقنا''، وهو الخبر الذي جعل كونتي يطير فرحا ويتأكد أنها ستكون المرة الأخيرة التي يحمل فيها ألوان نادي ليتشي. له وجهان مختلفان ويعشق مدينة ليتشي حتى وإن ارتبط اسم كونتي بمدينة تورينو بفضل السنوات الطويلة التي قضاها هناك بالإضافة إلى تعلقه بهذه المدينة إلا أنه لا حب يضاهي حبه لمدينة مسقط رأسه ليتشي التي لا يستطيع الابتعاد عنها ودائما ما يقضي أوقات راحته هناك حين تسمح له الفرصة للقيام بذلك، كما يعرف عن كونتي بأنه شخص هادئ ورزين خارج الملعب ومع كل من يعرفهم، لكن في الملعب جميع اللاعبين يخافونه بسبب صراخه المستمر وفقدانه لأعصابه في الكثير من المرات خاصة عندما لا يطبق اللاعبون ما يمليه عليهم داخل غرف تبديل الملابس. =================================== قالوا عن كونتي ديل بيرو: ''شخصيته القوية وراء نجاحه في اليوفي'' رغم أنه لا يشركه كثيرا هذا الموسم إلا أن أليساندرو دل بيرو نجم وأسطورة نادي جوفنتوس أكد أن كونتي يملك شخصية قوية سمحت له بالنجاح في عمله كمدرب وأنه قدم ل جوفنتوس إضافة كبيرة هذا الموسم واستطاع بث الرغبة والعزيمة في لاعبي الفريق، وقال ديل بيرو: ''كونتي يملك شخصية قوية ساعدته كثيرا لينجح في عمله كمدرب أنا أعرفه منذ أن كان لاعبا ولم يتغير كثيرا منذ ذلك الحين واستطاع نقل روحه القيادية كلاعب إلى عمله الجديد كمدرب، علاقتي معه ممتازة وأنا سعيد جدا بالعمل معه''. بيرلو: ''كونتي أحدث ثورة في عالم التدريب ولم أر أحسن منه'' أندريا بيرلو اللاعب المخضرم ل جوفنتوس رغم أنه لعب تحت قيادة العديد من المدربين الكبار بألوان بريشيا، الإنتير وميلان إلا أنه أكد في حديثه عن كونتي أنه لم يسبق له وأن تعامل مع مدرب ك أنطونيو مؤكدا أنه أحدث ثورة في عالم التدريب بفضل أفكاره الجديدة، وقال بيرلو: ''لم يسبق لي وأن تعاملت مع مدرب مثله إنه يختلف عن الجميع بفضل دهائه الكبير وحسن تسييره للفريق وفي رأيي فإن كونتي أحدث ثورة حقيقية في عالم التدريب ب إيطاليا''. بوفون: ''كونتي زرع فينا روح الانتقام'' من جهته جيان لويجي بوفون الحارس العملاق لنادي جوفنتوس أكد أن كونتي أتى بعقلية جديدة للفريق وأنه زرع في جميع اللاعبين روح وفكرة اللعب من أجل الانتقام لمن أساء ل جوفنتوس وأراد تحطيمه، وقال بوفون بخصوص كونتي: ''كونتي منذ قدومه ل جوفنتوس جعل الجميع يلعب بعزيمة وحماس حتى أننا نحس أنفسنا محاربين فوق الميدان وكل هذا بفضل زرعه لروح الانتقام في عقول الجميع ودائما ما يذكرنا بضرورة إثبات لمن أراد تحطيم جوفنتوس أن هذا الفريق كبير ولا يمكن بأي حال من الأحوال المساس به''. ليبي: ''أحيي كونتي على عمله ولا خوف على اليوفي معه'' أما مارتشيلو ليبي أحد الذين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ السيدة العجوز فقد أثنى كثيرا على العمل الذي يقوم به أنطونيو كونتي على رأس العارضة الفنية ل جوفنتوس كما طمأن محبي اليوفي بأن لا خوف على فريقهم بوجود كونتي، وقال ليبي في أحد تصريحاته بخصوص المدرب الحالي ل اليوفي: ''لقد كان لاعبا ممتازا ويبدو أنه سيواصل هذا الامتياز كمدرب، أحييه كثيرا على العمل الكبير الذي قام به وأؤكد أن جوفنتوس لن يضيع أبدا بوجوده''. البطاقة الفنية: الاسم: أنطونيو اللقب: كونتي تاريخ ومكان الميلاد: 31/07/1969 بمدينة ليتشي المنصب: لاعب وسط ميدان المهنة الحالية: مدرب الأندية التي لعب لها: ليتشي (29 مشاركة، هدف واحد، 1986/1992)، جوفنتوس 419 مشاركة 44 هدف، (1992/2004) مع المنتخب الايطالي : من 1994 إلى 2000 (20 مشاركة، هدفان) الأندية التي دربها: سيينا، أريزو، باري، أتلانتا، جوفنتوس. أرقام وإحصائيات من مسيرة كونتي الذهبية : في البطولة الإيطالية: لَعب مع نادي جوفنتوس 296 مباراة أحرز فيها 29 هدفا. في كأس إيطاليا: لعب مع نادي جوفنتوس 43 مباراة أحرز فيها 4 أهداف. 78 مباراة أحرز فيها 10 أهداف. في البطولات الأوروبية: لَعب مع جوفنتوس
الألقاب المتوج بها:
نال مع جوفنتوس البطولة الإيطالية 5 مرات. نال كأس إيطاليا مرة واحدة في موسم 1995. توج بكأس السوبر الإيطالية 4 مرات . توج ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي مرة واحدة في موسم 1993. توج ببطولة أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية مرة واحدة في 1996. توج بكأس رابطة أبطال أوروبا مرة واحدة في 1996. نال بطولة كأس ما بين القارات مرة واحدة. من إعداد: ياسر وارست.