صحيح أن التربص الذي يجريه منتخبنا الوطني أظهر العديد من الأمور الإيجابية بخصوص طريقة استجابة اللاعبين للبرنامج الذي سطره الطاقم الفني ل”الخضر” فكل لاعب لا يغادر غرفته إلا لإجراء الحصص التدريبية أو تناول الوجبات الغذائية، وهو ما سبّب نوعا من الرتابة لدى معظم اللاعبين الذين أكّدوا من خلال حديثهم معنا أنهم مشتاقون كثيرا لدفء عائلاتهم التي غادروها منذ 11 يوما للإلتحاق بالتربص، والجميع أصبح يعد الدقائق والساعات للإلتحاق بذويهم بعد مباراة أيرلندا الودية هذا الجمعة حيث سيمنح سعدان لأشباله يومين راحة. الهاتف والإنترنت يُقربان المسافات وأجمع كل اللاعبين الذين تحدثوا إلينا على أن الأيام في “كرانس مونتانا“ طويلة جدا وأنه لا يمكن تخيّل أثر الإبتعاد عن العائلة في معنويات زياني والآخرين خاصة بالنسبة للذين لم يروا عائلاتهم منذ مدة طويلة مثل حليش، حيث أكّد الجميع على أن الأجواء العائلية “خصّت فيها تاع الصح” ولم يجد اللاعبون إلاّ الإنترنت والهاتف لتقريب المسافات، حيث يقضي أشبال سعدان ساعات طويلة وهم يطمئنون على عائلاتهم. حليش الأكثر إشتياقا إلى عائلته وبركان أيسلندا كان السبب ومن بين اللاعبين الذين اكتشفنا اشتياقهم الشديد لأجواء عائلتهم المدافع رفيق حليش الذي لم يسعفه الحظ في فعل ذلك بعد أن سافر مباشرة من البرتغال إلى سويسرا ولم تُكتب له رؤية عائلته في الجزائر بسبب بركان أيسلندا الذي أعاق الملاحة الجوية في العديد من الدول الأوروبية وبسببه تم إلغاء العديد من الرحلات الجوية وهو الأمر الذي اضطره إلى الالتحاق في الموعد المحدد بتربص سويسرا دون زيارة الأهل، ومما لا شك فيه أن 48 ساعة راحة التي سيمنحها سعدان ستكون فرصته لزيارة العائلة والاستمتاع ببعض اللحظات معها بما أن بقاءه في باريس لن ينفع في شيء. زياني لا يُفارقه الهاتف للإستماع إلى صوت لينا وقيس من جانبه فإن كريم زياني لا يفارق الهاتف إطلاقا بعد الحصص التدريبية حيث يبقى للحظات طويلة وهو يكلّم ابنه قيس وابنته لينا، إذ أكد لنا أنه اشتاق إليهما كثيرا وينتظر بشغف أن تنتهي مدة التربص لرؤيتهما أو على الأقل استغلال 48 ساعة التي سيمنحها سعدان للاعبيه بعد مباراة أيرلندا، والأمر نفسه بالنسبة ل منصوري الذي لم تنسه برودة طقس “كرانس مونتانا“ أجواء عائلته الصغيرة الحميمية وبقي هو كذلك يسأل عن أخبار أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة دون نسيان بقية اللاعبين أيضا. الكل ينتظر نهاية مباراة إيرلندا وكما سبق وأن أشرنا إليه فإن الجميع ينتظر نهاية مواجهة الجمعة المقبل أمام المنتخب الإيرلندي على أحر من الجمر للحاق بالعائلة من جديد والإطمئنان على الأهل والأقارب، حيث سيستغل جل اللاعبين الفرصة ليلتحقوا بعائلاتهم التي بقوا مدة طويلة بعيدين عنها، وهو الأمر الذي لم يكن ليخفى على سعدان الذي يريد إخراج عنتر يحيى والآخرين من الوتيرة التي تميز يومياتهم في الآونة الأخيرة وذلك لاستئناف التدريبات بشكل جيد تحضيرا للمونديال القادم. لكن الجميع مُصرّ على عدم فقدان التركيز من جهة أخرى هناك نقطة يصر اللاعبون على التأكيد عليها وهي أن اشتياقهم لعائلاتهم لا يعني بالضرورة تخاذلهم في مواجهة أيرلندا القادمة، لأن الأولوية لها بما أنها اختبار حقيقي لقياس قدراتنا أمام منتخب أنجلو-ساكسوني يملك خصائص المنتخب الإنجليزي، وهناك إصرار شديد على عدم فقدان التركيز لأن الأمر يتعلّق بمباراة تحضيرية سيتم على إثرها تحديد اللاعبين الذين سيتم الإعتماد عليهم في المونديال القادم.