يبدو أن المدرب الفرنسي برونو ميتسو الذي يشرف على العارضة الفنية للمنتخب القطري يثق في أشبال المدرب رابح سعدان قبل أيام قليلة من انطلاق الحدث العالمي والمتمثل في المونديال. وكما يعلم الجميع، فإن هذا المدرب سبق له الإطاحة بالمنتخب الفرنسي في مونديال 2002 لما كان حينها على رأس المنتخب السنغالي الذي وصل معه إلى الدور ربع النهائي وأقصي في الوقت بدل الضائع عن طريق الهدف القاتل أمام المنتخب التركي. وقد أبينا إلا أن نتصل به من أجل إجراء هذا الحوار الذي منح من خلاله بعض النصائح ل”الخضر“ بحكم الخبرة التي صار يتمتع بها في هذا الميدان. صباح الخير سيد ميتسو، كيف هي أحوالك؟ صباح الخير وشكرا لك، أنا على أحسن ما يرام وهو الأهم بالنسبة لي. دون شك أن إبعاد مغني عن قائمة اللاعبين المعنيين بالمونديال ضربة موجعة للمنتخب، أليس كذلك؟ نعم، بالتأكيد. أعرف مراد مغني جيدا فقد كان يعالج في قطر أين أقيم حاليا، وتقريبا كنت أزوره يوميا، ومعك حق فإن إبعاد لاعب مثل مراد يعد ضربة موجعة للاعب شخصيا وللمنتخب على العموم لأنه لاعب موهوب ويملك من الإمكانات ما يسمح له بالبروز بشكل لافت في المونديال ويتمكن من مساعدة منتخب بلاده في تحقيق نتائج إيجابية، لكن هذه هي الإصابات وما تفعله باللاعبين. فكما ترى عديد النجوم سيغيبون عن المونديال بسبب لعنة الإصابات والإرهاق طيلة الموسم، وفيما يخص منتخب الجزائر فعلى المدرب الآن أن يجد الحلول لمناسبة لتعويض مغني بأسرع وقت ممكن. هل سبق لك متابعة مباريات المنتخب الجزائري؟ نعم، في مناسبتين عندما واجه منتخب بلادكم نظيره المصري في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. ففي المقابلة الأولى التي جرت في القاهرة كشف لاعبو الجزائر عن إرادة قوية في الصمود وإمكانات هائلة في تسيير مجريات اللقاء حيث أدهشوني بكل صراحة، وفي المباراة الثانية التي كانت في السودان أين أكد رفاق مغني على أحقيتهم في التأهل إلى المونديال بعد تقديمهم مباراة من مستوى عال من جانب الانضباط التكتيكي بطبيعة الحال، وكما نعلم جميعا ليس من السهل التأهل على حساب المنتخب المصري الذي يعتبر من بين أحسن المنتخبات الإفريقية في السنوات الأخيرة، وعليك أن تكون قويا جدا وواثقا من نفسك لتخطي المصريين والمرور إلى المونديال على حسابهم، فأنا كذلك سبق لي التأهل في مجموعتهم لما كنت على رأس العارضة الفنية للمنتخب السنغالي في 2001، فحين تمكنت من إقصائهم تأكدت أنني قمت بإنجاز رائع. لكن المنتخب المصري ثأر من نظيره الجزائري في كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا، ما قولك؟ نعم بعض الشيء، لكن الأمور كانت مختلفة تماما في تلك الدورة، فلم نشاهد الجزائريين بالوجه الذي كان عليه في التصفيات خاصة الحرارة لدى اللاعبين والإرادة الفولاذية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وأتمنى من قلبي أن يظهر اللاعبون الجزائريون تلك الصفات في المونديال هل ترى أن الجزائر قادرة على المرور إلى الدور الثاني في المونديال؟ ستكون الأمور صعبة للغاية ومعقدة في الوقت نفسه وليس كما يعتقد الكثير، فالمجموعة التي يتواجد فيها منتخب الجزائر صعبة جدا، فبالنسبة لمنتخب سلوفينيا أعتبره من أقوى المنتخبات ومباراتكم أمامهم هي الأصعب في الدور الأول، فلا يخفى عنك أن لاعبيهم ينشطون في أقوى الأندية الأوروبية خاصة في الدوري الألماني، وفيما يخص الولاياتالمتحدةالأمريكية فالجميع شاهد كيف تمكن هذا المنتخب من الوصول إلى الدور النهائي من كأس القارات الأخيرة (انهزموا أمام البرازيل 3 – 2) وحينها كشف الأمريكيون عن مستويات عالية وسيحاولون التأكيد على ذلك في هذا المونديال. أما عن المنتخب الإنجليزي فهو غني عن كل تعريف ويعتبر المرشح الأول في المجموعة، وعليه أقول للجماهير الجزائرية إن التأهل لن يكون سهلا مثلما يعتقدون. وهل من نصيحة تقدمها للاعبي منتخبنا الوطني؟ أقول لهم إنهم يملكون كامل الحظوظ، فقط عليهم أن يلعبوا بطريقتهم الخاصة والتي يعرفها الجميع وشاهدناها في التصفيات وبعدها لا خوف عليهم، لأنهم يستطيعون فعل الكثير خاصة أن هناك لاعبين في المستوى العالي. لكن هذا المنتخب ليس بحجم ذلك الذي شارك في مونديال 1982 من حيث الإمكانات الفنية وما شابه، أليس كذلك؟ أؤكد لك أن المنتخب الجزائري الحالي يلعب على الطريقة الأوروبية. ففي 1982 كانت الجزائر تملك لاعبين استثنائيين على غرار رابح ماجر والجميع يعلم أن ذلك الجيل يعتبر الجيل الذهبي للجزائر على مرّ التاريخ وليس من السهل إعادته من جديد، ولكن لا ألمّح من خلال كلامي بأن اللاعبين الحاليين ليسوا في المستوى، بل هم لاعبون من نوع آخر ويلعبون بطريقة خاصة بهم وقوتهم تكمن في قوة المجموعة من كل النواحي وذلك يظهر جليا فوق الميدان، وعليهم أن يؤكدوا ذلك في مبارياتهم القادمة في المونديال. هل ترى أن اللاعبين مزدوجي الجنسية بمثابة إضافة للمنتخب؟ نعم بالتأكيد هؤلاء يعدون إضافة حقيقية للمنتخب الجزائري، وهو ما شاهدناه في التصفيات فلولا هم لما تمكنت الجزائر من الوصول إلى كأس العالم، فأنا مثلا لما كنت على رأس العارضة الفنية للمنتخب السنغالي لم يكن لديّ أي لاعب من البطولة السنغالية ومعظمهم كانوا مزدوجي الجنسية وترعرعوا في أوروبا وبالتحديد في فرنسا، ودائما هذا النوع من اللاعبين يحاولون البروز ويؤكدون على وطنيتهم وأنهم يستحقون حتى التواجد في المنتخبات الأوروبية لكن بلدانهم الأصلية هي التي تستفيد منهم في نهاية المطاف. ما رأيك في المدرب رابح سعدان؟ أكن له احتراما خاصا وأعترف له بالعمل الجيد الذي يقوم به وحنكته في التدريب، فلا يخفى عنّا أن الجزائر تأهلت في ثلاث مناسبات إلى المونديال وفي كل هذه المناسبات رابح سعدان كان في المنتخب وعلى الجميع أن يعترف له بذلك، وعلى الجماهير الجزائرية أن تسانده دائما لأنه ظاهرة حقيقية في التدريب، وصار يعلم الجميع أن الجزائر عادت إلى المحافل الدولية بفضل تضافر مجهودات الجميع وأنا أعرف شخصيا السيد محمد روراوة -رئيس الاتحادية الجزائرية- الذي يقوم بعمل رائع وأعترف له بذلك. هل تعرف اللاعبين الجزائريين الذين سيشاركون في المونديال؟ أعرف بعضهم على غرار أولئك الذين ينشطون في الدوري الفرنسي، ويتعلق الأمر بكل من رفيق صايفي، وأعلم أن هذا اللاعب لم ينجح كما ينبغي في قطر وهو الذي يملك إمكانات عالية وتمكن من البروز بشكل لافت في البطولة الفرنسية طيلة السنوات التي قضاها هناك، وعلى الرغم من تقدمه في السن إلا أنه لا يزال يقدم الكثير وأعتقد أن سعدان سيعتمد عليه في الشوط الثاني “جوكير“ وأنا متأكد أنه سيقدم الإضافة المنتظرة منه وسيساعد المنتخب كثيرا.