لم يكن اختيار كارل لويس العداء الأمريكي كأفضل عداء في القرن في رياضة ألعاب القوى عبثا، بل عن جدارة واستحقاق لأنه وفي مسيرته الحافلة التي امتدت 17 عاما، حفر اسمه خلالها بأحرف من المعدن النفيس على صفحات تاريخ أم الألعاب وبالخصوص سباقات السرعة ومسابقات الوثب الطويل والتي سنجالسها في هذا العدد لتروي لنا قصة بطل مر من هنا، صال وجال بين مضامير ألعاب القوى العالمية، تهاوت الأرقام القياسية تباعا أمام رياح سرعته الخارقة، أرقامه بقيت صامدة أمدا طويلا، إنه "ابن الريح" الأسطورة الحية في عالم ألعاب القوى العداء الأمريكي كارل لويس . ________________________ المسيرة الكاملة والبدايات الأولى لويس ورث حب ألعاب القوى عن والديه الرياضيين رأى فريديك كارلتون لويس النور في الأول من شهر جويلية لعام 1961 في مدينة برمنغهام (ولاية ألاباما الأمريكية) والتي عاش فيها فترة من الزمن مع والديه بسبب ارتباطهما بالعمل في تلك المنطقة، هو الثالث بين خمسة إخوة، أمضى طفولته في "ويلنغبورد" رفقة كارول أخته الصغرى ووالده بيل وأمه إيفلين، ورث حب ألعاب القوى عن والديه حيث كان والده مدربا في الجامعة بينما شاركت والدته في بطولة "ألبان أميركان" وبالتحديد في سباق 80 متر حواجز، وأحرزت فيه المركز السادس كان ذلك عام 1951 أي 10 سنوات قبل ميلاد كارل. جيسي أوينز ملهمه الأول ومثله الأعلى عندما بلغ كارل سن 12 قدمه والده إلى جيسي أوينز العداء الظاهرة هذا الأخير كانت قفزته في مسابقة الوثب الطويل عام 1936 في برلين والتي بلغت آنذاك 8,60 أمتار محفورة في ذهن كارل، وهي الذكرى التي كان يحتفظ بها عن أوينز والتي تعتبر خارقة للعادة بالنسبة ل كارل، يذكر أن جيسي أوينز هو أيضا من أبناء ولاية ألاباما ويشترك مع لويس أيضا في كونهما حققا 4 ميداليات ذهبية في دورة واحدة، الأول في برلين عام 1936 والثاني في لوس أنجلس عام 1984، وقد أرجع لويس الفضل فيما وصل إليه إلى مواطنه جيسي أوينز حيث يقول: "ربما كان أوينز هو القوة وراء ما أؤمن به سواء كرياضي أو كشخص". إصابته في بداية المشوار كادت تقضي على أحلامه عندما كان كارل لويس في الثانية عشرة من عمره خرج ليلعب مع أصدقائه ومن سوء حظه أنه تعرض لإصابة بالغة في ركبته اليمنى كادت تنهي مشواره في بدايته، لكنه وبعد علاج طويل ومكثف عاد وهو في سن 13 ليقفز من جديد، وقفز لمسافة 5,51، وهو ما أثار الشكوك حول قدرته على العودة إلى مستواه المعهود، لكنه وبفضل الإصرار والتأهيل الجيد تمكن من تحسين رقمه بتحقيق 6,07، 6,93، 7,27 إلى أن وصل إلى 7.85 أمتار وهو ما جعل المدربين يتنبؤون له بأن يكون ذا شأن عظيم في مجال ألعاب القوى. بداية حكاية المجد كان في تتويجه بطلا لمنطقته لم تكن بدايات كارل لويس في الوثب الطويل تنبئ بأن هذا الولد الأسود سيصبح ذا شأن في المستقبل بحيث كانت عادية جدا، لكن عند بلوغه 16 وبالضبط عام 1978 تغير كل شيء في حياة كارل حيث بزغ نجمه من خلال تتويجه بطلا لمنطقته بقفزة بلغت 7.76 مترا، وقد كان لهذه القفزة صدى بلغ مجموعة الجامعات -من خلال انتشار خبره على الجرائد - فراحت تبدي اهتمامها به وتقدم له العروض المغرية، لكن وبنصيحة من والديه رفضها وفضل الانضمام إلى جامعة "هيوستن" (تيكساس) وقد أشرف على تدريبه توم تيليز .
يحسن الاختيار ويخطو أولى خطوات النجاح كان اختياره لجامعة "هيوستن" صائبا إلى حد بعيد، حيث وبفضل مدربه تيليز والذي كثف من تمريناته وبالخصوص الجانب البدني لتحسين بنيته الطويلة 1.88متر، وقد كان مدربه يرى ضرورة امتلاكه لسرعة هائلة من أجل تجاوز حاجز الثماني أمتار والذي نجح فيه لاحقا، وكانت المفاجأة في إحدى الحصص التدريبية عندما تفوق على مواطنه ستيف ويليامس في سباق المئة متر ما جعل مدربه يتكهن له بأن يكون أحد أكبر العدائين في سباقات السرعة، رغم تفضيل كارل لمسابقات الوثب الطويل والتي توج فيها بطلا ل الولاياتالمتحدةالأمريكية بقفزة بلغت 8.25 أمتار. ________________________ سنوات التألق والنجومية أبواب النجومية تفتح ل كارل لويس في سن ال 22 كان العام 1983مفتاح النجومية للأسطورة كارل لويس حيث حقق في 19جوان رقما جيدا في سباق 100متر خلال بطولة الولاياتالمتحدةالأمريكية قاطعا المسافة في 9,97 ثوان، كما سجل 8,79 أمتار في مسابقة الوثب الطويل ثم خاض السباق نصف النهائي في سباق 200 متر قطع مسافته في توقيت قدره 20,15، ما أهله للنهائي الذي خاضه بعد ساعتين محرزا فيه 19,75علما بأنه تراخى في الأمتار الأخيرة للسباق حيث رفع يديه ملوحا بالنصر ما حرمه من تحطيم الرقم القياسي العالمي والذي كان بحوزة بيرو مينيا الإيطالي، وقد سأله أحد الصحفيين قائلا: "لماذا لم تحاول كسر الرقم العالمي والذي هو 19,72؟" فأجابه: "لقد كنت أسابق الحاضرين وليس الغائبين"، وأحرز أيضا لقب سباق 100 متر ومسابقة الوثب الطويل وسباق التتابع أربع مرات في بطولة العالم الأولى في "هلنسكي". يرفع التحدي لتحطيم رقم مواطنه جيسي أوينز دخل كارل لويس أولمبياد لوس أنجلس عام 1984 بعدما اجتاز التصفيات التأهيلية وضمن المشاركة في سباقات 100، 200 متر وأربع 100 متر تتابع ومسابقة الوثب الطويل رافعا شعار التحدي لمعادلة إنجاز مواطنه جيسي أوينز عام 1936 في برلين عندما أحرز هذا الأخير أربع ميداليات ذهبية أولمبية وقد وعد بتحقيق ذلك، وأبدى كارل تفاؤلا كبيرا قبل بدء المسابقات وكان مدركا تمام الإدراك أن لا شيء مستحيل إذا ما آمن بقدراته ووثق بنفسه. ينجح في التحدي ويفي بالوعد وبالفعل كان لويس عند وعده وأحرز لقب 100متر مسجلا 9,99 ثوان بعدما تقدم على سام غرادي كما فاز بسباق 200 متر محققا زمنا قدره 19,80 ثانية متقدما على كيرك بابتيست، وحل أولا في مسابقة الوثب الطويل مسجلا قفزة بلغت 8,54 أمتار أمام غاري هوني قبل أن يحطم إلى جانب مواطنيه غرادي، رون براون وكافين رقم القياسي العالمي لسباق التتابع أربع مرات 100 متر في توقيت قدره 37,83 ثانية، وهنا يكون قد نجح في التحدي الذي رفعه بتحقيقه أربع ميداليات في بطولة أولمبية واحدة، وكان هذا السيل من الميداليات الذهبية سببا في دخول كارل لويس تاريخ ألعاب القوى من أوسع الأبواب، حيث أصبح كارل المصنف الأول عالميا لسباقات 100 و200 متر والوثب الطويل، وبعد هذه البطولة صار يلقب ب "الملك كارل" و"ابن الريح".
مواجهته مع بين جونسون الكندي بطعم خاص اكتست مواجهة كارل لويس مع بين جونسون العداء الكندي في أولمبياد سيول أهمية كبيرة بالنسبة إلى لويس الذي اعتبرها فرصة لتأكيد هيمنته على أسرع سباق في العالم أو الخسارة وترك المجال لظهور نجم جديد، وحل كارل في هذا السباق ثانيا بزمن قدر ب 9,92 بعد بين جونسون الذي لم يكتف بتحقيق المركز الأول بل تعداه إلى تحطيم الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر بتحقيقه زمنا قدره 9.79، هذا الرقم قال عنه بين جونسون أنه سيصمد أمدا طويلا. العدالة الإلهية تنصفه وتمنحه لقبا يستحقه أبت العدالة الإلهية إلا أن تنصف كارل لويس، حيث لم يصمد هذا الرقم الذي حققه بين جونسون إلا ساعات قليلة وذلك جراء انفجار أكبر فضيحة في تاريخ ألعاب القوى عندما تم تجريد بين جونسون من لقبه ورقمه العالمي بعد ثبوت تناوله للمنشطات، ومنح اللقب ل كارل لويس والذي اعتبر "الرجل النظيف" لسباقات السرعة العالمية، تجدر الإشارة إلى أن كارل لويس صرح بأن هذا اللقب هو الأغلى في تاريخ مسيرته الحافلة بالألقاب. يهدي ميدالية لوالده المتوفي خلال البطولة جاءت بطولة العالم في روما عام 1987، وكان كارل لويس قد شارك فيها وتوج خلالها بثلاث ذهبيات في سباقي 100 و أربع 100 متر تتابع بينما كانت الثالثة في مسابقة الوثب الطويل، وخلال تلك الأيام ألمت فاجعة ب كارل حيث فقد والده الذي كان يعاني مع مرض السرطان-عافانا الله وإياكم- وفي تأبينية والده قام كارل بتصرف غريب حين وضع الميدالية الذهبية التي فاز بها في سباق 100 متر بين يدي والده وقال له: "أريدك أن تأخذها لأنها كانت أفضل مسابقة لديك"، هذا التصرف أثار دهشة والدته لكنه طمأنها بقوله: "لا تخاف سأفوز بغيرها"، وهو ما قام بتحقيقه فعلا بعد ذلك. نغمة التتويجات تتواصل بإحرازه ذهبيتين جديدتين عندما بلغ سن 28 شارك كارل في الألعاب الأولمبية المنظمة ب سيول عام 1988 والتي فاز خلالها بذهبيتين وفضية واحدة؛ وكانت الذهبية الأولى في مسابقة الوثب الطويل في حين كانت الثانية هي تلك التي انتزعت من بين جونسون العداء الكندي والتي يعتبرها – كما أشرنا- أغلى ميدالية تحصل عليها في مشواره، أما الفضية التي فاز بها فقد جاءت بعد حلوله ثانيا في سباق 200 متر. ________________________ حطم الرقم القياسي العالمي لسباق 100 متر بها طوكيو.. أهم محطة في مسيرة كارل لويس جاءت بطولة العالم في طوكيو لتكون شاهد عيان على تحطيم الرقم القياسي العالمي لأسرع سباق في العالم- سباق 100 متر- وقد حطم كارل هذا الرقم وهو في سن الثلاثين حيث قطع المسافة في زمن قدره 9,86 ثوان، لكنه وفي المقابل حل في المركز الثاني في مسابقة الوثب الطويل خلف مايك باويل، هذا الأخير حطم الرقم العالمي ل بوب بيمونو الذي صمد 23 عاما حيث حقق قفزة بلغت 8,95 أمتار في حين قفز لويس لمسافة 8,87 وهي التي تعد أعظم قفزاته على الإطلاق. يواصل اعتلاء منصات التتويج رغم تقدمه في السن واصل كارل لويس التألق واعتلاء منصات التتويج من خلال مشاركته في أولمبياد برشلونة عام 1992 والتي كانت المسابقة الأولمبية قبل الأخيرة في مسيرته، وقد جدد خلالها العهد مع المعدن الأصفر في مناسبتين، كانت الأولى وكالعادة في مسابقة الوثب الطويل والثانية في سباق التتابع أربع مرات 100 متر والذي شارك فيه رفقة زملائه دينيس ميتشل، مايك مارتش وليروي بوريل في تحطيم رقمه القياسي العالمي بقطعهم مسافة السباق في زمن قدره 37,40 ثانية. عودته من إصابة تحرمه من معانقة الذهب كانت بطولة العالم التي أقيمت عام 1993 ب شتوتغارت (ألمانيا) مناسبة غير جيدة في مسيرة كارل لويس على اعتبار أنه دخلها بعد عودته من إصابة ما حرمه من معانقة الذهب، لكنه ورغم ذلك أبى أن يخرج منها خالي الوفاض حيث تمكن من تحقيق ميداليتين الأولى برونزية بعد حلوله في المركز الثالث في سباق 100 متر، والثانية فضية بعد حلوله ثانيا في سباق 200 متر. أولمبياد أتلانتا مسك الختام عاد كارل لويس عام 1996 ليشارك في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في أتلانتا بعد تأهله بصعوبة لتمثيل المنتخب الأمريكي في مسابقة الوثب الطويل، لكن وبالرغم من الصعوبات التي اعترضته في التصفيات إلا أنه تمكن من التأهل لنهائي المسابقة في محاولته الأخيرة، وكما هي عادات النجوم فقد أبى أن يغادر المسابقات من الباب الضيق حيث تمكن من إضافة الميدالية الذهبية الأولمبية التاسعة والأخيرة له في مسيرته الأولمبية بقفزة بلغت 8,50 أمتار بفارق 20 سنتمترا عن صاحب المركز الثاني. نهاية مشوار حافل بالألقاب العالمية جاء العام 1997 ليشهد اعتزال كارل لويس الصاروخ الأمريكي الأسطورة الحية لمضامير أم الألعاب بعدما أمضى 17 عاما حصد فيها 19 لقبا بين عالمي وأولمبي، حيث حقق تسعة أرقام قياسية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية ليصبح بذلك الأولمبي الأول الحاصل على أكبر عدد من الميداليات في موسوعة غينيس، ففي عام 1984 حقق أربعة أرقام قياسية في سباق المئة والمئتي متر، ورباعي المئة متر تتابع والقفز الطويل، وسجل في العام 1988 رقمين قياسيين في سباق المئة متر والقفز الطويل كما سجل في العام 1992 رقميين قياسيين في موسوعة غينيس في رباعية سباق المئة متر وفي القفز الطويل، ليتم اختياره من قبل الهيئة الأولمبية ك رياضي القرن. الوجه الآخر من حياة كارل لويس النحيف الذي تلقى تعليما في مختلف الاختصاصات كان كارل نحيفا بل قل نحيفا جدا لدرجة أن الأطباء نصحوه بعدم إجهاد نفسه من خلال القيام بأي نشاط خوفا على حياته لكنه وضع كل تلك التخوفات جانبا وأصر على المضي قدما من أجل تعلم أشياء أخرى، وقد تلقى كارل تعليما منوعا في حياته، حيث درس العزف، الموسيقى، الرقص والغناء، كما مارس العديد من الرياضات منها كرة القدم الأمريكية، كرة القدم حيث لعب رفقة أخيه لفريق كليفلاند في منصب مهاجم، كما مارس أيضا رياضة الغطس وكذا ألعاب القوى.
لم يكن يجيد أي رياضة في صباه يقول كارل لويس عن نفسه أنه لم يكن جيدا في أي رياضة، ولطالما كان أقرانه أفضل منه في جميع النشاطات الرياضية حتى أن أخته الصغرى كارول كانت تفوز عليه باستمرار في السباقات حول حديقة المنزل، وهو الأمر الذي- على خلاف الواقع- لم يكن ينبئ بأن هذا الصبي سيكون له مستقبل في عالم الرياضة بشكل عام وألعاب القوى بشكل خاص. محبوب ولديه شعبية جارفة عبر العالم يملك كارل لويس شعبية جارفة في جميع أنحاء العالم ويرجع ذلك إلى مواقفه ومبادئه الإنسانية النبيلة الهادفة أساسا إلى ضمان حياة أفضل وكذا السعي إلى محاربة الجوع والفقر والحرمان، حيث أن لويس لا يمكنه حتى الآن التنقل بحرية نظرا لتهافت المعجبين وحتى الصغار منهم الذين ولدوا بعد اعتزاله لتحيته والحصول على توقيعاته والتقاط صور تذكارية معه، كما لطالما أثار لويس اهتمام الصحافة ومتتبعي أخباره على اختلاف شرائحهم وأعمارهم، فنذكر مثلا أن مجلة "باري ماتش" الفرنسية الشهيرة قامت بنشر ما لا يقل عن 16 تحقيقا عنه مابين عامي 1984 و1999. ________________________ أثبت صفاء معدنه وإنسانيته كارل لويس داعم للأعمال والمبادرات الخيرية سخر البطل الأولمبي السابق نفسه وجزء كبيرا من وقته بعد اعتزاله عام 1997 وبشكل تام للعمل الخيري حيث أسس جمعية "كارل لويس المؤسسة" والتي تعمل في العديد من الأعمال الخيرية التي يدعمها، بما في ذلك منظمة "best buddies" و "the wendy marx foundation" لزيادة الوعي بالتبرع بالأعضاء، بالإضافة إلى كثير من المجموعات التي تشجع على لياقة الشباب، وقد قام مؤخرا بإطلاق موقع على شبكة الأنترنت www.fitforever.com الهدف منه تحسين الظروف المعيشية للشباب والكبار من خلال النشاط الجسدي واتباع أسلوب حياة صحي، وبصفته من الناشطين في مجالات الأسرة والشباب والتعليم واللياقة البدنية استغل شهرته الدولية للتوعية بالتحديات والفرص التي تميز هذه القضايا في مختلف أنحاء العالم. يعمل بالتزام واجتهاد من أجل محاربة الحرمان والجوع التزامه اللامحدود فيما يخص الدفاع عن قضايا المحرومين دون كلل أو ملل وباعتباره طرفا فاعلا في جل النشاطات الدولية الهادفة إلى بعث الأمل في عيش حياة كريمة في نفوسهم لأنهم يتجرعون مرارة المعاناة جعله ينصب سفيرا للنوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة لهيئة الأممالمتحدة في16أكتوبر 2009 بمناسبة يوم الغذاء العالمي، وقد صرح بعد هذا التعيين قائلا :"إنني فخور بالالتحاق بمنظمة الأغذية والزراعة وأسرة الأممالمتحدة للفت الانتباه إلى المشاكل الواقعة والمأساوية، بالإضافة إلى التحديات الملموسة التي تواجهها منظمة الأغذية والزراعة والأنشطة التي تقوم بها كل يوم". يؤسس ناديا هدفه الأساسي عالم رياضي أفضل أسس كارل لويس ناديا أطلق عليه اسم "كارل لويس أتليتيكس" في جامعة هيوستن – تكساس- رفقة مجموعة من الرياضيين المميزين أمثال دوايت فليبس البطل الأولمبي في الوثب الطويل وديريك بروو البطل الأولمبي لسباق التتابع أربع مرات 100 متر وجيني أدامز عداءة الحواجز، وقد أعلن لويس مرارا أن هدفه الأساس يبقى دائما "عالم رياضي أفضل" من خلال توعية الصغار والتي يعتبرها أولوية، وقال في هذا الصدد:" هذا ما جعلني أعود إلى المضمار لأنافس بطريقة فعالة أخرى، خاصة أني أعشق ألعاب القوى وأعتبرها رياضة مثالية". يقدم برنامجا تربويا خاصا في ناديه يقول لويس أن الأولاد في ناديه يخضعون لحلقات توعية أسبوعية تحت عنوان "أحسنوا الاختيار ولا تتعاطوا المنشطات"، كما انتقد الاتحاد الأمريكي لألعاب القوى وطالبه بمكافحة آفة المنشطات من خلال تشديد الرقابة على المدربين ويقول بخصوص ذلك: "بعضهم مسؤول مباشر عن أخطاء اللاعبين وهو الآن لا يزال ينشط في الميدان" (يقصد المدرب). واصل مساره في سبل الخير يؤسس جمعية بأهداف وأبعاد تربوية أسس كارل لويس عام 2001 منظمة أطلق عليها اسم "المعجزة" هدفها تعزيز الثقة بالنفس لمساعدة الشباب على تطوير تقديرهم لأنفسهم وأجسادهم من خلال برامج تربوية ورياضية، هذا الأمر وعلى المدى الطويل لن يحسن من نوعية حياتهم فحسب بل أيضا يطور نوعية حياة مجتمعهم وبيئتهم، وانضمت المنظمة لاحقا إلى الجمعية الأمريكية لمكافحة داء السكري، وأطلق برنامجي "الرشاقة المسلية للأطفال"و"الرشاقة العائلية للعائلات" وتقوم فكرة هذين البرنامجين على جذب الأطفال في كامل أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مزيد من التمارين، وقال بخصوص هذا المشروع :"إنه مشروع طموح لا يتقيد بالمدة إلا أنه ضروري، ويمكن أن يخص أكثر من 50 مليون طفل".
________________________ قرر خوض تجربة جديدة في مجال آخر كارل لويس يعدو مجددا.. لكن نحو السياسة هذه المرة عند بلوغه سن 49 وبعد حصده لجملة من الميداليات قرر كارل لويس دخول معترك السياسة من بوابة مجلس الشيوخ الأمريكي "الكونغرس" عن طريق تقديمه ملف الترشح عن ولاية "نيو جيرسي" (إقليم وينغبورد)، وقد أعد لذلك برنامجا له أبعاد إنسانية يقوم على رغبته في مساعدة الأطفال والعائلات وكبار السن الذين يعانون في المنطقة التي نشأ فيها وقد قرر الترويج لحملته من منطلق "أفكاري مستقلة وتنفيذي دائما ما أقتنع به وأعتقده صحيحا" وأضاف: "عندما أعدو فأنا أعدو من أجل الفوز بإمكانكم أن تشاهدوا الأرقام القياسية التي حققتها" في إشارة واضحة إلى عزمه وإصراره على النجاح في المجال السياسي كما فعل في المجال الرياضي. باراك أوباما قدوته ومثله الأعلى في هذا المجال أكد العداء ذو الأصول الإفريقية أنه وبحكم شهرته الواسعة ومكانته بين عشاق الرياضة بشكل عام وألعاب القوى بشكل خاص يجب أن يكون قدوة للصغار ويجب أن يكون ملهما لهم حيث يقول: "أرى أن لي دور في إلهام الأطفال"، ويعتبر كارل لويس باراك أوباما الرئيس الحالي ل الولاياتالمتحدةالأمريكية ملهمه الأول في مجال السياسة ومثله الأعلى حيث يقول: "هو لم دفعني بشكل مباشر للترشح لكنني أشعر بأنه وأسرته يلهمانني بشكل مباشر"، وأضاف: "أوباما يمثل رسالة رائعة للشباب ذوي الأصول الإفريقية أو اللاتينية"، وأردف قائلا: "أطفال كثيرون سيكبرون من السادسة أو السابعة إلى سن السادسة أو الثامنة عشرة عاما وهم يرون ذلك الرجل في ذاك المنصب، الأمر الذي يعني أن أي شخص بمقدوره أن يصبح رئيسا". ________________________ وضع سقفا لطموحاته لويس ينفي رغبته في الوصول إلى "البيت الأبيض" وفي ذات السياق، أكد كارل لويس أن سقف طموحه السياسي محدود جدا إذ أنه لا يطمح في أن يصير رئيسا ل الولاياتالمتحدة كما لا يرغب في العيش داخل "البيت الأبيض" وأنه سيكتفي بالوصل إلى مجلس الشيوخ إن تحقق له ذلك، وقد صرح في هذا الصدد قائلا: "ليس ذلك هو العنوان الذي أرغب في الوصول إليه، يمكنني أن أضمن لكم أني لن أحاول طيلة حياتي أن أصبح رئيسا". ملف ترشيحه لعضوية "الكونغرس" يُرفض خيبة أمل كبيرة هي تلك التي عاشها بعد أن قضت محكمة استئناف فيدرالية أمريكية برفض ملف ترشح كارل لويس العداء السابق وبطل الأولمبياد المعتزل لعضوية مجلس الشيوخ ممثلا عن ولاية "نيوجيرسي"، ورفض قضاة المحكمة الثلاثة ترشح لويس مستندين على حجة مفادها أنه كان قد صوت في انتخابات ولاية "كاليفورنيا" في ماي 2009، الأمر الذي يمنعه من المشاركة هذه المرة حيث تشترط قوانين الولاية الإقامة الكاملة لمدة أربع سنوات قبل الانتخابات، جدير بالذكر أن كارل لويس العداء الأسطوري كان قد أعلن ترشحه عن الحزب الديمقراطي خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة "بيرلنجتون". ________________________ متفرقات عن كارل لويس يعاني الان من مرض التهاب المفاصل صرح العداء السابق كارل لويس الذي يكافح منذ أعوام ضد مرض التهاب المفاصل بخصوص حالته الصحية حاليا وكيف يرى نفسه فيقول: "بالتأكيد لست العداء الذي كنته سابقا لكني لازلت أشعر بقدرتي على تحقيق أشياء، جسدي لا يزال يتمتع بطاقته رغم أني أعاني من التهاب المفاصل"، وقد أجاب على سؤال حول الوقت الذي يحتاجه حاليا في العدو لمسافة 100 متر بأنه لا يملك أدنى فكرة، وأضاف قائلا: "الحقيقة أني لست مهتما بمعرفة ذلك".
يعشق كرة السلة ويظهر في مجموعة من الأفلام ككل الأمريكيين يعشق كارل لويس كرة السلة ويشجع نادي شيكاغو بولس، هذا بالإضافة إلى حبه ممارسة التنس، كما أنه سجل حضوره في عالم التمثيل رغم عدم نجاحه فيه من خلال ظهوره في مجموعة من الأفلام والوثائقيات والمسلسلات التلفزيونية، جدير بالذكر أن تجربة كارل لويس في مجال التمثيل انتهت بالفشل. يتبع نظاما غذائيا غريبا نوعا ما اتبع كارل لويس نظاما غذائيا خاصا يقوم عل الغذاء النباتي فقط (الخضر والفواكه) إذ يخلو غذاؤه من اللحوم بأنواعها، ويرى لويس بأن هذا النظام ساعده كثيرا في الحفاظ على لياقته ورشاقة جسمه، وهو أكثر ما يلائمه لأنه يستطيع أن يأكل كمية أكبر دون أن يؤثر ذلك على لياقته أثناء ممارسته الألعاب الرياضية كما يعتبره السبيل الوحيد لتحسين أدائه الرياضي.
ينبذ الغش ويتمنى ممارسة ألعاب القوى دون منشطات عرف كارل أثناء مشاركاته الرياضية باسم "الرجل النظيف" لألعاب القوى -وهي الصورة التي حاول البعض تلطيخها- وهو الآن يصر على ضرورة أن يتصف ممارسوها بالصدق والنزاهة أثناء ممارسة ألعاب القوى لتبقى صورتها ناصعة ولا تفقد بريقها، ويقول في هذا: "ما تحتاجه ألعاب القوى حاليا هو أن يشعر كل منا بمسؤولياته، والمشكلة الكبرى أنها تفتقد عموما إلى نجوم نزيهين وصادقين"، ويتساءل لويس في هذا السياق ماذا سيقول "البطل المزيف" لأبنائه في المستقبل خصوصا عندما تثار قضية تعاطيه للمنشطات، وكذا عندما ينعتونه أمام أبنائه بالغشاش؟؟
يسجل مشاركته في ماراطون زايد الدولي الخيري كما أشرنا سابقا بأن كارل لويس يبقى طرفا فاعلا في جميع المبادرات ذات الأهداف الإنسانية، إذ لا يتوانى في المشاركة فيها، وقد سجل العداء الأمريكي مشاركته في "ماراطون زايد الدولي الخيري" والذي سيقام في نيويورك وسينطلق يوم 12 ماي القادم، هذا السباق ستخصص عائداته كاملة لصالح دعم المستشفى التخصصي لأبحاث وعلاج الكلى. تعاطف مع ضحايا الزلزال الذي ضرب هايتي قام كارل لويس بزيارة دامت يومين إلى هايتي بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 2010 بصفته سفيرا للنوايا الحسنة بمنظمة الأغذية والزراعة، وقام بزيارة مخيم للنازحين وشارك رفقة امرأة في زراعة شجرة فاكهة ضمن مبادرة من أجل هايتي، هذا فضلا عن دعمه لمشروع "السنة الدولية للغابات" وكذا سباق لمكافحة الجوع.
ثبوت تعاطيه للمنشطات أمر غريب جاءت نتائج إحدى الفحوص الروتينية التي خضع لها كارل لويس إيجابية بخصوص تناوله لمواد محفزة للنشاط البدني، كان ذلك في السباقات التمهيدية لدورة 1988 الأولمبية، وقد برر لويس ذلك بأنه خطأ غير مقصود من خلال تناوله أدوية تباع للجمهور، وقد تمت تبرئته من هذه التهمة. ________________________ مختصرات - ساعد في تحويل سباقات المضمار والميدان من الهواية إلى ماهي عليه اليوم مهنة تضمن العيش لممارسيها. - فاز 65 مرة على التوالي في منافسات الوثب الطويل على مدى عقد من الزمن (عشر سنوات) بين عامي 1981-1991. - شارك في مؤتمر "أسباير" للرياضة من خلاله تنشيطه لندوة بعنوان "كيف تصنع بطلا أولمبيا". - اتهم بأنه سطحي (لا يقيم صداقات)، بالإضافة إلى كونه مثلي جنسي وقد رد على هذا الاتهام بقوله: "لازلت اتسم بحب المنافسة، أحب الناس وإقامة العلاقات والصداقات ... أفكر الآن أنه كان بمقدوري القيام بآلاف الأشياء بطريقة مختلفة عما يفعله الآخرون، أنا ناضج أنظر إلى الحياة بطريقة مختلفة وأتخذ قرارات أفضل". - يوصف لويس ب "محمد علي ألعاب القوى"، ويضعه كثيرون في منزلة "معبود الجماهير". - كارل لويس أول عداء ينزل تحت 9,90 ثوان في سباق 100 متر، كان ذلك في عام 1991. - زار العديد من الدول العربية في إطار دعمه للمبادرات الخيرية مثل قطر، السعودية والإمارات العربية المتحدة. ________________________ البطاقة الفنية: الاسم الكامل: فريدريك كارلتون لويس. الجنسية: أمريكية. تاريخ الميلاد:01 جويلية .1961 المكان: برمنغهام - ولاية ألاباما – الولاياتالمتحدةالأمريكية. الإقامة: ميدفورد، نيو جيرسي. الطول: 1.91 متر . الوزن: 81 كلغ. كتيته: "الملك، ابن الريح، عداء القرن". الإنجازات: 10 ميداليات أولمبية، 9 منها ذهبية، أربعة منها في دورة واحدة. 10 ألقاب بطولات عالمية منها 8 ذهبية. من إعداد: حسين سباع.