استضافت إذاعة سيرتا الجهوية لقسنطينة أمسية أول أمس الأحد مسؤولي فريق جمعية الخروب، للحديث عن مشاكل "لايسكا" وكشف حقائق وأسباب سقوط النادي إلى حظيرة الرابطة المحترفة الثانية بعد 5 مواسم في الدرجة الأولى... وفي وقت كان ينتظر مقدّم الحصة وكل عشاق الجمعية من مستمعين أن يسير محور الحديث إلى كشف أسباب فشل الفريق في ضمان البقاء، خرج أعضاء الإدارة بخرجة غير منتظرة حين أخد ضيوف الحصة يتهمون في بعضهم البعض وكل طرف يحمّل مسؤولية سقوط "لايسكا" إلى الطرف الآخر، ومن دون تقديم أي سبب مقنع للوضعية الكارثية التي وصل إليها الفريق الخروبي التي أدّت إلى سقوطه. وقد كان الحضور الذي أحدث "تبهديلة" على المباشر في الإذاعة مشكلا من رئيس النادي الهاوي قيتوني، الرئيس السابق للشركة معمر ديب، المدير الفني للفريق وكذلك المناجير العام علي بدالة، هذا الأخير كان كلامه عقلانيا أكثر وكان موضوعيا في شرح أسباب الإخفاق. "كل واحد يقول أنا خاطيني" واتهامات متبادلة وقد اندهش كل من استمع للحصة التي كانت على المباشر في إذاعة سيرتا أول أمس، "للكرنفال" الذي كان بطله الحضور في الأستوديو من إداريي فريق جمعية الخروب، والذين تناولوا الكلمة تباعا وكل طرف كان يبرّئ في نفسه ويتهم الطرف الآخر بأنه المسؤول عن سقوط "لايسكا"، إذ لم تكن لأحدهم الشجاعة ليتحمّل مسؤولياته ويعلن أنه مسؤول عن جزء فيما وصل إليه الفريق من تقهقر في النتائج عجّلت بسقوطه بعد 5 مواسم في دوري الأضواء. وقابل الأنصار كلام كل من قيتوني، ديب، المدير الفني وبدالة باستهزاء واستنكار كبيرين، إذ أجمع كل من استمع للحصة على أن مسؤولو جمعية الخروب "بهدلو بروحهم" وكشفوا عن مستوى متدن وتفكير محدود وغياب كلي لروح المسؤولية لديهم، باستثناء تدخّل بدالة الذي كان موزونا، أما البقية فكلامها كله اتهام للطرف الآخر وهروب من المسؤولية. إدارة النادي لا تعلم لماذا سقط الفريق ! والشيء الذي حيّر الخروبية من كلام مسؤوليهم، والذي اعتبروه محل سخرية أمام كل الفرق المجاورة بالنظر إلى المستوى المنحط للحضور بإذاعة سيرتا، هو عدم إجابتهم على سؤال: "لماذا سقط الفريق؟ ومن المسؤول عن ذلك؟"، إذ لم يستطع أي أحد أن يجيب عن السؤال ولم يقدموا أي تفسيرات أو مبررات، وكانوا في كلامهم خارج هدف الحصة الذي كان الكشف عن أسباب سقوط "لايسكا" للجمهور الخروبي، فقد وجدت الإدارة صعوبة حتى في الكشف أن فرقا أخرى كانت تصارع مع الجمعية على البقاء كالعلمة والحمراوة هي من تسببت في خلق تكتلات داخل تشكيلة الخروب بطرق غير رياضية من أجل إسقاطه، وهو ما حدث بالفعل، وحدث ذلك أمام أعين إدارة "لايسكا" التي كانت ضعيفة ولم تستطع التصدي لهم. لكن ضيوف إذاعة سيرتا لم يتفوهوا بأي جملة مفيدة للمستمعين ولم يدركوا حتى سبب سقوط الفريق، وكل كلامهم كان عبارة عن اتهامات فيما بينهم وحديث فارغ وبعيد عن الحقيقة. اتهموا الأنصار كذلك وبهذه العقلية "لايسكا ما تروحش بعيد" والغريب كذلك في كلام رئيس الفريق الهاوي قيتوني ورئيس مجلس إدارة الفريق المحترف معمر ديب والمدير الفني، هو أنهم اتهموا أنصار الجمعية بتسببهم في إسقاط الفريق، وعلّق الخروبية على كلام مسؤوليهم ب "هل يعقل لمحبي وجمهور نادي أن يتسببوا في إسقاطه؟ وهل الأنصار وقفوا مع تشكيلتهم في كل المواجهات بملعب عابد حمداني وكذلك في كل الملاعب التي تنقلت إليها الخروب أن يكونوا ضد مصلحة "لايسكا"؟"... وقد أبدى الأنصار تذمّرا كبير من مسؤوليهم على الكلام الغير مسؤول الذي بدر منهم في إذاعة سيرتا، وتأسفوا على الحالة التي وصل إليها النادي مع أشخاص عديمي المسؤولية- كما وصفوهم- كانوا ممثلي مسرحية أضحكت الجميع عليهم، وأكّد محبو الجمعية أنه بعقلية إدارة الفريق فلن يذهب بعيدا ولن يرى النور قريبا، ففي وقت وجب وضع اليد في اليد والتفكير في مستقبل النادي، يتواصل التهجّم والصراعات الداخلية فيما بينهم. آيت جودي: "الإدارة الحالية ليست أهلا للرياضة" كما عرفت الحصة تدخل المدرب السابق عز الدين آيت جودي، والذي عبّر في البداية أنه إن علم أن الحصّة ستخصص للإتهامات والكلام الباطل بعد فوات الأوان لما تكلّم ولما قبل التدخل على المباشر. وقد أدلى آيت جودي بتصريح اتهم فيه الإدارة بشكل مباشر وقال أنها المسؤولة عن وضعية الفريق وعن سقوطه بعبارة تحمل من المعنى الكثير: "إدارة لايسكا ليست أهلا للرياضة"، وقال كذلك أن كلامها وتدخلها في إذاعة سيرتا كان فيه تناقض كبير وكان للإستهلاك فقط بعيدا عن المنطق والحقيقة وتحمّل المسؤوليات. "أين كان الرئيس يوم لقاء العلمة؟... وأين هي الأموال؟" وقد ردّ آيت جودي بشكل مباشر على كلام الرئيس قيتوني حين قال في تصريح له: "أريد أن أسأل الرئيس فقط أين كان يوم واجهنا العلمة؟ لم يظهر له أي أثر وكان يتابع اللقاء من منزله ربما!، وأين ذهبت الأموال والتحفيزات قبل وقوع الكارثة؟، فحتى منحة التعادل أمام الحراش منحها أحد المناصرين من العاصمة والإدارة كانت غائبة تماما في الأوقات الصعبة وهي من تتحمل المسؤولية في سقوط الفريق". "حلوي ابن الفريق ولا يخون، ولماذا لم تسرحوه من قبل؟" وعن الأشخاص الذين يتدخلون في صلاحياته وينتقدون خياراته الفنية رغم أن مستواهم لا يليق حتى بتدريب الفئات الصغيرة، قال آيت جودي: "يلومونني على إشراك الشاب حلوي وأنا لا أملك مدافعا أيسر بغياب بوخيار، ولعلمهم ف حلوي ابن الفريق ولا يخونه أبدا، وإذا كان اللاعب لا يعجبهم فلماذا لم يسرحوه من قبل وانتظروا حتى لحظة إشراكه ليسقطوا عليّ اتهاماتهم التي لا معنى لها؟". قيتوني يرضخ لضغط "الديجياس" والجمعية العامة يوم 4 جوان بعد الضغوط الكبيرة التي تعرّض لها رئيس النادي الهاوي قيتوني من قبل مديرية الشبيبة والرياضة لولاية قسنطينة، وأطراف أخرى من داخل محيط الخروب لعقد الجمعية العامة للنادي خلال أيام قليلة، رضخ أخيرا لرغبة "الدجياس" وقرر عقد الجمعية رسميا يوم 4 جوان القادم.