لم تعد العلمة بحاجة إلى انتظار اللقاء الأخير أمام جمعية الخروب مثلما كان متوقعا قبل الجولة الماضية حتى يفصل في أمر بقائها بالقسم الأول، حيث جاء الفوز على تلمسان وجاءت الخدمة من مولودية باتنة ليمكنّا العلمة من تحقيق هدفها وتفادي الكثير والكثير من المشقة مقارنة بما لو بقي مصير البقاء مرتبطا باللقاء الأخير أمام جمعية الخروب. اللاعبون وخزار تصرفوا باحترافية وبالعودة إلى مواجهة وداد تلمسان، فإن أجمل ما فيها كان الفكر الاحترافي الذي ميز لاعبي “البابية“ ومدربهم خزار، حيث ركز الجميع على الفوز بالمواجهة دون الالتفات إلى نتائج بقية الفرق المنافسة، وهو ما مكن العلمة من تسجيل هدفين في وقت مناسب جدا وضمان فوز كان يعتقد في بادئ الأمر أنه مجرد خطوة نحو ضمان البقاء قبل أن يكون نهاية المطاف الخطوة الأخيرة نحو ضمان الهدف الموسمي. الدفاع، الهجوم والكل كانوا في المستوى ومن إيجابيات مواجهة تلمسان أيضا الأداء الثابت والجيد الذي قدمته تشكيلة المولودية على جميع المستويات، حيث تمكن الدفاع من الحفاظ على شباكه نظيفة والهجوم من تسجيل ثنائية نظيفة دون نسيان خط الوسط الذي قدم المطلوب منه في الدفاع والهجوم وبالتالي فالكل يستحق الإشادة والتنويه بهذا الأداء. بقرار يتحرّر ويسجل وتمكنت “البابية“ من تسجيل الهدف الأول في وقت مناسب جدا بعد مرور 20 دقيقة من الشوط الأول عن طريق الجناح الطائر منير بقرار، الذي فك بهذا الهدف عقدة لازمته 7 أشهر كاملة لأن آخر هدف له قبل تلمسان كان بمناسبة لقاء الجولة 11 أمام اتحاد عنابةبالعلمة في 31 أكتوبر من العام الماضي حين كان صاحب الهدف الثالث، لكن هدف بقرار أول أمس كان بمثابة أهداف لأنه ثمين جدا. ... وبلهامل يعزّز صدارته ومن جهته كان صاحب الهدف الثاني بلهامل على موعد مع إمضائه الهدف الثامن له منذ بداية الموسم مع “البابية“ وليس السابع كما أشرنا إليه أمس (7 أهداف في البطولة وهدف في الكأس أمام سيڤ)، معززا بذلك صدارته لأحسن هدافي “البابية“ ومؤكدا في الوقت نفسه أنه الاختصاصي رقم 1 في الكرات الثابتة لأن الهدف الذي سجله من مخالفة مباشرة رائعة أول أمس كان الثالث بهذه الطريقة بعد هدفيه من قبل أمام المولودية والخروب في الذهاب من مخالفتين مباشرتين أيضا. “البابية“ تخلّصت من “جبل“ من الحسابات والضغط ويبقى الأهم في مواجهة أول أمس أمام وداد تلمسان أن العلمة لم تضطر إلى انتظار الجولة الأخيرة من أجل ضمان البقاء في لقاء الخروب الذي كان مصيريا قبل أن تأتي الهدية من “البوبية“، وبالتالي فقد زال عن اللاعبين والإدارة حمل جبل كامل من الضغط، الحسابات والمسؤولية وستلعب العلمة لقاءها الأخير دون أي ضغط بعد ضمانها البقاء. خزار تنبّأ بوجود مفاجأة في الجولة الماضية وفي وقت لم يكن أحد ينتظر أن تفوز “البوبية“ على “الكاب” وتهدي البقاء للعلمة على طبق من ذهب، كان المدرب خزار قد أشار في حديث إلى “الهدّاف” يوم الخميس الماضي إلى وجود مفاجأة في الجولة الماضية وفي مواجهة شباب باتنة - مولودية باتنة بالتحديد وبالفعل صدق حدسه وحدثت المفاجأة. العلمة ستلعب بكامل إمكاناتها في الخروب وإذا كانت مهمة ضمان البقاء قد انتهت بشكل جيد مثلما تمنى الجميع، فإن المهمة المقبلة التي ما زالت تنتظر العلمية هي إنهاء الموسم بشرف من خلال لعب مواجهة الخروب بكامل الإمكانات والجدية في غياب الضغط وهذا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية واحتلال أفضل مرتبة ممكنة. ثالث موسم في القسم الأول وبضمانها البقاء أول أمس في القسم الأول، فإن “البابية“ تضمن بقاءها في هذه الحظيرة للموسم الثاني على التوالي وهو ما يمكننا القول إن البقاء سيصبح تقليدا راسخا لدى العلمة ولا نقاش فيه خلال كل موسم. بوذن يؤكد بدء التفكير في الموسم المقبل بعد الخروب هذا، وأكد رئيس “البابية“ مبارك بوذن بعد ضمان فريقه البقاء بشكل رسمي أن التفكير في الموسم الجديد سيبدأ مباشرة بعد نهاية مواجهة الخروب ونهاية الموسم بشكل رسمي، حيث ستنطلق التحضيرات الأولى الخاصة بالموسم المقبل. ... يريد وضع ملف الاحتراف قبل الخميس ومن أهم التحضيرات الخاصة بالموسم الجديد، التحضير لدخول “البابية“ عالم الاحتراف وهو المشروع الذي لا يزال قيد الإنجاز في شقه الإداري والقانوني حتى يكتمل الملف، وهو الملف الذي ينوي الرئيس بوذن تجهيزه بسرعة لوضعه على طاولة الرابطة قبل هذا الخميس موعد انعقاد الجمعية العامة للرابطة الوطنية. سيشرع في التفاوض مع القدامى ومن جانب آخر، أكد الرئيس العلمي مبارك بوذن أنه وبعد وضع ملف الاحتراف قبل هذا الخميس مثلما يأمل، سيمر مباشرة إلى أولى الخطوات الخاصة بالموسم الجديد من خلال التفاوض مع القدماء الذين تنتهي عقود معظمهم بنهاية الموسم الحالي وهذا في إطار تحديد معالم تعداد الموسم المقبل. ... وسيجتمع مع خزار بعد مواجهة الخروب وقبل اللاعبين، أكد رئيس “البابية“ مبارك بوذن أنه سيجتمع بالمدرب خزار مباشرة بعد نهاية مواجهة جمعية الخروب الاثنين المقبل وهذا من أجل وضع تقييم للموسم وفترة العمل التي قضاها مع العلمة إلى حد الآن، ومن ثمّ التطرق إلى مستقبله مع الفريق ودراسة أمر بقائه من عدمه. بوذن: “موسم شاق ومتعب، لكن الصعب دائما حلو” وعاد الرئيس بوذن في حديثه إلى “الهدّاف” أمس إلى الحديث عن الموسم الذي مضى قائلا: “موسمنا كان شاقا ومتعبا من كل النواحي، لكن الأمر الذي يأتي بصعوبة دائما يكون طعمه حلوا لأننا لم نشتر ولم نبع أي نقطة مثلما يقال ولو يتحقق الهدف بهذا الشكل فليس له أي طعم”. “سنشرع في تسوية الشطر الثالث هذا الأسبوع” ومن الحديث عن البقاء، تطرق بوذن إلى الحديث عن ما يأتي بعده، مشيرا إلى الالتزامات التي تنتظر إدارته في نهاية الموسم الحالي والمتعلقة بالمستحقات، حيث سيكشف عن موعد تسليم الشطر الثالث، مضيفا: “هذا الأسبوع إن شاء الله سنشرع في تسوية مستحقات الشطر الثالث لنفي بكل التزاماتنا”. “نشكر كل من ساندنا ومن أساء إلينا ربّي يسامحو” وفي الأخير أبى الرئيس الأول ل”البابية“ في القسم الأول، إلا أن يتوجه بكلمة شكر لكل من ساعده هذا الموسم على ضمان البقاء، حيث قال: “نشكر كل الذين ساعدونا من قريب أو بعيد وساندوا الفريق حتى آخر دقيقة سواء الأنصار، اللاعبين، المدربين، الإداريين، السلطات وحتى الإعلاميين، أما الذين أساؤوا إلينا فلا نحقد عليهم ونقول لهم ربي يسامحكم وفقط”. --------------- بقرار: “أهدي البقاء لكل أنصار البابية والأولوية للعلمة الموسم المقبل” فوز أمام تلمسان وضمان البقاء قبل الجولة الأخيرة، ما هو تعليقك؟ قبل ذلك دخلنا المواجهة بضغط شديد وبحسابات كثيرة، لكننا اتفقنا في الأخير على أن نفوز أولا بلقائنا قبل أن نهتم بالبقية وحتى بعد نهاية الشوط الأول لم نسمع بأي نتيجة ولم يسأل أحد عنها، ولو أننا دخلنا منذ البداية في اللقاء وتمكنّا من افتتاح باب التسجيل في أول 20 دقيقة وهو ما حرّرنا كثيرا في بقية أطوار اللقاء. بصراحة، هل كنتم تنتظرون أن الفوز على تلمسان سيكون كافيا لتحقيق البقاء؟ قلنا في قرارة أنفسنا أن “نيتنا تخرجنا” بعد الذي حدث بين الخروب والبرج، ولو تطلب الأمر نذهب إلى الخروب من أجل تحقيق التعادل مهما كان الحال، لكننا بصراحة لم نكن ننتظر تماما خسارة “الكاب” ويبقى الأهم أننا أبقينا على الفريق في القسم الأول ولم ندع أحدا يذكرنا بالسوء لو سقط الفريق. كنت صاحب الهدف الأول في اللقاء، وهو الهدف الذي يأتي بعد مدة طويلة جدا، ما هو تعليقك؟ هذا الهدف أشعرني وكأنني سجلت في كل اللقاءات الماضية لأن له قيمة عالية وجاء في وقت جيد جدا وساهمت من خلاله في فوز “البابية“ وبقائها. الآن، كيف ترى مواجهة الخروب بعد ضمانكم البقاء؟ سنلعب بشكل عادي في هذه المواجهة ونتحلى بكامل النزاهة من أجل إكمال الموسم بشرف، خاصة أننا لن نواجه أي ضغط. بعد ضمان البقاء، يمكن الحديث عن المستقبل الآن، هل بدأت تفكر في مستقبلك؟ أولا نحمد الله على تأدية مهمتنا على أكمل وجه وتركنا الفريق في القسم الأول، لكن ما تبقى الآن هو أن ننال حقوقنا المتبقية مثلما وعدنا الرئيس حيث ننتظر أن يكون المسيرون في الموعد والمستوى، وبعدها سنتحدث عن المستقبل وأنا شخصيا في نهاية عقد لكنني أمنح الأولوية للعلمة وإذا “كتبت” واتفقنا سأبقى وإذا لم نتفق سأبحث عن وجهة أخرى وفقط. بماذا تريد أن تختم؟ أهدي الهدف الذي سجلته والبقاء إلى كل أنصار “البابية“ وأحبابي من صالح باي دون أن أنسى الوالدين الكريمين اللذين لم يتوقفا عن الدعاء لي ول”البابية“ طوال الموسم.
