تباين مردود لاعبي المنتخب الوطني سهرة يوم الجمعة الفارط أمام المنتخب الإيرلندي، بين الجيد والمتوسط والضعيف... حيث أبلت بعض العناصر البلاء الحسن طيلة التسعين دقيقة رغم الخسارة الثقيلة التي مني بها منتخبنا، فيما مرّت العديد من العناصر جانبا ولم تقدم ما كان مرجوًا منها، كما أن عناصر أخرى بدا على طريقة لعبها عدم الانسجام مع عناصر أخرى، ونخص بالذكر عناصر قديمة مع أخرى جديدة انضمت حديثا إلى صفوف المنتخب. لحسن كبير في الوسط وحليش كالعادة ومن بين العناصر التي نال مردودها إعجاب الجماهير والمحلّلين أيضا كان وسط الميدان مهدي لحسن الأحسن فوق المستطيل الأخضر بفضل أدائه المتوازن الذي يعكس حقا أن اللاعب ينشط في بطولة أوروبية قوية، حيث ساهم في استرجاع العديد من الكرات في خط الوسط، رغم أنه لم يلق السند اللازم من مساعده، كما أن حليش بقيت قيمته ثابتة بفضل المردود الجيّد الذي قدمه في محور الدفاع، إذ أن المحلّلين نزعوا عنه مسؤولية الأهداف التي سجلت على مرمى شاوشي ومبولحي بما أنه لم يتسبّب في أي هدف منها، واختاروه ضمن أحسن العناصر فوق المستطيل الأخضر. مصباح جيد لكنه غير متفق مع بلحاج مصباح كان من بين اللاعبين الجدد الذين خضعوا للاختبار في هذه المباراة، وأبلى هو الآخر البلاء الحسن من خلال الوجه الطيب الذي ظهر به في أول مباراة يتقمّص خلالها ألوان الوطن الأصلي، حيث سد المنافذ جيدا من جهته اليسرى، ولم يترك مساحات كثيرة للمهاجمين كي يتوّغلوا منها، لكن ما أعيب على جهته اليسرى هو سوء التفاهم الذي لوحظ بينه وبين بلحاج الذي حوّل إلى خط الوسط لتغطية الجهة اليسرى، حيث وقفنا على سوء تفاهم كبير بينهما سواء عندما تكون الكرة عندنا أو عند الخصم، وهو أمر كان متوقّعا لأن سعدان يلجأ إلى هذه التركيبة والخطة على الجهة اليسرى لأول مرة منذ أن أشرف على تدريب بلحاج، لكن سوء التفاهم هذا سرعان ما زال بعدما صار مصباح وحيدا على تلك الجهة إثر خروج بلحاج، ولا ندري الآن إن كان سعدان سيواصل انتهاج نفس الخطة في المباراة الودية القادمة أمام الإمارات، أم أنه سوف يراجع حساباته من جديد بإعادته بلحاج إلى منصبه الأول كظهير أيسر. ڤديورة لم يعجبه منصبه ڤديورة هو الآخر لم يكن سيئا بدرجة كبيرة، فاللاعب ورغم أنه لم يلعب في منصبه الأصلي كوسط ميدان دفاعي بعدما لجأ سعدان إلى إدراجه على الجهة اليمنى من الدفاع، إلا أنه أبلى البلاء الحسن ولم يرتكب العديد من الأخطاء على جهته، ورغم ذلك، إلا أنه وحسب مصادرنا الخاصة امتعض من قرار الناخب الوطني عندما وضعه في ذلك المنصب الجديد عليه، وكان بوده أن يلعب في منصبه الأصلي كوسط ميدان دفاعي يساعد على سد المنافذ واسترجاع الكرات، عوض اللعب كظهير أيمن يفتقد السرعة اللازمة لتغطية تلك الجهة والمساهمة في بناء الحملات والهجمات منها. بلعيد محدود جدًا هذا وبخصوص مردود الوافد الجديد حبيب بلعيد الذي شكّل ثنائي محور الدفاع رفقة حليش، فقد أظهر وجها محتشما للغاية، وترددا كبيرا في تدخلاته، وهو ما يؤكد ما قلناه عنه خلال تربص سويسرا بأنه لم يقنع كثيرا الناخب الوطني، وبأنه لا يمكنه أن يحجز لنفسه مكانة أساسية ضمن تعداد “الخضر”، وبأنه بالأكثر يستحق أن يكون على مقاعد البدلاء، لأنه بكل بساطة لم ينجح في تعويض يحيى عنتر أو بوڤرة الغائبين. غزال وجبور مع بعض.. لم تَسر كما ينبغي وبخصوص مردود العناصر التي مثّلت القاطرة الأمامية على غرار جبور وغزال فقد وقع الإجماع على أنهما مرا جانبا ولم يقدّما ما هو مرجوا منهما، حيث لم يخلقا أي فرصة بسبب سوء تمركزهما وقربهما من بعضهما البعض، ما جعل المحلّلين وأهل الاختصاص يؤكّدون بأن سعدان ارتكب خطأ بإدراجهما مع بعضهما البعض، ونصحاه مستقبلا بأن يدرج واحدا منهما فقط في الهجوم رفقة صايفي أو مطمور اللذين يحسنان التوغل داخل منطقة العمليات ومنح المساحات اللازمة لرأس الحربة الذي ستوضع فيه الثقة، وعلى كل حال فإن المباراة القادمة أمام منتخب الإمارات العربية الشقيق ستجعل الرؤية تتضح أكثر بخصوص مستقبل منتخبنا والعناصر القديمة والجديدة تحسبا للمونديال المقبل، ومن خلالها سنتأكد من جاهزية الجميع للقاء سلوفينيا أم لا، لأنها ستلعب أياما قليلة قبيل أول ظهور رسمي لنا في نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 24 سنة بالضبط. --------------------------- جماهير “الخضر“ ساخطة على “الجزيرة” تفننت المنتديات الكروية، والشارع الرياضي الجزائري في انتقاد قناة الجزيرة الرياضية التي حرمت الجمهور الرياضي من الاستمتاع بمباراة إيرلندا - الجزائر ونقلتها على القنوات المشفرة، ولحسن حظ الجمهور الرياضي أن التلفزيون الجزائري تدخل واشترى حقوق البث بعدما كانت حكرا على القناة القطرية، ولكن رغم ذلك لم يتقبّل الجمهور الجزائري أن يتم نقل مبارياته خاصة أنها ودية وليست رسمية، وعبّر عن سخطه خاصة أن التعليق كان للجزائري حفيظ دراجي الذي يعشقه الكثير من المتتبعين. تفضيل البلدان العربية الأخرى على الجزائر وكان الأمر عاديا بالنسبة للجماهير الجزائرية قبل أن تعلن القناة القطرية عن موعد مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الإسباني، حيث بثت قناة الجزيرة المباراة رغم أهميتها في القناة الأولى المفتوحة، وهو ما جعل الجزائريين يعبرون عن غضبهم لأن القناة القطرية كان بإمكانها بث المباراة على القنوات المشفرة أو العكس بالنسبة لمباراة الجزائر التي كان بالإمكان نقلها على المفتوحة ومن ثمّ يتم استقطاب أكبر عدد من الجماهير التي لا تملك بطاقات والتي اضطرت إلى متابعتها على القنوات الوطنية. الجزائريون استعادواما حدث في كأس إفريقيا واستعاد الجزائريون ما فعلته الجزيرة في كأس إفريقيا حين باعت حقوق البث للتلفزيون الجزائري قبل أن تفشل المفاوضات مع التلفزيون المصري وحتى التونسي، ومن ثمّ ظن الجميع أن القناة ستلتزم ببنود العقد، لكنها خالفت التوقعات وبثت مباريات المنتخبات العربية المشاركة في كأس إفريقيا على القنوات المفتوحة، وهو ما يعد تفضيلا لمنتخبات البلدان الأخرى على حساب الجزائر، وها هو الأمر يتكرر بمناسبة المباريات الودية. عشاق حفيظ دراجي لم تتحقق رغبتهم لم تتحقق رغبة الكثير من عشاق المعلق الجزائري حفيظ دراجي الذي علق على مباراة إيرلندا - الجزائر، وهو الأمر الذي كان يتمناه الجمهور الجزائري البسيط على القناة المفتوحة حتى يستمتع بالتعليق الراقي من أحد أحسن المعلقين العرب، والذي بات ركيزة أساسية في القناة القطرية، لكن مسؤولي الجزيرة رأوا عكس ذلك، وكان بالإمكان كسب جمهور أكبر لو تم نقل المباراة على المفتوحة خاصة أن التلفزيون الجزائري نقل المباراة في كل قنواته. بطاقات بأسعار خيالية وأجهزة استقبال جديدة إلزامية من جانب آخر ودائما في هذا المجال عبّر الجزائريون عن غضبهم من غلاء بطاقات الجزيرة والأكثر من ذلك أن أجهزة الاستقبال القديمة لا تقبل البطاقات الجديدة، وهو ما تسبب في مشكل حقيقي للمشاهد العاشق للعبة، حيث بات مجبرا على اقتناء أجهزة جديدة تقبل البطاقات الخاصة بالمونديال، ومن ثمّ زاد سخط الجمهور على الجزيرة الرياضية. لحسن الحظ هناك الأرضية والقنوات الفرنسية وأكدت جل المنتديات على أن الحل الوحيد لمتابعة مباريات المونديال، هو اللجوء للقنوات الفرنسية أو القناة الأرضية في أسوأ الأحوال، حيث سيكون المشاهد البسيط مجبرا على متابعة مباريات المحفل العالمي وسيكون الجزائريون على موعد مع مباريات القمة لكن على التلفزيون الجزائري في بعض المباريات والقنوات الفرنسية في البعض الآخر. ----------------------------------- أنصار المهجر ثاروا على سعدان وطالبوه بتنحية بعض اللاعبين ظلّ سعدان منذ وصول “الخضر” إلى “كرانس مونتانا” بسويسرا النجم دون منازع لدى أنصار “الخضر” في المهجر، وحافظ على تلك الصفة أيضا منذ وصوله إلى “إيرلندا” رفقة وفد المنتخب الوطني لأن أنصار المهجر في “دبلن” وضعوه فوق رؤوسهم مثلما وضعه الأنصار في سويسرا، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب سهرة يوم الجمعة مباشرة بعد نهاية مباراة إيرلندا بخسارة مذلة ل”الخضر“، حيث ثار الأنصار الذين بقوا خارج الملعب لانتظار اللاعبين في وجه المدرب الوطني وحمّلوه مسؤولية الإخفاق والوجه الشاحب الذي ظهر به “الخضر“، كما أعابوا عليه العديد من الأمور التي تتعلق بخياراته التكتيكية، بالإضافة إلى تخليه عن بعض العناصر التي كان بإمكانها إعطاء الإضافة اللازمة للمنتخب في المونديال المقبل. أصروا على إبعاد غزال ومنصوري وأول ما طالب به الأنصار الذين احتشدوا لانتظار المدرب الوطني أمام الملعب هو إبعاد القائد ووسط الميدان يزيد منصوري، بالإضافة إلى رأس الحربة عبد القادر غزال بسبب المردود الشاحب الذي يقدمانه حسب الأنصار، حيث قالوا لسعدان: “لا ندري لماذا تصر على الاحتفاظ بمنصوري رغم مردوده الهزيل، ولا ندري ما سر اعتمادك الدائم على غزال رغم أنه لم يسجل أي هدف منذ لقاء مصر؟ امنح الفرصة للاعبين آخرين أكثر نشاطا وفعالية منهما من فضلك”. قالوا له: “مغني برجل واحدة أفضل من العديد” وراح الأنصار يعرجون على قضية إبعاد صانع الألعاب مراد مغني، وأكدوا للمدرب الوطني بصريح العبارة: “صحيح أن مغني مصاب، ولم يكن باستطاعته أن يجازف بمستقبله إلا أنه يبقى أفضل من كثير من اللاعبين حتى لو يضطر للعب برجل واحدة. إنه فنان وكان عليك أن تتريث في إصدار قرار إبعاده، لعل وعسى يمكنه أن يخوض لقاء أو لقاءين مع المنتخب في جنوب إفريقيا”. لاموه على تضييع ورقة زياية بسهولة وعرّج بعدها الأنصار المغتربون على قضية التخلي عن مهاجم من طينة زياية، وعاتبوا سعدان على السهولة التي تخلى بها عن هذا اللاعب الذي كان رفضه عبر مكالمة هاتفية فقط، وقالوا له: “إنه لاعب جيد كان من المفترض أن تتحدث معه وجها لوجه لتسمع منه، لا أن تتخلى عنه لمجرد أنه رفض المجيء. إنه مهاجم جيد كان بإمكانه أن يقدم الكثير لقاطرتنا الأمامية، عوض الاعتماد المتواصل والدائم على غزال دون أن يتمكن من دك مرمى المنافسين منذ فترة صارت تقارب السنة الآن“. رفض الرد عليهم وغادر الملعب في صمت وفي ظل كل تلك الانتقادات والعتاب الموجه له من طرف الأنصار، لم يجد مدربنا الوطني من حل سوى التزام الصمت وعدم الرد على تلك الانتقادات التي تحوّلت إلى استفزازات بعض الشيء، حيث غادر في هدوء وصمت والتحق بالحافلة دون أن يرد بكلمة. صفقوا للاعبين وشجّعوهم رغم الثلاثية هذا، ولم تكن طريقة مغادرة اللاعبين للملعب مشابهة لتلك التي غادر على إثرها المدرب الوطني لأنهم غادروا تحت تصفيقات حارة من الأنصار وأهازيج ووسط إشعال “الفيميجان”، حيث أبوا إلا أن يرفعوا معنويات اللاعبين تحسبا للقاء المقبل أمام الإمارات، وتحسبا للمونديال الإفريقي الذي ينتظرهم. الأمر أثر في اللاعبين كثيرا ولكم أن تتصوّروا الصورة التي كان عليها اللاعبون لحظة تأهبهم لركوب الحافلة ومغادرة الملعب، حيث بدت علامات التأثر واضحة على محياهم، بعد تصرف الأنصار المثالي تجاههم، وهو ما من شأنه أن يرفع معنوياتهم تحسبا للفترة المقبلة.