وضعية صعبة للغاية يعيشها ياسين براهيمي لاعب “ران" الفرنسي مطلع هذا الموسم، هي واحدة من أعقد الفترات التي عاشها اللاعب الأسمر في مسيرته إن لم تكن الأسوأ، حيث لا يريد فريقه الاحتفاظ به، وحتى هو يريد المغادرة نحو أحد الفرق التي قيل إنها مهتمة به، لكن هل فعلا هناك إتصالات من أندية أوروبية كبيرة كما نطالع كل مرة عبر وسائل الإعلام الفرنسية؟ هل هذا هو السؤال الذي أجاب عنه وكيل أعماله في تصريحات للإذاعة الفرنسية RMC، حيث قال بصراحة وبلغة لا تقبل التأويل إن موكّله لا يمتلك أي عرض حاليا ولخص بيار دروسي الفكرة بالقول: “في ذهنه وفي تصريحاته يريد المغادرة، ولكن لا يوجد أي عرض له". وكيل أعماله يضعه في موقف “الكاذب" بخصوص العروض الأوروبية هذا الكلام يخالف تماما ما صرّح به اللاعب من قبل لما قال إنه يملك عروضا كثيرة من أندية فرنسية وغيرها، لكن وكيل أعماله لم يتردد في نفيها ليضعه موكله في حرج لأنه موقف “الكاذب"، أو موقف من يصدق ما تكتبه مختلف المواقع الفرنسية القريبة من نادي “ران"، وهو شيء لا نتصوره بما أن هذه المواقع الإخبارية والإعلامية ليست في موقع أفضل من وكيل أعماله الذي يمتلك كل المعطيات بخصوص مسألة تحويله، ليبقى السؤال الأهم من هذا وذاك هو: أين ستكون وجهة ياسين براهيمي هذه الصائفة؟. وضعيته تجعل تُغيّر لهجته بشأن الجزائر “مصلحية" هذه الوضعية التي يعيشها في “ران" على أنه لاعب غير مرغوب فيه بعد موسم متواضع زادتها الإصابات سوءًا، وعطفا في سياق آخر على تصريحاته الأخيرة بخصوص المنتخب الوطني الجزائري حيث قال إنه يفكر في الجزائر وجاهز لدراسة الفكرة وهو ما يخالف ما كان يقوله اللاعب كل مرة حين أبدى في أوقات سابقة لامبالاة كبيرة أمام المسألة ولم يكن يلقي بالا لأمر اختيار المنتخب الجزائري ما يجعلنا نتساءل عن سبب هذا التغيّر وإن كان مرتبطا بوضعيته الحالية، لا سيما أنه يعرف أن صفة لاعب دولي في وضعية مثل التي يتخبط فيها كان من شأنها أن تساعده في إيجاد فريق، لأنها أفضل من أن يكون مجرد لاعب خاض الموسم الماضي لدقائق معدودة في فريقه. ... ونيّته محل شك لأن إدراك قطار الجزائر الآن أفضل من تضييع كل الرحلات تغير الموقف هنا يجعل نية براهيمي محل شك كبير، خاصة أنه في موقف لا يحسد عليه، وفكر على ما يبدو وحسب تخمينات كثيرين أن إدراك قطار الجزائر قد يكون أفضل من تضييع كل الرحلات، خاصة أن حلم اللّعب لمنتخب فرنسا بات بعيدا الآن في ظل وضعيته الحالية وتراجع مستواه بشكل كبير، خاصة أننا نتكلم الآن عن لاعب كان الحديث على أساس أنه سيتنقل هذه الصائفة إلى بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني أو أستون فيلا الإنجليزي قبل أن يؤكد وكيل أعماله أن كل هذه العروض كلام غير صحيح. متى ستتخلى الجزائر عن لعب دور “الملجأ" للاعبين مثله!؟ الجزائر التي تعودت في السنوات الأخيرة على استدعاء كل لاعب يحلم بارتداء قميص منتخب فرنسا ولا تتاح له هذه الفرصة، هيأت الجو دون تفكير لهؤلاء إلى أن أصبح المنتخب – حسب رؤية كثيرين – ملجئا لهم، فكم من لاعب رفض استدعاء الجزائر ولكن لما اصطدم بالواقع واستحالة أن يرتدي ولو لدقيقة واحدة قميص “الديّكة" غير السترة، على أساس أن المصلحة تفرض ذلك، وليس لأن الوطنية تغمر قلبه، وقد ننسى بسرعة تعالي براهيمي ورفضه المنتخب لما انفجر أول مرة وننسى كذلك تصريحات غلام الذي يقول إن اللّعب لمنتخب فرنسا فخر وسماع نشيد “لامارسييز" يجعله ينتشي وقد.. وقد.. لكن من حقنا التساؤل متى تتخلى الجزائر عن لعب دور “الملجأ" لهذا النوع من اللاعبين على الأقل حتى يصبح فعلا ارتداء القميص الوطني فخرا وشرفا واعتزازا وليس مصلحة.