يُعتبر أحمد الزوي أفضل لاعب دون منازع في منتخب ليبيا كما أنه أحسن هدّاف في تشكيلة أربيش خلال السنوات الأخيرة، يحمل حاليا ألوان نادي بنزرت التونسي رفقة الجزائري زياية، اتصلنا به أمس لأجل معرفة رأيه في المباراة المتوقعة بين المنتخبين الجزائري والليبي فأصرّ على أن لا شيء مما وقع بين مصر والجزائر من تقاذف إعلامي سيتكرر، مشيرا إلى أن المباراة ستكون أخوية وفي الوقت نفسه ندية بين الطرفين .. ما رأيك في وقوع المنتخبين الجزائري والليبي في مواجهة حاسمة في الدور الأخير من تصفيات كأس إفريقيا 2013؟ لم أتمن أن نواجه منتخبا عربيا شقيقا، لكننا سنعد العدة وسنكون عند حسن ظن جماهيرنا والجماهير العربية كافة، نحن نحترم المنتخب الجزائري أشد الاحترام ونعلم جيدا بأنّ المباراة ستُلعب في الميدان لا أكثر ولا أقل. كيف تمكنتم من تحقيق هذه النتائج الكبيرة في المدة الأخيرة رغم أنّ المنتخب الليبي لم يكن بهذا المستوى على الأقل قبل عام ونصف من الآن؟ هذه النتائج ثمرة عمل متواصل وروح انتصارية تحلى بها اللاعبون، الحقيقة التي يجب أن تُقال أنّ هذا العمل قام به المدرب البرازيلي باكيتا، فنفس المجموعة متواجدة الآن ونفس التكتيك نلعب به وما زاد فقط هي الروح القوية والمعنويات العالية لدى اللاعبين، رغم أنّ بعضهم لا ينتمون إلى أندية ويأتون قبل استدعائهم إلى المنتخب بأسبوعين ويتدربون للحفاظ على لياقتهم ويلعبون المباريات الرسمية. ألا ترى أنّ ثورة 17 فبراير أيضا كان لها مفعول قوي على اللاعبين؟ أكيد، هذا أمر واضح فقد كان لها مفعول قوي، كما أنه من قبل لم يكن الشارع الرياضي يتابع أخبار المنتخب تماما، الآن هناك اهتمام في الأوساط الشعبية وحتى اللاعبين صارت لديهم رغبة قوية في المجيء، في وقت سابق وتحديدا في عقد النظام البائد كانوا لا يحبون حمل ألوان المنتخب. قلت إنه لم يكن هناك إصرار لدى اللاعبين على المجيء إلى المنتخب في وقت ما، لماذا؟ في وقت سابق كانوا يرفضون ولهم أسبابهم، فهناك لاعبون كانوا ممتازين ويملكون إمكانات كبيرة لكنهم كانوا لا يتمنون ارتداء ألوان منتخب ليبيا، على عكس الوقت الحالي حيث أنّ الكل مهتمون وقميص المنتخب صار مقدّسا. ألا ترى أنّ سبب هروب اللاعبين في وقت سابق كان تواجد الساعدي ابن القذافي، فقد قرأت لك تصريحات في جريدة سعودية عن تصرفاته الغريبة عندما كان يتواجد معكم في المنتخب؟ أنا لم ألتق به كثيرا، ممكن في معسكر واحد ولم أر منه شيئا كما أنه لم يصبن بالضر مثلما فعل مع لاعبين آخرين، هناك لاعبون يتكلمون عن أمور غريبة للغاية يقولون إنها بدرت منه خاصة من كانوا إلى جانبه على غرار خالد حسين، أحمد سعد، خالد المرغني فهؤلاء وغيرهم عانوا كثيرا من سلوكاته، أنا من مواليد 1984 ولم تتح لي الفرصة للتعامل معه كثيرا، وأتذكر أنني تنقلت إلى المشاركة مع المنتخب في كأس إفريقيا التي جرت في مصر ووقتها اعتزل، تلك كانت بدايتي الحقيقية وحتى لما التقيت به كما قلت لك لم يضرني بشيء مثل بعض زملائي. ماذا عن تصرفاته الغريبة التي تتكلم عنها، ماذا حكى لك زملاؤك عنه؟ هذا كلام من عاشروه ومن سافروا معه وقاموا بمعسكرات تحضيرية إلى جانبه، حيث يروون لي أنهم كان يوقظ لاعبي المنتخب في الفجر لأجل أن ينفذ مخالفات، هذا كلام من تعاملوا معه (يضحك). وبالنسبة لمباراة الجزائر، هل أنت على علم بأنها ستُلعب خارج ليبيا فحسب آخر المعطيات قد تجري في المغرب؟ لا أنا لا أوافقك الرأي، بنسبة 95 % سنخوضها في ليبيا، الانتخابات أجريت والأمور ستكون مضبوطة في فترة لا تزيد عن شهر، أمامنا فترة شهر ونصف عن موعد المباراة وهو ما يعطينا الأمل في أن تُلعب المباراة أمام الجزائر في ليبيا وسط جمهورنا وشعبنا، المباراة في النهاية هي مباراة بين منتخبين شقيقين وأي عارض لا يمكنه أن يفرّق بين ليبي وجزائري، لا يهمّنا من تحيّز ل معمر القذافي أو موقف أي رئيس لأننا شعب واحد وروح واحدة والمباراة بيننا لن تتجاوز محيط المستطيل الأخضر. إذن سيناريو مصر والجزائر لن يتكرّر. أؤكد أنه لن يحصل، أمس فقط (الحوار أجري سهرة أول أمس) تحدثت مع ابن بلدكم اللاعب الجديد في النادي البنزرتي زياية عن هذا الموضوع وقلت إنه يجب أن لا يتكرّر ما وقع، فالشعب الليبي شجّع الجزائر أمام مصر في المباراة الفاصلة بسبب القرب والمحبة، قلت له إنّ المباراة يجب أن تكون داخل المستطيل الأخضر وألا تنزلق إلى معركة إعلامية وهو رأي أيّدني فيه عبد المالك (يقصد زياية)، وأكيد أنّ الشعب الجزائري يبقى شقيقا ولن نرضى بدخول أي شخص بيننا، أنا واثق أنّ المباراة ستجمعنا ولن تفرّقنا. وماذا عن توقعاتك للمباراة؟ بالنسبة لنا لا يوجد شيء مستحيل، لن أعدك بالفوز وهزم المنتخب الجزائري لكن سنقدّم كل شيء في دقائق المباراة للتأهل وتشريف الجمهور الليبي الذي بات ينتظر منا الكثير، وأعتقد أنّ الشعبين سيعطيان المثال للجميع بمباراتي ذهاب وإياب في قمة الروح الرياضية. هل صحيح أنّ فريقا جزائريا كان يريد استقدامك هذه الصائفة؟ الحقيقة أنني أتمنى اللعب لفريق من الجزائر يوما ما فهذا شرف لي، لكن وكيل أعمالي أحمد إسحاق هو المكلّف بهذه الأمور، أنا دوري منحصر في الميدان وتركت كل تلك الأمور له، لهذا لا أملك معلومات كافية. وماذا عن وضعيتك في النادي البنزرتي؟ في الأسبوع القادم قد تتضح الصورة بالنسبة لي فأنا أتدرب مع الفريق وهناك عروض المسؤولون يدرسونها، ومع وكيل أعمالي سنعرف مسألة بقائي من عدمها الجمعة المقبلة. من تعرف من اللاعبين الجزائريين؟ زياني ورفيق حليش فقد ظهرا بمستوى ممتاز في المنتخب وفي أوروبا، كما أعرف كل اللاعبين وأتابع البطولة المحلية وأشجّع المنتخب الجزائري وهو الأمر الذي جعلني على دراية بكل صغيرة وكبيرة. هل تعرف أنّ عنتر يحيى وبلحاج اعتزلا وربما قد يكون الدور القادم على زياني؟ نعم أعلم هذا، نعرف أدق التفاصيل عن كل اللاعبين، المنتخب الجزائري نعرف لاعبيه ومعطياته وجديده وسندرسه جيدا ونحن عازمون على تحقيق نتيجة إيجابية في مباراتين ترتقيان إلى أعلى مستوى وتشرّفان العرب على عكس الصورة السيئة التي انتهت عليها مباراة الجزائر ومصر بسبب التراشق الإعلامي. ما هي ذكرياتك عن مواجهة الأندية الجزائرية؟ واجهت الكثير من الأندية الجزائرية وسجلت على منتخب المحلي الجزائري في المباراة المؤهلة إلى “الشان" لكن لم يُكتب لنا التأهل، كما سجلت في شباك مولودية الجزائر، الكرة أهداف وأتمنى أن أسجل للمرة الثالثة في شباك جزائرية. ما رأيك في المدرب الجديد للمنتخب الوطني حليلوزيتش الذي حقق الكثير من النتائج الإيجابية؟ الأمور الفنية نتركها لأهلها، بعد أيام سندخل في تربص مع المنتخب الوطني وسيمكّننا ذلك من دراسة وافية لقدرات وإمكانات التشكيلة الجزائرية خاصة في المباريات الأخيرة. في الأخير ماذا تقول للجزائريين؟ أحييهم بطريقة خاصة وأتمنى أن نقدّم صورة تليق بالشعبين وأقول لهم إنّ هذه المباراة ستبقى في نطاق كرة قدم ولن تتجاوز المستطيل الأخضر وإطار المنافسة الشريفة، أحييهم تحية خاصة وأقول للشعب الجزائري إنّ نظيره الليبي يحبّه و"ما يملهمش" ولا يلقي عليه أي لوم لأننا في النهاية شعب واحد، وفي الأخير أتمنى التوفيق للمنتخبين.