تصريحاتهما في كلّ مرّة صارت مقلقة لم يسبق للمنتخب الوطني في السابق وأن عاش حرب تصريحات بين المدربين الذين تعاقبوا على عارضته الفنية، فكل مدرب جديد كان يشرف على تدريبه إلاّ ويكتفي بالتصريح أنّه سيعيد بناء المنتخب وسيقوده نحو برّ الأمان، كما أنّ سالف هذا المدرب الجديد يبرر إخفاقه بالقول أن الظروف لم توفّر له أو أن الأمور لم تسر معه كما ينبغي وكفى... هذا ما كنا نسمعه تقريبا من كل المدربين السابقين، لكننا في الوقت الحالي صرنا نحضر صراعا معلنا بين مدربين كبيرين، بين شيخ المدربين مهندس وصول "الخضر" إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 رابح سعدان، والبوسني وحيد حليلوزيتش صاحب الإنتفاضة التي يشهدها منتخبنا الوطني في الوقت الحالي... صراع لم يقتصر على من هو الأفضل فحسب، بل امتد لتبادل التصريحات فيما بينهما في الأشهر الأخيرة. سعدان: "البوسني ما يلحقنيش"... حليلوزيتش: "لقيتها مخرّبة واللاعبون يدافعون فقط" وكم هي كثيرة وعديدة التصريحات التي تبادلها الطّرفان منذ بضعة أشهر إلى يومنا هذا، وأبرزها أنّ الناخب الوطني السابق رابح سعدان ردّ في وقت سابق على البوسني قائلا: "لا يمكنه أن يقارن حصيلته بحصيلتي إلا بعدما يحقق ما حققته ويقود الجزائر إلى نصف نهائي كأس إفريقيا ونهائيات كأس العالم، يومها يحق له انتقادي والحديث عن ما قمت به". من جهته، ظلّ البوسني في كل مرة يمرر رسائل مشفرة ل سعدان بالقول: "وجدت منتخبا مشتتا يوم قدمت... وجدت منتخبا تنخره المشاكل داخل مجموعته... وجدت منتخبا يلعب بطريقة دفاعية ولا يغامر سوى نادرا في الهجوم"... إلى غير ذلك من التصريحات الكثيرة التي تبادلها الطرفان. مدربان كبيران عليهما أن يترفّعا عن تصريحات كهذه ولسنا هنا لكي نميل لأي طرف في حكمنا على الرجلين، لأن الجميع يعرف ما قدمه سعدان للجزائر وما يقدمّه البوسني لها في الوقت الحالي، كما أن كليهما لم يخدم الجزائر مجانا وبلا مقابل، إلا أنّنا عندما نتحدث عن سعدان أو حليلوزيتش فإن الأمر يتعلق بمدربين كبيرين، فالأوّل يشهد له التاريخ الخدمات الكثيرة التي قدمها للمنتخب الوطني، وسيبقى يشهد له أنّه البطل الحقيقي لملحمة أم درمان ومهندس الوصول إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، والثاني بدوره مدرب كبير وأظهر لمسته بسرعة، وهو بصدد أداء مشوار أكثر من رائع، بعدما قاد الجزائر في 10 مباريات حتى الآن إلى تحقيق 8 انتصارات كاملة مع خسارة وتعادل وفقط، فضلا عن تحسن أداء الآلة الهجومية للمنتخب، وإن كان الثنائي لا يحتاج لمن يعطيه الدروس، إلا أنه مطالب بالترفع عن تبادل التصريحات في كل مرة. اختيار الأفضل بينهما يقودنا إلى جدل كبير وسيكون صعبا اختيار الأفضل بين التقني البوسني ونظيره المحلي، لأن ذلك سيوصلنا حتما إلى جدل يصعب الخروج منه، فلو سلمنا أن سعدان الأفضل لأن اسمه ارتبط بوصول المنتخب إلى المونديال في ثلاث مناسبات، ولأنّه قاده إلى الدور نصف النهائي في أنغولا وأعاده للمشاركة في المونديال بعد غياب 24 سنة، ولأنه المدرب الذي أزاح منتخبات قوية كالسنغال، زامبيا (بطلة إفريقيا) ومصر (بطلة إفريقيا ثلاث مرات متتالية) من طريقه إلى المونديال، ولأنه المدرب الذي أحرج الإيطالي كابيلو وفرض عليه والإنجليز تعادلا في المونديال ولأنه من فاز على الأوروغواي في 5 جويلية بنجومها، والتسليم أن سعدان الأفضل يجعلنا حينها في مواجهة انتفاضة المنتخب مع البوسني حليلوزيتش، فحتى إن لم يواجه منتخبات من العيار الثقيل حتى الآن، إلا أنه أعاد "الخضر" إلى السكة الصحيحة بعد فترة فراغ رهيبة مروا بها، فهو المدرب الذي لم ينهزم سوى مرة واحدة في 10 مباريات، وهو المدرب الذي صار المنتخب معه يفوز على منافسيه بالثنائيات، الثلاثيات والرباعيات أيضا، وهو المدرب الذي في عهده سجل المنتخب 20 هدفا في ظرف سنة واحدة فقط، هو المدرب الذي معه تم اكتشاف محليين هم اليوم قوته الضاربة في صورة بلكالام، سليماني وحتى سوداني المحترف حديثا في البرتغال، هو المدرب الذي جعل الجزائر معه تقفز إلى المرتبة 24 عالميا في تصنيف الفيفا وقد تزحف للمرتبة 19 في التصنيف المقبل بعد تأهلها إلى الكان، وهي مراتب لم يسبق لمنتخبنا على مدار التاريخ وأن احتلّها. ما فعله كل واحد لم يفعله الآخر الدخول في اختيار الأفضل منهما يبقى أمرا صعبا، والوقت وحده من سيفصل بينهما لا التصريحات التي يتبادلانها من حين لآخر، ومن دون الميل لأي طرف، لابدّ من الإشارة إلى أنّ الظروف التي أشرف فيها كل واحد منهما على "الخضر" مختلفة عن ظروف الآخر، ف سعدان مثلا وفي عهدته لم يكن لديه مهاجمون من طينة سليماني، فغولي وسوداني، بل أجبر على العمل مع غزال، جبور ومطمور، وحصيلة الثلاثي من الأهداف- كما هو معلوم- في سنوات طويلة لم تتعد ما سجله الثنائي سوداني وسليماني في المباريات الأخيرة ل"الخضر"، وحتى حليلوزيتش لم يستفد من بعض ما استفاد منه سعدان، فالبوسني مازال حتى الآن يبحث عن التركيبة الدفاعية المثلى، لاسيما في المحور الذي لم يختبر بعد بهجوم قويّ كي نقيس عليه، عكس سعدان الذي امتلك في عهده أقوى خط دفاع بقيادة عنتر "في زمانو"، بوڤرة وهو صغير وحليش وهو صاعد، كما أن كل واحد منهما فعل أشياء مختلفة عن الآخر، ف سعدان مثلا هزم مالي بنجومها في وقت عجز البوسني عن هزمها في أرض محايدة، والبوسني بدوره صار يفوز على منافسيه ذهابا وإيابا (غامبيا وليبيا) في وقت أن منتخبنا لم يفز مع سعدان سوى في مرة واحدة خارج القواعد كانت في زامبيا. الأهمّ هو أن تصل الجزائر إلى المونديال وروراوة مطالب بالتّهدئة وإن كنا نعلم أن التيار لا يمرّ بين روراوة والناخب الوطني السابق سعدان، إلا أن المسؤول الأول عن شؤون الكرة الجزائرية مطالب بالتدخل للتهدئة ومطالبة الإثنين بالتحكم في تصريحاتهما، سواء بالنسبة للشيخ سعدان أو بالنسبة للبوسني حليلوزيتش الذي صار يتحدث يوميا تقريبا لوسائل الإعلام الأجنبية، إلى درجة أنه صار يتحدث عن تحديد هدف الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2014 وغيرها من التصريحات الغريبة، ومثل هذه التصريحات من الطرفين لا تهمّ الشعب الجزائري الذي لا همّ له سوى أن يصل "الخضر" إلى أدوار متقدمة في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا وأن يتأهل من جديد إلى نهائيات كأس العالم 2014... أما صراع حول الأفضل بين الرجلين فلا يعني سوى سعدان وحليلوزيتش. ------------------------ سعدان مرشّح لتدريب منتخب البحرين علمت "الهداف" من مصادر موثوقة أنّ الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان بات مرشحا لتدريب منتخب البحرين خلفا للمدرب الإنجليزي "بيتر تايلور" المقال من منصبه من طرف إتحاد الكرة البحريني عقب خسارة المنتخب في لقائه الودي أمام الإمارات بسداسية مقابل هدفين، وحسب ما علمته "الهداف" فإن إتحاد الكرة البحريني برئاسة سلمان بن إبراهيم وضع "الشيخ" على رأس المدربين المستهدفين لتدريب منتخب البحرين بالنظر إلى خبرته، ناهيك على أن المنتخب البحريني مقبل على المشاركة في دورتين هامتين في ديسمبر وجانفي المقبلين. التونسيان محجوب والزواوي ينافسانه وتضيف مصادرنا أنّ إتحاد الكرة البحريني مباشرة بعد إقالته المدرب الإنجليزي تايلور حدّد قائمة من المدربين ووضع على رأسهم سعدان ومدربين تونسيين هما مراد محجوب ويوسف الزواوي، على أن يختار المدرب الذي يراه الأنسب بعد عيد الأضحى حتى يتولى زمام الأمور ويشرع في التحضير للتحديات التي تنتظر المنتخب مستقبلا. البحرينيون يستهدفون "الخليجي" ورغم أنّ منتخب البحرين سيكون على موعد في منتصف شهر ديسمبر مع بطولة غرب آسيا إلا أن هذه المنافسة لا تهم مسؤولي الكرة البحرينية بقدر ما هم مهتمون بكأس الخليج التي ستحتضنها المنامة في شهر جانفي المقبل، وهي المنافسة التي يستهدف البحرينيون لقبها وهو ما جعلهم يبحثون عن مدرب كبير له باع طويل في عالم كرة القدم. سعدان يفضّل التريث ورغم أنّ الكرة الآن صارت في مرمى المسؤولين البحرينيين الذين سيختارون مع من يتفاوضون من الأسماء المرشحة لتدريب منتخب بلادهم، إلا أن سعدان بدوره لم يهتم كثيرا للأمر ويفضّل التريث قبل اتخاذ القرار النهائي في الموضوع، لاسيما أنّ منتخب البحرين تراجع في الأشهر الأخيرة بشكل رهيب وخسارته بسداسية أمام الإمارات خير دليل على ذلك، ومن المؤكد أنّ "الشيخ" سيطلب توضيح الرؤية مع مسؤولي الاتحاد البحريني بعدما تبدأ الاتصالات بين الطرفين، وسيحاول أن يعرف كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالتعداد والأهداف المستقبلية قبل الرد على العرض.