رغم النتائج الباهرة التي حققها المنتخب الوطني في عهد حليلوزيتش، إلا أن هذا المنتخب لم يحصل على ثقة الجزائريين بشكل كامل وبقي كثيرون يضعون تحفظات بشأنه، خاصة أن المنتخب الوطني فشل أمام مالي خارج الديار وعلى أرض محايدة في أول اختبار جدي. وعلى الرغم من الشهية الهجومية التي أظهرها المنتخب وكذا الكم الهائل من الأهداف التي سجلها في 8 مباريات لعبها المنتخب تحت إشراف الفرانكو بوسني، إلا أن عدم مواجهة منتخبات قوية كالتي قابلها المنتخب الذي أوصل "الخضر" إلى كأس العالم 2010 جعل كثيرين يقللون من قيمة هذه النتائج ويؤجلون الحكم إلى غاية مواجهة منتخبات أقوى، ويحصل هذا في سياق مقارنات كثيرة يجريها الجزائريون بين سعدان وحليلوزيتش وبين منتخب 2009 و2010 والمنتخب الحالي. عدم امتلاء مدرجات تشاكر يؤكد أن الجمهور لم يثق فيه بعد ونرى بوضوح من خلال المنتديات الالكترونية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي أن الجزائريين سعداء بمستوى المنتخب الحالي والروح الهجومية التي يلعب بها، لكنهم بالمقابل متحفظون لأن 6 منتخبات من 8 التي واجهها حليلوزيتش يتجاوز ترتيبها 100 في ترتيب "الفيفا"، والدليل على ذلك أن ملعب تشاكر في المباريات الأخيرة لم يمتلئ، حيث بقيت مساحات شاغرة في المدرجات والسبب هو أن هذا المنتخب لم يحصل على الثقة الكاملة من الجزائريين، ويبدو أنهم غير متأكدين أن حليلوزيتش سينجح في تكرار ما فعله "الخضر" مع سعدان في ملحمة ستبقى في الأذهان، إلى درجة أن بعض المساهمين في ذلك الإنجاز شرعوا في القيام بالإجراءات الإدارية لتأسيس جمعية اسمها "أم درمان". منتخب سعدان فاز على مصر، كوت ديفوار والأوروغواي وتعادل مع إنجلترا ووسط مقارنات كثيرة بين منتخب سعدان ومنتخب حليلوزيتش لا يمكن الهروب منها، سواء على مستوى الأرقام أو النتائج، يبقى الأكيد أن "الشيخ" قضى أطول وقت ممكن حين لعب 33 مباراة في مروره الأخير على المنتخب (من أكتوبر 2007 إلى سبتمبر 2010)، كما تمكن من الفوز على منتخبات قوية على غرار مصر مرتين وهي بطلة إفريقيا 3 مرات متتالية، كوت ديفوار، الأوروغواي، فضلا عن تعادل مثير أمام منتخب إنجلترا في كأس العالم 2010، وهي نتائج جعلت الجزائريين يتمسكون جدا بهذا المنتخب ويتحول الإهتمام به ليصبح غير طبيعي، الأمر الذي حول اللاعبين الذين صنعوا التأهل أبطالا حقيقيين لا يمكنهم حتى التجوال بكل راحة في الشوارع. حليلوزيتش بحاجة إلى "مباريات مثالية" لإقناع الجزائريين وحتى يربح المنتخب الوطني نسخة حليلوزيتش ثقة أنصار "الخضر"، فإنه مطالب بنتائج أفضل أو على الأقل في مستوى ما فعله منتخب سعدان، لاسيما في المباريات الكبيرة، وبحاجة إلى "مباراة مثالية" على حد تعبير المدرب الفرانكو بونسي ولمَ لا مباريات كثيرة، بما أنه في أول منعرج حقيقي خسر وخلف في مباراة مالي- الذي حل ثالثا في كأس إفريقيا الأخيرة- نقطة سوداء في المشوار. ويعرف حليلوزيتش قبل غيره أنه مطالب بتحقيق انتصارات مهمة داخل وخارج الديار حتى يقنع الجزائريين أنه يملك منتخبا لا يقل عن ذلك الذي كان يملكه سعدان ووصل به إلى المونديال، لاسيما أنه يملك فوق ما يملكه المدرب السابق للوداد البيضاوي المغربي روحا هجومية جعلته يحقق 6 انتصارات، تعادل وهزيمة مع معدلات هجومية لا تقارن مع سابقيه. قد نذهب إلى كأس إفريقيا دون مواجهة منافس قوي والغريب في الأمر أن حليلوزيتش قد يجد نفسه في المنافسات النهائية لكأس إفريقيا 2013 دون مواجهة منتخب قوي، ففي تاريخ 15 أوت قرر أن لا يلعب (منتخبات إفريقيا كلها لن تلعب عكس المنتخبات الأخرى)، لتبقى له تصفيات كأس إفريقيا 2013 في الدور الأخير، فمن خلال تصنيف المنتخب في المقام الأول سيقابل منتخبا من التصنيف الثاني سيكون بنسبة كبيرة متواضعا بصيغة ذهاب وإياب، ليبقى له لقاء ودي يوم 14 نوفمبر ويريد حليلوزيتش مواجهة منتخب عالمي لاختبار قدراته، وإن فشل هذا الأمر في ظل ارتباط أقوى المنتخبات برزنامتها، يبقى السؤال مطروحا عما إذا كان المنتخب سيذهب إلى أقوى منافسة قارية من دون اختبار حقيقي ودون أن يحصل على الثقة الكاملة من الجزائريين. ------------------ بعد أن فكر في وقت ما في الرحيل حليلوزيش أكثر سعادة من أي وقت مضى بتجربته مع "الخضر" لعل الكثير يعلم أن حليلوزيتش قبل مدة من الآن كان يفكر في مغادرة "الخضر" ودراسة العروض التي وصلته من أندية خليجية لاسيما القطرية، لكن مصدر مقرب منه كشف لنا أن الرجل اليوم سعيد للغاية أكثر من أي وقت مضى وهو مدرب للمنتخب الوطني بعد مرور عام على تنصيبه، إذ بدأ يقتنع بهذا المنتخب الذي وجده مفككا في أول احتكاك مباشر له باللاعبين في تربص ماركوسي في باريس، كما بات- حسب مصدرنا- ينظر إلى الأمام ويتطلع إلى المستقبل لاسيما التحديات المستقبلية، بعد تجاوب اللاعبين مع أفكاره وتحقيقه ما كان يفكر فيه من خلال تسجيل 18 هدفا في 8 مباريات وتجاوز 550 تمريرة في كل مباراة، فضلا عن اكتسابه مجموعة مميزة. هو الآن مؤمن بالمشروع ولا يفكر إلا في تحديات 2013 و2014 وقد بدا واضحا أن حليلوزيتش مؤمن بمشروعه أكثر من أي وقت مضى، وهو يعرف جيدا أنه عليه أن لا يفرط لا في تأشيرة كأس إفريقيا 2013 ولا مونديال البرازيل 2014، فهي الأهداف التي جاء من أجل تحقيقها، وقد صار الرجل ينظر إلى الأمام- حسب مصدرنا- بدليل أنه يطلب من الآن مواجهة منتخب عالمي يوم 14 نوفمبر المقبل تحضيرا ل "الكان". كما يفكر كذلك في مباريات شهر مارس في تصفيات المونديال، لاسيما لقاء البنين الذي يعد اختبارا مهما أمامه في الجزائر باستقباله رائد ترتيب المجموعة، وهي النظرة التي تعني أنه مركز بشكل جيد على مشروعه. حتى المجموعة التي يعمل معها تريحه وأكد ذلك أمس ومن الأسباب التي جعلت حليلوزيتش يستعيد شهية العمل التي كادت تغيب عنه في وقت ما هي المجموعة التي يمتلكها، إذ تعلق بها وأصبح مرتاحا في العمل مع لاعبين مثل لحسن، قادير، ڤديورة وغيرهم ويعتبرهم نواة المنتخب، كما أن سلوكاتهم وسط المجموعة خلال فترة شهر ونصف من العمل المغلق جعلته يعبّر عن ذلك صراحة أمس في تصريحات للقناة الإذاعية الثالثة، حين قال أنه راض عن سلوكاتهم بما أنه خلال فترة المعسكر الإعدادي الطويلة لم يحصل أي إشكال ولو بسيط بينهم، وهو الأمر الذي سيزيد من تمسّكه بهذه المجموعة خاصة أنها تتجاوب مع طريقته في العمل، والتي حذّر البعض منها قبل قدومه بالقول أنه صعب في التعامل و"ديكتاتوري". روراوة، حب الجمهور والنسق التصاعدي للتشكيلة أسباب أخرى من بين الأسباب الأخرى أن حليلوزيتش ومهما قيل عن علاقته ب روراوة في وقت سابق على أساس توترها، فهي سمن على عسل اليوم، ويحمل الرجلان هما واحدا وهو إعادة هذا المنتخب إلى مصاف الكبار، فضلا عن هذا يشعر حليلوزيتش- رغم قضائه عاما واحدا فقط على رأس "الخضر"- أنه يحظى بشعبية كبيرة وسط الأنصار الذين يخصونه بتحية مميزة كل مباراة داخل القواعد، ولو أنهم تحفظوا على المنتخب في المباريات الكبيرة، وفضلا عن هذا فإن النسق التصاعدي للتشكيلة ورغبته في مواصلة تحقيق انتصارات أخرى أمر آخر يزيد من تحفيزه على دخول العمل الذي يقوم به، فقبل عام في مباراة المغرب (0-4) في مراكش، قام الفريق ب 200 تمريرة وفي مباراة تنزانيا الأولى له وصل إلى 399 تمريرة، ليصل الآن إلى 550 تمريرة. "أنا سعيد لأنني أدخلت بعض السعادة لجمهور الجزائر" وفي تصريحات له لشبكة "الجزيرة الإعلامية" نشرناها أمس بخصوص توقعاته لكأس أوربا التي تدور حاليا والمباريات التي تلعب، لم يتردد حليلوزيتش في الحديث عن مباراة مالي التي مازالت تحز في نفسه، وقال في السياق ذاته أن الجمهور الجزائري يملك عاطفة كبيرة تجاه منتخبه (كلام اعتاد أن يقوله) قبل أن يضيف: "وجدت أنهم يملكون عاطفة كبيرة تجاه منتخبهم، أشعر بأنني أسعدتهم بعد أن أصبح المنتخب يلعب كرة هجومية"، قبل أن يضيف وهو المهم بالنسبة له: "أنا أبحث عن الفوز في كل مباراة"، ليبقى أن حليلوزيتش سعيد بالمنتخب وسعيد بأن الجزائريين فرحون بالمنتخب في انتظار القادم. ----------- أشاد بالتربص وخلوه من أي مشاكل رغم طول مدته حليلوزيش: "صرت أملك مجموعة أثق فيها، أنا متفائل بالمستقبل ولمستي أصبحت واضحة بشهادة الجزائريين" أشاد الناخب الوطني وحيد حليلوزيش بالتربص الذي أقامه بالجزائر في إطار تحضيرات "الخضر" لتصفيات كأس إفريقيا وكأس العالم، واعتبر الناخب الوطني في تصريحاته للإذاعة الوطنية أمس أنه خرج بأمور إيجابية كثيرة المعسكر التحضيري الذي دام أكثر من 38 يوما، ويرى التقني البوسني أن تشكيلته تحسنت كثيرا مقارنة بالتربص الذي سبقه، مؤكدا في الوقت نفسه أنه رغم التعب الذي نال منه ومن اللاعبين، إلا أنه كان سعيدا جدا لأنه استطاع أن يحضّر ويكوّن مجموعة جيدة. "رغم من هزيمة مالي، إلا أني متفائل بالمستقبل لأني أملك مجموعة رائعة" ولم يتوقف الناخب الوطني عن مدح تشكيلته التي يبدو أنها باتت تقنعه إلى حد بعيد، إذ قال خلال تدخله أمس عبر أمواج الإذاعة الوطنية أنه متفائل كثيرا بالمجموعة التي هي تحت تصرفه في الوقت الراهن، وأنه يثق في اللاعبين رغم الهزيمة على يد المنتخب المالي بالعاصمة البوركينابية واڤادوڤو في ثاني جولات تصفيات مونديال البرازيل 2014. ويبدو أن المدرب السابق لمنتخب الفيلة مرتاح كثيرا بالعمل مع كتيبة المحاربين، بدليل أنه كشف أمس أنه رغم أن التربص كان طويلا ومتعبا، إلا أنه لم تحدث أية مشاكل بين اللاعبين وكانت الأمور تسير على أحسن ما يرام، وأردف قائلا في هذا الشأن: "أنا متفائل بالمجموعة وأثق في اللاعبين، في البداية كانت هناك بعض الثغرات لكننا نتحسن تدريجيا، لقد قضينا 40 يوما في التربص الأخير ولم يحدث فيها أي المشكل، فنحن عائلة واحدة واللاعبون متضامنون فيما بينهم ويجب مواصلة العمل حتى نحقق أهدافنا". "المنتخب الوطني ربح لاعبين مثل سليماني وسوداني بفضل عملهما الكبير" ومن خلال حديثه عن التربص دائما، أكد التقني البوسني أن المنتخب الوطني ربح لاعبين مثل سليماني وسوداني وهذا الأمر أسعده كثيرا، لكن في الوقت نفسه اعتبر أن هذا لم يأت صدفة بل بفضل العمل الكبير الذي قام به اللاعبان خلال فترة التحضير، وقال حليلوزيش في هذا الشأن: "المنتخب الجزائري يسير في الطريق الصحيح وأتمنى أن نواصل على هذا المنوال في اللقاءات المقبلة"، وتابع حليلوزيش: "مع الفترة التي قضيناها مع بعضنا أصبح اللاعب الجزائري يعرف واجباته جيدا وأصبحت هناك قاعدة يرتكزون عليها، إذ أصبحوا يطبقون التعليمات ويحضرون إلى التربصات في موعدها، إضافة إلى أن الجميع يكون في الموعد خلال التدريبات وهذا أمر رائع أتمنى أن يستمر". "أنا سعيد لأن رسالتي تصل جيدا إلى اللاعبين" وأعرب مدرب المنتخب الايفواري السابق عن رضاه عن المستوى الذي وصل إليه "الخضر" في الوقت الراهن وكذا سهولة الحوار بينه وبين اللاعبين، مؤكدا أن الأمور تسير جيدا في المنتخب وأن رسائله تصل إلى اللاعبين رغم أن هذا الأمر- حسبه- لا يتحقق حتى مع أكبر المنتخبات، وقال حليلوزيش في هذا الشأن: "الأمور تسير بصورة جيدة مع اللاعبين، فأنا أتابع كثيرا كأس أمم أوروبا هذه الأيام ولاحظت في بعض الأحيان أن رسالة المدرب لا تصل إلى اللاعبين رغم أنهم يلعبون في المستوى العالي". "هزيمة مالي سببها سوء التركيز، لكن ذلك لا يعني أن اللاعبين لم يقدموا لقاء كبيرا" وكما جرت العادة في كل مرة يتحدث فيها حليلوزيش، عاد إلى مباراة مالي التي انهزم فيها ''الخضر" بنتيجة هدفين لهدف، ورد "حليلو" الهزيمة إلى سوء التركيز- حسبه- عند اللاعبين، إلا انه اعتبر أن اللاعبين قدموا ما عليهم وأن الطريق مازالت مفتوحة أمامهم باعتبار أنهم لم يخسروا حظوظهم في التأهل. كما ذكر "الكوتش" بطريقة لعبه التي لن تستغني عن اللعب الهجومي، خاتما كلامه بتأكيده على سعادته الكبيرة بعد ظهور لمسته على المنتخب الوطني، بدليل أنه يسمع عبارات الثناء والشكر من الجزائريين أينما حل في الآونة الأخيرة.