بعد أن كان المتتبعون لشؤون مولودية قسنطينة يتمنون أن يكون لقاء يوم أول أمس الخميس بين عضو الشركة حكوم مداني العائد من بلجيكا واللاعبين قد يجلب جديدا وفرجا للقبضة الحديدية بين الطرفين.. سقطت كل آمال عشاق المولودية في الماء بعد انتهاء شبه الاجتماع دون الخروج بأي نتيجة إيجابية، ليتكرر سيناريو الاجتماعات السابقة التي تعددت وتشابهت وانتهت كما بدأت، بسبب إصرار اللاعبين على أخد أموالهم و عجز الإدارة عن تلبية شروطهم. وبالتالي فقد واصل لاعبو "الموك" إضرابهم لليوم ال 37 على التوالي، و تأكّد سهرة الخميس أن المولودية ستتنقل إلى المدية لمواجهة الأولمبي المحلي بتشكيلة الآمال التي ستلعب عشية اليوم المقابلة الخامسة لها في البطولة مكان الأكابر هذا الموسم، وتتواصل بذلك الأزمة داخل بيت المولودية، والفريق يتجه نحو السقوط دون تحرّك أي أحد، والجميع يكتفي بمشاهدة مراسيم دفن أحد أكبر الأندية الجزائرية. تشكيلة الآمال تنقلت أمس برّا دون أي مسيّر وكانت تشكيلة الآمال للمولودية تنقلت أمس صباحا صوب المدية برّا على متن الحافلة دون تواجد ولا مسيّر واحد مع الفريق كالعادة، وهي النقطة التي أصبحت من شيم فريق "الموك" أن يلعب مقابلاته بغياب كلّي للإداريين، في صورة توضّح الحالة المزرية التي آل إليها النادي الذي لم يعد يحمل من الفريق إلا اسمه، و كلّ من يشاهد كيف تنقل المدرب قربوعة وأشباله إلى المدية يخيّل له أن فريقا ما بين الأحياء سيتنقل إلى ملعب مجاور للعب لقاء كروي بين الأصدقاء، والأمر بعيد كل البعد عن ناد محترف يلعب ضمن الرابطة الثانية اسمه "الموك" ويلعب مصيره في البقاء ضمن بطولة الدرجة الثانية، بعد أن أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى بالسقوط إلى الجهوي. حيث لم تكتف الإدارة الغائبة بتدمير تشكيلة الأكابر فحسب، بل تساهم بكل الطرق في تكسير تشكيلة الآمال المهملة كلية، مما يؤكّد أن عدو "الموك" الأوّل الذي يريد إسقاطها هم مسيروها وأعضاء الشركة. الأكابر غادروا فندق "النسيم" بعد أن ملّوا الانتظار كان لاعبو أكابر مولودية قسنطينة غادروا مكان إقامتهم بفندق "النسيم" بالخروب عشية أول أمس الخميس إلى ديارهم، بعد أن مكثوا فيه ثلاث ليال دون أن يتصل بهم أي أحد من الإدارة أو المسؤولين. وكان زميت و رفاقه يأملون في أن تحمل عودة حكوم مداني من خارج الوطن بجديد فيما يخص وضعيتهم. وقد أبدى اللاعبون استعدادهم للتنقل إلى المدية لو تمّ تسوية أمورهم المادية، إلا أن عودة حكوم لم تغيّر أي شيء، وقد خاب ظنهم بعد أن انتظروا اتصال عضو الشركة بهم يوم الخميس لكن ذلك لم يحدث، مما أغضب حمادو و البقيّة وقرّروا أن يغادروا فندق الخروب عشية الخميس، بعد أن تأكّدوا أن حكوم مداني لن يتصل بهم، وأن الأمور لن تتحسن ولن تعرف فرجا، في ظل عدم اتصال أيّ مسؤول طيلة 3 أيام كاملة مكثوا فيها بالخروب، والحالة "هاملة" وليس هنالك أي شخص يتحدثون إليه. 20 مناصرا حضروا إلى الفندق وهم من اتصلوا ب حكوم وبعد سماع خبر مغادرة لاعبي الأكابر فندق "النسيم" بالخروب عشية الخميس وتأكّد بأن تشكيلة الآمال ستواصل مهمة اللعب أمام المدية، حضر حوالي 20 "موكيست" إلى الفندق من أجل الاستفسار عن الوضعية ولم يجدوا حينها إلا عددا قليلا من اللاعبين لم يتجاوزوا 6 بعد مغادرة الجميع إلى ديارهم. ولم يحتمل المناصرون رؤية أملهم في عودة المياه إلى مجاريها تندثر وقاموا بالاتصال بحكوم مداني، من أجل التنقل إلى مقرّ إقامة اللاعبين لاحتواء الوضع، بعد أن قرّر مقران وزملاؤه المغادرة دون رجعة، في ظل عدم اتصال حكوم بهم، والذين انتظروه لثلاثة أيام دون أي جديد. وبالفعل، حضر حكوم مداني إلى الفندق واستجاب لنداء بعض المناصرين، الذين كانوا يأملون في إيجاد حل للوضعية الخطيرة التي تعيشها "الموك". حكوم تحدّث مع اللاعبين ووعد بأجرة شهر يوم الأحد وفور وصول حكوم مداني إلى فندق "النسيم" وجد عددا قليلا من اللاعبين الذين تأخروا في المغادرة، وهم: بورقعة، برزان، بهلول، حيث اجتمع بهم وتحدّث معهم ولم يخرج شبه الاجتماع بأي نتيجة بعد تأكّد مغادرة اللاعبين لقسنطينة وعدم قدرة الإدارة على تسديد مستحقات لاعبيها، ومنه فحكوم لم يستطع إقناع بورقعة و زملائه بالتنقل إلى المدية. ويذهب صبر اللاعبين لثلاثة أيام في انتظار عودة حكوم إلى أرض الوطن مهب الرياح، وأمام إصرار اللاعبين على أموالهم لم يجد ممثل الإدارة مداني حكوم من فكرة سوى تقديم وعد للاعبين على أنهم سيتلقون أجرة شهرية واحدة يوم الأحد أو الاثنين القادم، ويباشرون التدريبات بعدها مباشرة، وهو المقترح الذي قبله اللاعبون الحاضرون في الفندق، والذين أوصلوا رسالة حكوم إلى جميع التعداد بأن اجتماعا آخر مقررا يوم الاثنين لتسليم أجرة شهر للاعبين وإيقاف الإضراب، رغم أن اللاعبين لم يؤمنوا كثيرا بوعد الإدارة الذي يعتبر العاشر في ظرف شهر دون تجسيد. إلا أن برزان ومن معه لا يملكون حلا آخر.. مليار الوالي قد يكون حلاّ ظرفيا وهو سبب انسحاب دميغة ويعوّل عضو الشركة حكوم مداني وشقيقه كمال كثيرا على المليار سنتيم الذي سيمنحه والي قسنطينة بدوي نور الدين للفريق لتسديد أجور اللاعبين ووقف الإضراب، وهو المبلغ الذي من المتوقّع أن يدخل خزينة الشركة قبل يوم الإثنين حسب إدارة "الموك"، ليوقف الإضراب مؤقتا ويعود أشبال لطرش إلى التدريبات يوم الإثنين. وأكّدت بعض المصادر المقربة من رئيس النادي الهاوي المنسحب مؤخرا عبد الحق دميغة، أن مبلغ المليار سنتيم الذي منحه الوالي لشركة "الموك" هو السبب الحقيقي وراء استقالة دميغة، بعد أن أدرك هذا الأخير أن السلطات المحلية لقسنطينة تدعم في مداني والشركة، رغم أنهم هم من أوصلوا الفريق إلى الوضعية الحالية الخطيرة، وبدل أن يضغط الوالي على مداني وحاشيته لمغادرة الشركة قدّم لهم دعما، وهو الأمر الذي لمّح إليه دميغة في الحوار الذي نشرناه أمس، الذي يحمل معان كثيرة بين السطور تؤكّد أن رئيس النادي الهاوي لم يعد يستطع مواجهة عدّة أطراف تعرقل وتمنع دخوله الشركة، واستعملوه كأداة لإسكات الأنصار الغاضبين فقط، في وقت أن مداني كمال ومن معه يبدون فسادا في النادي عمدا، ومع ذلك يتم تدعيمهم في أمر مشبوه وغير عاد قد يكون غرضه إسقاط "الموك" وإنجاح مشروع ناد واحد في قسنطينة. بورقعة ينفي اتفاقه مع "لايسكا" بعد أن أعلن اسمه على رأس قائمة المستقدمين للفريق الجار جمعية الخروب في فترة "الميركاتو" الشتوي، اتصل بنا مناجير اللاعب بورقعة ليؤكّد أن موكله لم يتنقل إلى "لايسكا"، وكل ما في الأمر أن اللاعب تلقى جملة من العروض من أندية عديدة في الرابطة الأولى كشبيبة بجاية، مولودية العلمة وأهلي البرج، إضافة إلى أندية أخرى من الرابطة الثانية أبرزها شباب عين فكرون. ولحد الآن لم يعط أي كلمة لأي فريق لأنه يحترم الفريق المرتبط معه حاليا وهو "الموك"، ولا يزال يأمل في تحسّن الأمور قبل "الميركاتو"، وقضية انتقاله إلى الخروب غير صحيحة.