كان الموعد بعد ظهيرة أمس مع إقلاع أول طائرة أقلّت أنصار المنتخب الوطني إلى جوهانسبورغ من أجل حضور كأس العالم المقبلة في جنوب إفريقيا التي تفصلنا عنها ساعات قليلة وسيشارك فيها منتخبنا الوطني للمرة الثالثة في تاريخه، وكما يعلم الجميع فإن وزارة الشباب والرياضة برمجت هذه الرحلة المنظمة إلى جنوب إفريقيا بمعية وكالة السياحة والأسفار “تورينغ“ و“ONAT“، وما ميز أول رحلة هو الحضور الكبير للأنصار حتى أولئك غير المعنيين بالتنقل إلى جنوب إفريقيا من أجل توديع أفراد عائلاتهم الذين شدوا الرحال إلى بلاد “نيلسون مانديلا“ بالأمس، بالإضافة إلى أنهم صنعوا أجواء كبيرة في مطار الجزائر (مطار الحجاج). الرحلة ضمّت 257 مسافر وضمت الرحلة 257 مسافرا كلهم من البعثة الجزائرية التي ستحضر مباريات المنتخب الوطني في الدور الأول، وهم الذين يتكوّنون في معظمهم من الشباب الذين قدموا من مختلف أرجاء الوطن بالإضافة إلى أعضاء مديرية الشباب والرياضة الذين سيتكفلون بالاعتناء بالبعثة الجزائرية طيلة تواجدها في جنوب إفريقيا نظرا للمخاطر التي تحدّث عنها كثيرون في هذا البلد، وعليه فإن الوزارة المعنية اتخذت كل التدابير من أجل تفادي أي طوارئ أو حدوث مشاكل قد لا تحمد عقباها في المونديال القادم. الوزير جيار من بين المسافرين وكان وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار حاضرا في الرحلة حيث وعد بأن يكون من أول المناصرين ل “الخضر“ في جنوب إفريقيا وها هو يفي بوعده حيث سيكون سندا كبيرا في دوربان وهو الذي تواجد في القاهرة مع المنتخب الوطني لحساب المباراة الشهيرة أمام المنتخب المصري وكذا تلك التي جرت في أم درمان وتأهّل فيها “الخضر“ إلى المونديال، ومن شأن حضور وزير الشببية والرياضة أن يكون بمثابة دعم وحافز معنوي كبير للاعبين حتى يقدموا مردودا كبيرا. وكالات السفر منحتهم أقمصة، رايات وقبّعات وكانت كل الأمور منظمة ومرتبة في المطار من بوابة الدخول إلى غاية الركوب في الطائرة، كما منحت وكالات السياحة والأسفار التي برمجت الرحلة قميصا للمنتخب الوطني لكل مسافر بالإضافة إلى الأعلام الوطنية وقبعات بالألوان الأخضر، الأحمر والأبيض ليكون أنصار المنتخب الوطني كلهم في حلّة واحدة ويظهرون في أحسن صورة في مباريات المنتخب الوطني، وتجدر الإشارة إلى أن التسهيلات كانت كبيرة في المطار من طرف رجال الأمن الذي جعلوا المسافرين في راحة ولم تكن هناك أي عراقيل وهو ما جعل الأنصار يشيدون كثيرا بهذه الإجراءات التنظيمية المريحة. الجنس اللطيف سجّل حضوره بقوة وقفنا أثناء تواجدنا في قاعة الانتظار للمطار أمس قبل إقلاع الطائرة على الحضور المكثف للعنصر النسوي حيث سجلنا حضور ما يفوق 20 مسافرة كلهن من مناصرات المنتخب الوطني، وقد اقتربنا منهن للحديث عن الرحلة فعرفنا أنهن من الرياضيات وتمارسن كرة السلة، كرة اليد، ألعاب القوى وحتى الجيدو والكاراتي، وبالتالي فإنهن يسعين لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل وبالخصوص المرأة الجزائرية. سياسيون، رياضيون ومثقفون في الرحلة كان من بين المسافرين إلى جوهانسبورغ من أنصار المنتخب الوطني سياسيون على رأسهم وزير الشبيبة والرياضة بالإضافة إلى الرياضيين على غرار اللاعب الدولي السابق ولاعب شباب بلوزداد مختار كالام وزميله عبروق وغيرهم من الأسماء اللامعة، في انتظار التحاق البقية من اللاعبين الدوليين السابقين، وسجّلنا كذلك حضور بعض المثقفين الذين حضروا من مختلف ولايات الوطن. وصحفيون أيضا تنقلوا أمس سجّلنا كذلك تنقل بعض رجال الإعلام في رحلة أمس، فقد كان من بين المسافرين حوالي 15 إلى 20 صحفيا من صحف وطنية تنقّلوا إلى هناك من أجل تغطية الحدث العالمي الكبير والوقوف إلى جانب منتخبنا الوطني في خرجته القادمة في كأس العالم. أجواء كبيرة وحماس فيّاض شهد المطار أجواء غير عادية ذكّرت الجميع بتلك الأجواء التي سبقت السفر إلى السودان في مباراة الفاصلة في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم وكأس إفريقيا أمام المنتخب المصري، حيث كانت الرايات الوطنية حاضرة والأغاني بالإضافة إلى الحركة الكبيرة في بهو المطار الداخلي (مطار الحجاج)، وعليه فقد كانت هناك أجواء كبيرة وحماس فيّاض من طرف الأنصار وأفراد عائلاتهم الذين حضروا من أجل توديعهم قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا. 48 ولاية حاضرة في رحلة واحدة بعد اقترابنا من الأنصار الذين كانوا معنيين بالتنقل إلى جنوب إفريقيا في أول رحلة برمجتها وكالات السياحة والأسفار التورينغ وONAT وجدنا أن الركاب من 48 ولاية فهناك من جاء من سكيكدة، عنابة، وهران وحتى من الجنوبالجزائري على غرار بعض الشبان الذين قدموا من مدينتي تندوف وتمنراست، حيث أبوا إلا اتخاذ كل التدابير قصد شد الرحال إلى جنوب إفريقيا ومساندة منتخبنا الوطني في كأس العالم التي تستقطب إليها أنظار الملايين في مختلف أرجاء العالم، وبالتالي فلاعبي المنتخب الوطني سيكونون مدعمين بعدد لا بأس به من إخوانهم الجزائريين من مختلف أرجاء الوطن. رايات فلسطين والصحراء الغربية حاضرة بقوة حمل أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا بالأمس في أول رحلة الأعلام الوطنية بمختلف أحجامها وارتدوا الأقمصة الوطنية التي تحمل أسماء اللاعبين، ولفت انتباهنا كذلك حضور العلم الفلسطيني بكثرة حيث حمله الأنصار حتى يؤكدوا للعالم في جنوب إفريقيا أنّ فلسطين ستكون ممثلة بمشاركة المنتخب الوطني الجزائري والتأكيد في الوقت نفسه على المساندة الدائمة والتضامن اللامشروط مع القضية الفلسطينية، خاصة بعد الاعتداءات الأخيرة من طرف الصهاينة على سفينةس أسطول الحرية التي كانت متجهة إلى غزة، وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأنصار أخذوا معهم كذلك رايات الصحراء الغربية التي سترفرف عاليا كذلك في سماء جنوب إفريقيا من أجل نصرة هذا البلد الشقيق. “بوتفليقة ... يعطيك الصحة“ دارت حالة في الوقت الذي تواجد أنصار المنتخب الوطني في قاعة الانتظار للمطار في انتظار ساعة الإقلاع حاولوا الترفيه عن أنفسهم بترديد بعض الأغاني الخاصة بالمنتخب الوطني في أجواء بهيجة للغاية، ومن بين العبارات التي دوّت في القاعة التشكرات الكبيرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي وفّر لهم كل الإمكانات من أجل التنقل إلى جنوب إفريقيا ومساندة المنتخب الوطني، وهو الأمر نفسه الذي فعله من قبل في أم درمان والأسطول الجوي الشهير بالإضافة إلى ما فعله كذلك في كأس إفريقيا الأخيرة عندما ساهم في تنقل الأنصار إلى أنغولا، وقد ردد الأنصار أيضا النشيد الوطني في لحظات إقشعرت لها الأبدان قبل شد الرحال في رحلة طويلة إلى جنوب إفريقيا. ... والزغاريد دوّت المطار قبل شد الرحال بما أن النساء سجلن حضورهن بقوة فإنهن لم يفوّتن الفرصة في بهو المطار وأطلقن الزغاريد التي دوّت القاعة في أجواء حماسية كبيرة تفاعل الجميع معها حتى رجال الأمن والمنظمين، حيث تمنى لهن الجميع سفرا مريحا خاصة أن الرحلة تدوم لأكثر من 8 ساعات في الطائرة، وأكد لنا العديد من الذين اقتربنا منهم أن ما سيقومون به في جنوب إفريقيا بمثابة واجب وطني حيث سيدافعون إلى جانب لاعبي المنتخب الوطني عن الألوان الوطنية التي سترفرف في كل مكان بمناسبة مشاركة منتخبنا الوطني في كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه، ويأمل الجميع أن يسجل “الخضر“ مشاركة في المستوى المطلوب والمساهمة في إدخال الفرحة إلى قلوب الملايين من الجزائريين .