بعد وصول الوفود الأولى من أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا من الجزائر إلى جنوب إفريقيا في اليومين الماضيي حيث كان الموعد البارحة مع تنقل ثلاث دفعات من الأنصار من مطار هواري بومدين، ليصل مجموع الرحلات التي أقلت الجمهور الجزائري لمتابعة المنتخب الوطني إلى 5 رحلات في ظرف ثلاثة أيام، وفق البرنامج الذي سطرته وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع وكالات السياحة والأسفار و”أونات”. ويبقى الشيء الأهم في كلّ هذا، أنّ عملية نقل الأنصار من اليوم الأوّل تمت في ظروف رائعة في ظلّ حرص أعلى السلطات على ضمان أفضل خدمة للجمهور الجزائري في جنوب إفريقيا، على أن يكون غدا في الموعد بملعب مدينة “بولوكواني” في اللقاء أمام سلوفينيا. الرحلتان الأولى والثانية خُصّصتا للأنصار ومثلما كشفنا عنه سابقا، فقد خصّصت الجهات المسؤولة على نقل الأنصار الجزائريين إلى جوهانسبورغ، أربع رحلات فقط خاصة بالأنصار، فبعد أن تنقل حوالي 500 مناصر في اليومين الأوليين من العميلة، كان الموعد نهار أمس الجمعة مع رحلتين، الأولى أقلعت في حدود الساعة التاسعة صبحا وعلى متنها حوالي 250 مسافر، والثانية انطلقت في حوالي الساعة الثالثة زولا بعدما تأخرت عن موعدها المحدّد ب 3 ساعات وضمّت أيضا 250 مناصر. وما ميّز العملية هو الأجواء الرائعة التي صنعها الأنصار الذين قدموا من مختلف مناطق الوطن للتنقل إلى جنوب إفريقيا، وهي الصور التي اعتاد الأنصار على صنعها عندما يتعلق الأمر بتمثيل الألوان الوطنية في المنافسات الدولية. حيث شعر الجميع بالسعادة وهو يغادر أرض الوطن للوقوف إلى جانب رفقاء عنتر يحيى في مباريات “المونديال“، مادام أنّ هذه الفرصة لا تتكرّر دائما وإنما مرّة واحدة في السنوات الأربع هذا في حال اقتطاع ورقة التأهّل. اللاعبون القدامى سافروا في الرحلة الثالثة فضّلت وزارة الشباب والرياضة تخصيص الرحلة الأخيرة نحو جوهانسبورغ التي كانت في حدود الساعة الخامسة ونصف، للأعضاء الذين قرّرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التكفل بنقلهم إلى جنوب إفريقيا ضمن وفد ضمّ 250 مسافر، وتنقل على متن هذه الرحلة قدماء لاعبي المنتخب الوطني لسنوات السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات تتقدّمهم عناصر فريق جبهة التحرير الوطني على غرار معوش، سوكان، إبرير... كما تنقل أيضا قريشي، منصوري، مجادي، زيدان، مفتاح، تسفاوت... وكذا مساعد المدرّب الوطني السابق مصطفى هدان الذي طرح وجوده ضمن قائمة المسافرين أكثر من علامة استفهام. وفي دردشة جمعتنا ببعض العناصر الوطنية السابقة، تبيّن لنا أن الجميع متفائل على قدرة أشبال رابح سعدان على رفع التحدّي وتحقيق مشوار جيّد في هذه النهائيات في ظلّ الأسماء البارزة والمتألقة التي تضمّها التشكيلة الوطنية. محمد صلاح وبن يوسف وعدية كانا في الموعد أيضا كما ضمّت الرحلة الثالثة والأخيرة بعض رجال الإعلام من الإذاعة الوطنية الذين فضّلوا الوصول إلى جنوب إفريقيا قبل يوم من أوّل مواجهة للمنتخب الوطني أمام سلوفينيا، كما رافق الوفد المتنقل المعلّق الرياضي السابق محمد صلاح الذي سيسجّل حضوره مرّة أخرى في “المونديال“ مع المنتخب الوطني وهو الذي سبق له معايشة هذا الحدث عن قرب في دورتي 1982 بإسبانيا و1986 بمكسيكو، حيث كان ضمن القائمة التي تكفلت بنقلها “الفاف” إلى جنوب إفريقيا، وهي المبادرة التي استحسنها “شيخ” المعلقين. كما لم يتخلف عن الرحلة أيضا الصحفي الرياضي المعروف بن يوسف وعدية الذي سيحضر فعاليات “المونديال“. واستغل العديد من الحاضرين بالمطار وجوده لالتقاط صور تذكارية مع هذا الرجل الذي قدّم الكثير للإعلام الرياضي. العمري الشاذلي حضر لتوديع أفراد عائلات بوڤرة، غزال ومنصوري لفت انتباه الجميع أمس بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين (جناح الحجّاج) وجود اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني العمري الشاذلي، الذي ظنّ البعض أنه قدم قصد التنقل إلى جنوب إفريقيا لمؤازرة رفقائه السابقين في “المونديال“، ليتبيّن بعدها أن اللاعب الجديد ل “كايزر سلاوترن” الألماني جاء لتوديع بعض أفراد أسر لاعبي المنتخب الوطني الذي كانوا في قائمة المسافرين إلى جوهانسبورغ في الرحلة الثالثة لنهار أمس، حيث تجاذب أطراف الحديث طويلا مع أشقاء منصوري وغزال وبوڤرة قبل أن ينصرف، لكن بعدما التقط بعض الصور التذكارية مع الأنصار ورجال الأمن. وتتكفل “الفاف” بنقل شخصين من أفراد أو أصدقاء كلّ لاعب في صفوف المنتخب الوطني للوقوف إلى جانبهم من الناحية النفسية. للإشارة، فإنّ العمري الشاذلي متواجد هذه الأيام بمدينة مغنية للوقوف إلى جانب أفراد عائلته بعد أن فقد والده (رحمه الله) منذ بضعة أيام. توزيع الحلويات، المأكولات والأقمصة على المسافرين وسهرت الجهات المسؤولة على نقل الوفد الأخير من المناصرين على توفير جميع وسائل الراحة، بدليل توزيع المأكولات والحلويات والمشروبات على جميع المسافرين في القاعة الشرفية، وهي الخطوة التي استحسنها الجميع بما في ذلك قدماء اللاعبون، في صورة تبيّن أن السلطات الجزائرية قرأت حساباتها جيدا لهذه التظاهرة العالمية ليكون الجميع في الموعد يوم أول مباراة للمنتخب الوطني. ولم تنس وكالات السياحة والأسفار توزيع أقمصة المنتخب الوطني على المتنقلين إلى جوهانسبورغ والتي تحمل شعار “الجزيرة الرياضية”.