بعد أن غادرت الأربعاء الماضي أوّل دفعة من أنصار المنتخب الوطني الجزائري من مطار هوّاري بومدين الدولي باتجاه جنوب إفريقيا لمؤازرة “الخضر” في نهائيات كأس العالم التي تعطى إشارة انطلاقتها اليوم كان الموعد عشيّة البارحة مع تنقل ثاني فوج من الأنصار إلى جوهانسبورغ تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وبالتنسيق مع وكالة السياحة والأسفار و”أونات“ التي سهرت على توفير أحسن الظروف الممكنة لراحة الجماهير الجزائرية في جنوب إفريقيا مادام الأمر يتعلّق بتظاهرة كروية هي الأكبر في العالم، ومثلما تعودّنا عليه فقد صنع أنصار المنتخب الوطني الذين جاءوا من مختلف ربوع الوطن أجواء رائعة في المطار طيلة نهار أمس ذكّرت الجميع بالصور الاستثنائية التي صنعوها قبل المباراة الفاصلة للمنتخب الوطني أمام مصر ب”أم درمان” في السودان. الطائرة أقلعت على الساعة الثالثة بدأ توفد الأنصار على المطار أمس مبكّرا من أجل تحضير أنفسهم جيّدا للرحيل من خلال القيام بمختلف الإجراءات القانونية، حيث مرّ كلّ شيء على أحسن ما يرام في ظلّ سهر السلطات الجزائرية على توفير أفضل وسائل الراحة للمناصرين حتى يكونوا سندا قويّا لأشبال رابح سعدان بجنوب إفريقيا، فعلى غرار التنقلات السابقة للأنصار وخصوصا سفرية السودان وضعت المصالح المعنية بنقل الأنصار حساباتها جيّدا لهذا الحدث وهو الأمر الذي جعل الحضور يعبّرون عن ارتياحهم للعملية التي مرّت في أحسن الظروف ووفق البرنامج المحدّد سابقا، فقد أقلعت الطائرة من المطار الدولي (الجناح الخاص بالحجّاج) في حدود الساعة الثالثة زوالا. وكانت السفارة الجزائريةبجنوب إفريقيا (يوجد مقرّها بمقاطعة بريتوريا) قد قامت بجميع الإجراءات التي تضمن راحة المناصر الجزائري في مكان الحدث من نقل وإقامة وإيواء من أجل إعطاء الصورة اللائقة عن المناصر الجزائري بما أنّ هذه المنافسة تحظى بمتابعة الملايين من المشاهدين عبر أقطار العالم. الأعلام، الأغاني، الأقمصة والقبعات حاضرة بقوّة بالرغم من الحركة الكثيفة التي يشهدها مطار هوّاري بومدين في هذه الفترة من كلّ عام إلاّ أنّ حضور أنصار المنتخب الوطني هذه الأيام كان كفيلا بتغيير الأجواء، إذ لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت المنتخب الوطني وما يصنعه هناك في جنوب إفريقيا خصوصا مع اقتراب موعد أوّل خرجة ل”الخضر”، حيث جلب الأنصار الانتباه إليهم بطريقتهم الخاصة من خلال كلّ ما يرمز للمنتخب الوطني سواء الرايات، الأقمصة، القبعات، وهو الأمر الذي جعل المطار يكتسي حلّة جديدة بالألوان الوطنية الأخضر، الأحمر والأبيض، كما ردّد الأنصار منذ التحاقهم بالمطار أمس مختلف الأغاني والهتافات الممجدة لرفقاء “الماجيك” بوڤرة في أجواء رائعة أفضل من التي صنعها الأنصار قبل مغادرة أوّل فوج أوّل أمس الأربعاء، وبدا الجميع واثقا من قدرة العناصر الوطنية على التحليق عاليا في سماء بلد العمّ “مانديلا” رغم بعض المشاكل التي تسود معسكر “الخضر” ب”سان لامير”. نساء الجزائر حاضرات دائما في المواعيد الكبرى بعد أن صنع العنصر النسوي الحدث بالتنقل إلى الخرطوم من أجل الوقوف إلى جانب المنتخب الوطني في لقاء الفصل أمام مصر شهر نوفمبر من السنة الماضية، ستسجّل مناصرات “الخضر” حضورهن بجنوب إفريقيا لمؤازرة المنتخب في لقاءاته الثلاثة ولم لا بعدها في الدور الثاني من المونديال، فبعد أن حملت الطائرة الأولى التي أقلعت من مطار هواري بومدين على متنها عددا لا بأس به من المناصرات، كان الموعد مرّة أخرى مع تنقل الكثير منهن إلى “جوهانسبورغ” ضمن الرحلة الثانية وسط تفاؤل شديد من طرفهن بظهور الجزائر بوجه مشرّف في هذه التظاهرة العالمية، ورغم الأجواء الاحتفالية التي صنعها الأنصار قبل موعد إقلاع الطائرة إلاّ أنّ مبدأ الاحترام كان سائدا بين الجميع في صورة تعكس مدى نضج وتحضّر المناصر الجزائري. ثلاث رحلات مبرمجة نهار اليوم فضّلت وزارة السباب والرياضة برمجة رحلة واحدة في اليوم خلال اليومين الماضيين فقط، لكن الأمور ستتغيّر اليوم بما أنّ هناك ثلاث رحلات من مطار هواري بومدين إلى “جوهانسبورغ” لنقل أنصار المنتخب الوطني حتى يكونوا في الموعد هذا الأحد بمدينة “بولوكواني” التي تحتضن مباراة “الخضر” أمام سلوفينيا، وحسب ما علمناه أمس على مستوى المطار فإنّ الرحلة الأولى لنهار اليوم مبرمجة في حدود الساعة التاسعة صباحا والثانية في منتصف النهار أمّا آخر رحلة فهي مبرمجة على الساعة الخامسة مساء، على أن يأخذ جميع المناصرين قسطا من الراحة غدا قبل شدّ الرحال إلى “بولوكواني” لحضور المواجهة الأولى، وعلى هذا الأساس سيكتظ المطار اليوم بعدد أكبر من المناصرين في ظلّ برمجة ثلاث رحلات، وباحتساب العدد الإجمالي نجد أنّ هناك خمس رحلات خصّصت لنقل أنصار المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا على مدار ثلاثة أيام.