لم يمر التألق الكبير للوافد الجديد إلى المنتخب الوطني إسحاق بلفوضيل مع ناديه "بارما" في الدوري الإيطالي دون أن يثير اهتمام مختلف وسائل الإعلام الدولية، والتي تحدثت بإسهاب كبير عليه في الأيام الأخيرة خاصة بعد أن أصبح هدّاف ناديه الأول هذا الموسم بعدما سجل 5 أهداف كاملة كلها في "الكالتشيو" في 17 ظهور له (16 في الدوري ولقاء في الكأس)، وخلالهم جمع 968 دقيقة بمعدل هدف كل 193 دقيقة. وخصت قناة "كنال +" سهرة أول أمس اللاعب السابق ل "ليون" الفرنسي ب "روبورتاج" في حصتها الشهير "فريق الأحد"، وخلالها كشفت أسباب انفجار اللاعب في سن العشرين بعد انضمامه إلى "بارما" وهو الذي لم يقدر على فرض نفسه في ناديه السابق "ليون"، إذ لم تمنح له فرصة اللعب مع النادي المحترف إلاّ في مرات نادرة. "أعترف أنّ فضل ليون كبير عليّ خاصّة أنّي تلقّيت تكوينا جيّدا هناك" وأدلى بلفوضيل بتصريحات في الحصة عاد في البداية إلى سر إخفاقه في فرض نفسه مع ناديه "أولمبيك ليون"، الذي أجبر منتصف الموسم الفارط على مغادرته معارا نحو "بولونيا" الإيطالي قبل الإنضمام إلى "بارما" بداية هذا الموسم، وفسر الأمر بالقول: "قدمت مواسم جيدة في ليون حيث تلقيت تكوينا جيدا، ولا أنكر أن المستوى الذي وصلته اليوم هو بفضل هذا النادي، بعدها حين مررت إلى النادي المحترف أعترف أني لم أفعل شيئا هناك، إذ شاركت فقط في بعض اللقاءات وهو ما جعلني أصر على المغادرة حتى تمنح لي كامل فرصتي لأؤكد ما أنا قادر على تقديمه، وقد أتيحت لي الفرصة مع بولونيا والآن مع بارما". "بارما ساعدتني على التألّق وهدفي أمام كييفو فتح لي الشّهيّة" وعن انضمامه إلى "بارما" وسر تألقه معها في النصف الأول من الموسم الحالي حتى أصبح هدّاف النادي حاليا، قال بلفوضيل: "بارما مدينة صغيرة ورغم ذلك نحن نلعب لقاءاتنا أمام جماهير غفيرة دائما، ما يعني أن الجميع وراء النادي هنا وهو أمر يساعد كثيرا لاعبا شابا مثلي على التألق، لقد كنت محظوظا جدا لأني سجلت أول هدف في مسيرتي الإحترافية في اللقاء الثاني الذي حملت فيه ألوان هذا النادي أمام بارما، وهو ما فتح لي الشهية بعدها لتسجيل أهداف أخرى لأن الصعب كان في تسجيل الهدف الأول". "لم أندم على مغادرة فرنسا لأنّي هنا أعيش في أوقاتا ممتعة" وفي سياق كلامه، عاد بلفوضيل للحديث عن مغادرته الدوري الفرنسي في منتصف الموسم الفارط وقال: "لا أتحسر على مغادرتي فرنسا حتى إن كانت من ناحية العائلة والأصدقاء تنقصني كثيرا الآن، لكني أؤكد لكم أنه من ناحية كرة القدم فرنسا لا تنقصني تماما لأني في إيطاليا أعيش في أوقات ممتعة للغاية مع نادي بارما حيث ألعب تقريبا بانتظام وأملك ثقة المدرب، وهذا أمر لا يستهان به بما أني أبلغ فقط 20 سنة وألعب في واحد من أكبر الدوريات الأوروبية، وهو ما يشرفني كثيرا". "ما كان عليّ أن أقوم بتلك الحركة أمام لازيو وقد اعتذرت بعدها للجميع" وتحدث بلفوضيل بعدها عن الحركة التي قام بها عند تسجيله هدفا في لقاء "بارما" بعد أن سدد ركلة الجزاء على مرتين، قبل أن يلتفت إلى مقعد احتياط ناديه ويطلب منه غلق أفواههم، وهو التصرف الذي أحدث ضجة كبيرة في النادي وكلف اللاعب الجلوس في مقعد الإحتياط في اللقاء الموالي، وقال بشأن هذه الحادثة: "كنت أعتقد أن زميلي لم يرد أن يسدد فضيعت الركلة وسددتها دون تردد رغم أني لم أكن معنيا من قبل المدرب للقيام بذلك، أعترف أني في غمرة الفرحة قمت بحركة ما كان لأقوم بها، لكن مباشرة بعد نهاية اللقاء اعتذرت للجميع وهذا هو المهم". دونادوني: "إسحاق لم يفعل شيئا حتّى الآن وعليه التّصرّف باحترافية أكبر" وفي سؤال وجهه معد "الروبورتاج" ل دونادوني مدرب بارما بخصوص رأيه في مهاجمه بلفوضيل، فضل اللاعب الدولي الإيطالي السابق أن لا يمتدح كثيرا لاعبه وطالبه أكثر بالنضج حتى يتسنى له تقديم مستويات أفضل بكثير مما يقدمه الآن لأنه قادر على ذلك، وقال بشأنه: "إسحاق لم يفعل شيئا حتى الآن مقارنة بحقيقة إمكانياته، وإذا رأى البعض أن يقولوا عكس كلامي أؤكد لهم أنه فعل القليل فقط بالنظر إلى إمكانياته الحقيقية، عليه أن يتعلم أمورا أخرى كثيرة ليس فقط من الجانب الفني، بل خاصة في كيفية التصرف بعقلانية كبيرة لأنه لاعب محترف". بن علوان (لاعب براما): "بلفوضيل يملك إمكانيّات الشّعراوي بل أفضل منه بدنيّا" من جهته، أثنى اللاعب الفرنسي ذو الأصول التونسية "يوهان بن علوان" الذي يلعب في صفوف "بارما" على زميله بلفوضيل، إذ شبهه ب "ستيفان الشعراوي" هدّاف نادي "ميلان" وقال بشأنه: "بلفوضيل يملك الكثير من خصائص الشعراوي، بل من الناحية البدنية هو أفضل منه بكثير، كما أنه صعب على أي مدافع أن يأخذ الكرة من قدميه". كلام بن علوان رد عليه بلفوضيل بكل تواضع: "الشعراوي سجل منذ بداية الموسم 14 هدفا وأنا 5 أهداف فقط، على كل حال سآخذ كلام بن علوان بمثابة ثناء منه عليّ وأشكره على ذلك". دانييل برافو (دولي فرنسي سابق ومحلّل كنال +): "كلّ شيء متوفّر في بارما للاعب مثل بلفوضيل حتّى يتألّق" وفي نهاية "الروبورتاج"، تحدث دانييل برافو الدولي السابق الفرنسي- الذي سبق له وأن حمل ألوان "بارما" في بداية التسعينيات تحت إشراف المدرب "كارلو آنشيلوتي"- عن تألق بلفوضيل هذا الموسم مع ناديه وقال بشأنه: "في بارما هناك مركز تدريبات رائع، إضافة إلى ملعب جميل والنادي يلعب دون ضغط كبير لأن الأنصار دائما بجانب اللاعبين، لهذا أقول أنه بالنسبة للاعب شاب مثل بلفوضيل فتواجده في ناد مثل بارما أمر رائع لأن كل شيء متوفر حتى يتألق دائما".