صحيح أنّ التعداد الذي قرّر النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش، اصطحابه معه إلى جنوب إفريقيا خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، يفتقر إلى الخبرة اللازمة في المنافسات القارية التي سيكون منتخبنا مقبلا على خوضها شهر جانفي المقبل، بما أن هذا التعداد لا يضم سوى 4 لاعبين فقط ممن شاركوا في دورة 2010 بأنغولا، إلا أن هذا لا يعني أنّ تشكيلة البوسني حليلوزيتش تفتقر كليا للخبرة، لأنّه يرى أن تعداده الحالي يضم لاعبين بحوزتهم تجربة ستفيدهم كثيرا في "روستنبورغ"، عندما يواجهون في الدور الأول منتخبات تونس، طوغو وكوت ديفوار، ألا وهي تجربتهم في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، والأمر يتعلق ب8 لاعبين كانوا يومها ضمن حسابات الناخب الوطني السابق رابح سعدان، والتي تكون قد أكسبتهم خبرة ستفيد المنتخب كثيرا خلال موعده المقبل بجنوب إفريقيا. 7 لاعبين كانت بدايتهم مع المنتخب في "المونديال" الأمر يتعلق بثمانية لاعبين سبق لهم أن وجدوا في نهائيات كأس العالم، أحدهم سبق له أن شارك في التصفيات المزدوجة لكأسي أمم إفريقيا و"المونديال" ناهيك عن مشاركته في أنغولا وهو حليش، و7 منهم كانت بدايتهم مع المنتخب في "المونديال" ونخصّ بالذكر مبولحي، مجاني، قادير، بودبوز، مصباح، ڤديورة ولحسن، وخلال تلك الفترة كانوا قد انضموا حديثا إلى صفوف المنتخب الوطني بعدما اقتنع الناخب الوطني السابق رابح سعدان بمستواهم، قبل أن يستنجد بهم ل"المونديال" الذي لعب بعضهم المباريات كلها فيما اكتفى البعض الآخر بالمشاركة في بضع دقائق، غير أن مجرّد الوجود في منافسة من هذا المستوى العالي، يكون أكسبهم خبرة يراهن اليوم عليها الناخب الوطني حليلوزيتش كثيرا، إلى جانب مراهنته على خبرة المدافع رفيق حليش صاحب المشاركة في كأس أمم إفريقيا و"المونديال" معا سنة 2010. من تألق أمام أشبال كابيلو بإمكانه التألق أمام أي منتخب والكلّ يعلم أن بداية الحارس الأساسي رايس وهاب مبولحي كانت من اللقاء الثاني في "المونديال" أمام منتخب إنجلترا، الذي خلف فيه زميله شاوشي بعد تنحية إثر هفوته في لقاء سلوفينيا، فخطف مبولحي الأضواء من يومها بأدائه الرائع وتصديه لكل الحملات الخطيرة ل"روني" وزملائه، ما مكن منتخبنا من تحقيق نقطة تاريخية أمام المنتخب الإنجليزي العملاق، فصار الحارس رقم واحد من دون منازع منذ ذلك الحين، وتألق إلى جانبه لاعبون آخرون يراهن البوسني على خبرتهم في صورة لحسن، قادير ومصباح، الذين خطفوا الأضواء هم أيضا وأعطوا الانطباع للجميع بأنهم سيكونون مستقبل المنتخب إلى جانب بودبوز وڤديورة اللذين لم يحظيا حينها بفرص اللعب كثيرا، وتأكد ذلك فعلا وصارت هذه الأسماء بمثابة ركائز المنتخب التي يراهن عليها اليوم حليلوزيتش كي تقود المنتخب الوطني إلى أداء مشوار رائع في جنوب إفريقيا خلال شهر جانفي المقبل، لأن احتكاكها بمنتخبات سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية أكسبها خبرة ستفيد المنتخب كثيرا، وسيجعل هؤلاء اللاعبين الذين تألقوا أمام هذه المنتخبات يلعبون من دون عقدة لدى مواجهتهم منتخبات تونس، طوغو وكوت ديفوار. معرفتهم جنوب إفريقيا ستفيد المنتخب أيضا وإضافة إلى خبرة وتجربة من سبق لهم أن احتكوا بأقوى منافسة في العالم وهي "المونديال"، فإن ثمّة نقطة أخرى ستخدم منتخبنا كثيرا، وتتمثل في معرفة هؤلاء اللاعبين جنوب إفريقيا، فزيارتهم لهذا البلد الجميل لن تكون الأولى بل الثانية لهم في ظرف سنتين ونصف، ما سيعطيهم مسبقا فكرة عن ظروف التحضير الجيد في هذا البلد، وجودة ملاعبه سواء الخاصة بالتدريب أو بلعب المباريات الرسمية، أما بخصوص الأجواء فلن تكون نفسها لأنّهم سنة 2010 خاضوا نهائيات كأس العالم في فصل الشتاء (شهر جوان هو فصل الشتاء في جنوب إفريقيا)، فيما سيخوضون الدورة المقبلة في أجواء حارة بعض الشيء تتراوح درجتها ما بين 25 إلى 32 درجة مئوية. خبرة من لعبوا كأس أمم إفريقيا من قبل مهمة ومفيدة وبالإضافة إلى اللاعبين الثمانية الذين تحدثنا عن خبرتهم التي اكتسبوها من مشاركتهم في نهائيات كأس العالم، فإن ثمة لاعبين آخرين لديهم خبرة من نوع آخر اكتسبوها من مشاركتهم في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، ونخص بالذكر إلى جانب حليش الذي قلنا إنه جمع بين المشاركتين القارية والعالمية سنة 2010، بوعزة الذي وجد في أنغولا وساهم في وصول "الخضر" إلى المربع الذهبي بفضل هدفه القاتل في مرمى منتخب كوت ديفوار الذي كان يشرف عليه آنذاك المدرب حليلوزيتش، إضافة إلى بزاز الذي لعب المباراة الثانية أمام مالي قبل أن يتعرض لإصابة خطيرة أبعدته من النهائيات، وحتى لموشية عاش ولو قليلا أجواء كأس أمم إفريقيا في بدايتها، قبل إبعاده من طرف سعدان بسبب احتجاجه على عدم إدراجه في التشكيلة الأساسية للقاء مالي. ورقة المحترفين مهمة ل حليلوزيتش رهان البوسني لن يقتصر على تجربة لاعبيه في كأس أمم إفريقيا و"المونديال"، ولا على معرفة بعضهم الأجواء السائدة والظروف المتوفرة في بلد "نيلسون مانديلا"، لأن حليلوزيتش يراهن مسبقا على ورقة المحترفين في المباريات الثلاث التي سيلعبها المنتخب، فالرجل يعتبر المحترفين سلاحه الرئيس للوقوف في وجه زملاء دروڤبا، الهيشري وأديبايور، بما أنهم متعودون على الاحتكاك باللاعبين الأفارقة في البطولات الأوروبية التي ينشطون فيها، فرغم اصطحابه معه عددا من اللاعبين المحليين إلا أن الاستثناء في التشكيلة الأساسية سيكون سليماني وبلكالام فقط، مع الاعتماد على تشكيلة مكونة من لاعبين محترفين يرى أنهم الأجدر بالوقوف في وجه "نسور قرطاج"، زملاء أديبايور ومنتخب "الفيلة".