شرع المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش منذ حصّة الاستئناف صبيحة أول أمس الأربعاء في البحث عن حلول وبدائل للخطة التكتيكية التي انتهجها الثلاثاء الماضي أمام منتخب تونس.. وأدّت بمنتخبنا إلى تكبّد خسارة لم تكن في الحسبان، وبصفة رسمية سيلجأ البوسني إلى العودة للنظام التكتيكي الذي تعوّد على اللعب به من قبل، والذي يتمثلّ فيه خطة "1/3/2/4"، وهي خطة تستدعي التضحية ببعض العناصر التي كانت متواجدة أمام منتخب "نسور قرطاج"، كما يفكّر حليلوزيتش أيضا في منح الفرصة لبعض العناصر البديلة التي أخرجها من حساباته في الجولة الأولى، لا سيما بعد الوجه الذي كشفت عنه في المباريات التطبيقية الأخيرة. "تكتيك" الاعتماد على ثلاثة مسترجعين جعل البوسني يندم عليه وقبل التّطرق إلى الخيارات الجديدة لحليلوزيتش في لقاء الطوغو هذا السبت، بودّنا أن نعود مجددا إلى ما حدث بعد مباراة تونس، حيث تفيد مصادرنا أن حليلوزيتش أعرب صراحة لمساعديه عن ندمه لانتهاجه أمام تونس خطة تعتمد على ثلاثة مسترجعين في وسط الميدان (مهدي مصطفى، لحسن وڤديورة)، لأن هذه الخطة هي التي حدّت من الخطورة الحقيقية هجوميا، ناهيك عن أن أداء مهدي مصطفى في الوسط كان باهتا وأداء كادامورو الذي خلفه على الجهة اليمنى من الدفاع متواضعا للغاية بما أنه لم يساهم ولو في لقطة واحدة هجوميا، واكتفى باللعب في الدفاع وفقط، دون أن ننسى أن رأس الحربة إسلام سليماني وجد نفسه معزولا في الهجوم ولم تصله كرات كثيرة، وكل هذا جعل حليلوزيتش يندم لعدم توظيف الخطة المعتادة التي عاد إليها في المباراة متأخرا عندما أقحم سوداني في الهجوم مكان كادامورو الذي غادر الميدان وعوضه مهدي مصطفى على الجهة اليمنى. كادامورو يُبعد ومهدي مصطفى يعود إلى منصبه ظهيرا العودة إلى النظام التكتيكي المعتاد بتوظيف مسترجعين فقط في وسط الميدان وهما لحسن وڤديورة، يفرض على حليلوزيتش إبعاد كادامورو من التشكيلة الأساسية، وتحويل مدافع أجاكسيو مهدي مصطفى إلى الجهة اليمنى من الدفاع، وهو خيار منطقي بما أن أداء مهدي مصطفى سيكون أفضل من تلك الجهة على الأداء الضعيف الذي قدمه في الوسط أمام تونس، فيما سيكون قرار إبعاد كادامورو عن التشكيلة صائبا لأنه وبشهادة كل من تابع مباراة "الخضر" أمام "نسور قرطاج" لم يقدّم الكثير وكان أداؤه متواضعا على مدار المباراة. البوسني لم يكن راضيا عن قادير وسيُعيده إلى الجهة اليمنى ومن المنتظر أن يحدث البوسني تغييرات هجومية بما أن القاطرة الأمامية لمنتخبنا الوطني عجزت مرة أخرى عن التسجيل في مرمى أحد منافسيها، ومن بين هذه التغييرات المرتقبة تحويل الوافد الجديد على نادي "أولمبيك مرسيليا" فؤاد قادير إلى الجهة اليمنى من الهجوم عوض الإبقاء عليه في الجهة اليسرى مثلما لعب أمام تونس. وتفيد مصادرنا أن حليلوزيتش الذي استاء كثيرا من قادير قالها له بصريح العبارة: "فؤاد كنت أنتظر منك أكثر"، كما اهتدى إلى قرار تحويله إلى الجهة اليمنى، مع تحويل فغولي للوسط كي يلعب وراء رأس الحربة سليماني، بما أن مردوده هو الآخر (نقصد فغولي) لم يكن رائعا على الجهة اليمنى ضدّ تونس. سوداني لإنعاش الهجوم على الجهة اليسرى ولعلّ أبرز تغيير سيعرفه هجوم المنتخب الوطني أمام تونس، هو الاستنجاد بهداف المنتخب الوطني هلال سوداني الذي أبعد عن لقاء تونس بسبب الخطة التي انتهجها المدرب، والتي اعتمد فيها على ثلاثة مسترجعين، وحدّث من الخطورة الهجومية وكثرة الفرص الحقيقية، إذ أنّ حليلوزيتش تيقّن أن ضرورة الإستنجاد بهداف المنتخب الوطني بستة أهداف ضروري للغاية، لا سيما أن دخول سوداني بديلا في لقاء تونس أنعش الهجوم، وزاد من عدد الفرص السّانحة للتهديف والرّكنيات والمخالفات على مقربة من مرمى المنافس، وبالتالي فإن الإستنجاد به لا مفّر منه على الجهة اليسرى من الهجوم، وفضلا عن ذلك فإن كل الخيارات والخطط التي جربها حليلوزيتش من قبل وأقحم فيها سليماني وسوداني في الهجوم أتت بثمارها، وكانت تسمح للمنتخب بالإطاحة بمنافسيه أداء ونتيجة، وبعد الأداء المتواضع هجوميا أمام تونس عاد حليلوزيتش إلى "صوابه" وقرر إقحام سوداني أساسيا. بودبوز يتألق وقد يكون إحدى المفاجآت في حال إبعاد قادير وإلى حدّ الآن تبدو هذه التّغييرات التي تحدثنا عنها الوحيدة التي من المقرر أن يجريها حليلوزيتش حتى الآن، غير أنّ هناك لاعبين آخرين من شأنهم أن يقلبوا الطاولة على بعض زملائهم، في صورة الجناح الطائر رياض بودبوز الذي تألق أوّل أمس في المباراة التطبيقية التي برمجها البوسني بين لاعبيه الإحتياطيين، ولا غرابة إن كان بمثابة إحدى المفاجآت في لقاء الطوغو في حال قرر حليلوزيتش إبعاد قادير الذي لم يقنعه أمام تونس، وحينها فإن البوسني سيدرج التركيبة الهجومية التي أقحمها أمام رواندا وسجل بها رباعية، حيث اعتمد يومها على بودبوز على الجهة اليمنى وسوداني على الجهة اليسرى وسليماني رأس حربة وفغولي خلفه. بزاز ورقة مُربحة بحوزة البوسني في مقعد الاحتياط وحتى بزاز الذي لم يحظ بفرصة الدخول ولو بديلا في لقاء تونس رغم اللياقة التي يتمتع بها والخبرة التي يمتلكها في التعامل مع مثل هذه المنافسات القارية، سيعوّل عليه حليلوزيتش ورقة هجومية مربحة في مقعد الاحتياط، لأنّ دخوله في أي لحظة من لحظات المباراة من شأنه أن يغيّر مجراها. خطة هجومية محضة ومنتخبنا يُسجل بالخطة المعتادة وخلاصة القول فإن الأمور ستتغير بداية من لقاء الطوغو، وبما أنّ هذه المباراة ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة للمنتخب الوطني إن هو أراد بعث حظوظه في التّأهّل من جديد إلى الدور الثاني، فإن البوسني لم يجد من حل سوى العودة إلى النظام القديم، بانتهاج خطة هجومية محضة ستضمن لمنتخبنا الوطني الوصول إلى مرمى منافسه، مثلما كان يحدث في الماضي القريب فقط أمام المنتخبات التي واجهناها في شهر جوان من السنة الماضية أو حتى أمام ليبيا، وهي المباريات التي جعلت سليماني وسوداني في ظرف وجيز على رأس هدافي المنتخب الوطني ب "11 هدفا".