ضيع شباب باتنة ما تبقى له من أمل في تحقيق البقاء ضمن الرابطة المحترفة الأولى، بعد أن أضاف إلى رصيده هزيمة جديدة لدى استقباله اتحاد الحراش جعلته يستسلم مبكرا لأمر سقوطه، وأبان أشبال المدرب فرڤاني عن ضعفهم خاصة في المرحلة الثانية ما جعل أشد متفائل بتحقيق الفوز حتى لما كانت التشكيلة متفوقة في النتيجة، إلى حدود الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء لا يثق في أن تحافظ على تقدمها إلى غاية صافرة الحكم بشير، وهو ما حدث حيث تلقت شباك بابوش هدفين وعم الحزن في عاصمة الأوراس، بعد أن أيقين الجميع أن الفريق سقط ولم تعد أمامه فرصة أخرى للتدارك. الهزيمة عجلت بتوديع القسم الأول وضمنت "الطيحة" ورغم الآمال التي علقت على التشكيلة في لقاء أول أمس لكي "تفطن"، وتبقي على النقاط الثلاث بملعبها حتى لا يستسلم الفريق لأمر السقوط مبكرا، إلا أن رفقاء دايرة لم يشذوا عن القاعدة وواصلوا "التبهدايل" على أرضهم وأمام أنصارهم، حيث لم يقووا على المحافظة على التقدم الذي كان يصب في مصلحتهم بهدفين مقابل هدف إلى غاية آخر 10 دقائق قبل نهاية اللقاء، بعد أن تلقت شباكهم هدفين بطريقة بدائية عجلت بجعل أبناء الأوراس أول النازلين إلى الرابطة المحترفة الثانية قبل 9 جولات عن ختام البطولة. السقوط الأسوأ في تاريخ "الكاب" وتعيد الوضعية الكارثية التي آل إليها "الكاب" اليوم بوجوده في مؤخرة الترتيب ب 11 نقاط من 21 جولة، إلى ذهن كل مناصر وضعية موسم السقوط 2006 /2007 بقيادة الرئيس الأسبق فرحات زغينة، التي انتهت بسقوط حتمي إلى الرابطة المحترفة الثانية ولو أن ما يجعل سقوط هذا الموسم الأسوأ والأشد مرارة في تاريخ "الكاب" في الرابطة المحترفة الأولى منذ تأسيسه، هي الأموال الكثيرة التي صرفت من أجل جلب لاعبين بقيمة 100 مليون سنتيم شهريا على أمل أن يتنافس بهم على احتلال مراتب متقدمة، لكن النتيجة التي شهدها الجميع اليوم السقوط قبل 3 أشهر عن نهاية البطولة. لاعبون "مڤطعين" والحراش كانت ستفوز حتى لو تنقلت مشيا على الأقدام ويتحمل اللاعبون الجزء الأكبر من مسؤولية هزيمة أول أمس التي عجلت بسقوط "الكاب"، حيث لم تغير وضعية الفريق شيئا في طريقة لعبهم ولم تضف عليهم بعض الحرارة التي تجعلهم يفرضون منطقهم على المنافس، كأنه مثلما كان باديا لكل من تابع اللقاء "ما يهمهش" أو أنهم استسلموا لأمر السقوط منذ مدة، رغم أن منافسهم لم يأت إلى باتنة سوى صبيحة اللقاء وكاد لا يتنقل بسبب اعتقاده بأن المباراة لن تلعب، ومع هذا كان أكثر واقعية وحرارة منهم على الميدان، وربما لو قدم لاعبوه إلى عاصمة الأوراس مشيا على الأقدام ربما لفازوا ولم يجدوا مشكلا. عدا بابوش البقية شاركوا في هزيمة السقوط عدا الحارس ياسين بابوش الذي أنقذ مرماه من 4 أهداف محققة بفضل تدخلاته الموفقة، فإن بقية اللاعبين يتحملون مسؤولية هذه الهزيمة التي بعثت بالفريق مبكرا إلى الرابطة المحترفة الثانية، حيث وقف كل ما تابع اللقاء على ضعف جميع الخطوط، إذ واصل الدفاع ارتكاب أخطاءه الفادحة وإهداء فرص محققة لهجوم منافسيه على طريقة "روح تماركي"، دون أن نستثني خط الوسط الذي كان "يعوم" ولا يقلل هذا من المسؤولية الملقاة على عاتق الهجوم، الذي كان بإمكانه أن يضيف الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول لقتل المباراة. حسابيا الأمل لا يزال قائما لكن واقعيا "الدايم ربي" وإذا كانت الجولة الماضية شهدت تعثر كل الفرق التي تنافس على البقاء بمن فيها "الكاب"، ما يعني أن لا شيء لعب فيها وحسابات البقاء تبقى قائمة خاصة أن أصحاب اللونين الأحمر والأزرق لا تزال بحوزتهم مباراة متأخرة، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك ويجعل الشباب عقب الهزيمة التي مني بها أمام الحراش أول فريق ضمن نزوله من الرابطة المحترفة الأولى، حيث فشل في تحقيق الفوز في 14 مباراة على التوالي وخسر نقاط الأمل التي كان سيبعث بها حظوظه، ومن المستحيل أن ينهض مجددا في المباريات القادمة التي تبدو أصعب من التي مضت. الأنصار: "الكاب طاح في الصيف وواحد ما يجي يكذب علينا" جاء في حديث أنصار شباب باتنة بعد نهاية لقاء الحراش، أنه حتى لو وفق الفريق في إبقاء نقاطه الثلاث بملعب أول نوفمبر فإن ذلك ما كان ليغير شيئا بخصوص وضعيته، لأن النتيجة حسبهم واحدة في نهاية الموسم بتوديع الرابطة المحترفة الأولى، لأن الشباب -مثلما أضافوا سقط خلال فترة التحضيرات في الصائفة الماضية للأسباب التي يعرفها الجميع، ولا ينتظرون أن يأتي بعضهم اليوم محاولين تبرير السقوط بخسارة أول أمس، ليختموا كلامهم بتوجيه شكرهم إلى كل مسير وعدهم في بداية الموسم بأن يتنافس هذا الفريق على احتلال مرتبة في المقدمة ويترك بصماته. الإدارة تقرر طرد نصف التشكيلة وتقليص المصاريف إيمانا من إدارة شباب باتنة بأن فريقها سقط وانتهى أمره، قررت طرد نصف عناصر التشكيلة الأساسية والمساهمة بالدرجة الأولى في هذه الوضعية وإن لم تسمها بأسمائها، إلا أنها أكدت أنها على دراية بأنفسها ومن تكون، وحسب ما بلغ يومية "الهداف" فالأمر يتعلق بأغلب عناصر الدفاع والهدف من هذه الغربلة السقوط إلى الدرجة الثانية بأقل تكلفة، ما دام بقاء هؤلاء في الفريق سيكلفه ماديا وأقلهم أجرا يتقاضى 50 مليونا شهريا، وفي المقابل قررت ترقية 4 لاعبين من فئة الآمال بصفة دائمة، للعب ما تبقى من مباريات البطولة تحسبا للموسم المقبل. تبحث عن حيلة قانونية للتخلص منهم لكن رغم المهازل التي تسببت فيها العناصر التي وضعتها الإدارة في قائمتها، وقررت فسخ عقودها من الآن دون انتظار نهاية الموسم بغية تقليص المصاريف، إلا أنها واثقة أن الخلاص منها لن يكون بالسهولة التي تتصورها، في ظل وجود نصوص قانونية تضمن للاعبين مستحقاتهم طيلة مدة العقد الذي يربطهم بالفريق، وفي هذا السياق بدأت الإدارة تبحث عن نص أو حيلة قانونية تجعل الطلاق معهم بالتراضي على الأقل، لتفاد متاعب أخرى الفريق في غنى عنها بعد أن ترسم سقوطه بنسبة كبيرة. ذبيح، فرڤاني، بن دوخة ودخينات معنيون بالترقية وقبل أن تكشف إدارة الشباب عن أسماء اللاعبين الذي سيمسهم قرار الطرد من الفريق، خلال هذه الفترة بعد سقوط الفريق وفسخ عقودهم، حضرت في المقابل أسماء اللاعبين الذين سيمسهم قرار الترقية من فئة الآمال ويتعلق الأمر بكل من أغيلاس فرڤاني (ابن فرڤاني)، دخينات، ذبيح بالإضافة إلى بن دوخة، وهي العناصر التي ستأخذ أماكنها في التشكيلة الأساسية بصفة منتظمة بدءا من لقاء الجولة المقبلة أمام تلمسان، من أجل البدء في التحضير للموسم المقبل على أن يتبعوا بعناصر أخرى، في صورة بن سعدي بعد أن يقف فرڤاني أكثر على إمكاناتها.