لم يتوان المدرب الفرنسي، كلود لوروا، المختص بشؤون الكرة الإفريقية بعد أن درّب منتخبات الكامرون، السينغال، الكونغو الديمقراطية وغانا سابقا في الرد على جميع أسئلتنا لما إتصلنا به أمس، خاصة تلك المتعلقة بمردود المنتخبات الإفريقية منذ بداية المونديال، وعلى رأسها المنتخب الوطني الجزائري الذي بدا متفائلا بشأن تحقيقه نتيجة إيجابية في لقاء الغد أمام المنتخب الإنجليزي، ولو أنه تحفّظ حول نقطة واحدة وهي ضرورة إعتماد سعدان على خطة هجومية بحتة، خاصة أن نقطة ضعف الإنجليز تبقى في خط دفاعهم الذي إعتبره “كلود لوروا” مهزوزا جدا... معك صحفي من “الهدّاف” السيد كلود لوروا، هل أنت بخير؟ أهلا بك، أنا بخير والحقيقة أني كنت سأكون أفضل لو تمكنتم من الفوز في لقاء سلوفينيا. أريد أن أطرح عليك بعض الأسئلة بخصوص المونديال، وخاصة المنتخب الجزائري. تفضّل، أنا تحت الخدمة، لكن بسرعة لأن لديّ إلتزامات مهنية بعد قليل (الحوار أجري منتصف نهار أمس). بداية، ما رأيك بخصوص المواجهات التي لعبت منذ بداية المونديال؟ اليوم (يقصد أمس) سيلعب آخر لقاءين من اللقاءات الأولى الخاصة بدور المجموعات، حيث بعد مواجهتي الشيلي – الهندوراس وسويسرا – إسبانيا، كل المنتخبات التي تشارك في كأس العالم تكون قد لعبت لقاء ويُمكن وقتها إجراء تقييم واضح للمستوى العام للدورة، ولو أن الأمر الملاحظ إلى حد الآن أن غالبية المنتخبات لم تدخل بالسرعة القصوى في المنافسة، ماعدا ألمانيا، وهي النقطة الأبرز التي يمكن إستنتاجها إلى حد الآن. وما السبب الذي جعل ألمانيا فقط تدخل المنافسة بقوة؟ لا يوجد سبب معين، حيث أن الأمر يُمكن إعتباره عاديا لو أخذنا بعين الإعتبار أن جميع المنتخبات خاضت لقاءاتها وهي متخوّفة لأنه في غالب الأحيان من يفوز باللقاء الأول يقتطع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني وهو ما جعل ربما الحسابات تطغى على اللعب والإستعراض، لكني أعتقد أن جميع المنتخبات ستتحرّر بداية من اللقاءات الثانية التي ستخوضها وهذا وعد مني. هل هناك منتخبات نالت إعجابك إلى حد الآن؟ المنتخب الألماني مثلما ذكرت لك منذ قليل بدأ بداية قوية وظهر خط هجومه قويا والأكيد أنه إذا واصل الألمان اللعب بالطريقة التي واجهوا بها أستراليا فسيكون من الصعب هزمهم، وأنا أنتظر بشغف مواجهتهم الثانية أمام صربيا للوقوف أكثر على مستوى هذا المنتخب وماعدا ذلك فإن كامل المنتخبات المرشحة لتأدية مونديال جيد تمكنت من تحقيق المهم وهو الفوز في الجولة الأولى ماعدا إيطاليا التي خيّبت كثيرا وبدرجة أقل فرنسا. وماذا بشأن المنتخبات الإفريقية المشاركة في هذه الدورة؟ أنا متفاجئ بالمردود الهزيل الذي قدمته الكامرون في خرجتها الأولى أمام اليابان، حيث لم يظهر اللاعبون بوجههم المعتاد ولم يقدموا حتى ثلث ما كان جمهورهم وكل عشاق الكرة المستديرة ينتظرونه منهم، وأنا أعرف جيّدا المنتخب الكامروني ومتأكد أنه يملك إمكانات كبيرة وطاقات بحاجة إلى تفجيرها فقط، وهنا بودي أن أضيف لكم شيئا آخر. تفضّل ... هذه المرة الأولى التي ينهزم فيها المنتخب الكامروني في أولى مبارياته في دورة نهائية من كأس العالم وهو ما يؤكد بصورة أوضح الإخفاق الشديد الذي سجله زملاء صامويل إيتو في مواجهتهم الأولى في هذا المونديال. وماذا بخصوص بقية المنتخبات الإفريقية؟ أعتقد أن كوت ديفوار دخلت بقوة في المنافسة من خلال تأديتها لمباراة كبيرة أمام المنتخب البرتغالي ولو أنها ضيّعت الفوز، خاصة أنها كانت أكثر تحكما في الكرة والأكثر خطورة من المنافس، نيجيريا أيضا أدت لقاء مقبولا أمام المنتخب الأرجنتيني بنجومه العالميين، رغم هزيمتها... وبالنسبة إلى جنوب إفريقيا فإنها قدمت مردودا متوسطا، لكن أفضل بكثير مما كنت أتوقعه. وماذا عن المنتخب الجزائري؟ صرّحت بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا أن دفاع المنتخب الجزائري مهزوز وكنت متخوّفا كثيرا من أن يكون لذلك تأثير في مشواره في كأس العالم، لكن مخاوفي زالت في مواجهة سلوفينيا حيث وجدت دفاعا منظما جدا بقيادة بوڤرة وهذا أمر يُطمئن قليلا قبل المواجهتين القادمتين ل “الخضر“. ماذا تقول عن المردود الذي قدمه منتخبنا أمام سلوفينيا؟ أفضّل الحديث قبل ذلك عن الخطأ الفظيع الذي ارتكبه غزال، حيث طُرد بطريقة تافهة ووضع منتخبه في ورطة، وما قام به هذا اللاعب غير مقبول إطلاقا، أمّا بخصوص سؤالك فأعتقد أنه ماعدا التصرف غير المقبول من غزال والخطأ الفادح من الحارس شاوشي، فإن المنتخب الجزائري ظهر بوجه طيب ولو أنه لم يجازف بلعب الهجوم وهو الأمر الوحيد الذي أعيبه عليه. وما تعليقك على الطريقة التي سجلت بها سلوفينيا هدفها الوحيد؟ لا يختلف إثنان على أن شاوشي أخطأ في تقدير مسار الكرة التي جاء منها الهدف، لكن هذا أمر يدخل في كرة القدم وما حدث لحارس منتخب إنجلترا وحتى حارس باراغواي في مواجهة إيطاليا مماثل تقريبا لما قام به حارس مرمى منتخبكم، لذا فلا لوم عليه. هناك إنتقادات لاذعة تم توجيهها بخصوص الكرة التي تستعمل في هذه الدورة. هذه خرافات فقط ومن يملك مؤهلات فنية بإمكانه اللعب بأي كرة كانت، وهنا أطلب منكم أن تنظروا إلى ما فعله ميسي أمام نيجيريا وكريستيانو رونالدو أمام كوت ديفوار وحتى “مايكون” مدافع البرازيل الذين أمتعوا الجماهير بفنياتهم بهذه الكرات وأعتقد أنّ كل من شاهدهم يلعبون ويروّضون الكرات بمهارة كبيرة يتأكدون من أنه لا يوجد مشكل إسمه الكرات. لكن المدرب الوطني سعدان إنتقد الكرات وأرضية الميدان بعد مواجهة سلوفينيا. هو حر في قول ما يريده وأنا أفضّل الحديث أكثر عن “الفوفوزويلا” (المزامير التي تستعمل في ملاعب جنوب إفريقيا) والتي تؤثّر كثيرا في تركيز اللاعبين، وأقول إن إستعمال هذه الوسائل غير مقبول ولو أني لا أشك في سوء نيّة الجماهير المستعملة لها. لو نعود إلى الحديث عن المنتخب الجزائري،ما هي النقائص التي سجلتها على مردوده في لقائه الأول؟ لا أتصوّر أن المنتخب الجزائري أدى لقاء سيئا، بل بالعكس لعب بطريقة جيدة حيث أنه تكتيكيا أدى اللقاء الذي كان مفترضا أن يؤديه، ولو أني شاهدت اللاعبين غير متحرّرين، حيث لعبوا بخوف شديد وهذا كان له دور سلبي للغاية، وأتمنّى الآن أن يلعبوا المواجهة القادمة بأكثر تحرّر ودون حسابات لأن كرة القدم ليست علما دقيقة ويجب أن تلعب وتهاجم لكي تسجل النتائج الإيجابية. وماذا يمكن أن تقول عن المردود الفردي للاعبين يومها؟ لقد أعجبت بالثلاثي الذي شكّل محور الدفاع الذي أدى واجبه على أفضل حال، كما أني أعجبت كثيرا ب بلحاج الذي أظهر أنه يملك مؤهلات فنية كبيرة يمكن أن تجعله واحدا من أفضل اللاعبين في منصبه إذا طوّرها أكثر. هناك أيضا يبدة الذي أظهر أنه لاعب موهوب ولو أن هذا الأمر لم يُفاجئني لأني متتبع لمشواره منذ أن كان في الفئات الشبانية للمنتخب الفرنسي. الجزائر ينتظرها لقاء أمام إنجلترا يوم الجمعة، كيف تنظر إليه؟ إنجلترا عانت كثيرا في لقائها الأول أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أبانت عن عدة نقائص، خاصة في الدفاع، بالتالي على الجزائر أن تستغل هذا الأمر وتهاجم بقوة لإرباك منافسها إذا كانت حقا تريد مباغتة منتخب إنجلترا الذي يبقى دفاعه ضعيفا حسب رأيي. وماذا يلزم أيضا لتفادي الهزيمة أمام منتخب مرشح للظفر بكأس العالم؟ يجب أن يعود زياني إلى قمّة مستواه ويؤدي اللقاء المطلوب منه تأديته لأنه قدّم مردودا متواضعا أمام سلوفينيا قياسا بإمكاناته الحقيقية، وبحكم معرفتي الجيدة لإمكاناته وتأثيره الكبير على مردود المنتخب الجزائري فإنه قادر لوحده أن يصنع الفارق ويُزوّد المهاجمين بكرات حاسمة للتهديف. على ذكر التهديف، فإن “الخضر“ يُعانون من عقم شديد بدليل أنهم سجلوا هدفا واحد في آخر 6 لقاءات وعن طريق ركلة جزاء. الهجوم مشكل تعاني منه غالبية منتخبات العالم بحكم عدم وجود مهاجمين أقوياء في صورة فان باستن، رونالدو وغيرهما من المهاجمين السابقين، لكن القضاء على هذا المشكل يبقى ممكنا من خلال توظيف اللاعبين جيّدا ووضع الخطة التكتيكية التي من شأنها زعزعة دفاع المنافسين والجزائر أرى أنه بإمكانها التخلّص من هذا المشكل قياسا بإمكانات لاعبيها الفنية الكبيرة، خاصة الذين يلعبون في وسط الميدان. سعدان قرّر كحل أولي لهذا المشكل إشراك بودبوز أساسيا أمام إنجلترا، فما تعليقك؟ بحكم معرفتي الجيّدة للبطولة الفرنسية، فإن بودبوز لاعب شاب يملك مهارات فنية كبيرة جيدة، حيث أنه من طينة اللاعبين الذين لا يطرحون أي تساؤلات ويلعبون من أجل المتعة ولا يتوانى في مراوغة أي مدافع ولا يخشى أحدا، وهو أمر من شأنه أن يخدم الجزائر كثيرا وأنا أشاطر سعدان في إقحام هذا اللاعب أمام إنجلترا. وما هو مفتاح نجاح المنتخب الجزائري في مباراته أمام إنجلترا؟ المفتاح يكمن في ضرورة فرض ضغط عال على المنتخب الإنجليزي لأجل منع لاعبيه من اللعب براحة، لأنه بصراحة لو تترك المبادرة لزملاء لامبارد وجيرارد أخشى أن تسير الأمور بطريقة سيئة للمنتخب الجزائري وهو الأمر الذي لا أتمنّى حدوثه بطبيعة الحال. ماذا يمكن أن تضيف في النهاية؟ لا تخافوا من إنجلترا، فأنتم قادرون على هزمها شريطة الهجوم، الهجوم ثم الهجوم، وسأكون مناصرا لكم هذا الجمعة وقبل أن أنصرف بلغوا تحياتي لكامل الجمهور الجزائري وكذا إلى أصدقائي الجزائريين وما أكثرهم.