تعقدت الوضعية النفسية للاعبي مولودية باتنة بعد الإقصاء المر من منافسة الكأس عقب انهزام فريق الآمال بملعب عبد اللطيف شاوي أمام نظرائهم من جمعية الشلف... ويبقى الإشكال الذي ساهم في خلط الحسابات هو أن التشكيلة التي لعبت مواجهة السبت المنصرمة مكونة من حوالي 80 بالمائة من التعداد الناشط في صفوف الأكابر، وهو الأمر الذي خلف الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام بخصوص عدم استغلال فرصة مواصلة إثراء المسيرة من منافسة الكأس وبالمرة ربع المعنويات تحسبا لبقية مشوار البطولة التي تتصدرها خرجة مهمة نهاية الأسبوع إلى وهران. كل شيء كان منتظرا إلا الإقصاء ورغم أن الطاقم الفني يسعى إلى ضبط الأمور التحضيرية تحسبا لمواجهة جمعية وهران إلا أن أسرة النادي والأنصار لم يفهموا لحد الآن السيناريو الذي تسبب في الخروج من الباب الضيق من منافسة الكأس أمام فريق يوصف في نظر الكثير بالعادي، في الوقت الذي كانت اغلب المعطيات في صالح أصحاب اللونين الأبيض والأسود، حتى أن كل شيء كان منتظرا في نظر محيط المولودية عدا تذوق مرارة الخسارة والإقصاء من السيدة الكأس، خاصة أن محبي النادي كانوا يعلقون آمالا كبيرة لتعبيد المسيرة والوصول إلى ابعد حد في هذه المنافسة. التاريخ سيسجل خسارة أكابر "البوبية" أمام آمال الشلف وإذا كانت مواجهة السبت المنصرم تتعلق بصنف الآمال إلا أن الواقع يؤكد وجود عدة معطيات في مصلحة العناصر الباتنية التي كسبت من الخبرة ما يؤهلها لقول كلمتها والتفاوض مع مثل هذه المواعيد من موقع قوة، بدليل أن غالبيتها سجلت حضورا منتظما في بطولة هذا الموسم مع التشكيلة الأولى، وهو ما جعل البعض يؤكد أن التاريخ سيسجل خروج أكابر مولودية باتنة من منافسة الكأس على يد فريق آمال جمعية الشلف، وهو ما يجعل مبررات الإقصاء غير مبررة بالنظر إلى مجمل العوامل التي كانت في خدمة أبناء الأوراس بداية من عنصر الخبرة مرورا إلى عاملي الملعب والجمهور. جيل بارز يفوت فرصة الذهاب بعيدا في الكأس ولم يخف القائمون على شؤون مولودية باتنة تأسفهم عقب الإقصاء غير المنتظر أمام جمعية الشلف، خاصة ان الكثير كان ينتظر تألق التشكيلة بالنظر إلى امتلاكها لعناصر بارزة مرشحة للذهاب بعيدا وبالمرة العمل على تكرار سيناريو 2003-2004 الذي عرف وصول زملاء راڤدي آنذاك إلى الدور النهائي وخسارتهم أمام جمعية وهران، بدليل أن ذلك الجيل تم ترقيته مباشرة إلى صنف الأكابر في الموسم الموالي واسهم بشكل فعال إلى إعادة المولودية إلى بطولة القسم الثاني المحترف بعد عام من السقوط الحر إلى بطولة ما بين الرابطات. كل الظروف كانت مهيأة وعامل المفاجأة ليس بهذه الطريقة ولم يتقبل الكثير من محبي المولودية أسباب وخلفيات الإقصاء بصرف النظر عن المبررات المقدمة بعد اللقاء بدليل ان كل الظروف كانت مهيأة للمرور إلى الدور ربع النهائي خاصة في ظل تجند الهيئة المسيرة التي حجزت للاعبين في الفندق ليلة اللقاء إضافة إلى تحويل مختلف لاعبي الآمال الناشطين في صنف الأكابر ووقفة المدرب المساعد عبد الجليل بودماغ الذي عمل إلى جانب زميله عبد الحق برحلة طيلة الأسبوع الذي سبق المواجهة تزامنا مع ركون البطولة إلى الراحة، وهو ما يؤكد أن الإقصاء لم يكن مقبولا في نظر الكثير مادام أن المولودية واجهت فريقا عاديا ولم يكن بحجم وفاق سطيف أو اتحاد العاصمة، كما لم يكن للقاء طابعا محليا ما يعني أن زملاء بختاتو لم يحسنوا تسيير اللقاء رغم تقدمهم في النتيجة بعد مضي ربع ساعة عن الانطلاقة. التشكيلة لازالت تفتقد إلى الحنكة في حسم المباريات المصيرية ومن الجوانب السلبية التي كشفت عنها العناصر الباتنية في الأسابيع الأخيرة هو افتقادها إلى الحنكة اللازمة في المواعيد التي توصف بالحاسمة أو التي يزيد فيها الضغط على غرار ما حدث أمام "الموك" التي كثر فيها الحديث قبل عدة أيام عن موعدها المحدد، وهو الضغط الذي تسبب في خسارة زملاء ليتيم فوق الميدان، وفي الوقت الذي كان يعول الكثير على تضميد الجراح في لقاء الشلف بغيد تعبيد مسيرة منافسة الكأس ورفع المعنويات في الوقت نفسه إلا أن غياب النضج الكافي في مثل هذه المناسبات تسببت في خسارة فاجأت الكثير، والكلام ينطبق على خرجة مستغانم التي ضيعت فيها المولودية فوزا في متناولها رغم تقدمها بثنائية نظيفة، في حين حرمت نفسها من نقطة التعادل خلال مواجهة الأربعاء حين تلقت المولودية هدفا قاتلا في اللحظات الأخيرة. الإقصاء فرصة لإبعاد الغرور ووضع الأرجل على الأرض وبعيدا عن الآثار السلبية التي خلفها الخروج المفاجئ من منافسة كاس الجمهورية ما انعكس بشكل مباشرة على معنويات اللاعبين أنفسهم والجمهور العريض للمولودية إلا أن هذا الإقصاء قد تكون له فوائد في المستقبل خاصة انه سيقلل من الغرور الذي يكون قد مس بعض العناصر الشابة تزامنا مع تواجدها المنتظم في التشكيلة الأساسية لفريق الأكابر إضافة إلى ضرورة وضع الأرجل فوق الأرض أكثر من أي وقت مضى في ظل حتمية التحلي بالرزانة والواقعية قصد أخذ الأمور بجدية تحسبا للمواعيد المتبقية من عمر البطولة. أزمة التعثرات تتواصل والضغط يزداد على التشكيلة ويأتي الإقصاء الأخير من منافسة الكأس ليمدد أزمة النتائج السلبية المسجلة خلال الجولات الثلاث المنصرمة من البطولة، ما يجعل الخروج من منافسة الكأس امتدادا للمتاعب التي تمر بها تشكيلة الأكابر قبل 3 أيام عن استئناف البطولة مجددا، وهو ما يفرض على زملاء العمري النظر إلى الأمور بجدية تحسبا للمحطات المقبلة التي تفرض التجند لضمان البقاء واستعادة أجواء النتائج الايجابية خاصة في ظل التنافس السائد بين الفرق الطامحة إلى الصعود والهادفة إلى ضمان البقاء، في الوقت الذي يزداد الضغط على أصحاب اللونين الأبيض والأسود في ظل غياب الحنكة في تجاوز النتائج السلبية الأخيرة. زموري أمام مهمة جديدة لرفع المعنويات قبل موعد "لازمو" وسيكون الطاقم الفني بقيادة المدرب زموري أمام مهمة جديدة لمراجعة الأوراق ورفع معنويات اللاعبين في هذا الظرف بالذات بسبب مرحلة الفراغ التي تعاني منها التشكيلة على خلفية عدم إيجاد الحلول المناسبة لاستعادة وتيرة النتائج الايجابية، وهو ما جعله يركز كثيرا على هذا الجانب خلال الحصص التدريبية الأخيرة أملا في فتح صفحة جديدة وبالمرة الاستفادة من الأخطاء التي تسببت في التعثرات الأخيرة خاصة ما حدث أمام "الموك" وفي لقاء السبت أمام آمال جمعية الشلف. ------------------------------------------------------------------------------------------- راڤدي: "خسارة الآمال يجب أن نطويها وعلينا العمل علي كيفية التدارك أمام لازمو" كيف تمت العودة إلى التدريبات؟ في أجواء صعبة نوعا من الناحية النفسية بعد استقبالنا خبر إقصاء فريق الآمال من منافسة الكأس، خاصة أن أغلب اللاعبين ينشطون معنا في صفوف الأكابر. تابعت اللقاء وحاولت تحفيز زملائك قبل مواجهة الشلف، ما قولك؟ هذا واجبي، حاولت أن أكون إلى جانب اللاعبين الشبان في هذه المواجهة حتى أحفزهم على أداء ما عليهم فوق الميدان خاصة إنني قائد تشكيلة الأكابر، صراحة أتأسف كثير على هذا الإقصاء. ما هو الانطباع الذي وقفت عليه بعد نهاية اللقاء؟ بكل صراحة، تأثرت لحال اللاعبين خاصة أنهم كانوا يعلون على تحقيق الفوز بغية التأهل إلى الدور المقبل، أدوا ما عليهم لكن ربما سوء الحظ أو نقص التركيز في بعض فترات اللقاء هو الذي تسبب في الخسارة، بدليل أن الانطلاقة كانت جيدة والمولودية سجلت هدفتا مبكرا ولم يحصل إشكال كبير في المرحلة الأولى على الخصوص. ألست متخوفا من تأثير هذا الإقصاء في استقرار تعداد الأكابر؟ هذا التعثر استقبلناه بتأثر كبير، لأن اغلب اللاعبين الذين نشطوا مواجهة الآمال هم في الحقيقة ينتمون إلى تعداد الأكابر، لكن من اللازم التفكير في المستقبل بغية التحضير بجدية للمواجهة المقبلة أمام جمعية وهران. الكثير اجمع على تضييع فرصة مهمة للذهاب بعيدا في منافسة الكأس، ما قولك؟ أنا أيضا تأسفت كثيرا لما حدث، تمنيت من كل قلبي أن يؤدي الآمال مشوارا ايجابيا في منافسة الكأس حتى يعيدوا ما قمنا به موسم 2003-2004، لكن هذه هي كرة القدم، أحيانا تحصل مفاجآت غير متوقعة تماما. على ذكر وصولكم إلى النهائي صائفة 2004، كيف تقيم الانجاز المحقق آنذاك؟ كنا نملك فريقا شابا يتمتع بمؤهلات كبيرة، بدليل أن اغلب اللاعبين تم ترقيتهم إلى صنف الأكابر ولعبوا في فرق معروفة فيما بعد، أتذكر أن ذلك الموسم عرف مسيرة سلبية لفريق الأكابر إلا أن ذلك لم يمنعنا نحن الشبان من الوصول إلى النهائي وأداء مشوار لا باس به في البطولة، أشكر بالمناسبة كل المشرفين علينا في صنف الشبان الذين تعبوا من اجل تكوين فريق شاب فرض نفسه فيما بعد في صفوف الأكابر. هل يمكن أن تذكر لنا بعض الأسماء التي برزت فيما بعد؟ هناك عدة لاعبين مثل الحارس صحراوي، حاج عيسى، بوعرابة، مرنيز، بوخلوف، قودار، نابتي وغيرها من الأسماء التي كانت تملك إمكانات محترمة. كيف تنظر إلى مستقبل المولودية على ضوء هذه الأجواء الصعبة؟ علينا مواصلة العمل بصورة جادة، البطولة لم تنته بعد وتنتظرنا مسؤولية هامة في المباريات المقبلة حتى نتجاوز فترة الفراغ التي نمر بها حاليا، انا واثق في إمكانات اللاعبين ورغبتهم في التدارك وان شاء الله سيحدث ذلك في اقرب وقت ولم لا أمام جمعية وهران. ------------------------------------------------------------------------------------------- بودماغ واصل الغياب بسبب الإرهاق غاب المدرب المساعد عبد الجليل بودماغ لليوم الثاني عن التدريبات بسبب الإرهاق والمتاعب الصحية التي اشتكى منها مؤخرا، حيث تكفل بحصة أمس المدرب الرئيسي لمين زموري، على أن يسجل بودماغ حضوره في الحصة المنتظرة صبيحة اليوم بملعب عبد اللطيف شاوي. زموري لم يتحدث كثيرا عن الإقصاء لم يتحدث المدرب زموري كثيرا عن مواجهة السبت المنصرم الذي عرف إقصاء الآمال من منافسة الكأس، وفضل التركيز على الجانب النفسي ودعوة العناصر الباتنية إلى التفكير في مواجهة "لازمو" والقيام بدورهم فوق الميدان وفقا للبرنامج المسطر في الحصص التدريبية لهذا الأسبوع. راڤدي وحداد غابا عن حصة أمس أيضا عرفت حصة أمس بعض الغيابات لأسباب مختلفة ويتقدمهم قائد التشكيلة راڤدي الذي يشكو من إرهاق إضافة إلى الظهير الأيسر حداد الذي كانت فله زيارة إلى الطبيب، في الوقت الذي سجلت أغلب الأسماء تواجدها أثناء التدريبات بما في ذلك العناصر التي شاركت في مواجهة الكأس أمام جمعية الشلف. بن شعيرة يجري كشوفا إضافية وينتظر الضوء الأخضر يكون لاعب الوسط بن شعيرة قد أجرى كشوفا طبية إضافية قصد الاطمئنان على حالته الصحية بعدما نزع الجبس من موضع الإصابة التي عانى منها مؤخرا على مستوى مشط القدم، وينتظر ابن حي بارك أفوراج الضوء الأخضر من الطبيب قصد مزاولة التدريبات على انفراد خاصة انه لن يكون جاهزا لموعد "لازمو". الطاقم الفني يلغي المقابلة التطبيقية ويكتفي بتمارين فنية فضل الطاقم الفني عدم برمجة مقابلة تطبيقية بين اللاعبين منتصف هذا الأسبوع، وعمد إلى مواصلة التحضيرات بصفة عادية تفاديا لأي احتكاك قد يخلف إصابات مع برمجة بعض التمارين الفنية والبدنية التي تتماشى مع الخيارات المعتمدة من المدرب زموري تحسبا لمواجهة "لازمو". الإدارة تفكر في برمجة رحلة وهران غدا تفكر الهيئة المسيرة في برمجة رحلة التنقل إلى وهران غدا الأربعاء عبر حافلة تخصص لهذا الغرض، ورغم بعد المسافة بين باتنة وعاصمة الغرب الجزائري إضافة إلا أن مقترح اللجوء إلى الطائرة يبقى مستبعدا لأسباب مالية والرغبة في ممارسة سياسة التقشف بدليل أن معظم التنقلات إلى الغرب أو العاصمة تمت على متن الحافلة.