يقترب موعد مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره البينيني والتي تدخل ضمن إطار الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 ب البرازيل، وكان الناخب وحيد حليلوزيتش.. قد أعلن بصفة نهائية عن قائمة اللاعبين المعنيين بخوض هذه المواجهة المهمة، حيث عرفت التشكيلة الوطنية استدعاء لاعبين جدد في صورة ياسين براهيمي وسفير تايدر المؤهلين في الآونة الأخيرة، لكنها في المقابل لن تستفيد من خدمات بعض الأسماء البارزة في الوقت الحاضر على غرار رياض بودبوز نجم سوشو، جمال عبدون صانع ألعاب أولمبياكوس وإسحاق بلفوضيل هداف بارما وقد تكون هذه الغيابات النقطة السوداء في قائمة حليلوزيتش تحسبا لموقعة البينين يوم 26 مارس المقبل. تعددت الأسباب ولكن المنتخب هو الخاسر الأكبر تغيرت الأمور بشكل واضح خلال السنوات القليلة الفارطة بخصوص مجيء المحترفين الجزائريين إلى المنتخب الوطني، إذ باتت الجزائر تستفيد كثيرا من لاعبيها المتواجدين في مختلف الأندية الأوروبية وذلك بالنظر إلى العمل الكبير الذي تقوم به الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولو أن هناك بعض الاستثناءات في كل مناسبة، حيث تتسبب العقوبات الانضباطية أو تجاهل المدرب لأسماء متألقة وحتى الرفض من جانب أسماء أخرى في عدم استفادة "الخضر" من كامل الأوراق المتاحة وهذا ما حصل مثلا في حالتي عبدون وبلفوضيل، ومع حدوث كل هذه الأمور في كل مرة يبقى المنتخب الوطني الخاسر الأكبر لأن مهمة المدرب ستسهل أكثر مع امتلاكه جميع الخيارات. مجيء بلفوضيل كان سيقدم الكثير للآلة الهجومية وسيكون بلفوضيل أبرز غياب في مباراة البينين، خاصة وأن "الفاف" عملت كامل مجهوداتها من أجل تأهيله دوليا في وقت سابق قبل أن تصطدم برفضه القدوم إلى هذه المواجهة رغم الوعود التي قطعها ل البوسني حليلوزيتش، وحتى مع وجود سليماني هداف "الخضر" مؤخرا إلى جانب رفيق جبور ونبيل غيلاس إلا أن المنتخب الوطني كان سيستفيد أكثر بحضور مهاجم بارما الذي يصنع الحدث هذا الموسم في البطولة الإيطالية، حيث سبق وأن أعلن مدرب "الخضر" بحثه عن قناص أهداف يساهم في إنهاء العمل الذي يقوم به الوسط الهجومي والذي تدعم بدوره بخدمات ياسين براهيمي، وكان حليلوزيتش يضع آماله على بلفوضيل الذي تكلم معه في عدة مناسبات قبل انقطاع الاتصالات بينهما في الآونة الأخيرة. عبدون يمر بفترة زاهية والجزائر لم تستفد منه إطلاقا يعتبر جمال عبدون واحدا من أبرز اللاعبين الجزائريين في الوقت الحالي وذلك بفضل مستوياته الكبيرة التي يقدمها مع أولمبياكوس، إلا أن المنتخب الوطني لا يستفيد من خدماته كما تأكد استمرار غيابه عن التشكيلة بعدما أعلن حليلوزيتش عن قائمته، ولن يكون هذا الأمر جديدا على "الخضر" لأن عبدون لم يظهر أي شيء تقريبا منذ انضمامه إلى الكتيبة الوطنية سنة 2009 واكتفى بلعب 11 مباراة دولية أغلبها كبديل، ورغم الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها نجم نانت السابق لا يبدو بأن الكرة الجزائرية في طريقها للاستفادة منها علما أن مستوى عبدون تطور كثيرا منذ توقيعه مع أولمبياكوس وأصبح يسجل ويمرر، في الوقت الذي بلغ فيه 27 عاما ويسير لأن يكون مثل بن عربية وحمداني اللذين لم يقدما شيئا للمنتخب. عودة بودبوز إلى مستواه تزامنت مع استبعاده لا تتشابه حالتا بلفوضيل وعبدون مع حالة بودبوز لأن هذا الأخير استبعد من قائمة البينين بشكل مؤقت فقط مثلما يبدو لأسباب انضباطية، وهو الذي كان يستدعى بانتظام إلى المباريات الأخيرة للمنتخب، وجاء استبعاد نجم سوشو في الوقت الذي ارتفع فيه مستواه بتقديمه مباريات كبيرة مع ناديه بالإضافة إلى بروزه في المباراة الأخيرة ل"الخضر" أمام كوت ديفوار، حيث نال صاحب 23 عاما إعجاب الجماهير الجزائرية التي استغربت من عدم استدعائه ولو أن حليلوزيتش يرفض التسامح في مثل هذه الإجراءات الانضباطية، وبالتالي وجب معاقبة بودبوز مثله مثل جميع اللاعبين، في انتظار أن يسجل عودته من جديد بداية من لقاء البينين في الإياب وذلك لأن المنتخب بحاجة ماسة إلى خدمات جميع عناصره. "الفاف" تريد الاستفادة من كامل الأوراق للتأهل إلى المونديال لا يختلف اثنان على أهمية الدور الذي تقوم به "الفاف" من أجل إقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية، حيث نجحت الجزائر في الظفر بخدمات عدة أسماء موهوبة في صورة بودبوز، فغولي، براهيمي، بلفوضيل وتايدر، ورغم كل هذه المجهودات إلا أن المنتخب لا يستفيد في كل مرة من كامل نقاط قوته وذلك مع تواجد غيابات مع كل لقاء لأسباب وأخرى، وتطمح الاتحادية الجزائرية بقيادة رجلها الأول محمد روراوة إلى تحقيق التأهل إلى مونديال 2014 وبالتالي فإنها تعمل كثيرا حتى تستفيد من كامل الأوراق ولا تريد تكرار نفس سيناريو البينين خلال المواعيد المقبلة، حيث ستحاول ضمان وجود جميع العناصر في اللقاءات المقبلة حتى يجد حليلوزيتش كافة الظروف المناسبة.