"عندما نلعب العديد من المباريات، قد نشعر بنقص من الجانب البدني" "العمل البدني الشاق الذي أجريناه قبيل كأس أمم إفريقيا لم يساعدني" "بعد كأس أمم إفريقيا كنت متأثّرا ومحبطا، لكن كان علي طيّ الصفحة والتطلع لمستقبل أفضل" "سماع النشيد الوطني أثّر فيّ كثيرا إلى درجة ذرف الدموع" "لا يمكنني أن أطلب من مدربي اللعب في أي منصب لأنه صاحب القرار الأول والأخير" "الانتصارات الكبرى والإنجازات تتحقق باستخلاص الدروس من التّعثرات" "تايدير عليه أن يكون له حافز اللعب مع أفضل اللاعبين في إيطاليا" "آمل أن يفيدنا ابراهيمي بطريقة لعبه الجميلة وتمريراته" "لا أعرف نبيل غيلاس، لكني سمعت عنه أشياء جميلة" "المهمة أمام البينين ستكون صعبة جدّا، لأننا سنواجه منافسا قويّا ليس من السهل الإطاحة به" مثلما جرت العادة في كلّ مرّة نتنقّل من أجل محاورته، بدا النجم الجزائري سفيان فغولي سعيدا وهو يستقبلنا في مركز تدريبات ناديه الإسباني "فالنسيا"، إذ يعتبر اللاعب مخاطبة الجمهور الجزائري أياما قبيل مباراة البينين أمرا لا بدّ منه، لاسيما أنّه لم يتحدّث منذ فترة، وبالضّبط من إخفاق المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، وكعادته أجاب مهاجم "فالنسيا" عن كلّ أسئلتنا بصدر رحب، في حوار شيّق كسائر الحوارات التي خصّنا بها من قبل. لنعد أوّلا إلى مباراة رابطة الأبطال الأوروبية أمام "باريس سان جرمان"، حيث أحرزتم تعادلا لم يكن كافيا لكم بسبب خسارتكم في مباراة الذهاب على أرضكم، ألا ترى أن الفوز كان ضروريا في مباراة الذهاب؟ هذا صحيح، الفوز كان ضروريا في لقاء الذهاب لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل، وهو اللقاء الذي سهّلنا فيه المهمة ل"باريس سان جرمان"، حيث أهدرنا العديد من الكرات في وسط الميدان، ما صبّ في مصلحة المنافس الذي كان يدافع بتسعة لاعبين، فصار يعتمد على الهجمات المعاكسة معتمدا على مهاجميه الجيدين، ما انعكس على أدائنا سلبا، وفي مباراة العودة لعبنا بطريقة أفضل من لقاء الذهاب، حيث سيطرنا على مجرياتها طولا وعرضا من البداية إلى النهاية، وأعتقد أننا كنا نستحق الفوز لكن للأسف افتقدنا الفعالية والحظّ حتى نعود غانمين بالنقاط وتأشيرة التأهّل، والآن لا يمكنني سوى أن أتمنى حظّا موفقا ل"باريس سان جرمان" في بقيّة المشوار. إضافة إلى ذلك، أكيد أن الحسرة على ضياع الفوز في لقاء العودة كانت شديدة بسبب الهدف المباغت الذي تلقيتموه نعم الحسرة كانت شديدة وأعتقد أن الفرصة الوحيدة للمنافس طيلة المباراة استغلها ومكّنته من تسجيل هدف التّعادل، وهذه هي قواعد كرة القدم، لقد تحصلنا على عدد كبير من المخالفات، الركنيات والفرص السانحة للتهديف، لكننا لم نتمكن من إضافة الهدف الثاني الذي كان سيزرع الشك في نفوس لاعبي "باريس سان جرمان". بهذا الإقصاء من رابطة الأبطال الأوروبية، لم يعد ل"فالنسيا" ما يلعب عليه هذا الموسم، لاسيما بعدما أقصي من كأس الملك الإسباني، وبعدما بات بعيدا عن التنافس على لقب "الليغا"، فبأي معنويات ستكملون الموسم الذي لم يتبق لكم فيه أي هدف سوى التنافس على مرتبة مؤهلة لمنافسة أوروبية الموسم المقبل؟ نحن محفّزون للمشاركة في رابطة الأبطال الأوروبية من جديد الموسم المقبل، الآن بلعب مباراة واحدة فقط في الأسبوع سنتمكن من التقاط أنفاسنا والاسترجاع من التعب الذي نال منا، ولن نرضى في نهاية المطاف سوى باحتلال أحد مراكز المقدمة، التي ستسمح لنا بضمان مشاركة قارية الموسم المقبل. في أحد الحوارات التي أجريناها معك هنا في "فالنسيا" قبل أن تمدّد عقدك، قلت لنا إنك سعيد هنا وأنّك تستهدف التّتويج بعدد من الألقاب مع هذا الفريق عوض البحث عنها في ناد آخر، لكن في نهاية المطاف الظاهر أن هذه الأهداف ستتحقق مستقبلا وليس هذا الموسم... عندما نتمعّن في نتائج بعض الفرق الأخرى، في صورة "أتليتيكو مدريد" الذي خدمته قرعة كأس الملك الإسباني فوصل اليوم إلى النهائي، وأنت ترى معي أنّ الحظّ لعب دوره، ففي الموسم الماضي اصطدمنا ببرشلونة في الدور نصف النهائي، ورغم أنّنا كنا قريبين من التأهل إلاّ أنّ المهمّة كانت صعبة، وهذا الموسم اصطدمنا ب ريال مدريد في الدور ربع النهائي، ولو مررنا كنا سنقابل "البارصا" من جديد في الدور نصف النهائي، وفي رابطة الأبطال الأوروبية أقصينا أيضا رغم أننا كنا قادرين على الوصول إلى الدور ربع النهائي، وفي "الليغا" للأسف الشديد لم يكن بوسعنا التنافس من أجل اللقب، لكني أؤمن بأننا قادرون على احتلال مرتبة مؤهلة للمشاركة في رابطة الأبطال الأوروبية ماذا تغير بالنسبة لك بعد أن قمت بتمديد عقدك مع "فالنسيا"؟ لا شيء تغير بالنسبة لي حيث تنقلت للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا مع المنتخب الوطني وبعدها عدت، لكن لا شيء تغير حيث أني دائما اللاعب نفسه. لكن لاحظنا أن مردودك المقدم قبل كأس أمم إفريقيا 2013 كان أفضل بكثير من الذي أنت بصدد تقديمه الآن... أثناء كأس أمم إفريقيا عملت كثيرا من الناحية البدنية وبطريقة لم أتعود عليها في كامل مسيرتي. ومع توالي اللقاءات التي لعبتها وأنا الذي شاركت 90 دقيقة دائما أصبح الأمر في بعض الأوقات صعبا. من الطبيعي أن نحس بأننا من الناحية البدنية لسنا في أفضل حال في بعض المرات، وسنرى ماذا سيحدث في المستقبل ولو أني سأفعل كل شيء حتى يتسنى لي الظهور بأفضل حال حتى نهاية الموسم، مثلما كان الأمر عليه في الموسم الماضي، أتمنى أن لا أتعرض للإصابات وأن أنهي الموسم مثلما بدأته. نفهم من كلامك أنكم عملتم كثيرا من الناحية البدنية في كأس أمم إفريقيا الأخيرة نعم، لقد قمنا بتحضيرات شاقة، إضافة إلى ذلك كان الطقس حارا في جنوب إفريقيا ما ساعد كثيرا اللاعبين الذين كانوا لا يلعبون كثيرا مع أنديتهم، لكن بالنسبة للذين كانوا يلعبون باستمرار مع فرقهم مثلي فالأمر لم يساعدهم. الآن ناديّ يصارع على جبهة واحدة وهي "لاليغا" واللعب بمعدل لقاء واحد في الأسبوع من المؤكد أنه سيساعدني كثيرا. من الواضح أنك كنت تأمل القيام بأشياء جميلة في كأس أمم إفريقيا، اليوم بعد مرور شهر من نهاية الدورة هل مازلت متأثرا أم أنك مررت إلى شيء آخر؟ يجب أن نعرف كيف نمر إلى أشياء أخرى، بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا كنت متأثرا ومحبطا معنويا، لكن هذه هي كرة القدم ويجب أن نفكر في شيء آخر ونحاول العودة إلى الواجهة بقوة. في كرة القدم يوجد الفرح والفوز ومرات الخسارة، يجب أن نحافظ على الأشياء الإيجابية من اللقاءات التي لعبناها في كأس إفريقيا للأمم، لأنه كانت هناك أمور جيدة رغم إقصائنا. يجب أن نعتمد على هذه الأشياء لتكون مرجعا حتى نتقدم أكثر في المستقبل ونكون أفضل بداية من لقاء البينين، مع العمل على تجنب الوقوع في الأخطاء نفسها. الجزائريون احتفظوا منك في كأس أمم إفريقيا الأخيرة إضافة إلى مردودك، الصورة التي ذرفت فيها الدموع حين عزف النشيد الوطني قبل اللقاء الأول أمام تونس ما أثرت في الكثيرين... كانت أول دورة ألعبها مع الجزائر ومع وجود اسمي في القميص الوطني وتحت أنظار ملايين الجزائريين، فهذا أمر لا يمكن أن يحصل للجميع. حتى إن كنت ألعب في بطولة كبيرة وأشارك في مباريات كأس رابطة أبطال أوروبا، فإن اللعب لبلدي يبقى حلم الصغر الذي أنا بصدد تحقيقه. السماع للنشيد الوطني أثر في كثيرا، أنا إنسان طبيعي وبسيط ولا يمكنني أن أخفي مشاعري. بالنسبة إلى تمركزك على أرضية الميدان، هل ترى نفسك مرتاحا أكثر لما تلعب جناحا أيمن، أم لما تلعب في وسط الميدان محوريا وراء رأس الحربة؟ هذا لسؤال غير موجه لي، يجب طرحه على الناخب الذي يحكم على لاعبيه، الآن مر وقت لا بأس به منذ إشرافه على المنتخب الوطني وهو وحده من يمكنه أن يحكم على أي لاعب بإمكانه أن يعطي الإضافة في منصب على حساب آخر. بالنسبة لي لن أطلب أبدا من مدربي اللعب في منصب معين، حيث سيتم إشراكي سأعطي كل ما عندي، حتى الآن كل شيء مر بطريقة جيدة ولن أغير تماما عاداتي. لاعبون قدامى مثل مجيد بوڤرة وكريم مطمور صرحوا أنه قبل التأهل إلى كأس العالم، تلقوا عدة صفعات مقارنة بالمنتخب الحالي، هل تعتقد أن خيبة الأمل مثلما كان الحال عليه في كأس أمم إفريقيا 2013 ستقوي المجموعة أكثر؟ نعم أعتقد ذلك، الانتصارات الكبيرة تبنى من الإخفاقات، لا يمكنك أن تحقق مشوارا كبيرا لو أنك في وقت ما لم تتعب ولم تعش أوقاتا عصيبة، هكذا أرى الأمور وتاريخ كرة القدم أكد على ذلك. إذن الإخفاق في الدورة القارية سيكون له أثره الإيجابي في تصفيات "المونديال" لا أعلم، لقد أحسست في كأس أمم إفريقيا بأننا نملك مجموعة كانت لها الرغبة في تحقيق شيء ما، وأتمنى قبل كل شيء تحقيق فوز كبير أمام البينين لأنها مباراة مهمة جدا ولن تكون سهلة كما يعتقد البعض، يجب أن نفوز باللقاء حتى نطمح للتأهل إلى "مونديال" البرازيل. ينتظر منك أن تلعب دور القائد، هل ترى بأن الوقت لم يحن لتصبح القائد، أم أن الجميع في المجموعة يمكنه القيام بهذا الدور؟ يجب أن ينصّب القائد الحقيقي للمجموعة بشكل طبيعي، ولا يمكن أن تفرض على أي شخص أن يصبح قائدا، ولأنه لكل لاعب شخصيته وطباعه، ومن جهتي فعندما أدخل الميدان أقدم أفضل ما عندي، وإذا كانت لدي ملاحظات أقولها من أجل مصلحة المنتخب، ومستعد أن أصبح القائد يوما ما إذا طلب مني ذلك، سأكون فخورا بهذا الدور لكن أن تكون قائد المجموعة له عدة معان، قائد على الميدان، خارجه، تؤثر في اللعب، وفيما يخصني أنا مرتاح في المجموعة الحالية ولدي مكانتي منذ أن التحقت بالمنتخب وعلاقتي طيبة مع بقية زملائي. القائمة المعنية بمباراة البينين تضم بعض اللاعبين الجدد، على غرار تايدر الذي عرفته في "ڤرونوبل"، ما رأيك في هذا اللاعب؟ عندما عرفته كان مجرد لاعب شاب يسعى لفرض نفسه، وهو يملك مؤهلات وقد تمكن من فرض نفسه ويلعب بانتظام في إحدى أصعب البطولات وهي الإيطالي، ما يعكس توفره على مؤهلات كبيرة ويعمل بجد في فريقه، وأتمنى له التوفيق في مشواره ونرحب به في المنتخب الوطني الجزائري، ونصيحتي له أن يقدم أفضل ما عنده على الميدان. ما هي مميزاته بصفته لاعبا لكرة القدم؟ إنه لاعب وسط منظم اللعب ويملك وتيرة لعب عالية وتمريراته في المستوى. مشاركته أساسيا في فريقه تؤكد بأنه كسب مكانة في "بولونيا"، أليس كذلك؟ إنه لا يزال شابا وعليه أن يلعب مواسم كاملة ويعمل بشكل أكبر، فهو يملك الحظ باللعب في بطولة تسمح له بتطوير مستواه بسرعة في ظل وجود ربما أفضل المدربين في العالم، عليه أن يعمل بجدية أكثر ويكون طموحه كبيرا، من أجل اللعب إلى جانب أكبر اللاعبين في البطولة الإيطالية، ولتحقيق ذلك عليه بالتفاني في العمل. وما رأيك في ياسين براهيمي؟ هو أيضا لاعب شاب ويملك مؤهلات فنية كبيرة ورؤية جيدة في اللعب، وقد أحسن الخيار باللعب لفائدة غرناطة من أجل كسب أكثر وقت من اللعب خاصة أن البطولة الإسبانية تلائمه، وأتمنى أن يفيدنا من خلال مهاراته الفنية ويحسن مستوى وقيمة التمريرات في لعب المنتخب الوطني الجزائري. وماذا عن نبيل غيلاس؟ صراحة لم يسبق لي أن شاهدته يلعب، لقد سمعت عنه أمورا طيبة من زملائي الذين ينشطون في البطولة البرتغالية، وأنه بصدد تحقيق موسم جيد، وأرحب به على غرار بقية الجدد وسنستقبله كما جرت العادة بحفاوة، وننتظر منه أن يلعب بطريقة لعبه نفسها ويقدم مجهودات كبيرة كما هو الحال في فريقه. لقد استقبلت بحفاوة عند التحاقك ب"الخضر"، هل ترى بأنه من واجبك استقبال زملائك الجدد في المنتخب بالطريقة نفسها؟ عندما تلتحق بالمنتخب تستقبل بحفاوة وتجد بسرعة راحتك /spa