يعتبر المدرّب الفرنسي المعروف “ڤي رو” المتواجد في جنوب إفريقيا لمتابعة المونديال وتحليله فنّيا لفائدة “كنال +” وإذاعة “أوروب 1”، أنّ إقصاء المنتخب الوطني الجزائري من الدّور الأوّل ليس نهاية هذا المنتخب، كما قد يتصوّر البعض، بل بالعكس من ذلك يقول فإنّ الجزائر ربحت منتخبا قويا للمستقبل، كما يتحدّث عن أمور أخرى مثيرة. “حزنت لإقصائكم، لكن أقول أنّ هذا المنتخب الشّاب إذا ما لقي العناية سيذهب بعيدا” “أعجبني مبولحي، الدّفاع والوسط في شقّه الدّفاعي، تفتقدون إلى صانع ألعاب ومهاجمين موهوبين” “ابحثوا في بلاد القبائل عندكم لعلّكم تعثرون على قريب ل زيدان تسندون له مهمّة صناعة اللّعب” “سعدان شيخ حكيم، وضع خبرته تحت تصرّف المنتخب الجزائري وأنا مع بقائه” السيّد “ڤي رو” مساء الخير معك صحفي جزائري من يومية “الهدّاف”. صحفي جزائري.. أهلا وسهلا، لكن إذا سمحت يمكنك معاودة الاتصال بي بعد ساعة واحدة من الآن في الرّقم الذي سأمليه لك الآن، بما أنّي استعمل شريحة هاتفية خاصّة بدولة جنوب إفريقيا، فكما تعلم أنا بصدد تحليل مباريات كأس العالم هنا (يقصد في جنوب إفريقيا) لفائدة “كنال+” وإذاعة “أوروب 1“. لا مشكل في ذلك سأعاود الاتّصال بك قبل انطلاق مباراة إيطاليا – سلوفاكيا (الحديث جرى بعد منتصف نهار أمس). وهو كذلك، أنا بانتظارك. (بعد ساعة واحدة عاودنا الاتّصال به فرحّب بنا وقال إنّه كان في انتظار مكالمتنا).. أوّلا ماذا يمكن أن تقول حول إقصاء الجزائر من الدّور الأوّل في المونديال؟ وجب التأكيد في الأوّل أنّ الجزائر بوصولها إلى المونديال بعد 24 سنة كاملة من الانتظار كان انجازا في حدّ ذاته. الشيء الجميل أنّ المنتخب الجزائري لم يكتف بالمشاركة لأجل المشاركة، بل بالعكس من ذلك فقد شرّف بلده ولعب ثلاث مباريات في المستوى، كلّ ما في الأمر أنّ الحظّ لم يكن إلى جانبه، خاصّة في المباراة الأخيرة أمام المنتخب الأمريكي التي كانت الأفضل بالنّسبة إليه.. صراحة أنا حزين لخروجكم من المونديال، لكن يجب أن تفتخروا بمنتخبكم. قلت أنّك حزين لخروج المنتخب الجزائري؟ لا أخفي عنك أنّي تلقيت صدمة قوية إثر خروج المنتخب الفرنسي من الدّور الأوّل بتلك الطريقة التي شاهدها العالم، كما أنّي حزين لخروج المنتخب الجزائري، خاصّة وأنّه أبلى البلاء الحسن في كلّ مبارياته الثلاث أمام سلوفينيا، إنجلتراوالولايات المتحدّة الأمريكية، أعتقد أنّ المنتخب الجزائري كان يستحق أفضل، لكن أعيد وأكرّر أنّه يجب أن تفتخروا بمنتخبكم بعد الذي شاهدته شخصيا في هذا المونديال. الواضح من خلال كلامك أنّك معجب بهذا الجيل؟ صحيح أنّ منتخبكم أقصي من المونديال، لكن ذلك لا يعني نهاية هذا المنتخب، بل في اعتقادي أنّه ميلاد منتخب جديد مزيج من لاعبيكم المحلّيين واللاّعبين المولودين في فرنسا ذوي الأصول الجزائرية. هذا المنتخب إن لقي العناية اللاّزمة من المسؤولين عن كرة القدم في الجزائر ومختلف الهيئات الرّسمية، فثق أنّه سيذهب بعيدا في المستقبل القريب، خاصّة وأنّ معدل عمر اللاعبين لا يتجاوز على ما أعتقد ال 25 سنة. ما الذي أعجبك على وجه التحديد في منتخبنا؟ على الرّغم من أنّي متواجد في جنوب إفريقيا، إلاّ أنّي صراحة لم أشاهد مبارياتكم من الملاعب التي احتضنتها، بحكم ارتباطاتي، لكن هذا لم يمنعني من مشاهدتها عبر التلفزيون.. والصّراحة أنّ مردود المنتخب الجزائري بوجه عام كان ملفتا للانتباه في المباريات الثلاث التي لعبها.. (نقاطعه)، أعجبت مثلا بمردود الخطّ الخلفي؟ بالتأكيد تملكون دفاعا في المستوى لفت انتباهي خصوصا أمام المنتخب الإنجليزي في المباراة الثانية، كما أعجبني مردود الحارس مبولحي سواء في المباراة الثانية أو الثالثة أمام المنتخب الأمريكي، إنّه حارس ممتاز، يحسن التمركز وصدّ العديد من الكرات الخطيرة.. هذا الحارس سيكون له شأن كبير في المستقبل. من هم اللاعبون الذين نالوا إعجابك في الدّفاع؟ من عادتي أن لا أذكر الأسماء، على كلّ الدّفاع الجزائري برز بصلابته في هذا المونديال ويستحق منّي الإشادة. وماذا عن مردود لاعبي وسط الميدان؟ من النّاحية الدّفاعية قام خطّ وسطكم بدوره، أمّا من النّاحية الهجومية فلم نكد نرى شيئا بكل صراحة. ينقصكم صانع ألعاب يقدّم أفضل الكرات إلى لاعبي الهجوم، وفي هذا الإطار سأنصحكم بنصيحة. فيما تتمثّل هذه النّصيحة؟ (يضحك) ابحثوا في بلاد القبائل عندكم لعلّكم تجدون أحد أقارب زين الدين زيدان ليشغل منصب صانع ألعاب في المنتخب الجزائري. ينقصكم صانع ألعاب هذا الأمر لا نقاش فيه. لو مازال صايب الذي درّبته في “أوكسير” يلعب، لكان ربّما قادرا على شغل هذا المنصب؟ أين هو صايب ؟.. حاليا لا تتوفّرون على لاعب مثله. مؤكّد أنّه لو مازال يلعب لكان قادرا على شغل منصب صانع ألعاب، بالنّظر إلى إمكاناته الكبيرة التي يتوفّر عليها والتي اكتشفتها عندما كان لاعبا عندي في نادي “أوكسير”. الهجوم الجزائري كان النّقطة السوداء طالما لم يتمكّن من تسجيل أيّ هدف في مبارياته الثلاث، ما قولك ؟ تفتقدون مثلنا في المنتخب الفرنسي إلى لاعبين موهوبين في الخط الأمامي، إنّه المشكل الذي نعاني منه في المنتخب الفرنسي في الفترة الحالية. لكي يكون كلامي واضحا تفتقدون إلى لاعب مثل دروڤبا مهاجم المنتخب الايفواري. لو كنتم تتوفّرون على لاعب مثل دروڤبا لكنتم اليوم ربّما في الدّور الثاني من المونديال. قلت لنا في بداية الحوار إنّ المباراة الأخيرة أمام أمريكا كانت الأفضل، كيف ذلك؟ كانت هناك إلى حدّ ما مجازفة في الخطّ الأمامي، مقارنة باللقاءين الأوّل والثاني، تمكّنتم من خلق بعض الفرص السّانحة للتسجيل، لكنّكم فشلتم في ترجمتها لافتقادكم لاعبين موهوبين في الخطّ الأمامي مثلما قلت لك قبل قليل.. لاعب مثل بودبوز بقي في الاحتياط، ألا ترى أنّه كان قادرا على تقديم الإضافة؟ بودبّوز الذي يلعب في “سوشو” برز في المباراة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي، لكن اسمح لي لا يمكن لي الإجابة عن هذا السؤال. الوحيد الذي بإمكانه الإجابة هو المدرب سعدان القريب من لاعبيه ويعرف درجة جاهزية كلّ لاعب مقارنة بالآخر. على ذكر سعدان، هل أنت مع بقائه أم رحيله من العارضة الفنّية؟ تابعت الإقصائيات المؤهّلة إلى نهائيات كأسيّ إفريقيا والعالم وخاصة مباراتكم الفاصلة أمام المنتخب المصري، وكذا مشاركتكم في كأس إفريقيا في أنغولا وصولا إلى مشاركتكم في كأس العالم. وأنا شخصيا مع بقاء سعدان على رأس العارضة الفنّية.. سعدان قام بعمل كبير ثماره منتخب قويّ، أبلى البلاء الحسن في المونديال، حتى وإن لم يتأهّل إلى الدّور الثّاني. ماذا يعجبك بالضّبط في سعدان الذي طالبت أصوات في الجزائر بتنحيته؟ سعدان شيخ حكيم أعطى خبرته للشبّان الذين يكوّنون المنتخب. أرى أنّه من الخطأ الاستغناء عنه. هذا مجرّد رأي ليس إلاّ.. المنتخب الجزائري له مستقبل زاهر وسيكون أفضل في مونديال 2014 بهؤلاء اللاعبين الذين سيتدعّمون دون شك بلاعبين آخرين. في الأخير، المنتخب الفرنسي عرف نكستين، الأولى خروجه من الدّور الأول والثانية ما سمّي بقضية آنيلكا، ما تعليقك ؟ قلت لك في بداية الحوار أنّي حزين جدا لخروج المنتخب الفرنسي من الدّور الأول، ولو أنّ ذلك كان محصّلة للصراعات التي وقعت بداخل المنتخب والتي وصلت إلى حدّ امتنع فيه اللاّعبون عن التدرّب قبيل لقاء جنوب إفريقيا. أتمنّى أن تكون الأمور أفضل مع “لوران بلان” القائد السّابق للمنتخب الفرنسي. أعتقد أنّي تحدّثت بما فيه كفاية. أعذرني الآن عليّ متابعة مباراة المنتخب الإيطالي أمام المنتخب السلوفاكي (المباراة لم يكن يفصل عن بدايتها سوى ربع ساعة عندما استأذن منّا لإنهاء المكالمة). السيّد “ڤي رو” نشكرك كثيرا على رحابة صدرك. لا تهتّم. العفو وأتمنّى لمنتخبكم ومنتخبنا حظّا أوفر (يضحك). ------------------- بابان: “الجزائر ستُهيّمن على إفريقيا في السنوات المقبلة” قال الهدّاف السابق لأولمبيك مارسيليا و”آسي ميلان“ في سنوات التسعينيات “جان بيار بابان”، والذي يعمل حاليا محلل لقناة “آنفو سبور” الفرنسية، أول أمس أن الجزائر قامت بما يجب عمله في النهائيات التي تقام حاليا بجنوب إفريڤيا ورغم إقصائها من الدور الأول ليس لديها ما تخجل منه نظرا للأداء المشرف الذي كشفت عنه خاصة في مباراتها أمام إنجلترا. اللاعب السابق للمنتخب الفرنسي، قال إن الجزائر ينتظرها مستقبل رائع ستهمين فيه على القارة السمراء في السنوات القليلة المقبلة: “في البداية أود أن أحيي الفريق الجزائري الشاب الذي قدم أداء جيدا في كأس العالم التي تقام في جنوب إفريقيا. ورغم الإقصاء في الدور الأول للمنافسة، أقول إن الجزائر قدمت وجها مشرفا، وتملك منتخبا له عدة مواهب، وأتوقع أن المستقبل سيكون لهذا الفريق بعد سنوات قليلة ستهيمن على القارة السمراء... على كل حال أهنّئهم على مردودهم”. ----------------------------------------------- “دوڤاري“ يثني على “الخضر“ ويؤكد: “المنتخب الجزائري ظهر بوجه مشرف وخانه الهجوم“ أشاد نجم فرنسا السابق وبطل العالم “كريستوف دوڤاري“ بالمستوى الذي ظهر به المنتخب الجزائري بعد مباراته أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأكد “دوڤاري“ على قناة “كنال+” الفرنسية عقب اللقاء أن المنتخب الجزائري كان يستحق أفضل من الإقصاء من الدور الأول، بالنظر للمستوى الذي ظهر به خاصة خلال مواجهته أمام إنجلترا حيث وقف في وجه نجوم منتخب الأسود الثلاثة، وعلى غرار كل العارفين بأمور كرة القدم أكد “دوقاري“ أن المشكلة الوحيدة التي واجهت “الخضر“ في نهائيات جنوب إفريقيا، تمكن في خط الهجوم العڤيم الذي يعتبر النقطة السلبية الوحيدة في المنتخب الجزائري والذي حرمه من المرور إلى الدور الثاني.