كعادته، لم يعترض مدرب سوشو الفرنسي، فرانسيس جيلو، على تقديم رأيه في الوجه الذي ظهر به المنتخب الجزائري في مونديال جنوب إفريقيا، والذي وصفه بالإيجابي إلى حدّ بعيد، خاصة أن الجزائر غابت عن هذا المحفل 24 سنة كاملة، ما يجعل عودتها إلى الساحة الدولية الحدث الأبرز بكل المقاييس. كما لم ينس التقني الفرنسي الحديث عن لاعب انتظره الملايين من الجزائريين في بلاد نيلسون مانديلا، وهو الشاب رياض بودبوز، الذي أكّد - حسب جيلو- كل التوقعات التي كانت تصب في أنه سيكون مفاجأة سارة، وأكد محدثنا أن بودبوز صاحب ال19 ربيعا سيكون رفقة بعض الشبان الذين قد يحملون الألوان الوطنية مستقبلا، القوة الضاربة لمنتخبنا الوطني... كلمة عن المشاركة الجزائرية في المونديال؟ لقد استحسنت كثيرا المردود الرائع الذي أبان عليه لاعبيكم طوال المونديال الفارط، وهذا لسبب بسيط، وهو أن مجمل لاعبي المنتخب الجزائري يشاركون في هذا المحفل لأول مرّة، وما شدّني إلى فريقكم، هو عدم وجود مركب نقص لدى لاعبيكم بالرغم من مواجهتكم لمنتخبات قوية على غرار إنجلتراوالولاياتالمتحدة، ولولا عدم وجود لاعب قادر على صنع الفارق في الخط الأمامي، أجزم أن النتائج كانت ستكون أفضل بكثير. إذن المشكل كان في الهجوم؟ اعتقد ذلك، لأن المدافعين ولاعبي خط وسط الميدان لم يخيبوا إطلاقا، إضافة إلى الثقة التي منحها الحارس إلى الجميع. وأرى أن الجزائر لعبت دون مهاجمين للأسف الشديد، فلم نشاهد لاعبا قادرا على تهديد مرمى المنافسين، وحتى من أشركهم سعدان كمهاجمين كانوا يتهرّبون من لاعبي خط وسط الميدان، في الوقت الذي كان من المفترض أن يطلبوا كرات تزعج مدافعي الفرق المنافسة. ولهذا اعتقد أن خللا كبيرا كان على مستوى الخط الأمامي. كلامك يدل على أنك توافق من يقول إن خروج الجزائر من الدور الأول منطقي، أليس كذلك؟ عندما تشاهد منتخبين مثل إنجلترا وأمريكا تتأكد أن المأمورية لم تكن سهلة وخاصة في غياب الخط الامامي، فالمنافس لن ينتظرك لتسجل أو تضيّع، بقدر ما يستغل أي خلل في خط من الخطوط ليفوز عليك. أمام إنجلترا شاهدنا دفاعا جزائريا مستميتا، وأمام الولاياتالمتحدة كل شيء حُسم في الدقائق الأخيرة، وهذا يعني أن ضرورة تحسين الشق الهجومي أضحى ضرورة قصوى إذا أردتم تحقيق نتائج أفضل في المستقبل. ما رأيك في إنجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا؟ أفضّل أن أبدأ من مباراة سلوفينيا، والتي أرى أن الجزائر ضيّعت فيها فوزا كان في متناولها، لأنها كانت الأفضل بكل المقاييس، وبالرغم من أن هناك قاعدة في كرة القدم تقول إن مسؤولية النتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية يتحمّلها الجميع، إلا أني الآن أقول إن حارس مرمامكم وقلب هجومكم هما من يتحمّلان لوحدهما المسؤولية الكاملة. أما إنجلترا فهي غنية عن كل تعريف، وهي أحد المرشّحين للتتويج باللقب، إضافة إلى الولاياتالمتحدة، والتي أعتبرها دولة أصبحت تملك تقاليد عريقة في كرة القدم يجب علينا احترامها. ما رأيك في أداء رياض بودبوز؟ اعتقد أنه لعب دقائق فقط أمام إنجلترا، صحيح أنه لا يمكنني مناقشة خيارات مدربكم الوطني ولا يمكنني الإدلاء بأي شيء في هذا الصدد، لكن أرى أن رياض كان سيكون أفضل لو شارك في دقائق كثيرة، وكان بمقدوره أن يقدّم الكثير، ومع المشاكل التي كان عليها بعض لاعبيكم، على غرار نقص المنافسة، كان يمكن ل رياض أن يعوّض هذا النقص بسهولة كبيرة. ماذا بعد مشاركة الجزائر في “مونديال“ جنوب إفريقيا؟ الآن يجب التفكير في المستقبل، واعتقد أن الجزائر مع الشبان الذين تنوي انتدابهم إضافة إلى بودبوز والآخرين قادرة على فعل الكثير، وأنا أطمئن الجزائريين على أن منتخبهم سيكون أقوى بكثير مع هؤلاء وانتظروهم فقط، بشرط أن تٌمنح لهم الفرصة ليثبتوا أنفسهم، ويشاركوا بقوة وبصفة دورية، لأن الجزائر كما عهدتها دائما هي خزّان حقيقي للمواهب.