لقد كان الاستقبال حارا جدا، فقد اقشعرّ بدني وأنا أشاهد ذلك العدد الكبير من الأنصار ينتظروننا على الساعة الواحدة صباحا، أنا متأكد من أن هذه الأشياء لا تحدث إلا مع منتخبنا الوطني في البداية، ما هو تعليقك على الاستقبال الذي حظيتم به في الجزائر؟ لقد كان الاستقبال حارا جدا، فقد اقشعرّ بدني وأنا أشاهد ذلك العدد الكبير من الأنصار ينتظروننا على الساعة الواحدة صباحا، أنا متأكد من أن هذه الأشياء لا تحدث إلا مع منتخبنا الوطني وشعبنا الرائع يفاجئنا من مرة إلى أخرى بخرجاته، فعلى الرغم من إقصائنا في الدور الأول إلا أن الأنصار أبوا إلا أن يحضروا إلى المطار من أجل تحيتنا... إنه لشرف كبير بالنسبة لنا حيث أنسانا مشقة السفر من جنوب إفريقيا إلى الجزائر، لا يمكنني أن أخفي سروري بالعودة إلى أرض الوطن من جديد وبهذه الطريقة. نفهم من كلامك أنك لم تأت إلى الجزائر منذ مدة طويلة، أليس كذلك؟ نعم، لم أزر الجزائر منذ مدة طويلة وبالتحديد منذ أن أصبحت لاعبا محترفا، المهم أنني عدت إلى الجزائر البلد الذي نفتخر به دائما في الخارج لأنه بلد الأبطال والشهداء، والأكيد أنني سأعود مجددا من أجل قضاء وقت أطول هنا مع الأقارب والأصدقاء. لكن بكل صراحة، هل كنت تتوقع هذا الاستقبال بعد الخروج من الدور الأول ورد فعل الأنصار؟ لم أكن أتوقع أن يكون الاستقبال كبيرا بهذا القدر، أنا سعيد للغاية فالآن أدركت جيدا أن الجماهير الجزائرية تعرف جيدا كرة القدم وتعلم بأننا قدمنا كل ما لدينا على الرغم من أننا متأكدون من قدرتنا على تقديم أشياء إيجابية أخرى، لكن التوفيق لم يكن إلى جانبنا، بالإضافة إلى أمور أخرى بطبيعة الحال فهذه كأس العالم وليست منافسة عادية فحسب. تبدو غير راض عن المردود الذي قدمتموه في هذا المونديال أو بالأحرى كنت تتوقع الأحسن. لا فأنا راض عن الوجه الذي ظهرنا به، لم نخيب مثلما كان يتوقع الكثيرون فعلى الرغم من تضييعنا الفوز أمام سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية إلا أننا راضون عن كل ما قمنا به لأننا شرفنا الجزائر وكرة القدم الجزائرية التي غابت عن المحافل الدولية منذ مدة، أنا كلاعب تحسرت كثيرا لأننا كنا قادرين على تحقيق نتائج أحسن بكثير والمرور إلى الدور الثاني من دون عناء كما يعلم الجميع ولكن يجب علينا ألا نخجل بهذه المشاركة لأن كل المعطيات كانت تؤشر إلى أننا لن نقدم الكثير. ما هي هذه المعطيات التي تتحدث عنها؟ الكل يعرف الأوضاع التي كان عليها المنتخب قبل المونديال، فقد عرف قدوم عدد معتبر من اللاعبين وأنا واحد منهم وكان يلزمنا بعض الوقت لكي ننسجم مع بعضنا البعض خاصة في الميدان لأن خارجه كل شيء يوحي كما ولو أننا في المنتخب منذ أكثر من أربع سنوات، أشكر جميع رفاقي في المنتخب الذين سهّلوا لنا مأمورية الاندماج حيث أشعر أنا شخصيا وكأنني في عائلتي الثانية من دون مبالغة، وعن معطيات أخرى فيما يتعلق بالمنتخب قبل المونديال هي أن العديد من اللاعبين كانوا يعانون من الإصابة وآخرون عانوا كثيرا مع أنديتهم ونقص المنافسة التي أثرت فيهم بطريقة مباشرة، لكن في المستقبل سنكون أحسن بكثير إن شاء الله، وأريد إضافة شيء فقط... ما هو؟ يجب علينا ألا نخجل بخروجنا من الدور الأول لأننا شاركنا بعد غياب 24 سنة في المونديال وأقصينا بسبب نقص الخبرة التي سنكتسبها مع مرور الوقت، وكما ترون فإن منتخبات عالمية من العيار الثقيل خرجت من الدور الأول على غرار فرنسا وإيطاليا بطلة العالم، وما يهمنا في الوقت الراهن هو أن نواصل العمل الجاد والصارم لأن الجزائر لديها منتخب كبير وقوي ولا يمكننا أن نكتفي بالمشاركة فقط في المونديال بل نعمل على الذهاب بعيدا ونتواجد بانتظام بالإضافة إلى محاولة التتويج بكأس إفريقيا في كل مرة نشارك فيها بطبيعة الحال. كيف تقيم أداءك في هذا المونديال وأنت لعبت ثلاث مباريات كاملة؟ لا أخفي عنك أنني مسرور جدا بعد مشاركتي في كأس العالم، حيث كنت أعتبر ذلك حلما منذ الصغر ولم أكن أتوقع تماما أن يحدث بهذه السرعة وفي مونديال 2010... الحمد لله فقد تحقق حلمي لكن لا يمكنني أن أحكم على مردودي فهناك المحليون والتقنيون الذين يمكنهم تقييمي وإلا من جهتي فيمكن أن أقول فقط إنني راض عن نفسي لأنني قدمت كل ما لدي وحاولت الانسجام قدر المستطاع مع رفاقي الذين لعبت معهم لأول مرة في مباراة رسمية أمام سلوفينيا، ما يهمني أكثر أنني كنت أطبق تعليمات المدرب بحذافيرها... علي مواصلة العمل أكثر حتى أتواجد دائما مع المنتخب وأقدم أقصى ما لدي لمنح الإضافة المنتظرة مني. وما رأيك في كل ما يقال حول تغيير الطاقم الفني من بقائه؟ بكل صراحة، لا يهمني هذا الأمر إطلاقا لأنه خارج نطاقي وليس من مهامي، فأنا لاعب في المنتخب الوطني ومهمتي تقتصر في الميدان ولا يمكنني أن أتطرق إلى هذه النقطة.