تمرّ الأيام وا تتشابه على لاعبينا الدوليين، خاصة الذين يفكّرون بجدية في تغيير الأجواء ناحية أندية أخرى وبما أن كأس العالم كانت فرصة للبعض منهم في البرهنة على إمكاناته الكبيرة - كما سبق أن أشرنا إليه في أحد أعداد “الهداف”- فقد أصبح مما لا شك فيه أن العديد من الأندية الأوربية أصبحت مهتمة جدا بجلب هؤلاء، وعلى وجه الخصوص المدافعين ولاعبي وسط الميدان. لكن ما شدّ انتباهنا في الآونة الأخيرة، هو حديث اللاعبين عن رغبتهم في الالتحاق بالدوري الإنجليزي ولا شيء سوى ذلك، بالنظر إلى الآفاق الجديدة التي تفتحها في مسيرتهم الكروية، إضافة إلى البطولة الألمانية التي تأتي في المقام الثاني، والتي لم تخرج من دائرة اهتمام لاعبينا الذين يريد البعض منهم أن يبرز فيها بشكل كبير. حليش وبوڤرة أعلنا رغبتهما في الالتحاق ب”البريمر ليغ” ولا يمكن أن يمرّ حديث حليش وبوڤرة دون أن يجعلنا نستخلص نتيجة واحدة، وهي أنهما يرغبان في البروز في الدوري الإنجليزي ويمنحانه الأولوية القصوى من كل البطولات الأوروبية الأخرى، ولو أن الأكيد هو أنهما لن يرفضا أي عرض جدي من نادٍ طموح يسمح لهما بتطوير مستواهما بالشكل الذي يجعلهما يساهمان في تحقيق نتائج أفضل مع التشكيلة الوطنية، ومما لا شك فيه هو أن سعادتهما ستكون أكبر لو يكون هذا النادي إنجليزيا وعلى حسب ما يخطّطان له الآن. طريقة لعب حليش تُساعده كثيرا على التأقلم ومن بين الأسباب التي جعلت حليش يهتمّ بشكل كبير بالوجهة الإنجليزية، هي تناسبها مع الإمكانات التي يحوزها من كل الجوانب، بداية بالبنية الجسدية التي يتمتع بها، إضافة إلى أن طريقة لعبه تشبه إلى حدّ بعيد تلك التي يعتمد عليها لاعبو الخط الخلفي في “البريمر ليغ”، ولعلّ أحسن مثال على ذلك، هو أن حليش نجح بنسبة كبيرة في الحدّ من خطورة بعض العناصر الخطيرة التي يحوزها المنتخب الإنجليزي على غرار “روني“ و“ديفوي“، ولا يوجد أدنى شك في أنه لو التقى معهما ثانية لن يتردّد في البرهنة على المردود نفسه. “نيوكاستل“ يدخل قائمة المهتمّين به وحسب أحد المواقع الإلكترونية، فقد نشر إحداها أن نادي نيوكاستل الإنجليزي دخل قائمة المهتمين بالمدافع رفيق حليش، بعد أن أبدى نيته في وقت سابق في شراء عقد الحارس مبولحي، ومما لا شك فيه، هو أن ناديا مثل نيوكاستل الذي مرّ على صفوفه العديد من النجوم في السابق، ومنح فرصة التألق للعديد من الأسماء، لا يمكن إدارة الظهر لأي عرض يقدّمه خاصة لو كان محترما ويتناسب وطموحات حليش، ويبقى هذا كله ينتظر التجسيد على أرض الواقع. بوڤرة يعرف الأجواء البريطانية جيّدا لاعب آخر أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانضمام للعملاق الإنجليزي ليفربول، والذي قدّم عرضا يليق بإمكانات “الماجيك” لمّا عرض عليه 6 ملايين أورو للاستفادة من خدماته، ومن المؤكد أن لاعبنا الدولي لن يجد أحسن من الدوري الإنجليزي، والذي يعرف أجواءه جيّدا بما أنه سبق له أن لعب لمواسم عديدة فيها قبل أن يشدّ الرحال إلى دوري لا يوجد أيّ فرق بينه وبين الدوري الإنجليزي وهي البطولة الإسكتلندية التي تتميز بنفس الخصوصيات الفنية ل “البريمر ليغ” من حيث الاندفاع البدني واللعب الطويل والمباشر، وهي مميّزات يعشقها بوڤرة كثيرا وتتناسب وإمكاناته. يبدة انفجر مع بورتسموث وقد يبقى في إنجلترا وبالنسبة ل يبدة حسان، فلم يكن يعلم أن تنقله إلى بورتسموث للعب من أجل إنقاذ “البومباي” من السقوط سيمنحه كل تلك الشهرة، حيث انفجر وذاع صيته إلى حد بعيد ما جعله تحت أعين العديد من الأندية في إنجلترا. وخرج يبدة إلى الأضواء بشكل غير مسبوق، بالرغم من أن المباريات الرائعة التي أداها مع بنفيكا قبل انتقاله إلى إنجلترا كفيلة لتشهد على الإمكانات الممتازة التي يحوزها لاعب “الخضر”، ناهيك عن الدور الإيجابي جدا الذي لعبه يبدة في “المونديال“ الأخير، والذي نال ثناء وتقدير مدرب أرسنال “أرسين فينڤير“، الذي اعتبره موهوبا بأتم معنى الكلمة، وشهادة مثل هذه من مدرب يعرف إمكانات أيّ لاعب من النظرة الأولى تدلّ على كل شيء. عنتر يحيى، مطمور وزياني ذاقوا حلاوة “البندسليغا” ونصل الآن إلى الدوري الألماني الذي وجد فيه العديد من الأجانب ضالتهم ومن بينهم بعض كوادر المنتخب الجزائري. فبالرغم من الصعوبات التي وجدها عنتر يحيى وزياني وبدرجة أقل مطمور مع أنديتهم، إلا أنهم اكتشفوا عاملا مهما في ألمانيا من خلال احتكاكهم بالألمان، وهي الصرامة والجدية في اللعب، وبعد أن ذاقوا حلاوة اللعب أمام العديد من النجوم في “البندسليغا”، فإن نسبة مغادرتهم هذا الدوري غير واردة في الفترة الحالية، بالرغم من العروض العديدة التي تصلهم في الآونة الأخيرة من تركيا وإسبانيا. جبور كان يريد الإلتحاق بهم ومن بين اللاعبين الذين كانوا يودّون الالتحاق بالدوري الإنجليزي هو مهاجم “الخضر” رفيق جبور، الذي كان في فترة من الفترات محلّ اهتمام العديد من الأندية الألمانية على غرار أنترخت فرانكفورت، إلا أن ارتباطه بعقد مع ناديه الحالي آيك أثينا، إضافة إلى الفعالية التي أبداها في مواجهات الدوري اليوناني، جعلت إمكانية تسريحه من المستحيلات، ولولا ذلك لما تردّد جبور في اللعب في ألمانيا خاصة مع المشاكل العديدة التي اعترضته مع مدربه وأثرت فيه بشكل كبير. عنصرية الفرنسيين جعلت البطولة الفرنسية لا حدث عند لاعبينا أما بالنسبة للعروض الفرنسية، فحدّث ولا حرج عن المقت الكبير الذي أصبح يبديه لاعبونا الدوليون لكلّ ما هو فرنسي، منذ الوصف العنصري الذي كانوا عرضة له من طرف أحد الصحف المتطرّفة والذي لم يكن ليزيدهم إلا قناعة على عدم التفكير في الدوري الفرنسي، وما الهجرة التي يعرفها الدوري الفرنسي من اللاعبين الجزائريين خير دليل على أنها (البطولة الفرنسية) أصبحت لا حدث عند الجزائريين، ولا يريدون أن يعيشوا مصيرا لا يُحمد عقباه، بما أن بوڤرة، عنتر يحيى، بلحاج، يبدة والآخرين كانوا سيدفنون أنفسهم لا محالة إن بقوا في فرنسا.