زياية ضُحك عليه سابقا لما اختار السعودية أثار التحاق لظهير الأيسر للمنتخب الوطني نذير بلحاج في نادي السد القطري سخرية العديد من الجزائريين الذين اطّلعوا على ذات الخبر صبيحة أمس عبر يومية “الهداف”، صفقة كنّا أوّل من أعلن عن بدايتها بأول اتصال وعرض تلقاه لاعبنا الدولي من النادي القطري، وها هي تتجسد على أرض الواقع يوم الخميس المنقضي بإمضاء اللاعب رسميا مع النادي الذي سبق لبن عربية ودزيري وأن تقمصا ألوانه سابقا، لتسقط بذلك كل الرهانات حول إمضاء هذا اللاعب في “الإنتير” أو” لازيو روما” أو أي ناد من النوادي الأوروبية الأخرى التي قيل إنها رغبت في ضمه على غرار “جنوة” و”وست هام” وغيرهما. زياية ضُحك عليه يوم فضل الاتحاد على “سوشو” ولن نتوقف في هذا المقام لكي نقص تفاصيل الصفقة التي استعرضناها أمس، بل أن ذاكرتنا عادت بنا إلى الخلف، وبالضبط إلى الفترة التي أمضى فيها المهاجم عبد المالك زياية في صفوف اتحاد جدة السعودي، حيث فضل اللاعب آنذاك الإمضاء في هذا النادي العربي على نادي “سوشو” الفرنسي، وضحك الجميع يومها عليه، وراحوا يصفونه ويصفون خيار رئيسه سرار بالخيار الخاطئ الذي كان الهدف من ورائه كسب المال، بل وراح البعض يتهم المحليين بحبهم للمال وغير ذلك، وها هو بلحاج يسقط كل تلك الأحكام، لأنه لاعب محترف تكون في فرنسا، ولعب للعديد من الأندية الأوروبية، كما أن سنه الذي لم يفق بعد 27 سنة كان يسمح له بركوب قطار الأندية الأوروبية الكبيرة لسنوات أخرى من الزمن، غير أنه اختار النزول من ذلك القطار والانضمام إلى من فريق من فرق دولة قطر، والسبب واضح وضوح الشمس ألا وهو البحث عن الأموال لا أكثر ولا أقل، لا سيما إذا ما علمنا أن ميزانية السد القطري أكبر بكثير من ميزانيات العديد من الأندية الأوروبية, كما توجه منصوري للسيلية السبب ذاته جعل منصوري يغادر البطولة الفرنسية وينضم بدوره إلى قطر وبالضبط إلى نادي السيلية، إذ أن اللاعب تلقى عرضا مغريا جعله يتوجه مباشرة من جنوب إفريقيا إلى قطر من أجل الإمضاء في هذا النادي، ويبقى منصوري معذورا في الحقيقة مقارنة ببلحاج، لأن هذا الأخير لا زال شابا وكان بإمكانه أن يكرس شبابه في كبار البطولات الأوروبية عوض التحول إلى بطولة قطرية لا تمتلئ فيها المدرجات سوى في أكبر المواعيد فقط، عكس منصوري الذي وصل إلى سن التقاعد، وهو السن الذي تنضم فيه النجوم العالمية إلى البطولة القطرية أو الإماراتية لكي تختتم مسيرتها، على غرار الأخوين دوبور الهولنديين، ڤوارديولا الإسباني وكانافارو الإيطالي الذي انضم مؤخرا للبطولة الإماراتية، وكم هي الأمثلة كثيرة للاعبين الذي وصلوا إلى سن اليأس وانضموا إلى البطولات العربية التي تتوفر على السيولة المالية لكي يختموا مشوارهم الكروي. لاعبون آخرون قد ينتهي بهم المشوار في تركيا وإذا كان بلحاج قد أثبت بإمضائه في قطر بأنه لم يكن يملك اتصالات جادة مع أندية أوروبية كبيرة مثلما كان يشاع ويروج له، وأثبت أيضا حبه للمال أكثر من أي شيء آخر، فإن لاعبين دوليين آخرين قد ينتهي بهم الأمر في الفترة المستقبلية في البطولة التركية، لأننا تأكدنا من أن سوق التحويلات في أوروبا وبالضبط في أكبر البطولات الأوروبية لا تتوفر على سلعة جزائرية بعد الوجه المخزي الذي ظهر به أشبالنا في جنوب إفريقيا، فما عدا الحارس مبولحي الذي سينضم بنسبة كبيرة إلى ويست هام الإنجليزي، فإن عناصر أخرى ستضطر إلى البقاء في أنديتها المغمورة، فيها ستضطر عناصر أخرى إلى النزول مع أنديتها إلى القسم الثاني، أو التحول إلى تركيا للعب هناك... وهي صورة تعكس حقيقة لاعبينا الدوليين الذين يبقى مستواهم ومع كل احترامنا لما قدموه في السابق للكرة الجزائرية عاديا وعاديي جدا ولا يفوق مستوى محليينا في شيء.