كشف المدرب الفرنسي إيلي بوب، الذي سبق له الإشراف على عدة أندية فرنسية منها بوردو وأخيرا تولوز، في تصريح أدلى به في جريدة “فرانس فوتبول” الفرنسية وذات المصداقية أن هاتفه لم يتوقف عن الرنين بعد المونديال، حيث قال بشأن هذه الاتصالات: “تلقيت عدة اتصالات لتدريب منتخبات بعد المونديال من بينها كوت ديفوار... السعودية والجزائر ولكني رفضت”. هذا التصريح الصادر في عدد الجمعة من هذه الصحيفة الفرنسية يكشف حقيقة الاتصالات التي كان يجريها رئيس “الفاف” مع عدد من المدربين الأجانب بغية تدعيم العارضة الفنية، حيث لا يمكن الشك في مصداقية هذا المدرب الفرنسي الذي يبقى في غنى عن الدعاية أو رفع قيمته لأنه من بين أفضل الفنيين الفرنسيين وتصريحه يكشف عن حقيقة رغبة رئيس الاتحادية في خليفة سعدان بعد المونديال . رفضه أبقى سعدان لفترة أخرى ومن خلال تصريح المدرب إيلي بوب، نكتشف أن روراوة عرض عليه تدريب “الخضر“ عقب إقصاء الجزائر من الدور الأول من المونديال، ولولا رفض هذا الفني العمل في الجزائر لكان سيكون خليفة سعدان الذي سيبقى في منصبه في ظل عدم إيجاد مدرب كبير لخلافته ورفض السلطات العليا تقديم الدعم المالي اللازم لجلب فني أجنبي كبير، ما أجبر روراوة على تمديد بقاء سعدان إلى فترة أخرى . روراوة كان متحمسا لمدرب فرنسي وقد كشفت تصريحات “إيلي بوب” بشأن اتصالات “الفاف” به أنه من المدربين الفرنسيين الذين وضعهم روراوة في مفكرته من أجل خلافة المدرب الوطني سعدان، حيث كان يسعى روراوة إلى ضم فني فرنسي قبل المونديال من خلال اتصاله في وقت سابق بالمدرب الفرنسي تروسيي الذي كان مرشحا لقيادة العارضة الفنية رفقة عدد من الفنيين الفرنسيين، على غرار “إيلي بوب” الذي يكون قد تم عرضه على رئيس الاتحادية من أجل تولي هذه المهمة بعد نهاية عقد سعدان. الأرجنتينيان كوبير وبييلسا في القائمة كما تضمنت مفكرة روراوة عدد من الفنيين الأرجنتينيين، حيث كشف الرجل الأول في الاتحادية لمقربيه أنه يسعى لضم مدرب أرجنتيني لخلافة سعدان لإعجابه الشديد بهذا النمط من الكرة العالمية. وفي هذا الصدد دخل كل من المدرب كوبير ومواطنه بييلسا الذي انتهى عقده مع المنتخب الشيلي اهتمام روراوة الذي كان يسعى لرفع مستوى العارضة الفنية بمدرب كفء قبل أن تتغيّر المعطيات منذ مواجهة إنجلترا التي حوّلت النتائج السلبية لسعدان إلى انجاز لأننا تعادلنا مع أضعف منتخب إنجليزي في تاريخ مسابقة كأس العالم. حتى بن شيخة كان مرشحا لتعويض سعدان رغبة روراوة في تعويض سعدان كانت منذ عدة أشهر وتحديدا منذ استقدام المدرب بن شيخة الذي أمره روراوة بتولي مهام الإشراف على منتخب المحليين مقابل أن يخلف المدرب الوطني سعدان مباشرة بعد نهاية عقده في الفاتح جويلية الحالي، ولكن التطورات الأخيرة والضغط الذي تعرض له روراوة بإجباره على تمديد عقد سعدان يكشف أن كل إستراتيجية روراوة في تدعيم العارضة الفنية عقب مونديال جنوب إفريقيا تغيّرت رغم النتائج السلبية المسجّلة في جنوب إفريقيا. ما فائدة استقرار الفنيين بتغيير التعداد؟ لم يقتنع الفنيون والمختصون في الجزائر بحجة الرجل الأول في الاتحادية روراوة الذي يؤكد أنه يفضّل استقرار على مستوى الطاقم الفني الحالي رغم أن سعدان ومنذ توليه العارضة الفنية لم يستقر على تعداد معيّن لتحضير المنافسات الدولية، حيث استقدم سبعة لاعبين جدد عشية المونديال وأبعد قرابة عشرة لاعبين من التعداد ممن شاركوا في التصفيات المؤهلة للمونديال ليتبيّن أن سياسة الاستقرار هي مغالطة لأن بناء فريق مستقر يتطلب استقرارا على مستوى اللاعبين وليس بتضييع ثلاث سنوات لم نتمكن فيها من تشكيل تعداد يصل إلى شباك المنافسين منذ مواجهة كوت ديفوار في بداية السنة الجارية. روراوة يغامر بسعدان لقطع الطريق أمام ماجر تعليمة السلطات الوصية بضرورة إكمال مشوار “الخضر” بقيادة مدرب جزائري وتفكير بعض الأطراف الفاعلة في تعيين ماجر لخلافة سعدان هي التي حرّكت روراوة وجعلته يغامر بتمديد عقد سعدان رغم عدم اقتناعه بالعمل الذي يقوم به، وذلك حتى يقطع الطريق أمام ماجر الذي رشحه جيل الثمانينيات ليكون أفضل خليفة لسعدان... وسيحاول روراوة في الاجتماع المرتقب مع المدرب الوطني سعدان في منتصف هذا الشهر أن يفرض عليه مساعدا كفءا لعلمه بمحدودية الطاقم الفني المشكل من جلول وكبير. كاوة مرشح لخلافة بلحاجي كما تشير مصادر مقربة من الإتحادية الجزائرية إلى أن روراوة سيدعم الطاقم الفني بمدرب حراس منتخب المحليين، حيث يكون قد اقتنع بمحدودية المدرب بلحاجي الذي لم يتمكن من تحضير شاوشي من الجانبين النفسي والفني والمحافظة على مستوى ڤاواوي. روراوة يستخف بكأس إفريقيا 2012 إصرار روراوة على تمديد عقد سعدان بحجة أنه ليس هناك دافع لصرف الأموال على مدرب أجنبي في ظل سهولة مأمورية التأهل إلى الدورة القادمة من كأس أمم إفريقيا، هو استخفاف بقيمة هذه الدورة والفرق التي تنافس الجزائر بداية من سبتمبر القادم. وإذا كان روراوة يعوّل على مستوى وخبرة اللاعبين المحترفين في تحقيق الهدف، إلا أنه يجهل أن المنتخبات الإفريقية تطورت وأن المغرب وتانزانيا لن تعبدان الطريق أمام رفقاء عنتر يحيى للتأهّل إلى كأس إفريقيا 2012.