تحصل المدرب الفرنسي الشهير "إلي بوب"، والمعروف "بقبعته"، على إتصال من طرف بعض الأشخاص المحسوبين على الفاف، وهذا من أجل تدريب المنتخب الجزائري، ولم يعرف لحد الآن إن كان المراد من الإتصال بالمدرب الفرنسي بوب هو منحه شرف تدريب المنتخب الجزائري، كمدرب رئيسي خلفا للمدرب الحالي رابح سعدان، أو أنه سيدعم العارضة الفنية الحالية، ويعمل جنبا إلى جنب مع الشيخ سعدان. ويبقى الإقتراح الأول غير أكيد، خاصة وأن مدربا في حجم "إلي بوب" والذي يملك إمكانات كبيرة، قد لا يقبل أبدا العمل كمساعد مدرب، فهو مدرب معروف في أوروبا وفي فرنسا، وبإمكانه العمل في أي فريق، لذا فإن إمكانية إشرافه على المنتخب الوطني قد تكون فقط كمدرب رئيسي. روراوة نفى سابقا تولي مدرب أجنبي قيادة المنتخب.. فكيف يتم الإتصال ب"بوب"؟ وما يزيد من منح هذه الصفقة المزيد من الإبهام، هو أن رئيس الفاف وفي تصريحاته الأخيرة نفى نفيا قاطعا أن يمنح إدارة العارضة الفنية للخضر إلى مدرب أجنبي، وهذا في إطار السياسة التي يتبناها رفقة بعض المسؤولين الأفارقة بخصوص منح الثقة لمدرب غير إفريقي. ولكن بماذا يفسر إذن اتصال جماعة روراوة بمدرب في حجم "إلي بوب" والذي يملك سيرة ذاتية كبيرة، ومن المقرر أن لا يعمل كمساعد فني، وإذا تمكن روراوة من إقناعه بالعمل كمساعد، فإنه سيحقق صفقة كبيرة جدا للمنتخب الوطني. يبلغ من العمر 55 سنة ويملك قدرات فنية كبيرة ويعتبر "إلي بوب" لاعب فرنسي سابق، توقف عن ممارسة كرة القدم في سن صغيرة (20 سنة فقط)، وهذا بعد إصابته في حادث مرور بكسور بليغة، ودخل عالم التدريب 1982 وعمره 28 سنة، وتحصل على العديد من الألقاب مع فريقه السابق بوردو، كبطل فرنسا سنة 1999، وكأس الرابطة 2002، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من النهائيات أيضا. ويملك "إلي بوب" قدرات فنية كبيرة، وهو معروف بانضباطه التكتيكي، وقدرته الرائعة على إدارة الأحداث، والتحكم في مجريات المباريات بشكل جيد مقارنة مع العديد من المدربين. وتبقى النقطة الأهم في المدرب الحالي "إلي بوب"، هو معرفته الكبيرة لخبايا الكرة الأوروبية، بحكم تجربته الكبيرة، وتعامله مع العديد من النجوم الأوروبية التي سطعت من فرنسا، وهذا ما يجعله مميزا مقارنة مع المدربين الآخرين. لا يريد أن يكون رجل إطفاء وقد لا يقبل العمل كمساعد وفي تصريحه الأخير، أكد "إلي بوب" عدم قبوله العمل كرجل إطفاء، على شاكلة المدربين الذين قبلوا بمهمة الإشراف على منتخبات قبل المونديال، فهو يريد أن يقدم عمل كبير وقاعدي، أي عمل طويل الأمد، لذا فإن اقتراح العمل كمساعد لسعدان، قد لا يتقبله هذا المدرب، وبالتالي فإن قدومه للمنتخب الوطني، يريد أن يكون على الأقل كمسؤول على العارضة الفنية للخضر. ورغم أن إشراف هذا المدرب على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري لم تحدد لحد الآن، إلا أن الشيء المؤكد في كل هذا، هو أن ضمان مدرب في حجم بوب، سيكون أمرا جيدا للمنتخب الوطني. الكوت ديفوار والعربية السعودية يريدانه ولا يعتبر المنتخب الجزائري، الفريق الوحيد الذي يريد خدمات هذا المدرب، والذي يوجد بدون فريق منذ إستقالته من تدريب نادي نانت قبل نهاية الموسم الماضي، فلقد أكد على إتصالات أخرى، ومن فرق أخرى غير الجزائر، ومن أهم هذه الفرق التي طلبت خدماته، فريق الكوت ديفوار والذي يمتلك لاعبين من الطراز العالي، مما قد يشكل دفعا قويا لهذا المدرب من أجل قبول المهمة، في حين أن أموال العربية السعودية قد تشكل تحديا آخر لمدرب بوردو السابق، بعد أن وصله عرض مغر من هذا الفريق، وهو يفكر حاليا في الوجهة القادمة بعد دراسته لجميع العروض التي وصلته بكثير من التأني، بالإضافة إلى العرض الجزائري طبعا. توج بالبطولة الفرنسية سنة 1999 مع بوردو ويعد أكبر إنجاز حققه المدرب الفرنسي "إلى بوب" هو تتويجه بالبطولة الفرنسية سنة 1999، وهي البطولة التي عرفت تنافسا كبيرا ساعتها مع نادي باريس سان جرمان، ولم يتوج بوردو سوى في الجولة الأخيرة من البطولة، واعتبرت أحد أفضل المواسم في البطولة الفرنسية عموما، لما عرفته من مستوى كبير، خاصة وأنه الموسم الذي تلى تتويج فرنسا بكأس العالم. وتمكن الفرنسي بوب من الحصول على البطولة الوطنية، لما كان ينشط في صفوفه الجزائري علي بن عربية، والذي كان له دور كبير في تتويج هذا الفريق بالبطولة، وعين ساعتها كأحسن لاعب في البطولة الفرنسية، لينتقل في الموسم الموالي إلى نادي باري سان جرمان. يعرف اللاعبين الجزائريين ودرب عبدون الموسم الماضي في نانت النقطة الإيجابية التي تخص هذا المدرب، هو أنه يعرف تقريبا جل اللاعبين الجزائريين، والذين تكوًنوا ولعبوا في البطولة الفرنسية، وهذا ما يشكل عاملا أساسيا في نجاح التشكيلة الوطنية، لأنه من الواجب أن يكون المدرب القادم محاطا بالعديد من الأمور المهمة ومنها معرفته بقدرة لاعبيه. وكان بول قد درب الموسم الماضي عبدون في نادي نانت، ولكنه سرعان ما غادر هذا الفريق بسبب سوء النتائج، وكان سوء تفاهم قد حدث أيضا بين هذا المدرب ولاعبه، وكادت تتطور الأمور كثيرا لولا تدخل رئيس النادي.