شارك المدافع الدولي لنادي “ناسيونال ماديرا“، رفيق حليش، أمسية الأحد في مواجهة فريقه أمام ضيفه “ريو أفي” بملعب “ماديرا“ الذي يتسع لحوالي 10 آلاف متفرج... في إطار البطولة البرتغالية، في أمسية ماطرة عرقلت السير الحسن للمباراة، وقد كان حليش كالعادة أساسيا حاملا الرقم 4، حيث بدأ اللقاء بكل قوة من خلال مراقبته اللصيقة لمهاجم الفريق الضيف، خاصة في الكرات العالية التي كانت من نصيب الدولي الجزائري الذي يعد قطعة أساسية في تعداد المدرب “مانويل ماشادو“، لكن الأرضية الزلجة والتي تدهورت أكثر مع تواصل سقوط الأمطار أثرت كثيرا في مردود اللاعبين، غير أن ذلك لم يمنع حليش من أداء دوره المعتاد في الدفاع وتغطية الجهة اليمنى، حيث يتفاهم كثيرا مع قائد الفريق المدافع الأيمن “باتاكاس”. أرضية الميدان تسبّبت في إصابته خلال (د25) وفي لقطة كان فيها حليش بصدد تمرير الكرة، وبما أن حالة الميدان تأثرت بفعل تساقط الأمطار، أصيب اللاعب بمجرد ركله الكرة، حيث شاهدناه واضعا يده على ساقه اليمنى من شدة تأثره بالإصابة، إذ شعر اللاعب بعدم قدرته على مواصلة اللعب، ما جعله يُطالب بتعويضه، لكن بما أن الحكم لم يوقف اللعب بقي حليش في الميدان لدقيقتين قبل أن يسقط أرضا، ويتم إخراجه في (د25) وتعويضه بزميله “توماسيفيتش“، وهو ما أخلط حسابات مدرب “ناسيونال“ الذي يعتمد كثيرا على حليش الذي يبقى صمام الأمان في الدفاع. “ناسيونال” تتعثر دون حليش مغادرة حليش الإضرارية لدفاع “ناسيونال“ بسبب الإصابة خلقت صعوبات على فريقه الذي وجد بعض المتاعب لإيقاف هجمات الفريق المنافس، رغم أن لاعب ناسيونال “بيدرو“ تمكن من فتح باب التسجيل لفريقه في (د55) قبل أن يُعادل “ويرس“ من جانب الزوار النتيجة بسبب خطأ فادح من الدفاع، وقد ضيّع الزوار بعض الفرص في نهاية اللقاء أمام ناظري رفيق حليش الذي كان يتابع اللقاء من النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس، لتنتهي المواجهة بتعادل “ماديرا“ التي فقدت أحد أعمدة دفاعها قبل “الداربي“ القادم أمام الفريق الثاني في الجزيرة. سيجري فحوصا معمّقة اليوم كما هو معلوم، لا يمكن للاعب أن يجري الفحوص إلا ّبعد مرور 48 ساعة عن الإصابة التي يعالجها بالثلج، وبالتالي سيجري رفيق حليش اليوم الفحوص اللازمة في “ماديرا“ من أجل الكشف عن حقيقة الإصابة، خاصة أن اللاعب يتخوّف من تضييع المواجهة الودية القادمة ل “الخضر“ أمام المنتخب الصربي، وعلى ضوء نتائج الفحوص سيتقرر مصير مشاركته في المواجهة المحلية الأسبوع القادم أمام الفريق الذي يلعب لفائدته المهاجم الجزائري شراد. صادي اطمأن عليه وهاتفه لم يتوقف عن الرنين ولم يتوقف هاتف حليش عن الرنين، حيث تلقى عدة مكالمات من الجزائر للإطمئنان على حالته بعد انتشار خبر إصابته بسرعة البرق في الجزائر مباشرة بعد نهاية مباراة الأحد، وقد كان من بين المتصلين وليد صادي الذي اطمأن على صحة اللاعب الدولي وكشف له استعداد الإتحادية التكفل بعلاجه إن تبيّن أن الإصابة خطيرة وتستدعي ذلك. “في ماديرا تقلّقو عليه” كما تأكدنا خلال جولة مع اللاعب وسط “ماديرا“ من الإهتمام الذي يوليه أنصار الفريق باللاعب الجزائري، حيث ظلوا يسألون عن حالته ويتمنون له الشفاء والعودة السريعة إلى فريقه، وهو نفس ما تمناه مدرب الفريق وزملاؤه الذين يدركون قيمة حليش جيّدا، بدليل أنهم رفضوا المغامرة بإشراكه وهو مصاب حيث يشترطون استرجاعه للياقته كي يستأنف التدريبات. العلاج في فرنسا ممكن وقد كشف لنا حليش أن الإتحادية أصبحت تتكفل بعلاج اللاعبين الدوليين في حال خطورة الإصابة، من خلال إرسال اللاعب إلى عيادة مختصة في فرنسا كما كان عليه الحال مع بقية اللاعبين المصابين، وبالتالي فكل شيء متوقف على نتائج الفحوص التي سيجريها اللاعب لأن مغادرته نحو فرنسا مرتبطة بخطورة الإصابة. حليش يريد اللعب على بساط 5 جويلية وقد كشف لنا حليش بعد نهاية اللقاء الذي تابعناه في ملعب “ماديرا“ أنه يتخوّف من عدم المشاركة في مواجهة صربيا بملعب 5 جويلية على بساطه الجديد الذي لم يسبق أن لعب عليه، حيث غاب مدافع “ماديرا“ عن مباراة الأورغواي بداعي الإصابة كذلك ولا يريد بالتالي تفويت الفرصة للعب أمام الجمهور العاصمي يوم 3 مارس القادم. ----------------- الجزائر، والداه والنصرية حتى في الواقي من شدّة تعلّقه بالجزائر وبعائلته، وخاصة والديه، وفريق القلب النصرية، قام المدافع رفيق حليش بصنع واقي عظمة الساق خاص تظهر فيه صورة والديه وعائلته لحبّه الشديد لهم وتعلّقه بهم. كما كتب إسمه الكامل “ رفيق حليش” بالأحمر والذهبي وهي ألوان النصرية التي يحملها في القلب، دون نسيان الراية الوطنية التي لا تفارقه لا في معصم يده ولا في واقي الساق ---------------- حليش:” أتمنّى أن لا تمنعني الإصابة من المشاركة أمام صربيا” “والدي كان لا يمنحني إلاّ مصروف النقل وكنت في أغلب الفترات نطبّع في الحافلة بحقيبتي رغم أنني كنت قائد النصرية” “ بوديسة هو الذي نصحني باللعب في المحور، لن أنسى فضل جماعة لحلو عليّ وڤندوز أول من وضع ثقته فيّ أساسيا“ “تلقيت إتصالا من المولودية، لكني لم أكن مستعدا لألعب تحت الضغط” تابعوا غدا الجزء الثاني من الحوار الذي يكشف فيه الكثير من الخبايا عن علاقته بالمنتخب الوطني وأوضاعه في ناديه “ماديرا” “فضّلت النصرية على الحراش وهذه هي الأسباب” أولا، حدّثنا عن طبيعة الإصابة التي منعتك من إكمال مواجهة فريقك؟ لقد بدأت اللقاء بقوة في نصف الساعة الأول، لكن بفعل التساقط المكثف للأمطار كانت الأرضية سيّئة وزلجة. وفي إحدى اللقطات، وبينما كنت بصدد تمرير الكرة فقدت رجل الإرتكاز توازنها بسبب الأرضية وهو ما جعلني أحسّ ب “كلاكاج” وألم في العضلة المقربة اليمنى، ما دفعني إلى طلب التعويض لأنني لم استطع المغامرة بمواصلة اللعب. وهل الإصابة ستمنعك من المشاركة في المواجهة القادمة؟ لست أدري.. يجب أن أنتظر 48 ساعة حتى أجري الفحوص اللازمة وأعلم ما هي نوعية الإصابة (الحوار أجري بعد مباراة الأحد)، أتمنى أن لا تكون خطيرة لأنني أريد العودة بسرعة إلى الميادين وأريد تحديدا أن أكون جاهزا لمواجهة صربيا، لأنني لم يسبق لي اللعب في البساط الجديد ل 5 جويلية مادام أنني غبت عن مواجهة الأروغواي بسبب الإصابة أيضا. لنعد إلى الوراء، هل يمكن لنا معرفة كيف كانت بداية حليش مع الكرة؟ في الحقيقة بدايتي في الرياضة كانت مع الجيدو وتحديدا في سن الخامسة. حيث كنت أمارس اللعبة وأتدرب مع أسماء معروفة من جيلي على غرار بن يخلف، عزيون، ڤندوز، يعقوبي، عميمر وآخرين اعتذر إن نسيت بعضهم. وقد كانوا يتدربون في المولودية واعتبرهم إخوتي، لأنني ترعرعت معهم وتربطني علاقة مميّزة معهم إلى اليوم.. وكيف انتقلت من الجيدو إلى عالم الكرة؟ تعلم أن والدي كان مديرا فنيا في هذا الفرع في المولودية قبل أن يتقاعد منذ عامين. وقد كنت أتدرّب مع مصارعين من صنف الأشبال وفي كل مرة “ يخبطوني في الأرض” لأنني كنت أصغر سنا. بعدها أصبحت أتدرب مع أحد المدربين قبل أن أقرّر التوقف عن الممارسة لأنني لم أستطع الذهاب يوميا إلى الجزائر الوسطى مكان التدريبات. إكتفيت بعدها بمرافقة والدي إلى التدريبات وبالبقاء في مكتبه، وأحيانا كنت ألعب كرة القدم. وهناك شاهدني أحد المسيرين التابعين لمركز النخبة في ابن عكنون (تحوّل حاليا إلى مركز تدريب عسكري).. وماذا حدث بعد ذلك؟ عندما شاهدني مسيروالمركز ألعب الكرة طلبوا من والدي أن ألتحق بالمركز، وهو ما وافق عليه. إلتحقت بهذا المركز حيث تدربت تحت إشراف سليم مناد ولشقر، وكنت أحمل رقم 10 وقائد الفريق، لأن بدايتي لم تكن في الدفاع بل في الوسط حيث كنت أجيد اللعب والمراوغة بالرجل .. و كيف تحولت بعدها إلى النصرية؟ بعد حل المركز كل واحد منا توجه إلى فريق في العاصمة وأنا تحوّلت إلى النصرية، حيث عملت مع محمد بوطاجين الذي كان يشركني في الوسط. وهنا بدأت قصتي الحقيقية مع فريق القلب الذي مكّنني من البروز وأصل إلى المكانة التي وصلت لها.. و لماذا فضلت النصرية على الحراش رغم أنك ابن باش جراح؟ في الحقيقة كنت متردّدا بين اللعب في الحراش والنصرية بحكم قربهما من مقر إقامتي. كانت هناك وسيلة لألتحق يوميا عبر الحافلة للتدريبات، ولكني اخترت النصرية لأنها المدرسة التي أنجبت أحسن المدافعين وكانت في تلك الفترة تنشط في القسم الأول، مقارنة بالحراش الذي كان في الدرجة الثانية. وأظن أني لم أخطئ الإختيار لأن النصرية هي التي كانت وراء تألقي..(يضحك). ولكن من هو المدرب الذي أشركك في منصبك الحالي؟ بوديسة هو الذي حوّلنني إلى محور الدفاع. حيث قال إنني ألعب جيدا بالرجلين ولدي حسن الرؤية. كما قال لي إنه سيصبح لي شأن كبير مستقبلا، وهو ما تأكد مع مرور السنين... هذا المدرب له مكانة في النصرية ولا تنسى أنه كان وراء بروز ماجر، فرڤاني وڤندوز وتوجيهاته أفادتني. ورغم أنني كنت أرفض في البداية اللعب في الدفاع، إلا أن والدي الذي أشاوره في كل الأمور قال لي: “بوديسة يعرف الكرة”. ومع مرور المباريات أعجبني منصبي الجديد لأنني استطيع اللعب براحة عكس الوسط الذي يكون فيه “الغاشي” ولا أستطيع اللعب كما أريد .. وكيف ارتقيت إلى الفريق الأول؟ كنت في صنف الأواسط ألعب في الدفاع وأحيانا في الوسط، ولكني لم أكن في السنتين الأوليين ألعب مع الأكابر لأنني كنت مركزا على الدراسة بإلحاح من والدي. وبعدما فشلت في شهادة الباكالوريا في المرة الأولى، زاد اهتمامي بمشواري الرياضي عندما كنت في السنة الثانية. ثم أصبحت استدعى في السنة الثالثة بانتظام للتدرب مع الأكابر عندما كان المدرب الروماني “أنجيليسكو” يقود العارضة الفنية. ولكن بطلب من المكتب المسير الجديد الذي ترأسه مراد لحلو أصبحت أتدرب مع الأكابر منذ “الميركاتو” وأشرك في بعض الأحيان بعدما منحت الإدارة المدرب البطاقة البيضاء. وبالمناسبة أشكر المسيرين حسين بن جني، محمد دحماني والشيخ رضا والرئيس لحلو على ثقتهم المطلقة في إمكاناتي، رغم أنني كنت في صنف الأواسط.. وكيف أصبحت لاعبا أساسيا ثم قائدا للنصرية؟ في ذلك الموسم أنقذنا الفريق من السقوط. ثم غادر أغلب اللاعبين الفريق على غرار عليش جرادي وكابري، وقد تم جلب المدرب ڤندوز الذي وضع في الثقة وأشركني أساسيا منذ أول مباراة ثم عوّضه بعد جولات آيت الحسين الذي جدّد الثقة في رفقة خديس سيد أحمد في المحور. ومع مرور المباريات كسبت الثقة في النفس وتحصّلت على شارة القائد بعدما غادر أوسرير الفريق نحو القبة في “الميركاتو” بسبب مشاكل مع بعض الأنصار. وأتذكّر أننا حقّقنا مشوارا طيبا وأكملنا البطولة في المرتبة السادسة. ومتى بدأت قصتك مع المنتخبات الوطنية ؟ لم يسبق لي في الفئات الصغرى اللعب في المنتخبات الوطنية. وأول استدعاء لي كان مع الآمال من طرف إيغيل الذي كان رئيسي في النصرية عندما كنت في صنف الأشبال. بعدها واصل تسفاوت المهمة بمفرده بعد انسحاب مزيان، وفي بداية ذلك الموسم تلقيت اتصالا من المولودية، ولكني كنت مرتبطا بعقد مع النصرية، كما لم تكن لدي الرغبة في مغادرة النصرية .. لماذا؟ المولودية فريق كبير ولم أكن مستعدا لألعب تحت الضغط وأغامر بالتنقل في بداية مشواري إلى فرق كبيرة مثل المولودية أو القبائل. وقد نصحني والدي بالبقاء في النصرية لأجل تحسين مستواي، رغم أنني لم أكن أتحصّل على أموال كبيرة وأنا الذي كنت قائد الفريق. الأموال لم تكن هدفي في تلك الفترة، رغم أن والدي كان مجرّد موظّف يعمل على عائلة مكوّنة من ولد وست بنات. ورغم ذلك إلاّ أنني كنت قنوعا بعقلية “ما عدناش وما يخصّناش”. والدي كان لا يمنحني إلا مصروف النقل وكنت في أغلب الفترات “ نطبّع” في الحافلة بحقيبتي، رغم أني كان قائد النصرية. لكن مجهوداتي وتضحياتي لم تذهب هباء ونجحت في مشواري فيما بعد.