“عنتر يحيى، بوڤرة وحليش أدّوا لقاءات رائعة ولم يكن بمقدوري مناقشة أي قرار ل سعدان” “سأكون أفضل مستقبلا مع قادير، بودبوز ومبولحي، ولا تنسوا أننا مستقبل المنتخب الوطني” حبيب، ماذا عن أخبارك خاصة أنك لم تُدل بأيّ تصريح صحفي منذ نهائيات كأس العالم؟ بخير حيث أني أنهيت الآن فقط الحصة التدريبية (الحوار أجري مساء أمس في الساعة الخامسة) وأنا متوجّه نحو الفندق لأخذ حمامي. وعن عدم إدلائي بأيّ تصريح صحفي منذ نهائيات كأس العالم، فذلك لكوني كنت متعبا جدا بعد موسم شاق وأردت الابتعاد تماما عن أجواء الكرة، حيث تنقلت مع عائلتي لقضاء عطلتي الصيفية. كيف تسير الأمور مع ناديك “أنتراخت فرانكفورت”؟ كل شيء يسير على أحسن حال، حيث أني أتدرب مع النادي منذ أسبوع وأشعر بارتياح كبير، ولا يوجد أيّ مشكل مادام أن الجميع فرح لعودتي إلى النادي الذي لعبت له الموسم ما قبل الفارط وكأني لم ألعب مُعارا في ناديي “ستراسبورغ” و”وبولوني سير مير” الموسم الفارط. شاركت منذ يومين في لقاء أمام ستراسبورغ، كيف تقيّم أداءك؟ المدرب أقحم كلّ لاعب في التشكيلة شوطا خلال هذا اللقاء الذي لعبت نصفه الأول، وأعتقد أني بعد 3 أيام من التدريبات فإني حاولت أن أكون في المستوى رغم أني كنت من البداية على علم أني لست في كامل الجاهزية من الناحية البدنية خاصة. والأكيد أن الأمور ستتحسّن بدءا من اللقاءات الودية القادمة، حيث أنه ينتظرنا لقاء ودّي غدا (يقصد اليوم) أمام نادٍ صغير من ضواحي “فرانكفورت“، قبل أن نلعب يوم الثلاثاء القادم أمام “سانتاندار” الإسباني. ستكون الفرصة مواتية لك للقاء مهدي لحسن، أليس كذلك؟ فعلا، وأنا متشوّق لرؤيته لأني اشتقت إليه وإلى كامل زملائي في المنتخب الوطني، ولو أني على اتصال دائم مع الكثير منهم حيث أصبحوا أصدقائي وأنا سعيد بذلك، لأننا نشكّل عائلة واحدة ونحن نريد أن نقوم في المستقبل بأشياء جميلة في المنتخب الوطني، وهذا هدفنا جميعا. نريد أن نعرف الآن إن كنت ستبقى مع “فرانكفورت” هذا الموسم؟ لا أعرف ما يخبّئه لي المستقبل خاصة أنه مازال يفصلنا أزيد من شهر عن موعد غلق سوق التحويلات (يوم 31 أوت القادم)، والآن ما يهمّني هو أن أسترجع لياقتي وأتمتع باللعب مع فريقي الحالي “فرانكفورت”، خاصة أنه تنتظرنا لقاءات كبيرة في فترة تحضيراتنا، حيث أنه بعد أن نواجه “سانتاندار” الثلاثاء القادم فإننا سنواجه بعدها نادي “تشيلزي” ثم “باليرمو” وأخيرا “أودينيزي”، وهي كلها لقاءات أريد أن ألعبها. لكن كلام كثير قيل عن أن الطاقم الفني ل “فرانكفورت” لا يرغب في بقائك في النادي؟ (يضحك)... هذه خرافات وأكاذيب وقد سمعت بها وأضحكتني كثيرا، لأن لا شيء من هذا القبيل حصل ولا أحد في النادي تكلم معي في هذا الموضوع وخاصة المدرب. حيث أني لمست طيلة الأسبوع الذي تدربت فيه مع التشكيلة أن الجميع سعيد بتواجدي في النادي، وأنا هنا لا أقول لكم إلاّ الحقيقة وبإمكانكم التأكد بأنفسكم من كلامي. هل تحدثت في الموضوع مع المدرب؟ لا، لم أتحدث معه وأنا أنتظر حتى أسترجع لياقتي البدنية ومستواي وبعدها سيكون بإمكاني الحديث معه، ولو أن هذا الأمر ليس مستعجلا تماما. لكن اسمك تداول في عدة أندية منها نادي “إسكيشهر سبور” التركي خاصة وموناكو الفرنسي أيضا؟ لحد الآن أنا مع “فرانكفورت” النادي الذي مازلت متعاقدا معه لسنتين إضافيتين، وقد باشرت التدريبات الآن وأنا بصدد العودة تدريجيا إلى مستواي وهذا الأمر الوحيد الذي يهمّني. لا أخفي عليك أن موضوع الاتصالات والعروض لا أريد الخوض فيه، لأن ما يشغل بالي حاليا هو نادي “فرانكفورت” وفقط. نفهم من كلامك أنك تريد البقاء في هذا النادي رغم أنك صرّحت من قبل أنك تودّ مواصلة اللعب في فرنسا بعد تجربتك الناجحة الموسم الفارط مع “ستراسبورغ” و”بولوين سير مار”؟ فعلا، صرحت بهذا الأمر من قبل لكن الآن أنا مرتاح مع “فرانكفورت” وأريد البقاء في هذا النادي، وإذا جاء عرض جيّد بالنسبة لي وللنادي قبل 31 أوت القادم فوقتها يمكن الحديث عن مغادرة “فرانكفورت”، وغير ذلك فأنا مرتاح مع هذا النادي وأطمح إلى تأدية موسم جيّد معه. نمرّ الآن للحديث عن المنتخب الوطني، كيف تلقيت خبر استدعائك للقاء الغابون يوم 11 أوت القادم؟ (يتفاجأ) لم أفهمك جيّدا. استدعائي للقاء الغابون! نعم، الطاقم الفني أدرج اسمك في قائمة ال 22 لاعبا المعنيين بالمشاركة في هذا اللقاء؟ هذا شيء رائع، صدّقني أنت أول من أخبرني بالموضوع، أتصوّر أن الطاقم الفني أعلن منذ قليل فقط إذا قائمة اللاعبين المعنيين بالمشاركة في هذا اللقاء؟ لا، لقد أعلن عنها منذ يومين. لم أكن على علم، فأنا حاليا في تربص مغلق تحضيري للموسم الجديد ولست مطلعا على أخبار المنتخب الوطني لأني لا أملك شبكة الأنترنيت... هذا أمر رائع، أشكرك على هذا الخبر الرائع الذي أعلمتني به. لكن كيف لم يخبرك أحد من المسؤولين عن المنتخب الوطني بشأن استدعائك للقاء الغابون؟ لا أعلم، حيث اتصل بي منذ فترة أبو بكر (يقصد شنيوني) وطلب مني توضيحات بشأن النادي الذي سألعب له هذا الموسم، حتى يمكن ل “الفاف“ أن تتصل بي إذا أرادتني، وقد أخبرته أني سأبدأ التحضيرات للموسم الجديد مع “فرانكفورت”. ما هو تعليقك على استدعائك لهذا اللقاء؟ هذا أمر رائع ليس لي وحدي، ولكن لكل اللاعبين الجدد الذين دعّموا المنتخب الوطني في الفترة التي سبقت نهائيات كأس العالم. حيث ستكون الفرصة مواتية لنا للعب في الجزائر وخاصة في ملعب 5 جويلية أمام أنصارنا الذين رأيت بأم عينيّ شغفهم الشديد بالمنتخب الوطني، سواء في تربصينا ب سويسرا وألمانيا وحتى في “المونديال“ بجنوب إفريقيا. الظاهر أنك متشوق لحضور التربص الذي يسبق المباراة؟ فعلا، حيث أني متشوق للعب أمام الجمهور الجزائري وملاقاة زملائي في المنتخب الوطني، كما سأبرمج من الآن التنقل لزيارة عائلتي في مدينة الغزوات (بولاية تلمسان) خاصة أنه تعذر عليّ زيارتها بعد العودة من جنوب إفريقيا لضيق الوقت. لو نعد إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة، ماذا تقول عن مشاركة “الخضر“ فيها؟ تواجدنا في جنوب إفريقيا أمر جيد، خاصة أن الجزائر لم تتأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ 24 سنة، أعتقد أن كل شيء كان إيجابيا في مشاركتنا هذه ولا يمكننا أن نلوم أنفسنا إلا في شيء واحد وهو أننا لم نتمكن من التأهل إلى الدور الثاني فقد أكدنا في لقاءينا أمام المنتخبين الإنجليزي والأمريكي أننا نملك تشكيلة قوية. المهم الآن أننا اكتسبنا تجربة مفيدة من مشاركتنا في هذا “المونديال” وعلينا استغلال ذلك في المستقبل. ألا تعتقد أن المسؤولية أصبحت كبيرة، خاصة أن المنتخب الوطني وصل إلى مستوى لا يمكن أن يقبل معه الجمهور الجزائري إلا أفضل النتائج، خاصة على المستوى القاري؟ هذا أكيد، نحن منتخب “مونديالي” ووجب أن ندافع عن المستوى الذي بلغناه مادام أننا أصبحنا من أفضل المنتخبات على المستوى الإفريقي. أصعب الأمور ستنطلق مع تصفيات كأس أمم إفريقيا القادمة وعلينا أن نكون في المستوى ونتجاوز كل العقبات التي سنلاقيها في هذه التصفيات، خاصة أن كل المنتخبات وحتى الصغيرة منها ستفعل المستحيل كي تهزم الجزائر. قبل تمديد عقد سعدان مع “الفاف“، تم وضع التتويج بكأس أمم إفريقيا 2012 هدفا، هل ترى أنه بإمكان الجزائر التربّع على عرش كرة القدم الإفريقية بعد سنتين من الآن؟ أتصور أنه يمكننا تحقيق هذا الهدف، خاصة أننا اكتسبنا خبرة كبيرة بمشاركتنا في المونديال وأصبحنا أكثر نضجا ويجب أن لا تنسوا أن لاعبين مثلي أنا وفؤاد (قادير)، رياض (بودبوز) إلى جانب رايس (مبولحي) نمثل مستقبل المنتخب الوطني بالنظر إلى أعمارنا وحتما مع توالي المباريات مع المنتخب الوطني سنكون أفضل وسنتأقلم أكثر مع أجوائه، كما أن اللاعبين القدامى سيكونون حتما أقوى أيضا. هنا الكل يعلم أن منتخبي الكاميرون ونيجيريا معدل أعمار لاعبيهما مرتفع ولكنهما سجّلا نتائج كبيرة بالنظر إلى الإنسجام الحاصل بين لاعبيهما نتيجة اللعب مع بعض لسنوات طويلة. لم تشارك في أي دقيقة خلال المونديال، كيف عشت هذا الأمر؟ عشته بطريقة عادية جدا حيث أن عنتر يحيى، حليش وبوڤرة أدوا لقاءات رائعة ولم يكن بمقدوري مناقشة أي قرار للمدرب، حيث كان عليّ التصرف باحترافية والتفكير في مصلحة المنتخب الوطني قبل مصلحتي الشخصية. بصراحة، لست من اللاعبين الذين يبدأون بالبكاء لما لا توضع الثقة فيهم فالثلاثي الذي ذكرته لك سابقا أدى مباريات جيدة ومنه كان عليّ تقبل قواعد اللعبة. صدقني أني فرحت جدا بالمردود الذي قدموه لأنهم لاعبون طيبون للغاية ورحبّوا بي كثيرا لما إنضممت إلى المنتخب الوطني. ألا تعتقد أن مشاركتك في لقاء إيرلندا الذي عرف خسارة “الخضر“ بثلاثية نظيفة هو ما جعلك تدفع الثمن غاليا، حيث لم تشارك بعدها في أي لقاء خلال المونديال؟ لا أتصور ذلك، وجب قبل كل شيء التأكيد أن المنتخب الإيرلندي كان أقوى من إنجلترا وحتى الولاياتالمتحدة. إيرلندا بصراحة كانت تستحق المشاركة في المونديال لأنها تملك تشكيلة كبيرة والجميع يعرف كيف حرمت من اللعب في دورة جنوب إفريقيا في لقاء السد أمام فرنسا التي سجلت هدفا بعد تمريرة باليد من هنري. شيء آخر وجب أن الإشارة إليه وهو أننا لما واجهنا إيرلندا كنا في فترة تحضيرات ولم نكن في أفضل مستوانا، خاصة بدنيا، يضاف إلى كل هذا أن ذلك اللقاء كان الأول لي مع المنتخب الوطني حيث وجدت صعوبة في إيجاد معالمي. عنتر يحيى لم يستدع للقاء الغابون لأنه معاقب في لقاء تانزانيا، ألا تعتقد أن الفرصة مواتية لك للظفر بمكانة أساسية؟ لا أفكر بهذه الطريقة، عنتر يحيى قائد المنتخب ولا أحد يشك في إمكاناته الكبيرة، لا أفكر في ضمان مكانة أساسية في أسرع وقت، فما يهمني هو أن أكون في خدمة المجموعة وأقدّم المطلوب مني وأنال رضا الطاقم الفني، أما اللعب أساسيا فسيأتي لوحده حيث عليّ فقط العمل ثم العمل وليس الكلام في الجرائد والبكاء هنا وهناك. ماذا يمكنك أن تقول في الأخير؟ متفائل كثيرا بأني سأكون أفضل مستقبلا مع المنتخب الوطني بداية من لقاء الغابون، خاصة أني سألعب 3 لقاءات ودية مع ناديّ أمام “سانتاندار”، “تشيلزي” و”باليرمو” قبل الإلتحاق بتربص المنتخب وهي لقاءات كبيرة ستجعلني جاهزا لمواجهة الغابون التي أنتظر موعدها بشغف منذ أن أخبرتني باستدعائي لها، خاصة أن الكثير من اللاعبين حدثوني عن الأجواء المجنونة التي يصنعها الجمهور الجزائري في ملعب 5 جويلية.