مع اقتراب التربص التحضيري القصير للمنتخب الوطني الذي سيجري بالجزائر العاصمة من الثامن أوت الى 12 من نفس الشهر والذي تتخلله مباراة ودية أمام منتخب الغابون، يعود الحديث عن هذه التصفيات التي تبدو للكثيرين أنها صعبة لأنها تشبه الى حد بعيد التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وإفريقيا الفارطة.لأن المنتخب الوطني سيلعب في مجموعة مكوّنة من 4 فرق يتأهل الذي يحتل المرتبة الأولى فقط، لكن ما يزيد من صعوبة هذه التصفيات هي تواجد منتخب مغاربي قوي وكلنا نعلم ما يميّز المواجهات التي تجمع بين الفرق المغاربية من حماس ورفض تام للخسارة، تماما مثلما جرى تمامًا في التصفيات الماضية مع المنتخب المصري، حيث تميّزت المباريات التي جمعت المنتخبين بعصبية شديدة كادت تعصف بالعلاقات بين البلدين. وهذا ما يخشاه الجمهور الرياضي الجزائري في المواجهتين اللتين ستجمعانه بالمنتخب المغربي، إلا أن الظروف المحيطة بهذه التصفيات مغايرة للظروف التي ميّزت المواجهات مع المنتخب المصري، لأن كل اللقاءات التي لعبت بين الأندية الجزائرية والمغربية أو بين المنتخبات الأولمبية ومنتخبات الشباب تميّزت بروح رياضية عالية. الكلام كلّه يدور حول المغرب ولا حديث عن المنتخبين الآخرين وأهم ما يطغى على الحديث حول هذه التصفيات هو عن المنتخب المغربي والتحضيرات التي يقوم بها وآخر المستجدات حول مدربهم الذي أسال الكثير من الحبر في الأيام الماضية، ولكن في المقابل هناك تجاهل تام للمنتخبين الآخرين تانزانيا وإفريقيا الوسطى، حيث رغم تواضع مستواهما مقارنة مع أسود الأطلس إلا أن النقاط التي يمكن ل”الخضر” حصدها في هذه المواجهات تعد مصيرية للتأهل. منتخب تانزانيا وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون لن يسهّل المهمة للمنتخب الوطني في طريقه للتأهل، ف”تيفاس ستارز” كما يدعى هذا المنتخب سيخوض هاته التصفيات بدون أي ضغط لأن التواجد في نهائيات “الكان” ليس تقليدا يواظب التانزانيون على تحقيقه في كل دورة، حيث لو نظرنا في تاريخ هذا المنتخب سنجد أنه بلغ النهائيات الإفريقية مرة واحدة في تاريخه سنة 1980، إلا أنه سيدخل التصفيات القادمة بعقلية أنه لا يوجد ما يخسره، بحيث سيكون هدفه الوحيد هو تحقيق نتيجة ستكون تاريخية مع منتخب مونديالي هو المنتخب الجزائري. وكان المنتخب التانزاني يأمل أن يلعب مع المنتخب المصري تحضيرا للجزائر لأنه حسب اعتقاده فطريقة لعب المنتخبين تتشابه في عدة نقاط. يستقبل منافسيه أمام 80 ألف مشجع وبنظرة سطحية الى المنتخب التانزاني والظروف التي يستقبل فيها منافسيه، سنجد أن الشعب التنزاني رغم ضعف مستوى منتخبه إلا أنه شغوف بالمستديرة ودائما ما يملأ مدرجات ملعب “بنجامين ماكابا ناسيونال ستاديوم” الذي يتّسع ل80 ألف متفرج، لكن ما يميّز هذا الملعب هو الجمالية التي يتميّز بها حيث تم انشاء هذا الملعب سنة 2007 في عاصمة البلد “دار السلام” حتى أن الأرضية صالحة للعب إلا إذا تدهور حالها عند وصول موعد مباراة العودة التي ستلعب هناك. كما يؤخذ في الحسبان أن اللعب في أدغال إفريقيا يتميّز بالقساوة وربما ببعض التصرفات التي اشتهرت بها إفريقيا لا داعي للخوض فيها كثيرًا، وهذا ما يجب التحضير له جيدًا. التحضير له جيدًا لتفادي المفاجآت غير السارة ولتجنب تكرار سيناريو مالاوي التي لم يعرها أي أحد الاهتمام وكادت تدفع بالمنتخب الوطني خارج نهائيات كأس إفريقيا الماضية التي جرت بأنغولا، فالكل كان يحضّر لمباراتي أنغولا ومالي، وكأن الفوز على الملاويين كان أمرا حتميا كما لم يحضّر الفريق للظروف التي لعبت فيها المباراة وكانت النتيجة كما كانت، وهذا الدرس يجب أن نتعلّمه ونستفيد منه في مواجهتنا للمنتخب التانزاني وأيضا منتخب إفريقيا الوسطى، فكل نقطة مهمة في هذه التصفيات بما أن المتأهل واحد عن كل مجموعة بعد أن تضاءلت نسبة التأهل كأحسن ثاني بعد إضافة منتخب الطوغو الى المجموعة الحادية عشرة برفقة كل منتخبات تونس، تشاد، بوتسوانا وملاوي.