حقق ڤلاسڤو رانجيرز فوزا معنويا مستحقا على ضيفه نيوكاستل الإنجليزي بعد ظهر يوم أمس، وكان السيناريو الأمثل ل”البلوز” في تحديهم الأقوى قبل أسبوع من صافرة بداية البطولة الاسكتلندية لموسم 2010-2011. وقد أحرز النجم كيني ميلر أول أهداف اللقاء في (د25) برأسية مُحكمة مستفيدا من تمريرة دقيقة لزميله ويتاكر، قبل أن يضيف نايسميث هدفا آخر لأصحاب الضيافة في (د66) إثر إنفراده بالمرمى، ليكون التقليص من البديل لفنكراندس بعد خطأ في المراقبة على مستوى خط دفاع رانجيرز. ومقابل التألق الجماعي ل”البلوز”، كان مجيد بوڤرة واحدا من أبرز اللاعبين فوق أرضية الميدان إن لم نقل أفضلهم على الإطلاق، حيث ظهر بصورة إيجابية ذكّرتنا بما كان يصنعه الموسم الماضي على عشب ملعب “إيبروكس“ الشهير في ڤلاسڤو. تأكدت مقولة “والتر سميث” بأن الوقت فقط سيُعيده مثلما كان ظهر بوڤرة يوم أمس في حالة بدنية وفنية استثنائية تؤكد أنه استعاد عافيته كاملة، فعكس الدقائق التي خاضها في مباريات دورة سيدني الودية الأخيرة، والشوط الذي شارك فيه أمام نادي كلايد قبل أيام، كان بوڤرة نشيطا على مدار ال90 دقيقة التي خاضها، ما يؤكد ما قاله قبل أسابيع مدربه “والتر سميث“ بأن “الماجيك” يعاني من بعض النقص البدني، وهو أمر متوقع من لاعب شارك في المونديال بداية هذا الصيف وقبله مر على سلسلة طويلة من التربصات مع “الخضر”، وبالفعل صحّت توقعات سميث وعاد بوڤرة إلى عادته بعد تكثيف العمل البدني في الأيام الأخيرة. كان أفضل من “واير” في محور الدفاع، والأحسن بدنياً دخل بوڤرة يوم أمس أمام توتنهام في منصب مدافع محوري إلى جانب الكهل دافيد واير في خطة اللعب المعتادة من والتر سميث (4/5/1)، وقد أبلى بوڤرة البلاء الحسن منذ البداية عندما أنقذ فريقه من عدة كرات خطيرة لمهاجمي نيوكاستل، حتى أنه في 3 كرات على الأقل أبطل مفعول هجمات خطيرة جدا وصلت إلى داخل منطقة الجزاء. كما غطى “الماجيك” في كثير من المرات هفوات زميله القائد واير صاحب الخبرة والبالغ من العمر 40 عاما، خاصة في المرحلة الثانية حيث ظهر التفوق البدني لبوڤرة ليس فقط على زميله الكهل، بل أيضا على الثلاثي الآخر لخط الدفاع، ومن خلال الظاهر على تحركات اللاعبين فوق الميدان يمكن الجزم أن صخرة الدفاع الجزائري كان الأفضل بدنيا من الجميع. ... “برودفوت” أنهى مشكلته مع منصب الظهير الأيمن من بين اللاعبين المتميزين في مواجهة رانجيرز ل”نيوكاستل“ يوم أمس على ملعب “إيبروكس” الشهير، كان الدولي الاسكتلندي كيرك برودفوت في مستوى الثقة الموضوعة فيه من طرف والتر سميث على الجهة اليمنى من دفاع “البلوز”، فاللاعب أغلقها تماما في وجه رفقاء الأرجنتيني كولوتشيني، فضلا على حملاته الهجومية على الرواق مستفيدا من سرعته، ويعتبر تألق برودفوت رسالة اطمئنان ل “بوڤرة“ الذي رُشح في وقت سابق لسد الخلل على مستوى ذلك المنصب في فريقه، ما دفع اللاعب للتعبير عن امتعاضه لتغيير منصبه، لكنه في كل الأحوال رهن إشارة مدربه كما سبق وقال. “الماجيك” أبهر في إيقاف “نيوكاستل”، صنع فرصاً وقاد هجمات كان بوڤرة رائعا في تعطيل هجمات نيوكاستل، كما أنه صعد إلى الهجوم وقاد هجمات معاكسة وكاد أن يسجل أيضا خاصة من رأسية محكمة مع انطلاقة الشوط الثاني. وبرز “الماجيك” أيضا في (د60) من المباراة لما صعد وهيأ كرة لزميله ميلر من مجهود فردي، غير أن الدولي الاسكتلندي أهدرها بطريقة غريبة، كما أنه رفع كرة أخرى عقب ذلك بدقائق قليلة كادت تأتي بهدف ثالث ل”البلوز” لو أحسن خط الهجوم استغلالها. معركة بينه وبين النيجيري الأصل “أميوبي”! مع انطلاقة الشوط الثاني بين رانجيرز ونيوكاستل، بدأ صراع من نوع خاص كان بطلاه بوڤرة والبديل النيجيري الأصل شولا أميوبي الذي دخل مع بداية المرحلة. فاللاعب النيجيري وفي الدقيقة الأولى من الشوط الثاني جمعه صراع على الكرة مع “الماجيك” انتهى لصالح الجزائري الذي دفع بالكتف أميوبي بطريقة صحيحة، غير أن الدولي السابق لآمال المنتخب الإنجليزي لم يرد على تحية بوڤرة لما أراد مد يده لمساعدته للوقوف، ومن تلك الدقيقة والمناوشات الخفيفة تجمع اللاعبين كلما التقيا في صراع ثنائي على كرة. أفضل سيناريو لبوڤرة أمام أنصار “البلوز” وقبل مباراة الغابون جاء أداء بوڤرة الممتاز أمام نيوكاستل في توقيت جيد جدا خاصة بعد ورود أنباء عن امتعاض جماهير رانجيرز من تصريحاته الأخيرة، فالموعد أمس كان الأول للاعب أمام أنصار فريقه منذ مطلع شهر جوان الماضي، وتألقه اللافت جعل الآلاف يصفقون بحرارة لنجمهم، ما أنساهم قلقهم من تصريحاته التي تتحدث عن رغبته في الرحيل، أو تلك الأخيرة التي أكد فيها أن مباريات “الخضر” أهم من أي أمر آخر، وهو ما فسّروه على أنه إنقاص من قيمة الفريق، لهذا يمكن وصف مباراة نيوكاستل بأنها مُعيدة المياه إلى مجاريها مع الأنصار، فضلا عن أهيمتها المعنوية قبل أيام من مباراة الغابون الودية مع “الخضر”.