كان كارل مجاني من بين أحسن العناصر في هذا اللقاء، بالخصوص في المرحلة الأولى حيث دخل أساسيا للمرة الأولى بألوان المنتخب الوطني وهو الذي اكتفى في المونديال بالجلوس على دكة الاحتياط، وقد أبان مجاني عن إمكانات كبيرة وسيكون له شأن كبير في المستقبل، و حتى في لقطة الهدف الأول لا يتحمل أدنى مسؤولية لأنه غطى منطقته كما ينبغي، بذلك فقد أنقذ اللاعب نفسه وردّ على منتقديه بطريقته مثلما ظل يؤكد في كل تصريحاته لما كان يقول إنه سينتظر الفرصة للتأكيد على أحقيته في التواجد مع المنتخب الوطني. سعدان لم يبرح مكانه كالعادة يبدو أن الناخب الوطني لم يتغيّر فيه أي شيء، حيث لا يزال يلعب بالخطة الدفاعية حتى في اللقاءات الودية من أجل عدم تلقي أهداف عديدة بالإضافة إلى عدم تشغيل الخط الأمامي و الإبقاء على زياية في الاحتياط و هو الذي كان قادرا على تقديم الكثير لو منحه الثقة وأشركه من البداية إلى جانب غزال أو جبور. كما وقفنا مرة أخرى على أن سعدان يفضل الجلوس في مقعده ولا يبرحه حتى لتقديم التعليمات للاعبيه. ظهور محتشم للعنصر النسوي كما كان منتظرا، كان الحضور الجماهيري محتشما، والشيء نفسه فيما يتعلق بالعنصر النسوي حيث لم نسجل حضور إلا القليل من النسوة جلس أغلبهن في المنصة الشرفية إلى جانب الشخصيات البارزة ورجال الإعلام. ويبدو أن الجنس اللطيف قرر في نهاية المطاف عدم التنقل إلى الملاعب على عكس ما حدث في لقاء المنتخب الوطني السابق في الجزائر أمام المنتخب الصربي حين سجلنا ما لا يقل عن 1000 إمرأة في المدرجات. الراية الفلسطينية في المدرجات كما جرت عليه العادة، فإن الراية الفلسطينية تواجدت في مدرجات 5 جويلية في لقاء أمس، حيث كان العلم الفلسطيني جنبا إلى جنب مع العلم الجزائري في صورة تعبر عن العلاقات الوطيدة بين الشعبين و التضامن الدائم للجزائريين مع القضية الفلسطينية التي تهم كل فرد جزائري، وقد سبق لأنصار “الخضر” أن حملوا هذه الراية في نهائيات كأس العالم أمام مرأى ملايير المشاهدين عبر شاشات التلفزيون. “الشنوي شمبيوني'' لم يفوت أنصار مولودية الجزائر فرصة إجراء منتخبنا الوطني مباراته الودية أمام الغابون لتسجيل حضورهم بكل قوة و هم الذين ينحدر معظمهم من العاصمة، أضف إلى ذلك أن اللقاء جرى في الملعب الذي تستقبل فيه المولودية ضيوفها طيلة الموسم، وعليه فقد استغل “الشناوة” الفرصة للتعبير عن فرحتهم والاحتفال بلقب البطولة الذي حققه فريقهم شهر جوان الفارط، و عليه فقد كانت عبارات “الشنوي شمبيوني أبرز ما سمعناه في ملعب 5 جويلية، بالإضافة إلى العبارة الشهيرة لأنصار المنتخب الوطني “وان تو ثري فيفا لالجيري” التي دوّت الملعب قبل انطلاق المباراة. الفوفوزيلا سجّلت حضورها بقوة عشنا أمس أجواء كأس العالم الأخيرة، ليس فقط بتواجد لاعبينا الموندياليين بل لتواجد آلة ‘الفوفوزيلا' التي أصبحت شهيرة بعد مونديال بلاد العم مانديلا، فقد دوّى صوت هذه الآلة كثيرا في المدرجات طيلة اللقاء ومن تابع اللقاء عبر شاشة التلفزيون يكون قد خيّل له بأنه جرى في أحد ملاعب جنوب إفريقيا بالنظر إلى الأصوات التي تنبعث من الفوفوزيلا التي صار لها شعبية كبيرة عبر العالم. اللّه أكبر... زياية... زياية بعد المستوى المتواضع الذي أبان عنه الخط الأمامي ل “الخضر“ في المرحلة الأولى، راح الأنصار يطالبون بدخول هداف إتحاد جدة و وفاق سطيف سابقا عبد المالك زياية، حيث تعالت الحناجر منادية ب ‘الله أكبر... زياية.. زياية''، وقد استجاب الناخب الوطني رابح سعدان لطلب الأنصار و أشرك اللاعب مع انطلاق المرحلة الثانية. جبور يتحرر أخيرا ، لكن بهدف لا معنى له أخيرا تحرر جبور وفكّ العقدة التي طالته وطالت هجوم المنتخب منذ فترة طويلة، حيث سجّل ثاني هدف له في مسيرته مع “الخضر” في اللقاءات الودية بعد الهدف الذي سجله في مرمى الأوروغواي منذ عام، والثالث له إجمالا باحتساب هدفه في اللقاء الرسمي أمام منتخب مصر منذ سنة وشهرين، ومن سوء حظ جبور أن الهدف الذي سجله هذه المرة لم يكن حاسما بما أن المنتخب الوطني تكبد خسارة أخرى تضاف إلى خسائره الأخيرة. ظهور جلول في الشاشة وهو يمضغ “اللبان” أثار استياء الجميع في وقت كانت الجماهير متعصبة في المدرجات جراء المردود الهزيل الذي أظهره اللاعبون، طل سعدان ومساعده جلول زهير على الجماهير من خلال الشاشة العملاقة للملعب، وهما جالسين على مقعد البدلاء يتبادلان أطراف الحديث في هدوء تام، في وقت كان عليهما أو على أحدهما أن ينهض من أجل تقديم تعليمات للاعبين حتى يتمكنوا من العودة في النتيجة، لكن ليس هذا ما أثار استياء الجماهير فقط، بل أن مظهر جلول زهير وهو يمضغ “اللّبان” وعلامات اللامبالاة بادية على ملامحه هو ما أقلق مشجعي “الخضر” الذين غادروا متحسرين على حال منتخبهم أياما قليلة قبيل انطلاق التصفيات الإفريقية. الجالية الغابونية تُسجل حضورها سجل عشرات الغابونيين حضورهم في ملعب 5 جويلية لمناصرة منتخبهم على طريقتهم الخاصة وقد تفاعلوا كثيرا مع لقطات لاعبيهم ومع الهدفين اللذين دخلا مرمى الحارس مبولحي عن طريق قائد المنتخب دنيال كوزان وكذا اللاعب أوبامي نيوغ الذي يحمل الرقم تسعة. بلحاج “مازال على ديدانو” رغم الكلام الكثير الذي قيل بشأن انتقال نذير بلحاج إلى نادي السد القطري، وما سيترتب عنه من انخفاض مستواه بسبب ضعف البطولة القطرية، إلا أن المردود الذي قدمه اللاعب في مباراة أمس أظهر أنه لازال يتمتع بمستوى جيد حيث أبان عن اندفاع بدني كبير وانطلاقات سريعة على الرواق الأيسر، إضافة إلى أنه قدم لقطات فنية عن طريق مراوغاته وتمريراته الدقيقة نحو الزملاء. غزال سجل “هدفا غير شرعي” بعد صيام عن التسجيل لقرابة تسعة أشهر (أي منذ مباراة رواند في ملعب تشاكر بالبليدة)، تمكن مهاجم المنتخب الوطني عبد القادر غزال من فك عقدة التسجيل لكن بهدف غير شرعي في الشوط الأول، حيث احتسب الحكم المغربي وضعية تسلل على اللاعب غزال الذي لم يخرج من وضعيته بعدما سدد بودبوز الكرة نحو المرمى.