عكس ما كان منتظرا، لم يُشارك اللاعب الجزائري عدلان ڤديورة أمس في مباراة فريقه ولفرهامبتون أمام نادي ستوك سيتي، في وقت كانت مختلف التقارير الإعلامية قد أشارت إلى أنه سيُعوّض القائد الغائب كارل هنري المعاقب، لكن المدرب ماكارتي كان له رأي آخر ولم يعتمد على ڤديورة ولو دقيقة واحدة للمرة الثانية على التوالي بعد عدم مشاركته عن مقابلة أرسنال الأخيرة بملعب الإمارات، وهي وضعية تحدث للمرة الأولى مع إبن اللاعب الدولي السابق ناصر ڤديورة الذي ومنذ إلتحاقه بنادي الذئاب كان يلعب بشكل منتظم، حيث خاض 11 مقابلة بين 6 مشاركات أساسيا و5 بديلا. ماكارتي فضّل إدوارد ثم مليناس في الشوط الثاني وكان من المرتقب أن يلعب ڤديورة أساسيا بناء على ما قدمه خلال الأسبوع الماضي في التدريبات وحسب تقارير مختلف وسائل الإعلام، لكن في الأخير فضّل عليه ماكارتي اللاعب دافيد إدوارد، والغريب في الأمر أن مردود هذا الأخير كان متواضعا وهو ما جعل المدرب يُغيّره في (د59) ويدخل مكانه مليناس الذي لم يكن مرشحا تماما للعب (3 لاعبين كانوا يتنافسون على تعويض كارل من بينهم هذا الأخير) فيما فضّل المدرب أن لا يقوم بالتغيير الثالث، وبقي ڤديورة في الإحتياط للمباراة الثانية على التوالي، فيما لم يشارك أساسيا منذ 4 مقابلات. فقد ثقة مدربه منذ مقابلة أستون فيلا ويبدو أن مدرب ولفرهامبتون ماكارتي فقد ثقته في ڤديورة منذ مقابلة أستون فيلا التي عرفت إرتكاب عدلان خطأ كبيرا كاد يتلقى بسببه بطاقة حمراء 3 دقائق قبل نهاية الشوط ليُغيّره المدرب وقتها بعد نهاية المرحلة الأولى، واعتقد كثيرون أن الأمر يتعلّق بإصابة، لكن الأكيد أنه كان خيارا تكتيكيا ومن يومها وكأن ماكارتي غيّر نظرته إلى ڤديورة الذي كان يلعب جنبا إلى جنب مع كارل هنري، لكنه صار لا يلعب الآن حتى وزميله معاقب ب 3 مباريات، ما يؤكد أنه فقد ثقة مدربه. 24 دقيقة في 4 لقاءات تُخلط أوراق سعدان وقد إكتفى ڤديورة في آخر 4 مقابلات بلعب 24 دقيقة بعد مشاركته مرتين فقط وهو معدل ضعيف جدا بالنسبة إلى لاعب قيل الكثير عن إمكاناته ووضعته الإتحادية الجزائرية ضمن قائمة العناصر التي ستدعم المنتخب الوطني في تربص سويسرا، لكن مدربه ماكارتي كان له رأي آخر وأصر على خلط أوراق سعدان الذي مثلما تراجع عن تصريحاته بخصوص اللاعبين الذين لا يلعبون في فرقهم من العناصر الدولية الحالية قد يتراجع عن بعض المقاييس الأخرى المطلوبة في اللاعبين المستهدفين، خاصة أنه يكون قد حدد قائمته النهائية. كان ظلا أمام الهولندي الشهير “رود فان نستلروي”... عنتر يحيى أساسيا، غطى أخطاء زملائه ولا يتحمّل الخسارة رهن نادي بوخوم بعضاً من فرصه في الإبتعاد أكثر عن المنطقة الحمراء، بعد الهزيمة غير المستحقة مساء أمس أمام هامبورغ على أرضية ملعب “رور” بمدينة بوخوم في إطار الجولة ال 32 من البطولة الألمانية، حيث كان بإمكانه حسم المباراة لصالحه خاصة في الشوط الثاني الذي ابتسم في مجمل دقائقه لرفقاء الجزائري عنتر يحيى الأساسي للجولة الثانية على التوالي. وكانت البداية لصالح هامبورغ الذي تقدّم في النتيجة بداية من (د18) برأسية “روبيرت تيشي”، وبعد عدة فرص ضائعة، أخذ رفقاء يحيى المبادرة ونقلوا الخطر إلى منطقة المنافس حتى (د32) أين تمكن الدولي السلوفيني “زلاتكو ديديتش“ من معادلة الكفة بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء. وبعد شوط ثان أتى في مجمله ل بوخوم، تمكن الهولندي الشهير القادم من ريال مدريد “رود فان نستلروي” من إجبار أحد مدافعي بوخوم على إدخال الكرة في مرماه في (د88). لاحق نستلروي حتى الدقيقة الأخيرة شارك عنتر يحيى أساسيا إلى جانب “مارسيل مالتريز” في محور دفاع بوخوم، تاركا القائد الألباني “ميراليم مافراج” على دكة البدلاء مرة أخرى، وقد كان الإختبار هذه المرّة أكثر قوة بتواجد إثنين من أخطر المهاجمين في البطولة الألمانية هما“فان نستلروي” إلى جانب الدولي الكرواتي “ملادن بيتريتش”، وكما بدا من خلال وضعية يحيى، فإن دوره الأساسي كان مراقبة الخطير جدا نستلروي، مهمة أفلح فيها الجزائري كثيرا، بداية من لقطة الهدف التي عرف فيها كيف يعزل الهولندي، لكن سوء التغطية من بقية المدافعين تسبّبت في تسجيله، وقد تسبّب الحصار الذي أحدثه يحيى على نستلروي إلى لجوء الأخير إلى التسديد من بعيد لأجل تفادي الالتحام مع يحيى، لتأتي (د88) أين أفلت نستلروي من يحيى لتلمس الكرة قدم المدافع “أندرياس يوهانسون” معلنة تقدّم هامبورغ وتحصله على النقاط الثلاث. الأفضل في دفاع “بوخوم” وأحسن من القائد “مالتريز” أجلس عنتر يحيى، بعد مستواه الباهر في الجولة الماضية، قائد الفريق “ميراليم مافراج” على كرسي البدلاء بعد إقتناع المدرب “هيكو هيرليش” أن مكانة الجزائري في صفوف دفاع الفريق هي شفاء الداء، وهذا إلى جانب القائد الجديد القديم “مارسيل مالتريز” في وسط الدفاع، لكن أداء مالتريز يوم أمس لم يكن في مستوى ما قدّمه يحيى الذي غطى في كثير من المرّات على الهفوات التي إرتكبها زميله، حيث أنقذ مسجّل هدف “أم درمان” فريقه من عدة فرص سانحة، لعلّ أبرزها إبعاده كرة من أمام مرمى فريقه في منتصف الشوط الأول، وانفرادين كاد على إثرهما هامبورغ مضاعفة النتيجة، وقد تسبّب فيهما زميله مالتريز. تألق كبير من السلوفيني “ديديتش” شهدت مباراة بوخوم- هامبورغ تألقا كبيرا من الدولي السلوفيني “زلاتكو ديديتش“، زميل عنتر يحيى في صفوف بوخوم، فإضافة إلى تسجيله هدف فريقه الوحيد وبطريقة جميلة للغاية، شكّل ديديتش لوحده الخطر الأكبر على نادي بوخوم، إذ سدّد كرة ارتطمت بالعارضة في الشوط الأول، كما أهدر هدفين محققين على الأقل في الشوط الثاني وإثر عمل شخصي منه. ويأتي تألق الدولي السلوفيني تكملة للمستويات الراقية التي أصبح يقدّمها جولة بعد أخرى مع بوخوم، وهي أمور أسعدت حسب الصحافة السلوفينية كثيرا “ماتياز كيك” مدرب المنتخب السلوفيني قبل شهرين من “المونديال“، وباتت تشكّل تهديدا حقيقيا لمنافسيهم في جنوب إفريقيا، بداية من المنتخب الوطني الجزائري في الجولة الأولى. ولعلّ الشيء الإيجابي أن يحيى يعرف بالتأكيد خبايا زميله في بوخوم، وهو قادر على إيقافه. ---------- حدوش: “التحضير في المرتفعات أفضل حلّ لأجل تعويض النقص البدني” “فلندع سعدان يعمل لأنه يعرف ما الذي يقوم به” “لقاءان وديان لا يكفيان وكان من الممكن إجراء لقاءات تحضيرية مع المحليين” كيف أحوالك سيّد حدوش؟ أنا بخير وكلّ الأمور تسير على ما يرام، وأتمنى أن يكون الحال نفسه بالنسبة لكلّ الجزائريين. نريد أن نطرح عليك بعض الأسئلة المتعلقة بالمنتخب الوطني إذا أمكن؟ لقد امتنعت عن التصريحات عن المنتخب الوطني منذ مدة، وهذا حتى أترك المسؤولين والطاقم الفني يعملون في صمت وبكل راحة، لأنه لا يجب أن نؤثر عليهم... صحيح أنه من حقّ كل واحد أن يبدي رأيه، لكن هناك أوقات يجب فيها أن نترك الناس تعمل في هدوء لأن الشوشرة قد تؤثر عليهم، لكن يمكن أن نتحدّث عن أمور تقنية إذا أردت. أولا، نريد أن نعرف رأيك في مكان التربص التحضيري الذي اختاره الطاقم الفني بقيادة سعدان، والذي سيجري على مرحلتين بين سويسرا وألمانيا؟ في الحقيقة لا يمكن أن أجيبكم بوضوح عن هذا الأمر لأن سعدان الوحيد الذي يملك المعطيات اللازمة والتي حدّد من خلالها الأماكن التي يجري فيها التربص، فهو الوحيد الذي يعرف ما الذي تحتاجه تشكيلته. فلا يحض أن إختيار مكان التربص يجب أن يكون مدروسا ويخضع لعدّة معايير، لهذا يجب أن يقيّم سعدان مستوى لاعبيه وقدراتهم ويعرف ما الذي يحتاجونه... على العموم اختيار مرتفعات سويسرا يعني أنه يريد مضاعفة العمل، والتركيز على الجانب البدني، وهذا ينفع إذا كان اللاعبون ناقصين بدنيا، وعندما لا تتوفر لدينا المعلومات الكافية لا يمكن أن أجيبك بدقة. ماذا لو قلنا لك إن معظم لاعبي المنتخب الوطني يعانون نقص المنافسة، فمنهم من هو مهمّش في فريقه ومنهم من يعاني من إصابة، حيث يوجد حوالي 6 إلى 7 لاعبين يعانون نقص المنافسة، ما رأيك؟ هنا يمكن القول إن إختيار سعدان كان صائبا مئة بالمئة، فلا يوجد أفضل من المرتفعات من أجل التحضير البدني، فعندما تصعد للعمل في العلو تتضاعف الكريات الحمراء في الدم، وينشط الجسم بطريقة أفضل حيث يكون الأكسجين بكثرة، وهو ما سيزوّد اللاعبين بطاقة بدنية هائلة، سيجدون نتائجها عند النزول مرة أخرى إلى مستويات أدنى. وأعتقد أن سعدان درس جيّدا وضعية اللاعبين وعرف ما الذي يتوجب عليه القيام به، لكن هناك أمر يجب أن نشير إليه. تفضّل... لا يجب أن يقع كلّ شيء على رأس سعدان، فليس هو من يجب عليه تقييم الأداء البدني للاعبين، وبعدها الأداء الفني، وكذا مشاركتهم في أنديته وكلّ الأمور، يجب أن يكون هناك عمل جماعي ومدروس حتى تكون النتائج واضحة، فمثلا تحديد مكان التربص يجب أن يكون بمعية بعض الأخصائيين والذي يتفقون في الأخير على أن المكان المناسب هو في المرتفعات، فلا يجب أن نترك كل شيء يقع على رأس سعدان الذي قد يكون مضطرا إلى التفرّغ لأمور أخرى. سبق للمدرب الوطني أن طالب بضرورة تواجد كيميائي في المنتخب، إذن أنت توافقه الرأي؟ بطبيعة الحال، المدرب الوطني يعرف جيدا ما الذي يحتاجه، وهو يعرف كذلك أن بعض الأمور تستلزم دراسة علمية، وأعتقد أن مطلبه في محله، حتى يكون العمل الذي نقوم به عملا احترافيا. المهمّ من أجل العودة إلى موضوعنا لنقل إن اختيار مكان التربص كان ناجحا. هل يكفي التحضير وحده من أجل مساعدة اللاعبين على استدراك النقص البدني بسبب الغياب عن المنافسة؟ التحضير مهمّ للغاية، خاصة أنه سيكون طويل المدى، وهو ما يعني أن هذا الأمر سيكون دون شك مفيدا للغاية للاعبين المنقوصين بدنيا من أجل استرجاع إمكاناتهم، لكن بكل صراحة لا شيء يعوّض المباريات، فيجب أن نوفر أكبر قدر ممكن من المباريات الودية حتى نجهز لاعبينا جيدا. المنتخب الوطني سيجري لقاءين وديين، قبل الدخول في المنافسة أمام منتخبي إيرلندا والإمارات العربية المتحدة، هل تعتقد أنهما كافيان للتحضير؟ سيكونان دون شك مفيدين، لكن لا أعتقد أنهما كافيان، كنت أتمنى لو تمكن “الخضر” من لعب أكبر قدر ممكن من المباريات الودية خاصة من أجل اللاعبين الذين لا ينشطون كثيرا في أنديتهم، وهذا حتى نبقى في المنافسة ويبقى اللاعبون محافظين على وتيرة المباريات. لكن المشكل يكمن في تواريخ “الفيفا“، فلا يمكن للمنتخب الوطني أن يجري لقاءات ودية متى أراد، فهل هناك حلول في رأيك؟ هذا صحيح، تواريخ “الفيفا“ لا تساعد كثيرا المنتخبات التي تعتمد كثيرا على اللاعبين المحترفين، لكن كان يمكن أن نبرمج لقاءات ودية لمنتخب المحليين مثلا وندعمه ببعض اللاعبين الذين لا يشاركون في أنديتهم، فلا أعتقد أن قدومهم للعب كان سيضرّهم، وكان من الممكن جدا أن تنظم مباريات ودية أمام المنتخبات المحلية ل تونس أو المغرب مثلا، ونحن نستفيد على مرّتين، أولا منتخب المحليين يُحضّر نفسه، وثانيا نربح بعض المباريات في الأرجل بالنسبة للاعبين المحترفين الذين نستدعيهم للعب هذه اللقاءات. ماذا عن اللاعبين الجدد الذين يعتزم سعدان استقدامهم في المستقبل، هل تعتقد أنه قام بالخيار الأمثل بالنسبة للأسماء المتداولة؟ أنا أضع ثقتي في المدرب سعدان، وأعرف أنه إنسان يتقن عمله جيدا، ويعرف ما الذي يقوم به، لهذا يجب أن نتركه يعمل في هدوء، فلا أعتقد أنه يوجد واحد يمكن أن يعرف ما الذي تحتاجه النخبة الوطنية أفضل منه، لأنه هو من سيضع الخطة في الأخير، لذلك يجب أن نقف إلى جانبه، وندعمه، وأنا شخصيا أعتبر ما يقوم به أمرا إيجابيا. عنتر يحيى: “إصابتي لا تدعو إلى القلق وأطمئن الجزائريين” خرج عنتر يحيى يعرج بعد مباراة هامبورغ، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات ودفعنا إلى الإتصال به لأجل معرفة أدقّ التفاصيل، إلا أن قاهر “الفراعنة” أدحض كل الشكوك عندما صرّح قائلا: “فعلا، فقد تعرضت لإحتكاك قوي مع أحد مهاجمي نادي هامبورغ، إلا أنني أطمئنكم ومن خلالكم كلّ الجزائريين ألا يحملوا أي همّ ولا يقلقوا لأنها لا تدعو إلى القلق، بما أني تجاوزت إلى غاية الآن أصعب المراحل، وسأواصل التدريبات بشكل عاد تحسبا للمواجهات القادمة التي ستضمن لي تحضيرا جيّدا قبل المونديال القادم”.