نبدأ من تجربتك الجديدة في التدريب مع نادي لخويا والذي وصلت معه لنهائي كأس الأمير جاسم الذي خسرته في آخر المطاف في المباراة النهائية أمام العربي بعد مشوار مميز، كيف كانت المباراة النهائية وكيف تفسر هذه الخسارة؟ لقد حققنا بالفعل مشوار طيبا خلال هذه المنافسة وحققنا انتصارات هامة في الأدوار السابقة على الأندية القطرية الكبيرة مثل الريان والغرافة المدججين بالنجوم مثل البرازيلي جونينيو والإيفواري عبد القادر كايتا، فزنا بكل المباريات لغاية المباراة النهائية التي واجهنا فيها العربي الذي هو على الورق أقل مستوى من الغرافة والريان، لكن للأسف فريقي لم يظهر بمستواه المعهود، التعب نال منا جراء كثافة المباريات وتأثرنا بالغيابات الثلاث المسجلة لركائز الفريق يتقدمها المهاجم ديندان، بعد مرحلة أولى لم نقدم فيها الكثير حاولنا العودة خلال المرحلة الثانية لكن الأمور صارت أكثر تعقيدا بعد أن تم إقصاء أحد لاعبين بعد أقل من ربع ساعة من انطلاق هذه المرحلة، وفي الأخير تلقينا هدفا تافها في الدقائق الأخيرة. يبدو أنك محبط؟ ليس تماما، لكني آسف للاعبي الذين كانوا يستحقون التتويج بالنظر للمجهودات الكبيرة التي بذلوها والعمل الأكثر من جيد الذي قمنا به والمشوار الطيب الذي خضناه خلال هذه المنافسة، لكن أعتقد أننا خرجنا بفوائد كثيرة وهذه البطولة ستكون تحضيرا جيدا للأهم وهو الدوري الذي سينطلق قريبا. على كل حال الصحافة المحلية أشادت كثيرا بفريقك ووصفته بالاكتشاف؟ أكيد، الصحافيون تفاجأوا للمردود المقدم من الفريق مع أنه أنشئ حديثا فقط وصعد بعد أول موسم له لدوري المحترفين، لا أحد توقع أن فريقا جديدا مثله يقدم مثل تلك العروض لكن الأمر يختلف بالنسبة لي، كنت متأكدا من قيمة العمل الذي أنجزناه طيلة شهرين ونصف مدة إشرافي على الفريق، ما حدث لم يكن مفاجأة بالنسبة لي. المفاجأة كانت ربما إشرافك على تدريب هذا الفريق في أول تجربة لك في ميدان التدريب، نريد أن نعرف الطريقة والكيفية التي قادتك لهذا النادي وهذه التجربة الجديدة؟ لخويا ناد حديث النشأة، فعمره لا يتعدى العام، مسؤولوه اقتربوا مني الموسم الماضي بحكم تواجدي المستمر في قطر من أجل العلاج من الإصابة التي كنت أعاني منها، وطلبوا مني مساعدتهم بتوظيف خبرتي في سبيل هيكلة الفريق وانتداب لاعبين مميزين للفريق من الدوري الفرنسي وهو ما قمت به، كما قمت بضم محضر بدني وعملت على معالجة النقائص الموجودة، وقبل انطلاق الموسم ساهمت في كل انتدابات الفريق من المحترفين القادمين من فرنسا وعملت ما يمكن وصفه بعمل المناجير هنا طلب مني المسيرون الإشراف على الفريق كمدرب له، ترددت قليلا لأني كنت رفضت الفكرة الموسم الماضي والفريق كان في القسم الثاني لأني كنت أمني النفس بالعودة للميادين، ولما عادوا هذه المرة وبعد أن فكرت مليا وبعد إدراكي أن عودتي للعب باتت صعبة للغاية وافقت على خوض التجربة وأنا حاليا مدرب الفريق أشرف عليه منذ شهرين ونصف بعد أن دعمته بلاعبين مميزين وبطاقم فني كامل يعمل بجانبي. ألم تفكر في تدعيم الفريق بلاعبين جزائريين؟ بلى، فكرت في ذلك وعرضت الأمر على بوڤرة وحليش لكنهما كانا مهتمين أكثر بمواصلة اللعب في أوربا. ربما يكون هذا خلال الموسم المقبل، أو خلال الميركاتو الشتوي، هل لديك أسماء جزائرية معينة تود ضمها لفريقك؟ حاليا لا أفكر تماما في ذلك، نحن للتو كونا الفريق ولم نشرع في الدوري بعد، وتركيزي كله على تحقيق نتائج قوية فيه، الحديث عن تدعيم الفريق بأي لاعب كان في الوقت الحالي لا معنى له. خلال مباراة النهائي واجهت لاعبا جزائريا هو مدافع العربي بوعلام خوخي كيف وجدت أداءه؟ إنه لاعب جيد، ولقد لفت انتباهي فعلا خلال هذه المباراة وترك انطباعا جيدا. نفتح الآن ملف المنتخب الوطني، كيف تعلق على الأحداث المتسارعة، تعثر تانزانيا، استقالة سعدان والتفكير في بن شيخة؟ المباراة للأسف لم أتابعها لسبب بسيط أن الجو الحار هنا يجبرنا على برمجة الحصص التدريبية ليلا، والمباراة تزامت مع حصة تدريبية لكني تابعت تطور النتيجة وأعتقد أن ما حدث ليس مفاجأة تماما بل كان نتيجة حتمية للتراجع الكبير لمستوى المنتخب ونتائجه منذ نهائيات أمم إفريقيا، أمور المنتخب لا تسير بشكل جيد منذ فترة، في المباريات الودية قبل المونديال وما تحقق خلال كأس العالم وأخيرا المباراة الودية الأخيرة، للأسف انتظرنا كثيرا حتى جاءت هذه النتيجة التي تصدم فعلا حتى نستفيق. كل الفنيين يجمعون على أن سعدان تأخر في اتخاد قرار الاستقالة وكان عليه أن يقدم على ذلك مباشرة بعد المونديال، هل أنت مع هذا الرأي؟ حتى لو لم يقدم سعدان على هذه الخطوة بعد المونديال المخيب الذي خرجنا به وفضل البقاء، “الفاف“ كان عليها أن لا تجاريه وأن تستغني عن خدماته، لا شيء كان يجبرها على تجديد عقده كما فعلت، “الفاف“ برأيي لم تتحمل مسؤولياتها لماذا انتظرت حتى مباراة تانزانيا وهذا التعثر المخيب حتى تجد نفسها دون مدرب، ما حدث كانوا قادرين على تفاديه بتعيين مدرب جديد فور نهاية المونديال. هل تعتقد أن تراجع أداء المنتخب يعود بالأساس لخطة المدرب، لتوظيف اللاعبين أم لطريقة اختيارهم؟ أريد أن أسألك أولا كيف لعب المنتخب الوطني ويهمني أولا أن أعرف إذا ما كان لعب بثلاثة مدافعين في محور الدفاع؟ لعب بأربعة في الدفاع مع غزال على الجهة اليمنى، بلحاج على الجهة اليسرى وحليش مع بوڤرة في محور الدفاع؟ غزال على الجهة اليمنى، مستحيل؟؟، هل أنت متأكد. نعم على أساس أنه يلعب في فريقه في نفس المنصب؟ أبدا، غزال في المباراة الأخيرة لفريقه أمام جوفنتوس شارك كجناح أيسر تقريبا لم يلعب في الدفاع، كيف نوظف مهاجما في منصب ظهير أيمن، هذا غير معقول، هناك توظيف خاطئ والخطة لم تكن أبدا مقنعة، اعتماده على ثلاثة مدافعين كان دائما خيارا سيئا للغاية، هي خطة غير منطقية ولا أحد يعتمدها، للأسف هي لم تخدمنا هجوميا فنحن لا نسجل ولم تؤمنا دفاعيا بالنظر للأهداف الكثيرة التي دخلت مرمانا. هل يمكن أن نحمل سعدان المسؤولية لوحده؟ المسوؤل الأول دائما هو المدرب، لكن يجب أن لا نحمله المسؤولية كاملة، اللاعبون عليهم أن يقوموا بدورهم وهم لم يفعلوا وحتى “الفاف“ لم تلعب دورها ولم تتدخل في الوقت المناسب. هناك لاعب تراجع مستواه، نذير بلحاج وفي المباراة الأخيرة أمام تانزانيا بات لا يجيد حتى توزيعاته العرضية وتنفيذ المخالفات التي كان مميزا بها والظاهر أن انضمامه للعب في الدوري القطري سيؤدى لتراجع مستواه تماما، ما رأيك؟ لا يمكن أن نحمل الدوري القطري المسؤولية لسبب بسيط هو أن بلحاج وصل مؤخرا ولم يمض على انضمامه أكثر من شهر، حتى نقول إن تحويله إلى قطر أدى لتراجع مستواه علينا أن ننتظر بعض الوقت ونرى ماذا سيقدم خلال الفترة المقبلة. خليفة سعدان لم يتضح لحد الساعة بشكل رسمي لكن المدرب بن شيخة هو الأقرب، هل أنت مع مدرب محلي أم تفضل مدربا أجنبيا؟ لا أعرف المدربين المحليين الجزائريين لأحكم عليهم، لكني لست ضدهم، أنا مع مدرب جيد للمنتخب سواء كان أجنبيا أو محليا. برأيك ما الذي يجب القيام به حتى نعيد قاطرة المنتخب لسكتها الصحيحة؟ يجب القيام بأشياء كثيرة من الناحية التكتكية والنفسية، لكني لست قريبا من المنتخب ولا أعرف ما يدور حتى أحدد بالضبط أصل المشكل وأدوات العلاج، الناس الموجودون فيه هم من يعرفون ما يدور حاليا، أنا الآن ملاحظ فقط لا أكثر. سؤال أخير، ماذا لو تطلب منك “الفاف“ التخلي عن ناديك وتدعيم طاقم المنتخب الوطني، ماذا سيكون ردك؟ أعتقد أن مبادئي وتربيتي لا تسمح لي بالتخلي عن فريقي وعدم احترام عقد أمضيته مؤخرا، وبعد أن قمت بكل شيء بما في ذلك استقدام اللاعبين، لدي الكثير لأقدمه لمنتخب بلدي لكن الوقت ليس مناسبا الآن ربما بالخبرة التي سأكسبها من خلال تجربتي الحالية سأكون مؤهلا أكثر لدعم المنتخب الوطني.