ساسي.ص أثارت قضية إختيار نبيل فكير، نجم نادي ليون، لتمثيل المنتخب الفرنسي، بدلا من "الخضر" ردود أفعال واسعة في الساحة الكروية، فرغم تفهم العديد من المتتبعين لقرار هذا اللاعب الذي أملته عليه مصلحة مشواره الرياضي وبكونه فرنسي الجنسية ومن حقه إختيار منتخب "الديكة"، إلا أن آخرين أكدوا بأن قضية فكير تعيد الجدل حول فشل سياسة التكوين في الجزائر. وانتقد نجم الكرة الجزائرية الأسبق، رابح ماجر، اللغط الإعلامي الذي أثير حول قضية اللاعب الدولي الفرنسي، نبيل فكير، مشيرا في إتصال مع "الحوار" أن مسؤولي الكرة في الجزائر ركزوا على هذه القضية للتغطية على إخفاق المنتخب الوطني في كأس إفريقيا 2015. وأكد "صاحب الكعب الذهبي" أن نبيل فكير "من حقه إختيار المنتخب الذي يراه مناسبا لمشواره الرياضي، وعلينا بالمقابل إحترام هذا القرار،" مضيفا أن قضية فكير "تعكس مرة أخرى إفلاس التكوين في الجزائر، وكيف يجبرنا ذلك البحث على لاعبين من مستوى جيد وراء البحر بدلا من التفكير في إطلاق إستراتيجية لتكوين نخبة رياضية محلية." وأضاف نجم نادي بورتو السابق، أن اعتماد الاتحادية على العناصر المحترفة وإهمال اللاعب المحلي هي خطوة تجعل مستقبل الكرة الجزائرية على المحك، مؤكدا توفر الساحة الرياضية المحلية على مواهب شابة قادرة على تشريف الألوان الوطنية، وما على القائمين على شؤون الكرة إلا صقلها وإعطاءها الفرصة. وأشاد المدرب الوطني الأسبق بتجربة أكاديمية بارادو، مؤكدا أن "نجاح هذه المدرسة الكروية الحديثة يزعج بعض الأطراف على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وأرجو أن لا تجبروني على الخوض في هذا الموضوع.." وتساءل صانع "ملحمة خيخون" عن "الفائدة التي قدمها المحترفون الذين تقمصوا ألوان "الخضر" بعد 1990، وهو تاريخ آخر لقب إفريقي تحصلنا عليه بقيادة المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، وبلاعبين أغلبهم محليين"، مضيفا: "لم ننشط أي نصف نهائي لكأس إفريقيا منذ آخر تتويج، وهذا يعكس عدم فعالية الإعتماد على فكرة جلب المغتربين." ودافع ماجر عن رأيه بالإشارة أن التأهل الأخير للدور الثاني في كأس العالم 2014 لا يعد مقياسا لنجاح المنتخب الوطني باللاعبين المحترفين، فقد سبق أن تأهلنا إلى المونديال مرتين في الثمانينيات بمدرب ولاعبين محليين، ما يدل على أن الإعتماد على المنتوج المحلي في إطار إستراتيجية تكوينية علمية ستؤتي بثمارها لا محالة." كويسي :"فكير اختار فرنسا للذهاب بعيدا في مسيرته الكروية" أما اللاعب الدولي السابق للمنتخب الوطني، مصطفى كويسي، فقد قال أن فكير اختار اللعب لفرنسا لأن ذلك يخدم مسيرته الكروية. وفي تصريح خص به "الحوار" قال اللاعب السابق لسنوات الثمانينيات، أن التردد الذي انتاب متوسط هجوم نادي اولمبيك ليون هو انتظاره دعوة صريحة من الناخب الفرنسي، ديدي ديشان. وشبه كويسي قضية فكير بعدد من اللاعبين المغتربين الذين ترددوا في القدوم إلى "الخضر" على غرار فيغولي، يبدة، علي بن عربية، وبلماضي، الذين قال عنهم مدافع شباب بلوزداد السابق، أنهم اختاروا اللعب للخضر لأنهم تأكدوا أنه لا جدوى في انتظار دعوة من منتخب الديكة، عكس حالة فكير الذي يملك مكانة رفقة المنتخب الفرنسي المدجج بالنجوم. وفي الأخير، يقول كويسي: "لا يمكن إلا ان نحترم اختيار فكير للفريق الفرنسي، ولا يمكن أن نجبره على شيئ لا يريده، خاصة إذا علمنا أنه فرنسي المولد و النشأة فمن الطبيعي جدا أن يختار اللعب للبلد الذي تلقى فيه أبجديات كرة القدم." بسكري:"فكير مواطن فرنسي ولهذا السبب اختار منتخب "الديكة" وبدوره صرح المدرب السابق لمولودية الجزائر، مصطفى بسكري، أن فكير اختار اللعب لفرنسا لأنه فرنسي المولد، وبهذا الاختيار أراد متوسط ميدان نادي ليون السير على خطى زين الدين زيدان وبن زيمة، كما أنه اختار منتخب الديكة رياضيا لا أكثر ولا أقل. وأضاف بسكري قائلا: "صفحة فكير طويت، ويجب الحديث الآن عن اللاعبين الذين بإمكانهم القدوم للخضر وتقديم الإضافة سواء من المحترفين أو المحليين على غرار بلايلي، حشود شافعي وآخرين."