شكرا لكم سيدي لأنكم أبنتم و للمرة الألف عن المعدن الأصيل للشعب الجزائري الأبي الذي لا يتغير، و الذي ينحاز عند الخطوب بتلقائية لثوابته و يستميت مدافعا عنها. شكرا … لأنكم أسهمتم بقراركم المشؤوم في إيقاظ الضمائر الحية للنخب من الشعب، و التي انصرفت إلى الشأن الاجتماعي وتغاضت إما عمدا أو سهوا عن القضايا المصيرية للأمة. شكرا … لأنكم وفقتم في الكشف و بشكل جلي عن الوجه الحقيقي للشعب الجزائري الموحد و الموحد باجتماع كلمته من تبسة إلى تلمسان و من تيزي وزو إلى تمنراست، معترضة و منددة بخرجتكم الدخيلة لأنه شعب قد يخبو تحت وطأة الحاجة و أمام أبشع استدمار(استعمار) طيلة 130 سنة لكنه ما ينفك دوما ينبعث من جديد ينحني و لا ينكسر. –شكرا … لأنكم أيقظتم ابن باديس من عرينه في سيرتا الشامخة ليعيدها مدوية في وجه لافيجري و أذنابه : شعب الجزائر مسلم و إلى العروبة ينتسب من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب . شكرا لأنكم عجلتم ببعث الشهداء، عميروش و سي الحواس، بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد ليعودوا من جديد منافحين عن استقلال افتكوه عُنوة من شال و بيجار و سوستال و بابون و ديغول و غيرهم. شكرا … لأنكم أعدتم ضبط البوصلة نحو الوجهة الصحيحة بالكشف عن حقيقة الصراع وجوهر الخلاف في كونه صراع مبادئ و أفكار بين فريقين : المدافعين عن أصالة الأمة المطالبين بانفتاحها على الثقافات الوافدة مع تمسكها بأصولها من جهة و بين ثلة متنفذة، متلبسة حسبها بمفاهيم الحداثة و العصرنة تسعى جاهدة للانسلاخ بالجزائر عن عمقها الإسلامي و بعدها العربي و امتدادها الأمازيغي. متنكرة للوجه المشرق للحضارة الإسلامية محاولة طمس معالمها في الفكر و العلوم. و مبشرة من وجهة أخرى بقشور الثقافة الغربية في التقليد متنكرة لحقائقها في الحرية و الديمقراطية و احترام التنوع و الاختلاف. شكرا … لأنكم حركتم في المسؤولين على اختلاف مسؤولياتهم و رتبهم الشعور بالمسؤولية للتصدي لهكذا شطحات عبثية تستهدف الظهور و البروز من قبيل – خالف تعرف – و حثهم على العمل لوقف سيناريو الاستهتار بمقومات الأمة و محاولة النيل منها بالابتعاد عن سياسة الإلهاء تحت عنوان : -حل يبحث عن مشكلة- شكرا … لأنكم ذكرتم العلماء و شيوخ الزوايا و الأئمة بعمق الدور الهام المنوط بهم اتجاه الأمة في التربية و التوعية. شكرا … لأنكم أذكيتم لدى الكثيرين جذوة التصدي لمسعى العبث بمقدرات الأمة و الاعتداء على ثوابتها أو محاولة النيل من مقدساتها فلا نوم بعد اليوم. إذ الصمت جبن و السكوت تواطؤ و اللامبالاة مشاركة في الجرم و الاستقالة خيانة، فلا نامت أعين الجبناء. [email protected]