قال الشيعي حسن عبد الله: 2 – حديث الثقلين المتواتر ويدل على عصمة عترة النبي وهم الأئمة الطاهرون من أهل بيته من وجوه: أولاً : إن النبي أمر فيه باتباع أهل البيت على وجه الإطلاق بدون قيد أو شرط. ثانيا : أنه جعل التمسك بهم مانعاً من الضلال كالقرآن الكريم. ثالثاً : أنه صلى الله عليه وسلم قرنهم بالكتاب وأمر باتباعهما معاً. رابعاً: أنه صلى الله عليه وسلم صرّح بأنّهم لا يفارقون الكتاب، والكتاب لا يفارقهم. فهذه أربعة وجوه في حديث الثقلين تدل على عصمة عترة النبي.
ردا على هذا الشيعي أقول: أولا: قول الشيعي (حديث الثقلين المتواتر) أقول هذا كذب، رداً على دعوى أن الحديث صحيح يقول الإمام الرازي في المحصول "والجواب عن التمسك بالخبر أنه من باب الآحاد" "المحصول للرازي (606 ه) الجزء4 صفحة173" ويقول الأمدى في الأحكام "وعن الخبر أنه من باب الآحاد" "الأحكام للآمدي (631 ه) الجزء1 صفحة248" ثانيا: قول الشيعي (وهذا الحديث يدل على عصمة عترة النبي) أقول بل لا دلالة في الحديث على العصمة، ومن قال من علماء أهل السنة والجماعة إن الحديث دليل على العصمة ؟ ثالثا: قول الشيعي (أنه جعل التمسك بهم مانعاً من الضلال كالقرآن الكريم) إن كان التمسك بالعترة يمنع من الضلال فأي عترة يقصد ؟ العترة بتعريف أهل السنة أو بتعريف الشيعة بفرقها ؟ ثم وجدنا أن الشيعة مختلفون فيما بينهم فهذا يعتقد بأربعة أئمة وهذا بخمسة وهذا بستة وهذا بإثنى عشر فمن منهم متبع لأهل البيت ؟ مع العلم أن دعوى هؤلاء مشتركة في حب أهل البيت وأتباعهم ؟ ثم أن القول بأن اتباع العترة مانع من الضلال هذا مخالف لنصوص صريحة من القرآن الكريم يقول الله عز وجل: وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال: 74] فالله عز وجل وصف المهاجرين والأنصار بالإيمان، وهؤلاء المؤمنون بنص القرآن الكريم لم يعتقدوا بعصمة العترة، ولم يروى وجوب اتباع علي بعد رسول الله، ولا بأن اتباع العترة يعصم من الضلال، بل بايعوا أبا بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علياً رضي الله عنهم. رابعا : قول الشيعي (فهم لا يخالفونه في زمن من الأزمنة ووقت من الأوقات، فإذا كانوا كذلك كانوا معصومين) هذا الكلام ملزم للشيعي قبل غيره، فالقرآن والعترة لديهم مفترقان منذ غياب مهديهم المنتظر "يدعي الإثنى عشرية أن الحسن العسكري له ولد غير ظاهر، وأن هذا الولد هو المهدي واسمه محمد بن الحسن العسكري ويعد عندهم الإمام الثاني عشر، وأن هذا الولد غاب غيبة صغرى من سنة 260 ه إلى سنة 329 ه، ثم غاب غيبة كبرى من ذلك الوقت إلى يومنا هذا"، قبل حوالي 1200 سنة، فالتمسك بهذا القول يستلزم ظهور مهدي الشيعة الغائب، أو افتراق القرآن والعترة على فهم الشيعة الإثنى عشرية. خامسا: قال الشيعي (الثقلين) وذكر الكتاب والعترة، وهذا يطرح إشكالات: 1 – إما أن هذا الشيعي يقدم اتباع العترة على اتباع سنة النبي صلى عليه وسلم ؟ وهذا لا يقول به مسلم. 2 – أو يقول باتباع الكتاب والسنة والعترة وعندها يصير ثلاثة بدل اثنين. 3 – أو يقول إن السنة هي العترة وهذا محال، لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم تختلف عن سنة علي وباقي العترة على فرض التسليم بأن تعريف العترة في الحديث ينحصر في أئمتهم الاثنى عشر دون غيرهم. سادسا: أن الثقلين الذين في اتباعهم عصمة من الضلال هما الكتاب والسنة، لقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59] فالرد عند النزاع إلى الله والرسول وقوله تعالى: وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [النساء: 115] فاتباع الثقلين اللذين هما القرآن والسنة يعصم من الضلال. ملاحظة مهمة: في ردي على الشيعي استدل على اتباع القرآن والسنة بأية من كتاب الله عز وجل، بينما دليله هو فهم خاطئ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا مع فرض التسليم بتعريف الشيعة الإثنى عشرية للعترة، حيث أنهم حصروا العترة في علي وأولاده دون غيرهم.