ردا على هذا الشيعي، أقول : أولا : قال عن الشيخ أبي بكر أنه (نقل الحديث وبني عليه أموراً عجيبة ولوازماً غريبة ليس في الحديث المذكور ما يدل على واحد منها)، ثم في آخر الجملة قال، (فالنتيجة التي ذكرها هذا الرجل إنما أتى بها من جعبته المليئة بالحقد والعداوة والبغضاء والكراهية لشيعة أهل البيت)، أقول إن كان رد الأكاذيب المفترات على أهل البيت يعتبر كرها لهم، فماذا يقول صاحبنا في الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله، هل يأخذ بها أو يردها؟ فإن أخذ بها وقع في الحرام لأن رسول الله حذر من الكذب عليه، وإن تركها فقد اتهم نفسه بكره رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب الإلزام الذي حاول أن يلزم به شيخنا أبا بكر جابر الجزائري. ثانيا : إن الشيعي قال (فمن أي دليل استفاد أن اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بيته بعلوم أو معارف دون غيرهم يعد خيانة ؟) أقول بل صدق شيخنا في قوله إنها خيانة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة وليس فقط إلى علي وآله، فاختصاص آل علي بالعلم دون غيرهم يعتبر خيانة وحاشا رسول الله أن يكون قد بلغ آل علي العلم دون باقي الصحابة رضي الله عنهم. ثالثا : في قول الشيعي (وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء والكنجي الشافعي في كفاية الطالب)، أقول إن هذا الرجل لا يستحى من الكذب، فالكنجي هذا شيعي إمامي إثني عشري وليس سنياً، وكتابه كفاية الطالب هو كتاب في الدفاع عن عقيدة الشيعة الاثنى عشرية، والمؤلف له كتاب آخر اسمه (البيان في أخبار صاحب الزمان)، خصصه لمهدي الشيعة الاثنى عشرية، محمد بن الحسن العسكري. يقول الإمام الحافظ ابن كثير في وقعة عين جالوت بعد انتصار المسلمين على التتار (وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمين قبحه الله، وقتلوا جماعة مثله من المنافقين فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) " البداية والنهاية لابن كثير (774 ه) الجزء13 صفحة255 وقعة عين جالوت " بعد كل هذا يأتي من يستدل بالكنجي وكتبه على أهل السنة، بل الأدهى أنه يضيف كلمة الشافعي إلى اسمه. رابعا : قول الشيعي (لا نعلم أين يكمن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ثم قال (هذا الحديث لم تنحصر روايته من طرق الشيعة فقط، بل هو مروي من طرق أهل السنة أيضاً) ،أقول أن الكذب على رسول الله في أن تستدل بأحاديث ضعيفة وتنسبها لرسول الله كذبا وزورا، وكون الحديث في كتب أهل السنة لا يعني بالضرورة أنه صحيح. خامسا : استدلال الشيعي بحديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب)، أقول هذا الحديث موضوع، كما قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات " الموضوعات لابن الجوزي (597 ه) الجزء1 صفحة349″، والإمام الألباني في السلسلة الضعيفة والموضوعة " السلسلة الضعيفة والموضوعة للألباني الجزء6 صفحة519ا" سادسا : استدلال الشيعي بحديث (والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر) هذا الحديث لا يصح، بالرجوع إلى كتاب الاستيعاب لابن عبر البر" الاستيعاب لابن عبد البر (463 ه) الجزء3 صفحة1104″ نجد أن الحديث رواه (الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس)، الضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس وهذا ما ذكره الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال "ميزان الاعتدال للذهبي (748 ه) الجزء2 صفحة325 " سابعا : في قول الشيعي (وإذا صحّ عند القوم أن أبا هريرة الدوسي تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءان من العلم في فترة قصيرة من الزمن، فكيف يستبعد أن يتلقى علياً من رسول الله) أقول إن أهل السنة والجماعة لا ينكرون كون علي رضي الله عنه من أعلام الصحابة رضي الله عنهم، ولا ينكر أهل السنة أن النبي خص عليا ببعض الفضائل كما خص صحابة آخرين بفضائل أخرى، لكن ما ينكره أهل السنة أن يكون علي هو الناقل الوحيد والحصري لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يكون علي هو الوحيد العالم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثامنا : في قول الشيعي (فالشيعة يؤمنون بأن القرآن الكريم هو هذا الموجود في يدي المسلمين لم يزد فيه شيء ولم ينقص منه شيء)، هذا كلام الشيعي وليس كلام علماءه ولا يمكن أن ينسبه إلى الشيعة، كثير من علماء الإمامية الإثنى عشرية يعتقدون أن القرآن محرف والعياذ بالله، منهم على سبيل المثال الميزرا النوري الطبرسي، في كتابه فصل الخطاب وقد بينا ذلك سابقا. يتبع…