دعاء يرى محللون سياسيون أن "خرجة" الصحافة الفرنسية التي وصفت الإرهابيين المقضي عليهم بالبويرة بالمناضلين ليست بالغريبة، فقد كان لها باع في ذلك إبان العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، أين كانت تلك الصحافة تروج لفكرة "من يقتل من"، كما أشار أولئك المختصون إلى أن اللوبي الصهيوني العالمي يحاول استهداف المؤسسة العسكرية في الجزائر والتشويش عليها بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها في الميدان بشهادة معاهد دولية معنية بالأمر. وقال المحلل السياسي أحمد عظيمي في اتصال مع "الحوار" إنه لا يجب أن نربط بين "ما تقوم به الحكومة الفرنسية وصحافتها التي هي في غالبيتها لا علاقة لها بالحكومة، وإن اللوبي الصهيوني اليهودي يسيطر عليها". وشدد عظيمي أن "جل الصحف الفرنسية تسير تحت إشراف مسؤولين يهوديين ولما يريدون تشويه صورة معينة يقومون بذلك، ولما تطرقت الصحافة الفرنسية على غرار "لوفيغارو "ووصفت الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم من قبل قوات الجيش الشعبي الوطني بالمناضلين فهو عمل مقصود وليس استهداف السلطة السياسية في الجزائر لأنها صديقة للسلطة السياسية في فرنسا، بل أن المقصود هو المؤسسة العسكرية الجزائرية لأن هناك انزعاج داخل إسرائيل من قوة هذه المؤسسة إلى جانب الغرب، وبذلك هم يريدون تشويه صورتها"، فالقضية حسب عظيمي لا تتعلق بالجزائر كدولة بل بالمؤسسة العسكرية في الجيش. وأشار عظيمي بالقول أن "الصحافة الفرنسية معروفة ولها تاريخ مع الجزائر في هذا الشأن وهي تتلاعب دائما ونحن نتذكر أيام من يقتل من، وبالتالي فهي تعطي للمجموعة الإرهابية بعدا سياسيا بعيدا عن الإرهاب"، لكننا يقول عظيمي متعودون على الأمر رغم أن كل العالم اعترف بأن الجزائر قادت حربا حقيقية ضد الإرهاب، ومع ذلك تعود هذه الصحف وتتكلم عن أن الإرهابيين المناضلين، ولتعلم أن "النضال شيء والإرهاب شيء آخر، ليزيد بالقول "استعمال العنف لتحقيق أغراض سياسية ودينية هذا إرهاب في حدا ذاته". من جهته عبر أحمد ميزاب الخبير الأمني والمحلل السياسي في اتصال "بالحوار" عن اشمئزازه من خرجة الصحافة الفرنسية، معتبرا إياها "محاولة لتفريغ العملية النوعية التي حققها الجيش الشعبي الوطني من محتواها"، مشددا على أن "فرنسا لا تريد أن تقتنع بأن الجزائر مستقلة وأن الجزائر قادرة على تحمل مسؤولياتها والدفاع عن أمنها، فهي رائدة في مجال محاربة الإرهاب وأن المقاربة الجزائرية في محاربة الإرهاب صحيحة". وقال ميزاب "كيف لدولة تعاطفنا نحن معها لما تعرضت لعملية إرهابية في حادثة شارلي ايبدو وقلنا هذا إرهاب ونددنا بالعمل الإجرامي، وإذا بها هي اليوم، تؤكد بأن هذا ليس إرهابا، إنما نضال ، فعن أي نضال تتحدث وعن أي قضية موجود ليحقق هذا النضال. وأشار الخبير الأمني بالقول "أعتقد أن فرنسا تتخبط في شيء ما وعليها أن "تعلم أن المؤسسة الأمنية والجيش الشعبي الوطني خط أحمر لا يمكن المساس به لأنه قادر على ضمان أمن واستقرار الجزائر". وشدد ميزاب على أنه في الساعات القليلة القادمة سيكون هناك محاولات تصويب ومحاولة تدارك هذا الخطأ والقول أنه غير مقصود، ففرنسا حسبه تحاول اللعب على حبلين تارة نجدها تخاطبنا بلغة الرومانسية وتارة بلغة المستعمر ومرة تخاطبنا بلغة المشكك، ليس لها خطاب واضح وصريح تغيره حسب الأوضاع لا تستطيع أن تقتنع أن الجزائر على المستوى الأمني قادرة على ضمان أمنها وحدها . وحول مستقبل العلاقات بين البلدين وزيارة هولاند إلى الجزائر في الأيام المقبلة قال ميزاب ستحاول باريس تغطية ذلك رغم أن الخطأ الذي ارتكب اليوم لايمكن أن نتجاوزه لا بتصويب ولا باعتذار باعتبار أن الخطأ يكرس الثقافة الفرنسية اتجاه الشعب الجزائري".