ربط أمس المحلل في الشؤون الأمنية والدفاع الدكتور احمد عظيمي، في قراءته لآخر العمليات الإرهابية التي ضربت مدينة زموري التي أودت بحياة مواطنين عزل، بضرورة التصدي للظاهرة بتعزيزات تفوق الجانب العسكري والأمني، على الرغم من أهميتهما في تصويب الضربات لاجتثاث الظاهرة من جذورها، بنقاط أخرى ضمنها تحيين الخطاب المدرسي والديني، بالإضافة، لضرورة فتح مجال السمعي البصري لتوجيه أكثر للرأي العام الذي أصبح محصورا في غالبيته بين القنوات العربية وأخرى غربية أكد انها تعمل وفق إيديولوجيات وأجندة خاصة عادة ما تتنافر مع المصالح والمبادئ الجزائرية . وفي هذا السياق، أعرب المحلل العسكري، والأستاذ بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور احمد عظيمي، عن أن الضربات الإرهابية الأخيرة، هي تعبير من طرف هذه الجماعات على أنها موجودة، وتحاول إبراز أنها لا تنتظر للرد بكل الوسائل التي تمتلكها لتقتيل الأبرياء والتنكيل بهم، لاسيما بعد الضربات المتتالية والموجعة التي تلقتها من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن المشتركة. وقال عظيمي (الذي سبق وان رأس دائرة الإعلام بوزارة الدفاع الوطني) في اتصال مع '' الحوار'' أمس الأحد، إن القضاء النهائي على ظاهرة الإرهاب، يتطلب جهودا أخرى تتغلب في عمقها على الجانب الأمني والعسكري بالرغم من أهميتهما على هذا الصعيد، مضيفا ان العمل مايزال ناقصا لاجتثاثها من الجذور، موضحا أن ذلك سيتأتى من خلال إصلاح البرامج الدراسية، التي يرى المتحدث أنها ماتزال المدرب الأساسي للتلاميذ والطلبة في الجامعات. وأضاف الدكتور عظيمي ''وعلاوة على النقص الفادح في دور المؤسسات التربوية، نجد ان حتى المسجد لا يزل لا يقوم بذلك الدور المنوط به، اما من خلال السماح بالخطاب الراديكالي أو حتى السكوت على توجيه الناشئة'' يضيف عظيمي مردفا. وأشار المتحدث بالقول ''إن النقطة الثالثة، التي أحمّلها تفشي الظاهرة، هي نقص التوجيه الإعلامي للمواطن الجزائري''، حيث قال إن النهوض في هذا الجانب يتطلب تفعيل دور التلفزيون وفتح المجال للسمعي البصري، مستشهدا أن الأغلبية الساحقة من الرأي العام في الجزائر تتابع الأخبار من خلال قنوات عربية وغربية، مبرزا ان دور الدعاية وتوجيه المعلومة سيتقاطع أحيانا مع مصالح واديولوجيات القائمين على هذه القنوات. وحمل حديث المحلل السياسي والعسكري، الدكتور احمد عظيمي في حديثه ل '' الحوار'' ان القضاء الكلي على الإرهاب مرتبط تمام الارتباط بحل المشاكل الاجتماعية كالبطالة والفساد المالي، مشيرا إلى أن هذا العامل سيحرم هؤلاء الإرهابيين من استغلال هذه المسائل لتجنيد القصر والشباب المراهق، الذي لا يملك أحيانا الإمكانية لشراء كوب قهوة أمام مغريات عصابات المال والإرهاب والمخدرات.