الماريكان، هو الاسم المتداول عندنا لما نتكلم عن الولاياتالمتحدةالأمريكية كما هو معروف، هي عبارة عن ولايات بمثابة دول اتحدت فيما بينها حتى صارت اليوم ذلك الغول الذي يخافه الجميع، فلا مجال للمقارنة مثلا بين دولة خليجية بكاليفورنيا الولاية التي يفوق عدد سكانها 35 مليون نسمة، أو مثلا ألاسكا بالشارقة، لكن "الحق الحق"، تجربة الإمارات العربية التي اتحدت وشكلت نموذجا ناجحا مقارنة بالجزائر وباقي الدول العربية الأخرى التي ما زالت تتخبط باحثة عن السبيل الأمثل الذي يرقى ويسمو بها لمصف الدول المتطورة، تعد مشروعا ناجحا. هذه الأفكار راودتني عند سماعي لقرار ترقية وزيادة 10ولايات منتدبة بالجنوب، وبينما أنا أحلم أن نصبح يوما كالولاياتالأمريكيةأوالإمارات العربية، حتى ظهر الملعون بأنيابه بارزة من شدة الضحك على حالنا، قاطعته وقلت، يا أيها الملعون، لما أنت مسرور، ما الذي جرى لك؟، قال، ألم تسمع بالجديد؟، قلت، وما هو الجديد؟، قال ستغير الجزائر اسمها من الجمهورية إلى الولايات المنتدبة الجزائرية، وهكذا يتحقق الحلم وتصبح الجزائر مثل أمريكا، قلت أتسخر مني يا ملعون؟ قال، لا لكن الأمر مدعاة للسخرية حقا والضحك، أتتصور أن زيادة الولايات المندبة هو الحل الذي سيخرج الجزائر من أزماتها المتعددة ؟، قلت له ربما، قال، لا يا عموري القضية قضية إرادة، إرادة يتبناها الجميع موالاة ومعارضة، سلطة وشعبا، كفاكم من الحلول العشوائية والهروب إلى الأمام. المشكل الحقيقي يكمن في عقلية التسيير التي ينتهجها أغلبية الجزائريين، فمبدأ نفسي نفسي، الآفات العديدة الموجودة عندكم كالنهب والاختلاس والمحاباة واستعمال النفوذ والخيانة وووو.. كلها متحدة لضرب المجتمع، ستصبح حاجزا أمام أي خطوة في الطريق الصحيح، فحتى لو صارت الجزائر دولة إسلامية وبها هذه الآفات وكان حاكمها عمر بن الخطاب لما تغير في الأمر شيء( فيق يا عموري، أنت وخاوتك)، كلام إبليس طبعا.