ليلة البارحة خرجت عن المألوف وطلبت من صديقي إبليس أن أجري معه حوارا صحفيا مثل باقي الحوارات التي نقوم بها مع رجالات الفكر والسياسة وافق بطبيعة الحال لكنه اشترط عليّ أن يكون على الصفحة الأولى للجريدة، ضحكت وقلت أيها الملعون أيعقل هذا؟ قال ولما لا ؟ هل الأشخاص الذين تحاورونهم أفضل مني؟ أنا أقدمهم في النضال ولي خبرة وتجربة طويلة؟ قلت له موافق لكن لي شرط عندك، قال تفضل قلت له يجب أن آخذ صورة معك لنشرها، قال ضاحكا اطلب أي شي إلا هذا الطلب غير القابل للتنفيذ، لكن سأعوضك مكانه بخبر سوف يزلزل الساحة الإعلامية والسياسية في الجزائر، قلت وما هو؟ اسرع اخبرني بدون مقدمات، قال عبد المؤمن خليفة سيخرج من السجن ويؤسس حزبا يدخل به المعترك السياسي وسيحدث ضجة لا قبل لها، والله يا جماعة افتجأت حقا لهذا الخبر، بقيت ساكنا صامتا حتى سألني ماالذي جرى لك يا هذا ؟ قلت له صحيح ما تقول، وكيف؟ قال اسمعني يا عموري الخليفة بريء وكل الأدلة والبراهين تؤكد ذلك، براءته وخروجه من السجن أمر مفروغ منه وفكرة الحزب الذي بالمناسبة اسمه حزب السراق ؟ قلت ماذا حزب السراق ؟ مادهاك هل هذا معقول أيستطيع أحد أن يتجرأ ويسمي حزبا بهذا الاسم ؟ قال نعم مادام هناك عدد لا بأس به من السراق وعلى جميع المستويات من أميار، فنانين ووزراء ونواب، مواطنين بسطاء ووووووو لماذا لا يؤسس حزب يجمع شملهم ويوحد صفوفهم وبهذا تصبح نشاطاتهم مشروعة، أفضل أن يمارسوا نشاطهم في السر وهذا ما يشكل خطرا على استقرار وأمن الدولة. قلت له والله إنك إبليس حقا لقد أتيت بفكرة لم يسبقك إليها أحد من قبل ولكن يا ملعون إذا كان الخليفة بريء مثلما تقول فلماذا يكون على رأس حزب مناضلوه وأعضاؤه سراق قال إنها الشرعية يا عموري………. الحمد لله إنه منام فقط.