بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ" أشراط الساعة كبرى وصغرى، والفرق بينهما أن الكبرى يعقبها قريبا قيام الساعة، ويكون لها تأثير كبير ويشعر بها جموع الناس، أما الصغرى فقد تتقدم على الساعة بزمن وتقع في مكان دون مكان ويشعر بها قوم دون قوم، وسنبدأ هنا بذكر العلامات الصغرى، مستقريا إياها من الآيات والأحاديث الواردة في ذلك، متحريا الدقة وصحة الأحاديث وثبوت الآثار. أن يصبح أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع من علامات الساعة مجيء زمان يصدق فيه الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن فيه الخائن ويخوّن الأمين، ويلي أمر الناس السفيه ويوسد الأمر لغير أهله، فعن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاللا تذهب الأيام والليالي حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع، وقال صلى الله عليه وسلم يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع وقال صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكعولكع بن لكع هو الردئ الذي لا يحمد على خلق، وعند العرب هو العبد السيء، واستعمل اللكع في الدلالة على الحمق والجهل، ولذا يقال للرجل لكع، وللمرأة لكاع فيصبح هذا أسعد الناس بالدنيا من مال وجاه ومراكب فارهة وبيوت واسعة، لأنه لكع ويكتسب المال بكل سبيل ويتصرف مع الناس على أهوائهم فحصل الدنيا. تداعي الأمم على الأمة الإسلامية موقع نهاية العالم تداعي الأمم على الأمة الإسلامية من العلامات التي تقع آخر الزمان قريبا من الساعة، تكالب الأمم على الأمة الإسلامية لكن الله عز وجل حافظ هذه الأمة، والذي يتصفح التاريخ يجد أن الأمة الإسلامية خاضت حروبا كبرى وقعت عليها مصائب والله حافظها ومؤيدها، فقد اجتمع النصارى في الحروب الصليبية، فنصر الله المسلمين عليهم، واجتاح التتار الدول الإسلامية فرد الله كيدهم، وفي عصرنا تمالا اليهود والصليبيون، والأمل بالله كبير في عودة المسلمين لدينهم ليعود النصر لهم (((ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز)))(1)(كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)))(2). عن ثوبان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاليوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟، قالبل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل، وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت (3). و((القصعة)): وعاء يؤكل فيه وكان يتخذ من الشجر غالبا. و((الغثاء)):ما يجيء فوق السيل، مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره. و((الوهن)):فسره النبي صلى الله عليه وسلم، بحب الدنيا وكراهية الموت. وهذا الحديث من دلائل النبوة وعلامة من علامات الساعة، فقد تداعت أمم الكفر كما تتداعى الأكلة على قطعة الطعام، وسبب هذا الهوان ليست القلة من المسلمين بل هم كثر ولكنهم غثاء وزبد كالذي يحمله السيل لا وزن له، وهذا حال الأمة اليوم فقد تجاوز عددهم الألف مليون لكنها كثرة كما لا كيفا، فالمهابة تنزع من قلوب أعدائهم فيستخفون بالمسلمين فيحاربونهم وتغزونهم، وذلك عندما قذف الوهن، وهو حب الحياة وكراهية الموت.