عامر دراجي أكد المدير العام بوزارة التجارة عبد الرحمن آيت عبد العزيز ل"الحوار" أن التحقيقات التي قامت بها الوزارة ونتائج تحاليل المخابر المركزية، تؤكد استبعاد فرضية وفاة شيخ عمره 66 سنة وطفل لا يتعدى عمره 11 سنة ببلدية قايس ولاية خنشلة مؤخرا، بسبب تناولهم لمادة الكاشير. ومباشرة بعد الحادثة فتحت المصالح المختصة بوزارة التجارة تحقيقا معمقا للوصول إلى الأسباب التي أدت إلى حالات الوفاة مدعومة بالتحاليل النهائية التي أجريت بالمخبر المركزي المختص بباستور، وجاءت النتائج نافية للفرضية التي تقول إن الكاشير الفاسد هو سبب هلاك الطفل رضا هارون الذي وافته المنية بعد تأثره بفيروس داء البوتيليزم بعدما أرغم في وقت سابق على البقاء في الإنعاش لمدة شهر بمستشفى باتنة، رفقة 8 أشخاص آخرين يشتبه في إصابتهم بنفس الداء، الذي يرجح أن مادة "الكاشير" المتكون من مواد منتهية الصلاحية هي المسبب الأول له، وقد خلفت هذه الحادثة موجة استياء وسط سكان قايس الذين لم يخفوا امتعاضهم وغضبهم من المتسببين في سقوط ضحايا بهذا الداء باعتباره من الأمراض التي انقرضت منذ أعوام ومازالت تعاني منها شعوب الدول الفقيرة. في حين أن من بين المصابين التسعة الذين أدخلوا المستشفى، غادرت حالتان بعد أن مثلتا للشفاء فيما ظلت خمس حالات أخرى تخضع للعلاج بمصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي حيث علمت "الحوار" أن حالتهم جد حرجة. وبالرغم من تأكيد وزارة الصحة في بيان لها في وقت سابق على أن حالات التسمم التي سجلت بولايتي باتنةخنشلة كان سببها تناول مادة الكاشير لأنها لم تكن في شروط حفظ مناسبة، ما أدى إلى ظهور حالات الإصابة بمرض "البوتيليزم"، وأن التسمم الذي تعرض له الأشخاص التسعة الذين لا يزالون يرقدون على أسرّة مستشفى باتنة الجامعي كان سبب إصابتهم بداء البوتيليزم. ويعد هذا الداء من أنواع التسمم الغذائي الخطير، وهو عبارة عن جراثيم بكتيرية تفرز مادة لاتوكسين التي تهاجم الجهاز العصبي للمصاب بها، وينشأ هذا النوع من البكتيريا في اللحوم فقط ومختلف منتجاتها عندما تكون في حالة غير صالحة للاستهلاك وتنتقل لجسم الإنسان بعد استهلاك تلك اللحوم أو الكاشير او المصبرات التي تكون غير صالحة للاستهلاك، ويذكر بأن أول ظهور لهذا الداء كان بولاية سطيف نهاية التسعينيات، حيث شهدت كارثة أدت إلى وفاة 44 شخصا.