كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية عن اتصالات سرية بين أحزاب كاديما والعمل وليكود لتشكيل حكومة يرأسها زعيم الأخير بنيامين نتنياهو تهدف إلى محاولة إخراج الأحزاب الدينية المتشددة الفائزة بالانتخابات الأخيرة من التشكيلة الحكومية. كتبت صحيفة هآرتس الليبرالية في افتتاحيتها ''بنيامين نتانياهو سيكون رئيس الوزراء''، بعدما كانت دعمت خلال الحملة الانتخابية منافسته تسيبي ليفني رئيسة حزب كاديما الحاكم، وتابعت الصحيفة ''الخيار بات بين أيدي نتانياهو، وفي مساعيه لتشكيل غالبية، يمكن لزعيم اكبر أحزاب المعارضة اليمينية التحالف إما مع اليمين المتطرف والمعسكر الديني أو السعي لتشكيل أوسع تحالف ممكن بإشراك كاديما وإذا ما عمد إلى الخيار الأول، سيضمن نتانياهو تحقيق غالبية 65 نائبا من أصل ,120 وان كانت مثل هذه الغالبية كافية حسابيا لتشكيل حكومة، إلا أن وقعها قد يكون كارثيا على الصعيد الدولي، وقيام حكومة ملتزمة بتوسيع الاستيطان ومعارضة لأي تسوية مع الفلسطينيين تقوم على مبدأ السلام مقابل الأرض، وهو ما يدعو إليه اليمين المتطرف، قد يتسبب بخلاف مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما التي تبدو اقل استعدادا من الإدارة السابقة لمنح إسرائيل دعما غير مشروط. وأيد نتانياهو نفسه خلال حملته الانتخابية تشكيل حكومة موسعة، معترفا بأنه ارتكب خطأ حين كان رئيسا للوزراء (1996-1999)، باعتماده بشكل كامل على اليمين المتطرف، وأفادت مصادر قريبة من الليكود انه على استعداد لعرض اثنتين من الوزارات الثلاث الأساسية في حكومته المقبلة (المالية والخارجية والدفاع) على كاديما بشرط ان يوافق على الانضمام إلى حكومة برئاسته. ولم يستبعد بعض قادة كاديما هذا الاحتمال، وفي طليعتهم وزير الدفاع السابق شاوول موفاز الذي يعتبر من الصقور وهو يطمح لتسلم هذه الحقيبة مجددا، على ما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي. كما ان نائب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة حاييم رامون وهو من قادة كاديما المقربين من ليفني، لم يرفض فكرة تشكيل حكومة موسعة، لكنه اعتبر متحدثا للإذاعة العامة انه ''لو كان نتانياهو يرغب حقا في مشاركتنا، لما كان سعى لتشكيل حكومة من اليمينيين المتطرفين والدينيين المتطرفين''.، وان كان نتانياهو يظهر في موقع المسؤول الوحيد القادر على تشكيل حكومة جديدة على ضوء توجه الرأي العام الإسرائيلي الى اليمين، إلا أن بعض نواب حزبه لا يسهلون عليه المهمة، ولا يملك الليكود اكبر كتلة نيابية في الكنيست حيث فاز ب27 مقعدا من أصل ,120 مقابل 28 لكاديما، كما سيبدأ الرئيس شيمون بيريز يوم الأربعاء مشاوراته مع ممثلي الأحزاب الكبرى بهدف تشكيل الحكومة الجديدة.، وفي حال عين نتانياهو، فستكون هذه أول مرة يدعى فيها مرشح لم يحصل على اكبر عدد من النواب، لتشكيل الحكومة، وأمام رئيس الوزراء المعين مهلة 28 يوما قابلة للتجديد لمدة 14 يوم، من اجل تشكيل حكومته، وفي حال فشل في ذلك، يعين الرئيس مرشحا جديدا. وعزز اليمين موقعه بشكل كبير في الانتخابات التشريعية وحافظ حزب كاديما الوسطي على حجمه ولم تتخط خسارته مقعدا واحدا، فيما انهار اليسار.