كثيرا ما يأتيك الخير من حيث لا تحتسب، وتفتح الأبواب التي لم يدر في خلد الإنسان يوما أن يدلف إليك منها الخير، وكما قيل ''رب يوم بكيت فيه، فلما صرت في غيره بكيت عليه'' يعلم القاصي والداني المناصر والمخاصم أن بريطانيا جاءت بالإفك والبهتان العظيم حين زرعت بين حنايا الأمة العربية الكيان الصهيوني، منذ ربته وليدا إلى أن اشتد على سوقه ، وفعل فعلته التي فعل وهو من الظالمين. وحين تدرك أن التسخير لنصرة القضايا العادلة قد يبرز فيه المحسوب ضدك، ويعوق مسيرك فيها المحسوب عليك، تدرك حينها مقولة أهل الفكر والرؤية الثاقبة وتقييم أخلاق الناس واتجاهاتهم لما قالوا : ''كم ممن ليسوا معنا وهم معنا''... أقول هذا متعجلا ماتداولته الأنباء عن المبادرة التضامنية التي يتوجه فيها النائب البريطاني ''جورج جالاوي'' المعروف بمناصرته للقضايا العربية السبت 14-2-2009 بقافلة إنسانية من بريطانيا إلى قطاع غزة مرورا بدول أوروبية وعربية. وتنطلق القافلة التي اختير لها شعار: ''قافلة الحياة من أجل فلسطين'' من ساحة منيستر بجوار ساعة ''بيج بين'' في لندن، حيث يتوقع أن تضم عشرات الشاحنات في مشهد غير مسبوق في بريطانيا، يتقدمها عدد من سيارات الإسعاف والدفاع المدني. وستمر القافلة بعدة دول، هي فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، وصولا إلى معبر رفح، في رحلة تستغرق 16 يوما. وعن دواعي المبادرة الإنسانية قال النائب في تصريحات صحفية: ''لقد اتصل بي الكثير من المواطنين متأثرين بمشاهد المأساة التي يبثها التليفزيون ويسألون عما يجب فعله، ولهذا أطلقت المبادرة كجواب على الأزمة المأساوية في قطاع غزة''. هذا ماقدموه فماالذي... ؟.