تكشف اليوم هوية الماسكين بأعلى هيئتين تسيّران كرة القدم الجزائرية، من خلال عقد الجمعيتين العامتين الانتخابيتين للفاف والرابطة الوطنية. ويتواجد في سباق انتخابات الهيئة الأولى مترشح واحد أو بالأحرى مرشح وحيد ممثل في شخص محمد روراوة وهو ما يؤهله بقوة لاعتلاء سدة حكم الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فيما يتنافس على الهيئة الثانية إطاران اثنان وهما محمد مشرارة وعلي مالك. وإذا كانت رئاسة الفاف قد حسمت مسبقا بناء على تواجد ''فارس'' من دون غيره في المضمار، فإن توقعات متتبعي الشأن الكروي الجزائري تتباين بخصوص من سيمسك بالزمام الإداري للرابطة الوطنية، وذلك بسبب طابع الندية الذي يلف ''النزال''، فالأطراف التي تتوقع فوز محمد مشرارة تستند إلى فكرة أن الرجل يعرف روراوة جيدا، حيث سبق أن عمل إلى جنبه في الهيئتين المشار إليهما خلال النصف الأول للعشرية الجارية، ودخوله السباق دليل - حسبهم - على استفادته من ضمانات تجيز له أن يتبوّأ مقعد رئاسة الرابطة، حتى أن مشرارة قال كذا مرة بأنه لن يقدم ملف ترشحه إذا لم يتقدم روراوة لسباق رئاسة الفاف. وفي الطرف المقابل، تفنّد بعض الأوساط المقربة من دهاليز تسيير الكرة الجزائرية من ''شكلية'' الانتخابات، وتجزم بأن علي مالك له من الأوراق ما يؤهله للعودة مجددا للمنصب الذي تركه مرغما الخريف الفائت، فهو - حسبها - يحظى بدعم عديد أعضاء الجمعية العامة للفاف ومثيل لهم من رؤساء الأندية، ثم أن الرجل متعوّد على سبر أغوار التسيير والاحتكاك بالفاعلين الأساسيين بخلاف مشرارة الذي يميل عادة للجانب التنظيري على حد رأي ''جماعة'' علي مالك. وبعيدا عن هذا ''اللغو البيزنطي''، يترقب المبتلون برياضة ''الجلد المنفوخ'' أن تسفر الانتخابات عن صعود رجلين مع ما لكلمة ''رجل'' من معنى في الوجدان الجزائري، يعيد لكرة القدم هيبتها، ويردع ''الصعاليك'' الذين عاثوا فيها فسادا، رجل حازم يصنع القرار بصرامة ولا يلتفت مثل ''الثعلب'' الجبان، يسمي الأسماء بمسمياتها ولا ينتظر أن يحرّك بالمهماز ليفعل هذا ويكف عن ذاك، وبعدها لا يهم من يفوز إذا كان فلانا أو علاّنا.